هـل تسعى لأن تكون كتاباتك في المنتديات مصدراً لحسناتك حتى بعد موتك؟

عـضوةٌ توفّيَت منذ أيّام – رحمها الله! لم تكن كبيرة في السنّ، فقد كان عمرها يناهز الثامنة و العشرين، و كانت في قمّة عطائِها! كانت دكتورة جامعيّة – أو هذا ما قرأتُهُ عنها!

كانت عضوة في منتديات لكِ – و كانت متميّزة، فقد حصلت على وسام التّميّز لفصل الصّيف! تُوُفِّيَت هذه العضوة منذ أيّام قليلة!

فلمّا عَـلِـمَـت إحدى العضوات بذلك، جمعت روابط مواضيع المتوفّاة و نشرتها، و طلبَت إلى القرّاء أن يدعوا لها بالرّحمة عند قراءتِهم لكلّ موضوع!

فلمّـا تَصَـفَّحتُ مواضيعها وجدتّها تحمل رسالةً سامية من دعوة إلى التّمسّك بالدّين و حضٍّ على مكارم الأخلاق و سعيٍ لإصلاح العلاقات!

لا أذكُرُ أنّي اطّلعتُ على مواضيعها في حياتِها، و لا أذكر أنّي أشتركتُ في حوار معها، و قدَّرَ اللهُ لي أن أقرأ كتاباتِها بعد موتِها بأيّام قليلة!

لا أخفيكم أنّهُ انتابني شعورٌ غريب و أنا أقرأ مواضيع عضوةٍ تُوفِّيَت للتوّ!

كانت تتكلّم بحيويّة و نشاط و حماس!

سبحانَ الله!

هل كانت تدري أنّها ستموتُ عمَّـا قليل؟

أعني، هل كانت تدري أنّ أحداً ما سيتصفّح مواضيعها بعدَ موتِها؟!

هكذا هو الموت!

يأتي فجأة، فينتزعنا من بين أحبابنا، و يقطع آمالنا، و يُـنهي أحلامنا، و يوقف أعمالنا!

لا يأبه الموتُ إن كان من سيُغيِّبُهُ صغيراً أم كبيراً، شابّاً أم شيخاً، صحيحاً أم سقيماً!

فالموتُ مأمورٌ، و لا يملِك إلا أن يطيع أمر مولاه (جلّ جلالُه)!

فإذا حضَرَ أجلُ أحدنا، وافته مَـنِـيَّـتُـه، و لا يهمّ حينها إن كان يتوقّع الموت أم لا!

و لا يهمّ إن كان مُستعدّاً للموت أم لا!

إنّها في القبر الآن!

سقطُ القلمُ من يدِها، و لكنَّ مواضيعَها لازالت تتكلّم بلسانها الذي توقّف عن الكلام!

تُرى، هل ستنفعُها تلك المواضيع؟!

هل ستزداد حسناتُها كلّما قرأ أحدٌ ما خَـطَّـت يـمـيـنُـها؟

استشعرتُ صدقها و أنا أقرأ ما كتبت!

لم أشعر بتصنّع و لا تكلُّف!

بَدَت لي موضوعاتُها كنسمة صيفٍ منعشة، نفرحُ بها في يوم صيف قائظ، و لكنّها تمرُّ سريعاً!

أسألُ الله بأسمائه الحسنى و صفاتِهِ العُلا أن تكون كتاباتها شاهداً لها، لا شاهداً عليها!

و لكن ماذا عنكَ؟!

و أنتِ!

ماذا عنكِ؟!

و أنتم!

و أنا!

هل سـتـنـفـعُـنا مواضيعنا و كتاباتُنا بعد موتـنا أم لا؟!

هل ستكونُ شاهداً لنا أم علينا؟!

أخي الكريم،

لا تجزع!

أختي الفاضلة،

لا تجزعي!

لازالت هناك فرصة للتغيير، فأنفاسُـنا لم تنقطِـع بعد!

و السّلام.


بقلم : المتــأمـــل

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *