
" وطن النجوم ... أنا هنا
حدَق ... أتذكر من أنا
ألمحت في الماضي البعيد فتى غريرا أرعنا
جذلان يمرح في حقولك ....كالنسيم مدندنا "
حتى الثمالة عشقت هذه الأبيات
منذ صغري رددتها آلاف المرات
كلما طاف بي ذكرى أو لمحت طيرا في السماء
دائما كنت أنا هناك
ولكن الفتى كان فتاة
ما الفرق

آه يا وطني...
يا نجوم الليل الساطعة ...أنسيت تلك الفتاة على بيادر القمح ترقبك
ببراءة الأطفال تحاول أن تحصي عددك...
أتذكر يا نوار اللوز...يا زهر التفاح ....تلك الصغيرة التي كانت تبكي
خوفا عليك من تساقط النوار غافلة إن الثمار قد عُقدت وحان للوريقات أن تغادر
يا حقل السمسم.... أنا فتاتك التي كانت تعبث بسنابلك تهز أجراسك الذهبية
لتتساقط حبيبات السمسم على كفيها ...
وأشجار المشمش ...كم تسلقتها بحثا عن حبات بلون العسل
وثمار الدراق كم قطفت منها
وشجرة التين العجوز التي احتضنت طفولتي
بين أغصانها كان بيتي وملعبي
أتذكرين يا عناقيـد العنــب المتدليــة
شقاوة الأطفال.... وعبث الصغار
و ذاك الطابون البلدي حيث ملجئي في الشتاء
ألتمس دفء الجسد ودفء المعدة...
يا أوراق الخريف المتساقطة
أتذكرين طفلة اختبأت بين أكوامك
لعبت..عبثت... وقعت... صرخت فرحاً

أتذكر يا وطني
يا كرم الزيتون...كم وكم التقطنا حباتك الزمردية
وأنت يا شتلات الزعتر ...يا أوراق الخبيزة
يا عطاء ربي لأهل الأرض
كم ركضنا ولعبنا
كم لهونا وبكينا
أتظن يا وطن النجوم
أني سأعود يوماً إلى هناك