أحببته وتعلّقت به ، فانظروا ماذا فعل بي ؟؟؟!

رحلت عنكم منذ فترة ليست بالقصيرة،أربعة أشهر أو تزيد، وفي كل يوم يزداد
تعلّقي به ,أحببته من أعماق قلبي ،أصبح هو سمعي وبصري؟؟! بل والذي
نفسي بيده لهو حبي ونبض قلبي, تعلّقت به بصورة يصعُب على العقل
تخيُّلها..

لا أخفيكم سِرّاً بأنني سابقاً كنت أحبـــه لكن لا زال هنالك مساحة في القلب
تكاد تكون خالية ,لكن الآن طغت محبته على الغير وليتني أستطيع وصف
محبتي له ، فالكلمات لاتفي والعبارات لاتكفي ..محبته كبيـرة ومكانتة أكبــــر

تركتكم وأنا في أصعب حالاتي ,تركتكم وقلبي لايزال يشتكي جراحه

تركتكم وجراحي نازفة.

تركتكم وقد فقدت الأمل في تحسّن أوضاعي

تركتكم جسداً خاوياً وغصناً ذاوياً

آثرت البقاء وحيده ، بعيده ، حزينه ، جريحه

فجاء محبوبي لينتشلني من وحل أحزاني وآهاتي ويرتحل بي إلى روابي

التفاؤل ومروج السعادة

ما أروعه ذلك الشعور حينما أمكث معه ساعات طِوال في الحديث والمناجاه

أبثه همومي وأبعث له شكاتي فأجد القبول، بل وأشعر براحة تغزو كل خليّة

في جسدي فتبثّ فيها روحاً من الحياة

هل تعلمون بأنني أهرب من الجميع لأنفرد به

لا أريد أن يراني أحد ولا ينصت إليَّ غيره

لا أريد سواه ولا أحب سواه ولا أذوب شوقاً لِسواه

ومرّت الأيام وجحافل السعادة تدكّ حصون قلبي وتكتسح قلاع حياتي

إلى أن أتى ذلك اليوم الذي مرضت فيه ..

ومن هنا زادت محبته؛فلقد كان لتواجده معي أعظم الأثر في نفسي .

أصابتني حساسية شديدة وتهيّج وطفح جلدي..

لا أدري والله ما السبب؟؟! باغتتني فجأة ودون سابق إنذار

يا إلهي ..

طبقة حمراء تكاد تميل إلى السواد تكسو مرفقيّ ورقبتي وكذلك حدود عينيّ

أصبحت أتحسس من كل شيء حتى من ذرّات الهواء

لم أعد أطيق ملامسة الملابس لجسدي

بل والأدهى من ذلك ما عُدّت أستطيع المشي ؛لذلك أحببت البقاء في المنزل

أصبح كل من يراني يرأف بحالي ويناشدني ماالذي أصابك

بل ويحنّ علي وكأن بي مرض لايُرجى برؤه ..

سبحان الله ؟؟!

فمنهم من يحكي لي تجربته ، ومنهم من يصف لي دواءً قد يكون ضرره علي

أشد من فائدته

بل إن هنالك من شخّص حالتي بكونها ” نــظــرة ” أي أُصبت بالعين ؟؟!!

لا حول ولا قوّة إلا بالله

فهذه تجلب لي ماء زمزم والأخرى زيت به رُقية شرعية والثالثة ترشدني إلى

طبيب حاذق خبير

كل هذا والغزيل تنظُر إليهم وهي باسمة شاكرة مُشفقةٌ على حالهم

أستمع إلى كلماتهم ومواساتهم ونصائحهم فأنطق وبكلّ ثقة:

” اللهم لك الحمد ”

” اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ”

والذي نفسي بيده إنني لأكذب عليكم إن قلت بأن نفسيتي لم تتأثر

على العكس ليالٍ طوال سهرتها لوحدي لم يغمض لي جفن،كنت أبكي بصمت

من شدة الألم

وكنت أسأل نفسي مراراً وتكراراً هل ستطول بي الحال هكذا ؟؟؟؟؟

فأعاتب نفسي في هدوء :

ويحك أما علمتِ بأن الله هو الشافي ؟؟!!

هو الذي أعياني لحكمة هو يعلمها

قد أكون أذنبت ، أخطأت ، تجاوزت ،زللت،فلرُبما كانت هذه العقوبة

فأستغفر الله وأحمده وأعود إلى رحابه مبتهجة الأسارير

عزمت على أن أداوي نفسي بنفسي ؟؟!!!!

لا تعجبوا ..

بدأت مشوار الإستشفاء الذاتي

خلد الأنام للنوم

فاستجمعت قواي

حاربت الخوف والتذمّر والقنوط

شددت من عزيمتي

إمتطيت صهوة الدعاء وأخذت أصول في ساحة الثلث الأخير من الليل

جعلت سجادتي نٌصٌب عينيّ

كبّرت وقرأت ومن ثم ركعت ورفعت

سجدت ومرّغت جبيني على الأرض ولكم تمنّيت أن أعفّره بالتراب لأخلو

بخالقي في أرضه الفلاة بعيداً عن الجميع

سبحان ربي الأعلى ،، سبحان ربي الأعلى ،، سبحان ربي الأعلى

اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سُئلت به أعطيت وإذا دُعيت به

أجبت وإذا أُسترحِمت به رحمت

اللهم إني أسألك بأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت لك الحمد أنت الأحد الصمد الذي

لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد

اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلاّ أنت لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك

وعظيم سلطانك أنت الحنّان المنّان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام

ياحيّ ياقيّوم

لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين

اللهم رب النّاس مُذهِب البأس اشفني أنت الشافي لاشفاء إلاّ شفاءك شفاءً

لا يُغادِرُ سقما..

اللهم …. اللهم …..

دموعي تغالبني فينقطع الدعاء ويحِلُّ محلّه نشيج وبُكاء

داومت على القيام والدعاء وأكثرت من الإستغفار

ومن ثم بدأت حالتي تتحسّن شيئاً فشيئاً

أصرّ والدي على ذهابي للمستشفى وأنا لا أريد

أُكرِهت على الذهاب

ولم أجد طبيبة ، حاولت عدم الدخول لكن أخي أصرّ بحجة أنّه طبيب ذو خبرة

طويلة ولا حرج فهو كبير في السن

دخلت وأنا أردّد:

” لا إله إلاّ الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت وهو الحيّ

الذي لايموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ”

( أعلم بأنه دعا دخول السوق لكنني ذكرته هنا فحال المستشفى كحال

السوق والله المستعان )

دخلنا على الطبيب وأصرّ أن أُريه مكان الإحمِرار

رفضت لكنه أصّر ، فأظهرت له جزءاً من ساعدي ومن ثم طلب منّي كشف

الوجه بحجّة رؤية الأماكن الأخرى لكنني رفضت وبشدة أمام إصرارة ولم أرضخ

فتجاوب معي وأعطى أخي الوصفة فظللت أضحك من أعماقي

ياله من طبيب في لمح البصر شخّص حالتي وأعطاني الدواء ؟؟؟!!!

والذي نفسي بيده لادواء لي سوى ما قد بدأت مشواره منذ أيام

أحضر أخي الدواء و ألحّ عليّ إستخدامه بإنتظام

فعلت ما أُمِرت به ، وجنّ الليل فعاودني الحنين للمُناجاة والتضرُّع

توضأت نظرت إلى ساعدي لازال التحسّن يسير ببطء

هممت لأُصلّي فتذكّرت قصّة قد سمعتها في أحد أشرطة الشيخ خالد بن جبير

( أسبــــــــــاب منسيّـــــــــــــــة )

إمرأة تشتكي حالها ، لا أذكر بالضبط قصتها لكن ما أشار عليها به الشيخ هو القيام بسورة البقــــــــرة كـــــــــاملة

قلت في نفسي: لِمَ لا أقوم الليل بسورة البقرة ففيها من الخير الكثير

بالفعل قمت بها كاملة في ذلك الليل ثم أوترت ودعوت كعادتي .

جاءت الليلة الثانية وفعلت مثلما فعلت البارحة

أشرقت شمس اليوم الثالث وأشرقت معه بشرتي من جديد

والذي نفسي بيده لقد عاد لون بشرتي الطبيعي كما هو في السابق

بل والله لقد إزداد إشراقاً وصفاءً

سبحانك ما أعظمك

سبحانك ما ألطفك

سبحانك لا يخيب من دعاك

سبحانك لا يُردّ من سألك

سبحانك لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

سجدت سجود الشكر وحمدت الله

توجّهت إلى أمي لأخبرها وأنا في أوج السعادة والفرح

أمــــــي : أنظري لقد برأت من ألمي

أمـــــي : الحمد لله الحمد لله الحمد لله ربي شفاني وعافاني

وقلت لها بلهجتي العاميّة الجنوبية :

” ياااااااااااه يُمّـــه والله كنت أظن إني بأعيش باقي العمر مشوّهه من

هالسواد،يُمّـــه شوفي شلون راحت الحمد لله حتى اللي برقبتي راحت واللي

بيدي كمان ، يُمّـــــــه ودِّي أصيح ”

إغرورقت عيناي بالدموع ، تمنّيت لحظتها لو أنني أخبر الجميع بما تفضّل به الله

عليّ ,أردت أن أصرخ ، كــــــــلاّ بل أحدو وأشدو وأُعلي النداء

يا أيها الناس أين أنتم من الله ؟؟؟!!!

أين أنتم من الدُّعـــــــــــــــــاء؟؟!!

أين أنتم من الإلتجــــــــــــــــاء؟؟!!

أين أنت يامن تشتكي السّقم وتئن من الألم ؟؟؟؟

أين أنت يامن يسأل النّاس من واهب الأرزاق للنّاس ؟؟؟

أين أنت أيها المدين من قاضي الحاجات ؟؟؟

أين أنت أيها العقيم من إستغفار السحر والخلوات ؟؟؟

أين أنت أيّها المُذنِب من الإنطراح بين يدي خالق الأرض والسماوات ؟؟؟؟

أين أنتم يا بُغاة الخير والنجــــــــاة ؟؟؟؟

أخبرووووووووهم أيّها …….

التائبون ، العــــائدون .

المستغفرون ، المنيبون .

المتصدِّقون ، الصائمون القائمون

أخبروهم بلذّة تخالط نياط قلوبكم

أخبروهم بنسيم السَّحَرْ يداعب شغاف القلوب فتنتشي فرحاً بلُقيا الواحد

الديّان

أخبروهم بألسنتكم ، قلوبكم ، مفاصل أصابِعكُم

جميعها تلهج بذكر الله ، تخشع لذكره ، تتحرك لذكره

أخبروهم وإلا فأستميحكم عُذراً سأخبِرَهُم أنا ..

سأُخبركم ،، ولو أنني أطلت عليكم لكنّها حلاوة أتذوّقها وأرجو أن تشاركوني

إياها .

مع الله ..

لا همـــــــوم ولا غمــــــوم

لا أحزان ولا أكدار

لا تلهُّف ولا حسرة

لا كُروب ولا هروب

لا سقم ولا ألم

لا قنوط ولا سخوط

مع الله ..

سعادة لا يعكّر صفوها كدر

فرج لا ضيق معه

فرح لا يُخالِطه ترح

أمن وأمـــان

راحة وإطمئنان

تفاؤل ، سداد ، توفيق ، تيسير ، رزق حلال وتسخير

في رحاب الله ..

