انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
عرض النتائج 31 الى 40 من 40

الموضوع: ¸.•´♥ رواية غريب الدار ¸.•´♥

  1. #31
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    سمية باستنطاق: أنك تعرف كل شيء،أليس كذلك؟
    أشاح جمال بوجهه، فأمسكت ذقنه وجعلت وجهه يستقبل وجهها وسألت بغضب:إنك تعرف كل شيء،أليس كذالك؟
    عاند فأقسمت فقال بمرارة:ومن لا يعرف حكاية جيني ألبرت، لقد أخبرتني باربرا أخت ميتشل كل شيء،ألم يكن سجانك ميتشل؟لقد كانت سجّانتي أخته؟
    معتز مثل المسطول: أنا لا أفهم !إي أسر وأي سجان؟ من لويس !؟ من جيني!؟من أنت يا خالة سمية!؟
    جمال بمرارة:إن جيني ألبرت هي سمية،إنها سراييفو في البوسنة والهرسك، إنها غروزني في الشيشان.
    سمية بحزن:أخرج ما في صدرك؟
    قال بنفس مضطرب:في صدري بركان،(سكت لحظة)عندما بدأت باربرا تسخر مني لأني عربي أمازيغي بربري، تصفني بالوحشية، تحرمني من الذهاب إلى المسجد، تحبسني، تقلل من حصة الطعام التي تخصني،كنت أقهرها بصمودي فإذا بها تقهرني وتخبرني كيف يعذبك أخوها في الأسر(وقف ثم بسط ذراعيه وتمايل مثل الطائر المذبوح ونادى بألم)إذا كنا نحن البربر وحوشا،ومنا الأكابر والأفاضل ومنا ابن كثير وابن بطوطة وعباس بن فرناس ومنا القائد العظيم يوسف بن تاشفين . فمن هم؟إن قاموس الوحشية لا يجد في مفرداته كلمة تصف همجيتهم وحقدهم.
    معتز بذهول:وكيف يعذبها؟
    تشبث جمال بقميص معتز وقال غاضبا: ألم تسمع!؟ ألم تفهم!؟ ألم تعقل!؟ أسيرة..وماذا يُفعل بأسيرة؟
    صرخ محمود بـ (كفى) أما معتز جلس القرفصاء غطى وجهه بذراعيه وبكى وقال:لم كل هذا؟

    جمال بحزن وألم: لأنها أمي المحامية الشهيرة الدكتورة جيني ألبرت، وابنة عائلة شهيرة بأنهم أساتذة القانون في فرنسا، التي أسلمت بعد أن تزوجت أبي(ضحك ساخرا)الذي نسي إسلامه، كانت تدافع عن قضايا المسلمين في منصة القضاء،تفتح ملفات نسيها الزمان، ملفات المذابح التي أركبت في الصين الشيوعية في عام 1954 تفتح ملف مذبحة أحمد أباد في الهند عام1970، المذابح في بنغلاديش عام1971 مذابح صبرا وشاتيلا في عام 1972 مذبحة الحرم الإبراهيمي في عام 1994 مذبحة سربرنيتشا في البوسنة و الهرسك عام 1995 قانا في جنوب لبنان 1996 ومذبحة أطفال بيسلان في الشيشان عام 2004و الكثير،الكثير، صوت الحق الذي كان يدافع عن المسلمين، في البوسنة والهرسك، في الشيشان، في فلسطين، في كشمير،مصيره أن يُكتم،ومصير من يفتح تلك الملفات ويدافع عنها بمنصات القضاء، أن يورد اسمه بملفات الإرهاب ذاك الطريق الذي مضت عليه سمية. كنت أرى صمودها في المحاكم تدافع عن المسلمين، المسلمين الذين لا يتقنون إلا السكوت والبكاء و الدعاء والقعود لانتظار عهد الخلافة الذي سيخلصهم.
    نظر إلى معتز وقال بألم ليكمل فصول القصة المريرة:سجنت، تخلت عنها عائلتها، ومات أبوها كمداً، ثم تخلى عنّي أبي، فأنا ابن الإرهابية جيني ألبرت،وسيؤثر وجودي معه على مركز البروفيسور العلمي،فدفع المال لكونزالس ليتبناني، وبعد سنين، استيقظ أخوها لويس من غفلته فقام بمساعدتها ومساعدتي على الهرب، جاء بنا إلى هنا،استأجر لنا منزلا متواضعا، وترك لنا بعض النقود ورحل،فهو لا يقدر على مجابهة عمه القاضي الظالم الذي حكم على سمية بالسجن و القهر، وبعد عودته قُتل مسموما بعد أن أساؤوا لسمعته.

    كانت سمية تجلس على الأريكة منهكة، تذرف الدموع وتستمع، محمود يجلس بجانبها، يحتضنها ويمسح دموعها، وفجأة...توقف بكائها، وأغمضت عينيها وفقدت وعيها، جلس جمال ومعتز عند قدميها بدأ الاثنان يناديان ويبكيان :أماه، استيقظي يا أماه.
    أما محمود حملها نقلها إلى المستشفى مع جمال ومعتز.



    طال الانتظار..كانت سائدة عند الباب تنتظر بلهفة حتى تطمئن على سمية، أما جمال ومعتز ومحمود، كانوا أبعد، وقف معتز فجأة وقال باكيا: ليتني ما سألت..كم أنا غبي..(ثم تضرع بصوت عالٍ وقال)يا الله،لا تجعلني أفقد أمي مرتين.
    كان جمال واقف ينظر من خلال النافذة فانتفض بسبب الفكرة السوداء التي قد اشتعل دخانها في رأس معتز،قال مفزوعا:لا تقل هكذا! إن حدث هذا فلن أخسر أمي فقط ، بل سأخسركم!
    معتز وهو يمسح دموعه: ماذا تعني؟
    جمال يهذي: سأعود متشردا كما بدأت!إلى أي مؤسسة دار أيتام سأعود إليها!
    محمود بحزم: لا تقل هكذا!
    جمال بهستيرية:وما الذي يربطني بكم؟ كيف لي أن أعيش بينكم إن ماتت أمي وتزوجت غيرها.
    فزع محمود للفكرة أكثر وقال بغضب: كفى يا بني!
    بكى جمال وقال بانهيار: أنا لست ابنك..أما آن لنا أن نستيقظ ..لقد خدعنا أنفسنا كثيرا!كيف لي أن أجلس حول أمي ومحمود أثناء تناول الغداء، كيف لي أن أجلس حول أمي ومحمود في غرفة المعيشة...وفي آخر الليل حينما أنام فوق كتبي كيف...
    لطمه محمود على وجهه وصرخ:كف عن العويل...ستكون أمك بخير.
    جمال بكي وتضرع: يا ربي لا تحرمني من أمي ، ومن أبي محمود ومن أخي معتز..
    عانق محمود جمال، وعانق معتز أباه وجمال، وبدأ جمال ومعتز يبكيان على صدر محمود.
    وإذا بسائدة تصفق ثلاث مرات،فانتبه لها الثلاثة وقالت مستنكرة:لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، جنّ أبناء أخي!
    مسح الثلاثة دموعهم فقالت:لقد خرجت الطبيبة للتو..
    وسكتت! أمسك محمود ذراعيها وقال بحزم: كيف حال الحبيبة؟ هل هي بخير؟
    سائدة مازحة: إيه الحبيبة! ألا ليتني سمية!
    قال محمود بحزم: كفي يا سائدة ليس هذا وقت مزاحك، كيف حال سمية؟
    سائدة تبتسم:إيه يا عاشق سمية، كل الحكاية أن سمية أرهقت نفسها في الفترة الأخيرة ونسيت أنها حُبلى.
    الثلاثة بدهشة: حُبلى!
    سائدة تبتسم:هي لم تكن تعلم..إنها تحمل طفله في أحشائها.
    قام محمود واحتضن سائدة فعصرها،لقد كانت أمنيته أن يرزق منذ زمن طويل ببنت من سمية ، ركض إلى زوجته،فقالت سائدة ضاحكة: كأنها المولودة الأولى.
    أما معتز أمسك وجهها بكفيه وبدأ يقبل خدها فضايقها، نفضته وقالت مازحة:أف..ماذا تطعمكم لتحبوها؟
    معتز مازحاً: رأب الصدع!
    ضحك جمال، ثم عدّل نظارته وتأمل سائدة، إن معتز يحمل خفة الظل من عمته، بل يشبهها في ملامحها،أمسك معتز بيد جمال ليدخله وقال مازحا: كفاك تتأمل عمتك كأنك تراها لأول مرة!




    تحلّقت العائلة حول سمية في غرفة نومها فقال محمود: هيا لنختار اسم البنت،لنسأل الأخ الأكبر جمال أولاَ؟
    جمال يبتسم وقد أعجبته الأخ الأكبر: ميس...ميس أخت ميسون رحمها الله.
    معتز بتأثر:أجل، ميس ستكون مثل أختها ميسون!
    محمود بفرح وغبطة:ميس!هل ستكون مثل أختها المشاكسة ميسون؟
    ابتسمت سمية وقالت: بلى ميس،ستحمل رقة محمود،وستحمل قلب جمال،وستحمل طيبة معتز(نظرت من خلال النافذة)وشجاعة خالها لويس.
    الثلاثة:نريد أن تكون سمية.
    جمال بغبطة وقد عدل نظارته فتأمل، سرح ونسي نفسه فقال:ميس! إنها الحب الذي طال انتظاره سيربط حب محمود بسمية، وستكون أختي التي تربطني أكثر مع عائلة محمود،ستكون أختي وأخت معتز، سأناديها يا أختي، ويناديها معتز يا أختي،ستكون لي أخت تنادي محمود يا أبت.
    ثم سجد لله شاكرا، أما معتز فقال مازحا:الله! الله! الله!شاعرية منقطعة النظير(ثم نظر إلى سمية وقال) أتعلمين يا أمي؟ حينما صار جمال يبكي ويولول في المستشفى وينادي(جعل صوته حادا) ما الذي سيربطني بكم،ما الذي سيجعلني أعيش بينكم...ساعتها!.. تمنيت لو أن جمال،ابن الفرنسية جيني ألبرت، كان بنتاً واسمها جميلة لأتزوجها،أخ.. ما كنت أفلتها من قبضتي.
    مد جمال ذراعيه شاكرا لله وصرخ: أحمدك يا رب، جعلتني جمالا ولم تجعلني جميلة، أنقذتني من قبضة معتز.
    ضحك الجميع، وعندما رجع جمال إلى غرفته أحرق المجلة...
    وبعد أيام حينما دلف محمود إلى منزله،أحس بأن شيئا مميزا في غرفة الجلوس قد تغير، كانت الأريكة التي جلس عليها في المحل التجاري تنتظره في المنزل،وأخرى لسمية، أريكة محمود،هدية من جمال،وأريكة سمية، هدية من معتز.

    ثم وصلت الهدية التي رزق الله عائلة محمود بها..ميس الجميلة.

  2. #32
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة قبل الأخيرة¸.•´♥الطريق إلى الأندلس .•´♥


    ::
    ::


    http://www.youtube.com/watch?v=PDoYXseuSLw

    ::
    ::

  3. #33
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    أحبت ميس الصغيرة أخوها الأكبر جمال،تحب أن تنام وهي تستمع إلى صوته حين يقرأ القرآن، أو ينشد لها فتنام، يداعبها فتضحك، وتحب أخوها معتز، تحبوا نحوه إذا رأته، يلاعبها فتضحك، وعندما يرجع والدها محمود، ترفرف بذراعيها تريد الطيران لتصل إلى أحضان أبيها مشتاقة، كانت ميس فرحة العائلة، بل جعلت علاقة الأخوة بين جمال ومعتز تتوطد أكثر، وتعمّق الحب الأخوي بينهما.





    هو امتحان الثانوية العامة النهائي، كانت الساعة السابعة وجمال يمسك كتاب الكيمياء، وقد ملّ التمدد على سريره وهو يقرأ ويدرس، فجلس على مكتبه وأمسك بقلم ليحلّ مسألة، لمح ورقة جدول امتحانات الثانوية العامة فهي أقرب ورقة أمامه، أمسك القلم وأراد أن يكتب خلفها، وفجأة تأمل الجدول، وصرخ:يا الله! ماذا فعلت يا معتز؟!سامحك الله! سامحك الله!
    ركض معتز إلى الغرفة يسأل: أنا لم أفعل شيئاً! ما بك تصرخ؟
    جلس على الأرض وقال بانهيار: إن هذا جدول امتحاناتك أنت،كان على مكتبي فأختلط علي الأمر.. لقد درست الكيمياء بدلاً من الفيزياء.
    أمسك معتز البرنامج فشعر بالضيق الشديد، لأن جمال كان محقاً وبدأ يلوم نفسه: يا الله! سامحني يا أخي، لم أقصد إيذائك؟
    أسرع محمود إلى الغرفة ليفهم القصة، فركض جمال إلى أحضان محمود يبكي: أبي محمود لقد هلكت.. لقد هلكت..لم أنتبه للبرنامج،ضاع الوقت.
    محمود بقلق: استغفر الله، لقد اجتهدت طوال الأيام الماضية وحفظت الكتاب،إن مذاكرته سهلة...
    جمال مقاطعاً: ضاع التفوق، من أين لي بنفقات الجامعة؟
    محمود بحزم:وهل تظن بأني سأتخلى عنك يا ولد!؟أنت أغلى من مال الدنيا كلها.
    وصلت سمية متأخرة و هي تحمل ميس، فقالت فزعة: بسم الله الرحمن الرحيم.. ما القصة؟
    جمال بانهيار: لقد اختلط علي الامتحان، لم أدرس الفيزياء...
    وقفت ثابتة كعادتها و قالت بحزم:كفى سخافة، امسح دموعك، وتعال إلى الصالة لأحكي لك قصة الفيزياء.
    و مضيا إلى الصالة فقال معتز مازحاً: وقفت الدكتورة جيني ألبرت كالأسد تقول لابنها تعال لتعرف قصة الفيزياء.
    لكن محمود لم يبتسم فأحس معتز بالخجل.

    ::
    ::

    بكت ميس في وقت متأخر، حملها معتز واحتضنها وهمس:هش أيتها المشاكسة، أمك مشغولة مع أخوكِ الأكبر، وأباك يتعب طوال النهار فلا توقظيه.
    بكت فأنشد فزاد بكائها، رفعها بقوة وقال:أيتها المشاكسة، تحبين جمال فقط؟وأنا ألست أخوكِ أيضا؟
    انفجرت ضاحكه فمسح أنفه بأنفها، ثم احتضنها وجلس على الأريكة الهزازة لتنام، ومحمود يراقب حنو معتز من بعيد.





    غرفة استقبال الضيوف امتلأت بالأوراق والدفاتر، مرت الساعات وهما معاً، تخللها دخول معتز، ليحضر العصير أو بعض الشطائر أو الشاي، أو الماء، أو القهوة، وفي كل مرة ينظر إلى ملامحهما فيتجاهلانه، فيرحل بصمت، لقد كان متوترا، وصوت قدماه وهم تمشيان ذهاباً و إياباً، بالقرب من الصالة، فكان الصوت يؤنسهما ثم أذن الفجر، هو صوت الأُنس الحقيقي.
    خرج جمال ليتوضأ وعند الممر، لاحظ معتز واقف بالقرب من باب الصالة وقد أسند ظهره على الحائط والإرهاق بادياً على وجهه، قال جمال مازحاً: هل تنتظر أمام غرفة الولادة؟
    لم يضحك معتز بل أمسك بذراعه وقال معتذراً: أقسمت عليك أن تسامحني، والله لم أعرف النوم،أنا نادم يا جمال.
    توجه إلى المطبخ ومعتز يلحقه، صب كوب الماء ثم قال:فهّمني،لماذا وضعت برنامجك فوق مكتبي؟
    معتز: كنت قد وضعت كتابي فوق مكتبك والبرنامج بداخله، وعندما تناولت الكتاب سقط البرنامج.
    جمال مستنكراً:البرنامج مكتوب عليه، برنامج امتحان الثانوية العامة؟
    معتز بتحدي: أنت من كتبتها يا ذكي! لتشد من عزيمتي، حتى أجتهد أكثر.
    جمال مندهشا:حقاً! لماذا لم تقل؟لقد وقعت في المشكلة وحدك!
    معتز بشهامة:إنس الأمر، لم يكن الوقت ملائماً، انهيارك لجم لساني.
    كان جمال قد وضع كوب الماء على شفتيه وشرب فأردف معتز:يعني، دجاجة حفرت على رأسها عفرت.
    ضحك جمال فغصّ في شربة الماء، فطبطب عليه معتز وقال:بسم الله الرحمن الرحيم، أقسمت عليك لا تضعني في مشكلة أخرى،لا تغصّ فتزيد من العقاب،وانتقام أبي مني.
    جمال مندهشاً: كيف؟
    معتز:لقد حرمني من المصروف شهراً كاملاً، إي والله!شهراً كاملا! طبعا فأنت جمال الغالي على قلبه.
    رفع جمال يداه ضارعاً وقال:إي والله!الحمد لله الذي شفى صدور قومٍ مؤمنين( نظر معتز إليه نظرة غضب، فابتسم جمال وقال)لا تقلق، سأخبر عمي الحقيقة، إنها غلطتي.
    معتز:مشكلتي الكبرى مع أمك، إن أمك غاضبة، إنها تتجاهلني.
    جمال مازحا:لا يا عزيزي، إنها لا تغضب منك، فأنت معتز ابنها الغالي على قلبها(ثم قال)والآن اذهب وتوضأ حتى نذهب إلى المسجد فنصلي الفجر.
    معتز: والامتحان؟ يا رجل صلِّ هذا اليوم في المنزل,سيضيع وقت أكثر في الطريق إلى المسجد.
    جمال: هذا برأيك أيها المسكين (قال بحزم)اذهب وتوضأ.
    معتز مستكينا:حاضر..حاضر،كيف لي أن أعاند أخي الأكبر الذي يحمل نظرة أبي الحازمة.
    جمال وقد فرح من الجملة:هذا شرف لي.






    بعد تلك الليلة العصيبة، قدّم جمال الامتحان، واستبشر وبشّر العائلة، ثم نام ساعتين.
    لكن ميس المشاكسة، صارت تحبوا إلى الغرفة وأرادت أن تقف على أطراف سرير جمال، فحملها معتز وهمس: هش يا مشاكسة، دعي أخونا الأكبر ينام، فلم ينم بالأمس(وهمس)أجل أخونا الأكبر، هل تحبين أخوكِ الأكبر مثلي؟إنه هدية أرسلها الله إلينا يا ميس.
    نظر إلى جمال وتأمل نومه،ينام وهو يمسك مصحفه الصغير الذي لا يتركه، أراد سحب المصحف، فاستفاق، نظر إلى معتز، فسأل وهو يمسح وجهه:هل نمت كثيرا؟
    معتز: ساعتين فقط،آسف لأني أيقظتك، كنت أريد فقط أن أضع المصحف في مكانه.
    لبس نظارته وجلس على طرف سريره:لا عليك يا رجل،بالمناسبة لقد حدثت عمي بشأن العقاب، لقد أخبرته القصة، وأني المخطئ، لكن قال بحزم(ضخّم صوته)على معتز أن يتعلم النظام.
    جلس معتز بجانبه وقال:هذه صعبة (مسح على شعر جمال وقال)جهز نفسك للامتحان غدا ولا تخطئ في الجدول حتى لا يفرمني أبي.
    وضحك الاثنان، فضحكت ميس لضحكتهما.
    في نفس اليوم، ذهب إلى منزل ضياء ليدرس معه ومع عبادة الذي قال إن الجريدة ستذكر أسماء المتفوقين، وأن النابغة جمال لابد سيذكر اسمه في الجريدة، فما عادت لديه رغبة في التفوق! ومنذ أن سمع الجملة حتى راودته كوابيس مرعبة، يصرخ فيها أتركوا ميس، أمي، محمود، معتز، فما يخلصه إلا معتز الذي يوقظه وهو يحمل شربة ماء.




    قبل نتائج الثانوية العامة جمع جمال عائلته وكان مرتبكا فقال:أنا...أنا...أنا لن أنال التفوق!
    دهش الجميع أما معتز فغطى وجهه وقال مؤنبا نفسه:أنا السبب،لقد ضيّعت مستقبلك،هو امتحان الفيزياء!

  4. #34
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    جمال:لا،أعتقد بأني نلت علامة كاملة فيه،أما السبب.. لأنهم سيكتبون أسماء المتفوقين في الجريدة.
    معتز مستنكرا: أهذا! هو سبب الكوابيس التي كنت تراها!؟ ولماذا لا يذكر اسمك في الجريدة!
    جمال:حتى لا تُسلط الأضواء علي، أنسيت بأني مطلوب،لا أقدر الدفاع عن نفسي ولا عنكم، حتى إذا أصبحت محاميا متمكناً، حاكمت من طاردني وظلمني.
    محمود باستنكار:وهل تدرس القانون لتحاكم من ظلمك أم لتقيم العدل؟
    عدّل جمال نظارته بتوتر وقال:يا أبتِ محمود،كيف لي أن أقيم العدل،وأنا لا أقدر على نيل حقوقي؟
    وقف معتز غاضبا وقال وهو يتوجه إلى الغرفة: كان يولول قبل أيام لأجل امتحان الفيزياء.
    جمال:افهميني يا أمي، إن ذكر اسمي في الجريدة،سيلفت الأنظار إلينا، لقد ظنونك متِ لهذا تركونا.
    سمية بحزن:حسنا فعلت، فهم يبحثون ويتابعون ويكيدون.
    جمال: وأنت يا أبي محمود سامحني.
    محمود: لست مقتنعاً،ولكني يا بني، أتعامل مع رجل يفرّق بين الخطأ والصواب،ويتحمل مسؤولية أخطائه.
    هز جمال رأسه وقال:بإذن الله، لن أخذلك يا أبي محمود.





    كانت فرحة ضياء وعبادة ناقصة،لأن جمال لم ينال التفوق،وقد نالوه هم، لم يفهموا تصرفه،وعندما اجتمع الثلاثة مع معتز في منزل ضياء الفاخر،قال عبادة:والله أمرك عجيب،تعمّدت أن لا تتفوق!
    جمال باسما:هون عليك،إن التفوق لا يُحصر بهذه الأوراق، إنما في الميدان،ثم إن العلامة التي نلتها عالية، ليست سيئة.
    معتز وقف عند النافذة وقال بمرارة:أيا لهفي عليك يا ابن سمية،تمنيت لو أراك تحمل فرحة دون أن تُقتل.
    جمال برفق:إن الفرحة التي أحملها،هي أني بينكم(مسح على ظهر معتز،ثم أمسك بكتفيه وصار وجهه يستقبل وجه معتز) اسمع يا معتز، إن الله مع الصابرين،وما الدنيا إلا دار اختبار، ننشد الكمال فيها فلا نلاقيه،ثم إن عودتي إلى الأندلس،هو التفوق بحد ذاته،ولو تعجلت لهلكت ولأهلكتكم معي.
    عبادة:يا جمال، منذ جئت إلينا وأنت تحمل أسرارا وآلاما نحاول فهمها فلا نقدر.
    ضياء بأسف:أرجوك أخبرنا لعلنا نشاركك أحزانك أو نساعدك على حل مشكلاتك.
    جمال بدهشة:ألم يحكي والدك حكايتي؟(هز ضياء رأسه نافيا فابتسم جمال وقال) بسيطة أريد أن أرجع إلى الأندلس،هذا حلمي وهذا سرّي وهمّي الذي أحمله.
    الدكتور رائد وقد دخل ومعه أكواب العصير:إذن فحلمك العودة إلى الأندلس؟(ثم سأل)ما زلتم هنا ؟سأدعوكم إلى الغداء في المطعم لنحتفل بنجاحكم.




    وفي المطعم جلس الأصدقاء مع الدكتور رائد،وإذا برجلٍ يحدّق في وجه جمال اقترب وسأل: أأنت جيمس كونزالس؟ أليس كذالك؟
    عدّل جمال نظارته بتوتر وقال:بلى(فدهش عبادة وضياء)أنا جيمس كونزالس أتعرفني؟
    الرجل بتأسف: ومن لا يعرفك و لا يعرف أمك رحمها الله.
    جمال وقد ابتأس وطأطأ رأسه:رحم الله موتانا وموتى المسلمين.
    دهش الصديقان أكثر أما الرجل فسأل:ذكرني باسمك العربي.
    جمال: جمال يوسف لمتونه،سامحك الله! تذكرت اسمي الاسباني ونسيت العربي!
    الرجل بتأسف:آسف يا ولدي..خبرني عن أحوالك بعد هروبك من مؤسسة دار الأيتام؟
    جمال:بخير والحمد لله،أعيش الآن حول رجل اسمه محمود، يكفلني ويرعاني هو وزوجته.
    الرجل يسأل:ألن ترجع إلى أبيك؟إنه يبحث عنك!
    جمال وقد ابتسم:سأعود إليه في الوقت المناسب(وفكر)أو هو من سيأتي إلي في الوقت المناسب.
    مشى خطوتين وسأل:محمود ماذا؟
    معتز بصوت عالٍ:زَنكي،تركماني الأصل،واسم زوجته سمية.
    نظر إلى رفاقه وهز كتفيه:نور الدين محمود زنكي تركماني الأصل.



    غطى جمال وجهه بكفيه وقال بعد أن أطلق ضحكة مريرة:جاء الجواب سريعا، عرفتما حكايتي!
    لُجم لسان ضياء وعبادة فما قدرا على الكلام، أما الدكتور رائد تأمل جمال الذي ما زال يغطي رأسه بكفيه، فأشار للأصحاب الثلاثة بأن يتركوه فذهبوا وبقي الدكتور رائد الذي أمسك بيد جمال وسأل ليلاطفه:إذن فإن همّك هو الرجوع إلى بلدك الأندلس الذي طًردت منه؟
    هز جمال رأسه فقال الدكتور رائد:إن همّنا وحد يا جمال،أنا أيضا طُردت من بلدي،وما عدت أقدر الرجوع إليه.
    رفع جمال رأسه وسأل:طًردت من بلدك؟من أين أنت؟
    الدكتور رائد:بلى يا ولدي، بلدي هو بيت المقدس.
    هز جمال نظارته ليعدّلها ويتأمل الدكتور رائد وقال: أأنت مقدسي؟
    الدكتور رائد: بلى.
    ضحك جمال ضحكة رقيقة وقال:لا عجب يا سيدي أنك أنت من أنقذت قلبي.
    الدكتور رائد وقد ابتسم:وسينقذ بيت المقدس أندلسك،كما سيحرر ابني ضياء الأندلس معك.
    جمال يسأل:وبيت المقدس؟
    الدكتور رائد:ستكون معه لتحرر بيت المقدس، ويكون معك ليحرر الأندلس.
    جمال:ماذا تعني؟
    الدكتور رائد:إن بيت المقدس هو من سيرجع أمجاد وكرامة الأمة بأكملها،إنه القلب الذي يمد شرايين الأمة وأبناء الأمة بثبات العقيدة وقوة الإيمان.
    ثم أردف: لقد اغتصب الصهاينة هذا القلب ، فأصبحت الأمة كلها مثل الجسد الميت،(ثم قال برفق)سيعود ذاك الصرح،الذي سيعيد أمجاد الأندلس،ويمسح أحزان البوسنة والهرسك،ويرجع الأمل للشيشان،وسيُعيد الفرح للطفل الكشميري.
    نظر إلى جمال وابتسم:ولكنه يحتاج لكم يا أبناء الأمة، يحتاج إلى جمال،وإلى ضياء ومعتز وعبادة، أعن بيت المقدس ليتحرر،فيعينك ويساعدك، إنه الخطوة الأولى يا ولدي لتعود الأندلس من جديد.
    جمال وقد أطلق ابتسامة رضا:بلى يا دكتور رائد، سنحرر المسجد الأقصى،ونكمل الطريق إلى الأندلس.





    وقف معتز مكتئبا يلمح الدكتور رائد، يتحدث مع جمال الحزين،فسأل عبادة:من جمال؟ومن الخالة سمية؟
    أطلق معتز ضحكة ساخرة ثم بسط ذراعيه و تمايل مثل الطائر المجروح وقال:ألم تسمعوا القصة؟(ونزلت دمعه حارة على خد معتز)ألم تفهموها؟ألم تعقلوها؟إنه الأندلس كله ضاع هناك و نسيناه هنا،إنه كتاب البداية و النهاية وقد طُعن صدره وسال الدم على صفحاته، وأمه الخالة سمية هي صانعة الرجال،من رسمت حروف المجد على صفحات الكتاب، لكن ابن كثير نسي أن يذكرها.
    ضياء:لم نفهم!
    معتز:إذن البسا نظارة مثل نظارة جمال،وأقرآ كتاب البداية والنهاية تمسكا في المصحف وستفهمان.
    رجع جمال إلى معتز ورفاقه وقال باسما:أكاد أموت جوعاً، هيا يا معتز لنأكل(ثم قال لمعتز) هل تعلم؟بإمكاني تناول وجبتين، وجبه دسمة الآن، ووجبه أتناولها حينما أكون حول أبي محمود.
    جلس حول رفاقة هز نظارته ليعدلها وابتسم ثم فكر:أجل...أنا آتٍ إليك يا بيت المقدس،ومن خلالك سأكمل الطريق إلى الأندلس.




    في المسجد طلب جمال من الشيخ عبد السلام تكريم الطلبة المتفوقين،وقبل الحفل كان جمال من ألقى الدرس،فكأنه الشيخ عبد السلام...وكان التكريم من نصيب جمال، لأنه هو من يستحق التكريم.

    وقف جمال أمام النافذة،فانعكس ضوء القمر على وجهه، اقترب منه معتز وسأل:يا جمال،قالت لي أمك مرة،أن الخلاف بين أمك وأبيك وليديا كان صراع مناصب،هل كان هذا صحيحاً؟
    هز جمال رأسه نافيا ثم نظر من خلال النافذة وقال:بل صراعا بين الحق والباطل.
    معتز: وأنت وليد هذا الصراع الذي سيحسم بينهما؟
    جمال وقد هز رأسه نافيا ثم فكّر:كلنا من سيحسم الصراع،أنا وأنت.
    كانت النافذة تعكس صورة جمال ومعتز سويا، وكان القمر يظهر من خلال النافذة،والنجوم تتلألأ حولهما،فبانت النافذة كأنها لوحة فنية بديعة، جمال ومعتز، القمر والنجوم، ضوء القمر وتلألأ النجوم.



  5. #35
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة الأخيرة¸.•´♥الرواية الأزلية.•´♥


    ::
    ::

    http://www.youtube.com/watch?v=qAnvDAbHaq4

    ::
    ::


  6. #36
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)


    - لا يا جمال..لن ترحل يا جمال الدين..لن ترحل يا جمال العلم..لن ترحل يا جمال الخلق..لن ترحل عن دار محمود..إنني غريب دونك يا أخي...
    ثم صرخ معتز:جمال.
    واستيقظ من حلمه المفزع ،لم يرى جمال ينام على سريره ففزع أكثر، ركض إلى غرفة المعيشة فلم يجده ركض إلى غرفة الطعام فلم يجده،اضطربت نفس معتز،ثم تذكر..وركض إلى الغرفة استقبال الضيوف، فتح الباب بقوة، فوجده يصلي قيام الليل كعادته،وقد قارب أن يفرغ من صلاته، فجلس على الأريكة،يحاول التقاط أنفاسه،وعندما فرغ من صلاته التفت إلى معتز,سأله باسماً كعادته:ما بك يا معتز؟
    جلس على الأرض بالقرب من أخيه، تأمله وقال: كنت أود أن أصلي معك،فرأيتك قد فرغت.
    ابتسم جمال ابتسامة صافية وقال:فقط! ما خطبك يا أخي فأنا أفهمك جيدا.
    هز معتز رأسه نافيا وقال: صدقني..لا شيء.
    ابتسم جمال، وقف، مد يده لمعتز حتى يساعده على الوقوف،أمسك معتز بيد جمال،وقف معتز وصليا معا،كان كتف جمال قد لاصق كتف معتز،ثم جاءت ميس الصغيرة،ووقفت بينهما.

  7. #37
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    إنها أربع سنوات أخرى قد مرّت وجمال هو..هو..يرتدي نظارته الدائرية، يهزها ليعدلها بقلق،أو بتوتر،أو بتأمل،يراجع كتاب البداية والنهاية، وينام وهو يحتضن مصحفه الصغير،وفي الجامعة نال التفوق، بل كان يقود النشاطات الطلابية، لم يعد في الجامعة جمال الدين والعلم والخلق واحد، بل ألف جمال.






    وقف جمال أمام المرآة،وهو يرتدي ملابس التخرج الجامعية الساحرة،ابتسم ثم عدّل نظارته وتأمل نفسه والغرفة التي تنعكس من خلال المرآة،تذكر أول مرة دخلها، وتوالت الصور،كأنها شريط متحرك مر كلمح البصر،فما أيقظه من أحلام ذاك الشريط،إلا يد محمود الحانية تربت على كتفه، أمسك تلك اليد،وقبّلها من أعماق قلبه وكانت سبب نور قلبه، وقال باسما:سأتخرج اليوم يا أبتِ محمود.
    أمسك محمود ذراعي جمال،نظر إلى عينيه وقال:نعم يا صقر الأندلس،إن فرحتي لا توصف بنجاحك يا ولدي.
    قال جمال وهو يتأمل محمود:أهديك هذا النجاح يا أبتِ محمود، إن هذا النجاح نصرٌ أنت من صنعه.
    عانق جمال محمودا وكانت الغبطة والسرور تملآ قلبيهما، وإذا بمعتز ينادي مازحاً:الله ..الله ..لنرى مشاعرك يا أبتِ محمود عندما أتخرج في السنة القادمة بإذن الله، أم هذه المشاعر الأبوية الحنونة لجمال وحده.
    اقترب جمال من معتز وقال:أيها المنافق،ألا يعانقك أبي محمود؟ألا يحمل المشاعر الأبوية الحنونة تجاهك؟
    معتز وقد قفز على سرير جمال وجلس عليه ثم قال مازحا:لا إنها حِكرا للحبيب جمال.
    سمية مازحة:هذا لأن طالب كلية الإعلام معتز لا يرضى أن تسلط الأضواء إلا إليه.
    معتز:صدقيني يا عصمة الدين خاتون،زوجة نور الدين محمود زنكي، أنا مسكين بسبب هذه العائلة.
    جلست بالقرب من معتز ومسحت شعره وقالت مازحة:أيا ناكر الجميل.
    دخلت ميس ذات الأربع سنوات وركضت إلى أحضان أخيها الأكبر فحملها وقالت بذهول:ملابس جميلة،أريد أن نتصور معاً، أرجوك يا جمال.
    جمال وهو ينظر إليها يبتسم ويقرص أنفها برفق:حاضر يا حبيبة،ولكن لا تتحركي أثناء التقاط الصورة كعادتك أيتها المشاكسة.
    أحضر معتز كاميرا صغيرة ومتطورة، أهدته إياها سمية حينما نجح في الثانوية العامة، جهزها بتشغيل توقيت رقمي لتلتقط الصورة ، فتصور أفراد العائلة الخمس في غرفة المعيشة ،كانت سمية تجلس على أريكتها بجانب محمود،معتز يجلس على الأرض بجانب جمال، أما ميس كانت تقف كزهرة نرجسية في منتصف اللوحة الفنية.





    أثناء تناول الإفطار حول محمود،كانت ميس تجلس على كرسيها تأكل وتتأمل أخيها جمال معجبة به وبملابسه، معتز يأكل بنهم كعادته، أما محمود وسمية يتأملان جمال ولا يأكلان، فانتبه وسأل بعد أن ابتسم:ما لكما تحدقان فيَّ كأنها أول مرة نلتقي؟
    معتز مازحا: معجبان بك، أيا حسرتي على نفسي.
    تجاهل محمود معتز وقال بتوتر:راشد يريد أن يتحدث معك اليوم بعد صلاة العشاء.
    تناول جمال لقمة صغيرة وقال بضيق:يبدو أن عظمة أخرى قد وصلتني.
    محمود يلومه: جمال!لا تقل هذا!
    معتز مستفسرا:الإعلامي يريد أن يفهم ما القصة عن أي عظامٍ تتحدثون.
    جمال يتنهد:تصلني منذ سنين مبالغ مالية، وعمي راشد يحفظها لي.
    معتز:أمرك عجيب!أتعمل لتغطي نفقات دراستك،وتصلك مبالغ مالية!من أين لك هذا؟
    جمال وقد عدّل نظارته بتوتر:من أبي،البروفيسور يوسف لمتونه.
    غصّ معتز في لقمته،تناول شربة ماء، وقال بدهشة:أكنت على اتصالٍ معه تلك السنين؟
    جمال:ليس الأمر كما قلت بالضبط ،لقد كان يرسل لي فتات المال عن طريق عمي راشد،يظن أن أمي ماتت، وأنني مازلت ذاك الطفل الضعيف الذي جاءكم في اليوم الأول(تنهد) يرسل لجروه...
    محمود بحزم:كفى..(هدأ وقال)إن المبلغ كبير هذه المرة ،وراشد يريد أن يرجع لك ثروتك.
    جمال يهز رأسه: كبير هذه المرة! كم؟
    محمود: مئة ألف دولار.
    معتز بذهول وسخرية:يا لها من عظمةٍ ذهبية!أعطنيها مع ثروتك كلها سأفتح قناة تلفزيونية (نظر جمال إليه بغضب،فتدارك معتز نفسه وقال ساخرا) سأجعلك تساهم في مسلسل تاريخي.
    محمود بحزم: كفَّ عن التعليقات الساخرة، ولا تنس أنك تتحدث عنه وعن أبيه.
    معتز باستنكار: تعليقات ساخرة! إنها يا أبي صغيرة أمام المشهد الساخر الذي تحدثت عنه،أي أبٍ هذا؟قالها جمال ولم أفهم حكايتها، إن الأب ليس من يهب المال إنما من يغرس القيم.
    محمود وقد مسح على وجهه وقال بعد أن تأفف:أبوك هنا ويريد لقائك،وأخذك معه.
    نظر جمال إلى محمود،أما معتز فنظر إلى جمال وإلى محمود فقال جمال بدهشة:ماذا! لن أقابله؟
    محمود بحزم حزين:هو أبوك،وعدم مقابلته يعتبر من العقوق.
    جمال باستنكار:عقوق! لقد عقّني أولا،لقد رماني في أحضان كونزالس،ثم إلى ملجأ الأيتام،ثم هنا..
    مد معتز ذراعيه حامدا لله وقال مقاطعاً:ألا شكرا له لما فعله (غضبت العائلة فأردف)إنك قد وصلت هنا بسبب فعاله وصرت ابن محمود وأخي،ولن أسمح لهذا الرجل من أن يأخذك منا.
    ميس مستنكرة: من سيأخذ جمال؟
    جمال يبتسم وينظر إلى ميس ويمازحها: حِشرية أنت مثل أخيك معتز.
    معتز: دعها تفهم حكايتك المريرة، هو شيطان يا ميس، يريد أن يأخذ أخاكِ الأكبر،يريد سرقته منا،يريد أن يضيعه من جديد، شيطان يا ميس،هو من طعن كتاب البداية والنهاية، لأن اسمه بداخل صفحةٍ صغيرة سوداء مظلمة.
    خافت ميس وركضت إلى جمال فحملها وقال لمعتز معاتبا:أترك البنت ولا تخيفها.
    بدأت ميس تمسح وجهها بصدر جمال وتتشبث بثيابه وتقول:لا تذهب يا جمال،لا تتركنا.
    جمال برفق: لا تخافي يا ميس، لن أذهب مع هذا الرجل.
    سمية صامتة لا تتكلم فقال محمود: تكلمي يا حبيبة.
    ظلت صامتة... وتأمّلت جمال ..تأملته كأنها تودعه..تأملته كأنها النظرة الأخيرة..تأملت العائلة حول محمود..وقفت..اقتربت من جمال..الذي وقف ومشى نحوها فاحتضنته وبدأت تشم رائحته الزكية..وتتلمس وجهه.
    همست:دينك دينك لحمك دمك
    همس جمال:ديني ديني لحمي دمي.
    سمية تهمس: علمك علمك شرفك عزّك.
    جمال يهمس:علمي علمي شرفي عزّي.
    سمية تهمس:خلقك خلقك زينة عملك.
    جمال يهمس:خلقي خلقي زينة عملي.
    أقترب محمود واحتضن جمال وأمه..أما معتز فصرخ: كفى..إن ذهب معه سيضيع ..لن أسمح بأن يعود جمال ذاك الطفل الضعيف الذي أوقع علبة الدواء فما قدر أن يرفعها، لن يعود جمال بأزمات قلبية، لن يعود جمال بصراعات نفسية، لن يعود جريحا كما جاء.
    مشى جمال نحو معتز وقال باسما: لقد جاء جمال غريبا عن هذه الدار، فكنتم أهله ورعيتموه، جاءكم طريدا فحميتموه ، مريضاً فداويتموه، حزينا فواسيتموه، جريحا فضمدتم جراحه، لن أترككم يا معتز.

  8. #38
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    كان جمال يجلس مع رفاقه,و لم يكن جمال وحده من يرتدي ملابس التخرج الجامعية، كان عُبادة كذلك،سيتخرج مع جمال من كلية القانون فقال ضياء ضاحكا:يبدو أن دربنا مازال طويلا يا معتز.
    معتز يمزح:قل هذا لنفسك إن درب كلية الطب طويل،سأبقى سنة أخرى فقط سأستمتع برؤية الطالبات...
    جمال بحزم وغضب:كفَّ يا ولد..أنت الإعلامي..صوت الحق.. فلا تشتط.
    معتز بمزاح ويمط حروفه: محمــــود...محمــــود..حزم محمود ولكن بشعر أشقر وعينين زرقاوين.
    ابتسم جمال فقد عرف معتز كيف يحتوي غضبه، وضحك الرفاق جميعاً من الموقف.




    وإذا برجل يقترب من جمال..رآه جمال فوقف وبدأ يمشي نحوه..تقدم الرجل يبتسم، وتقدم جمال ولم يبتسم، كان الرجل والد جمال البروفيسور يوسف،وصل إليه واحتضن ابنه جمال الذي يرتدي ملابس التخرج الجامعية، وقال برفق: كم أنا مشتاق لرؤيتك يا ولدي!
    اهتز كيان جمال وأراد أن يعدّل نظارته فلم يستطع ،تصلّبت يده وهاجت نفسه، ثم ردّ وقد خرجت الكلمات تحمل أنينا مريرا من أعماق صدره:يـــــــاه..آلآن جئت تقول يا ولدي!؟
    البروفيسور يوسف: كنت مضطرا يا ولدي.
    جمال:وما الذي منعك؟
    البروفيسور يوسف هامسا خائفا: سطوة ليديا.
    جمال بمرارة: بل شهوة منصبك؟
    وقبل أن يرد اقتربت امرأة أجنبية شقراء،من جمال وقالت بعد أن ابتسمت ابتسامة خبيثة:مر زمن طويل لم أرك فيه؟
    ثم أرادت زوجة أبيه ليديا أن تحتضنه فقال جمال: عذرا يا سيدتي، إننا في حرم الجامعة، هم لا يعرفون من أنت، واحتضانك سيجعل الناس تنظر إلي باستنكار، فاحترمي وجه نظري يا سيدتي.
    ابتسمت بخبث ثم قالت:ما زلت كما أنت!عشت معنا ستة أشهر فقط،ما رأينا فيها إلا تمردك.
    ابتسم بسخرية أما البروفيسور يوسف قال: أنتظرك في مكتب عميد كلية الحقوق بعد ساعة يا ولدي، عندما علم بأنك ابني الطالب المتفوق، سمح لي بأن أقابلك هناك.





    معتز ينظر بضيق، فسأل ضياء: من هذا؟
    معتز: والد جمال.
    عبادة بدهشة: والد جمال! كيف جاء؟
    معتز ضحك ساخرا وقال: على رأس دبابة.
    ضياء مستغرباً: وأين كان؟
    معتز ساخرا: في بروجٍ مشيدة.
    عبادة مستنكرا : ولم لم يأتِ قبل هذا يحتضن ابنه ويحاوره؟
    معتز ساخرا:هو أكبر من أن يأتي ليحتضنه، وكلامه عمييييييييق أكبر من أن يفهمه ابنه.

  9. #39
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    دخل جمال غرفة عميد الكلية،فاحتضنه البروفيسور من جديد،وكانت ليديا هناك،فقال البروفيسور فخورا:لقد مدحك عميد الكلية، مدح علمك وخلقك.
    ليديا:طبعاً! ذاك الشبل من هذا الأسد
    جمال مط شفتيه وهز رأسه وسأل: أسد!أي أسد؟منذ متى كان الشبل يعرف هذا الأسد،وأين الأسد من تاريخ الشبل،لقد كان أسدا عندما كان حفيد عبد الرحمن الداخل ويوسف بن تاشفين...
    ابتسم البروفيسور ابتسامة مقتضبة وقال: لا بد أنك عاتب يا ولدي.
    جمال بمرارة: ولدك..ومتى كنت ولدك؟ ومتى اعترفت بأني موجود.
    البروفيسور يوسف: منذ الآن..ومنذ القدم..
    جمال بألم: لا ...بل منذ الآن فقط..منذ أن رأيتني قويا وأقدر على محاكمتك..
    البروفيسور يوسف باستنكار:محاكمتي! أنا أبوك.
    جمال واعتصره الحزن:أبي!لقد حكمت علي بأن أكون يتيما..لقد حكمت علي بالضياع ..فمرة ترميني بأحضان كونزالس..ومرة في ملجأ الأيتام أنا لست ابنك..أنا ابن محمود...محمود ...يا بروفيسور.
    البروفيسور يوسف: من محمود هذا؟وماذا يكون؟أنه شخصية بسيطة ساذجة.
    جمال غاضبا: بل أمّة أصيلة، أمّة نبيلة،أمّة عظيمة، هو من جعلني أعيش من جديد، بعد أن دمرتني أخطاؤك.
    البروفيسور يوسف:أخطاء أمك التي دمرتك ولست أنا، هي من أخطأت في حقك، فما قدرت أن أحتمل.
    جمال باستنكار: وما كانت غلطتها ؟
    ليديا بهدوء خبيث: هل تسمح يا بروفيسور أن تتركني مع ابنك حتى أحاوره؟ فأخطاء أمه تخصني.
    بروفيسور: لكن حبيبتي أريد أن...
    عاند فاقتربت من البروفيسور وجعلت وجهها الخبيث يستقبل وجهه وقالت بخبث:دعني معه وإلا ستخسر مركزك العلمي يا بروفيسور،أنا من دعمتك لتصل إلى هذا المركز، وأنا قادرة على الإطاحة بك، ثم،أنا مشتاقة للحديث مع جمال منذ زمن طويل.



    خرج البروفيسور مستكينا أما ليديا فبقيت مع جمال الذي هز رأسه ساخرا وقال: مطيع!
    ليديا هزت رأسها:أجل..وأنت كذلك..عليك أن تكون مطيعا مثله.
    ثم قالت بخبث وهي تدور حول جمال:لنرجع إلى غلطة أمك، كانت غلطتها أنها فكرت بشيء اسمه "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
    جمال ساخرا: فكرت!
    ليديا بخبث: نعم فالتفكير في هذا الأمر خطيئة لا تُغسل ولا تُغتفر.
    هز جمال رأسه وقال:ثم هربت لتربي القائد الذي سيعرف كيف يوجه هذه القوة ويسوس رباط الخيل.
    ثم أردف بألم: ولكنك ما تركت فرصة لتربية القائد، فأرسلتِ من يقتل مشروع القائد ومن يريد تربية القائد.
    ليديا: أجل..وأنا التي أمرت أبيك بأن يتخلى عنك،فرحّب من أجل المنصب، وأنا سجنت أمك حتى لا تفكر في تربية هذا القائد،وقتلت لويس من حاول أن يساعد هذا القائد ..
    جمال بتحدي: ولكن هذا القائد قد تربى من جديد في دار محمود رغما عن أنفك.
    ليديا ضحكت ساخرة: هل تقصد أنك أنت القائد؟من أنت أيتها الحشرة؟
    جمال يتقدم وهي تتراجع،يقول واثقا:أنا لست حشرة، أنا عدل نور الدين زنكي...وعزم الحاجب المنصور...أنا أحمل تواضع يوسف بن تاشفين وانفتاح هارون الرشيد، أنا أحمل حيلة جدي عبد الرحمن الداخل الواسعة...ورِقَّة صلاح الدين الأيوبي الساحرة..أنا أحمل تصميم وعناد محمد الفاتح ، وحب قطز للشهادة، أنا إخلاص عبد الرحمن الغافقي، وحِلم معاوية،أنا دهاء بيبرس،أنا حزم عماد الدين زنكي،وأبوه آق سنقر،أنا ألب أرسلان في معركة ملاذ كرد، أنا يوسف بن تاشفين في الزلاقة، أنا قطز في معركة عين جالوت، أنا عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء، أنا محمد الفاتح في فتح القسطنطينية..أنا....
    ليديا تقاطعه بخبث وضيق: أنت الماضي.
    جمال بقوة: أنا الماضي والحاضر و المستقبل.
    ليديا وقد سخرت: أف..أنت كل هذا؟
    جمال بثقة:أجل، وأنا من سيحرر المسجد الأقصى..ويكمل الطريق إلى الأندلس، ليفتحها من جديد.
    ليديا بخبث: ستموت قبل أن تحررهما.
    وبسرعة غلّقت الباب وأخرجت سكينا من حقيبتها وسألت: هل تعلم ما هذه؟
    جمال مستنكرا: هذه سكين أبي!
    ليديا بخبث: أسنّها...أشحذها...أجهزها كل ليله حتى أقتلك فيها .
    جمال وقد ابتسم وقال بثقة:أقتلي، سكينك لا تخيفني، أفعليها، لأن قتلي سيحيي الأُمة..وقبل أن يموت جمال..سيولد في الأُمة ألف جمال.
    ليديا :حينها سأقتلهم كلهم, والآن دعني أستمتع بقتلك.
    وغمست السكين في صدر جمال ،وضع يده على صدره وكاد أن يسقط ،قال: لا..لن تقــ...د...ري
    .

  10. #40
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    وفجأة..خلع عبادة الباب،وأمسك ضياء بيدها،وتناول معتز السكين، التي لم تصب جمال بل أصابت كاميرا معتز كان يحملها جمال في صدره تنقل الحقيقة والحدث لطلبة الجامعة كلهم حتى يشاهدون الرواية الأزلية، التي لا تتغير أحداثها ولو تغير أبطالها.




    وقف جمال فدهشت ليديا وأرادت أن تمسك السكين مرة أخرى وصرخت:سأقتلك يا جمال سأقتلكم جميعا.
    أمسك معتز بيدها وقال : لن تقدري، فما عاد للغرب قوة وما عاد للسلطان سكينا،فلقد عاد جمال الدين والعلم والخلق ومعتزا بالإسلام توأم لا يفترقان، وقد ولدا في نفس المكان والزمان، ضياء الفكر ينورهما، والقاضي الفاضل ينتظر صلاح الدين، وكلنا صرنا صلاح الدين، سنفتح بيت المقدس، ونكمل الطريق إلى الأندلس، لنفتحها من جديد.




    حمل الطلبة جمال الدين والخلق والعلم، وحملوا معتزا بالإسلام، ونادوا جميعا: مهما طال الزمان، وتغير المكان، سيبقى جمال الدين والعلم والخلق،ومعتزا بالإسلام، توأم لا يفترقان،بهما سنحرر بيت المقدس، ونكمل الطريق إلى الأندلس، ما عادت تخيفنا قوة الغرب، ولا حتى سكين السلطان.





    أم أن لكم رأياً آخر يا أبناء الأمة! أو تنادون بقولٍ آخر!لئن فعلتم! سيكون هذا هو الخسران!




    تمت
    ::
    ::
    التوقيع
    ::
    ::

    أم البنين 1977
    غادة إبراهيم

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 109
    اخر موضوع: 08-06-2015, 12:22 AM
  2. الردود: 92
    اخر موضوع: 11-09-2012, 06:44 PM
  3. الردود: 237
    اخر موضوع: 16-05-2011, 01:20 PM
  4. ♥♥♥♥فطيرة الدراق الفرنسية♥♥♥♥حلوان عودتي للمنتدى بعون الله تعالى بعد طول غياب ♥♥♥♥
    بواسطة عاشقة الحلويات في الحلويات والكب كيك والكيك وحلويات العيد
    الردود: 62
    اخر موضوع: 05-07-2010, 10:50 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