ترعرع في بيت يملوءة الحب والتقوى وطاعة الوالدين
بالبيت الجد القدوه والأب التقي والأم الحنون وأخوة يلهو معهم هنا وهناك

دارت الأيام وصار عمر الفتى أربعة عشر عاماً حين بدأت حياتة الجديدة تظهر للعيان
وأصبحت بوادر المرض تلوح على تقاسيم جسمة وبدأت رحلة العلاج والمعاناة
وطرح كل طبيب زارة رأية وطريقة علاجة ، وبعد إجراء عدة عمليات أتضح الأمر

أنة مرض عضال أنة ... " ضمور العضلات "

كانت الصدمة قوية علية وعلى كل أفراد الأسرة ودارت الأفكار والمخيلات المستقبلية
وجالات كل المقترحات والأراء وخاصة طرق العناية في رأس كل فرد منهم


فهذا المرض يأخذ طريقة في الجسم ببطئ وكأنة الموت البطئ حيث تضمر في كل مرة عضلة
من عضلات الجسم ليصبح المريض وكأنة مصاب بالشلل العام ثم توفية المنية


وبداْ المرض بأرجلة حتى صار لا يتحرك سوي بالمقعد المتحرك او بمساعدة شخص آخر ثم يدية
حتى صار شبة مشلول لا يحرك جسمة الا بنسبة 20% تقريباً ومعتمد كلياً على مساعدة الآخرين
وهو شاباُ في الأربعين من العمر ، له طموح بالحياة والعيش الكريم





وبمرور السنين تعود هو ومن معة من أسرتة على التكيف في طريقة سير الحياة اليومية
وقد سخر الله له أختان حنونتان يحبانة ويخافان علية حتى من نسمة الهواء
قمست كل واحدة جدول يومها على اساس " نصف اليوم لها .. ونصف اليوم له "
ولو خرجت أحداهما ، الأخرى لا تغادر البيت بتاتاً لترعاه وتقف على طلباتة من كل شئ



وعلى عكس بعض المصابين بمصائب الدنيا بإتجاههم الى الطرق الغير سوية
بحجة أنهم يريدون نسيان ماهم به من نقص ويتمنون الموت لأنهاء ما يشعرون به

نرى ان الجميل ما في هذة القصة ان المريض سلك الطريق السوي بعد صدمة مرضة
بجعل كل ما يقربة الى الله من أولوياتة وصار بمثابة مرجع ديني " شيخ " لأسرتة

فلا يفوتة ختم القرآن شهرياً ... ولا برنامج ديني هادف في قناة في التلفاز
ولا تفوتة صلاة في وقتها ... ولا صيام الأثنين والخميس ... مطيع لوالدية ... كثير الصدقة
يواصل أرحامة بهاتفة النقال ... ويحث أسرتة على إتباع الخير ، ولا يتفوة الا بما أحب الله ورسولة



أنة أنسان عظيم في تحملة ... قوي في صبرة ... راضي بما كتب الله له
يحبة كل من يراه ويجالسة ، لأن طريقتة بالكلام سهلة وبسيطة ومرحة
وفي مجلسة كل ماهو مفيد بما يحبة الله ورسولة ويحث على الخير والصبر

هذة قصتنا التي عايشناها منذ سنين مع الأعاقة الحركية
وهي واقع يحدث في بيت أهل زوجي، أنة عم أولادي وكم أحب ان يكون قدوة لهم في حياتهم



أتمنى من كل مصاب الأقتداء به في الصبر وخشيتة من الله تعالى
فهي رسالة قصيرة تحكي همسة بواقع حقيقي ومعاصر

شفى الله أبناءنا وأبنائكم ، ودامت الصحة تاج على رؤس الجميع
اقبلوا ودي ... الفالحة