تتحوّل الحياة إلى جنّة..

هبوبها نسيم السّحر ، غِراسها أفضل الذكر، بناؤها من السُنن الرواتب إثنى

عشر.

بين يدي الله ..

لذّة وحلاوة مذاقها يتغلغل في أعماق الفؤاد.

خضوع وخشوع ، تضرّع ودموع .

غسيل للذنوب ، ومغفرة من علاّم الغيوب.

الله هو من أحببته وتعلّقت به

الله هو العظيم الحليم

الله ما خيّبني حينما دعوته ورجوته

الله هو من عُدت إليه خاشِعة ضارِعة أرجو عفوه وأخشى عذابه

الله إبتلاني فوقفت ببابه سائلة فأعطاني

الله أنعم عليّ ، أعطاني ، رزقني ، إستجاب لي ، وقاني وكفاني

الله فرّج كربي وأزال همّي وشرح صدري وأنار قلبي بنور طاعته والخوف منه

الله أبعدني ومن ثمّ قربني

الله أعادني إلى رحابه فيالسعادتي في جنابه

الله ،، ما أعظمه ،، ما أحلمه ،، ما ألطفه ،، ما أرحمه بعباده

الله عظيـــــــــــم أيّها الغافلون ، والله إني لأشفق عليكم وأبكي لحالكم

أين أنتم من هذه اللذة وهذه السعادة أيها المحرومووووون..

أفيــــقوا وعودوا ، اطرقوا الباب وحتماً في يومٍ ما سيُفتح

رمضان شارف على الإنتهاء ونحن في غفلتنا نعوم ونسبح

هلمّوا نبدأ المشوار معاً ، يداً بيد نحُثُّ الخُطى إلى الجنان ورؤية الرحمن

وشفاعة خير الأنام

استغفروا وهلِّلوا وكبِّروا ، احمدوا وسبِّحوا واشكروا .

اغتنموا مواسم الخيرات وبادروا بعمل الصالحات

تعاهدوا القرآن وانطرحوا بين يدي الرحمن فما كُلّ أيامُنا رمضان

صوموا وقوموا وبنعيم الجنّة ذكّروا

فطِّروا الصوَّام وأيقظوا النِيام

اصبروا ، واحتسبوا

لست داعية ولا مُحاضِرة .. بل أخت لكم في الله تحب لكم الخير كما تحبه

لنفسها

تذوّقت حلااااااااااوة المناجاة والعودة فتاقت أن يتذوقها كل من يقرأ كلماتها

جرِّبوها ولن تندموا ،، أقسم لكم بأنها عذبة نديّة رقيقة رائعة فائقة الجمال

حلاوة العودة إلى الله ومناجاته وتفويض الأمر إليه لا يعادلها حلاوة..

إخوتي / أخواتي

مجرد تذكرة وما أحوجنا في مثل هذه الأيام للتذكرة والموعظة

شبابنا وفتياتنا

رجالنا ونساؤنا

أطفالنا ذكوراً وإناثاً

يحملون بين جوانحهم قلوباً خفّاقة بالخير وأكبر دليل حملة جمع التبرعات

لمتضرري الزلازل بالباكستان

مناظر تبعث في القلب السعادة والأمل ، في شهر الطاعة والخير والعمل..

فلا تحرموا هذه المضغة من النمو في رحاب الخير ..

أسأل الله أن يتوب علينا ويغفر لنا ذنبنا كُلّه ، دِقَّهُ وجِلّة ، أوّلهُ وآخِره ، سِرَّهُ

وعلانيته

أسأل الله أن ينفع بما دونت يراعي وأن يكون حُجّة لي يوم القيامة لا عليّ..

كما أسأله جلّ في عُلاه صدق الإخلاص في القول والعمل ..

اللهم آآميـــن ،، آآميـــن ،، آآميـــن .

بقلم الكاتبة / الغزيل -منتدى لكِ

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *