مـفـاتيـــــــح السـعـــــادة



اخواتى الغاليات





إن النفس البشرية مزيج من المشاعر المختلطة


منها ما هو إيجابى


ومنها ما هو سلبى




وتبقى سيدة المشاعر


السعادة


وهى تلك الحالة التى يغمرنا فيها شعور بالنشوة والطمأنينة


من صادفها فقد حالفه الحظ . .


وكثير من الناس يعتقد أن السعادة لا تعرف طريقاً إليه


وأنه الوحيد الذى لم يتذوق حلاوتها


ويبقى فى انتظار أمل الشعور بالسعادة


فما هى السعادة ؟


إنها الحالة القصوى من الرضا

وهى شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه
يتمثل في سكينة النفس , وطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ،
وراحة البال و الضمير نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن
– المدفوع بقوة الإيمان .


فقد قال تعالى : ((فمن اتبع هداي فلا يضل
ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) * طه 124 *


فمن رضى بما قسم الله له تذوق حلاوة السعادة





قيل للسعادة : أين تسكنين ؟ قالت فى قلوب الراضيين
قيل فبمـا تتغـذيــن ؟ قيل من قوة إيمانهم
قيل فبمـا تـدوميـن ؟ قالت بحسن تدبيرهم
قيل فبما تـؤمنيــن ؟ قالت أن تعلم النفس
أن لن يصيبها الا ما كتب الله لها




والسعادة لها أشكال متنوعة

ومذاقات مختلفة

وتختلف من فرد إلى آخر

هناك سعادة نمتلك مفاتيحها دون عناء :

مثل كوننا ولدنا لأبوين مسلمين فبالتبعية أصبحنا مسلمين

أو أن يكون لدينا أبوين حانيين

أو ميسورى الحال

وهناك سعادة نتمناها ونبحث عن مفاتيحها :

مثل سعادة طعم النجاح والتميز

وسعادة الشهرة

أو سعادة اقتناء الاشياء

وهناك سعادة قريبة جدا منا وقد نملك مفاتيحها
ولكننا لا ندركها ولا نقدرها حق قدرها

مثل الصحة والفراغ



والسعادة

مفاتيحها بالمئات . . بل بالآلاف


فمن منا يملك مفاتيح السعادة



إن أهم مفاتيح السعادة هو لذة القرب من الله


والتذلل إليه وحسن عبادته والتوكل عليه





وربما تكون السعادة فى الاحتماء بدفء الأسرة


أو الإبحار فى عالم الذكريات





وقد تكون فى طلب العلم


أو الاجتهاد فى العمل


أو التميز على الآخرين




وأحياناً تكون سعادتك فى إسعاد الآخرين رغم آلامك ومعاناتك




وقد تجد سعادتك فى وحدتك

فالوحدة خير من جليس السوء



أو تكون فى يد حانية تمسح الأحزان


أو لمسة حب تشعرك بالآمان



وتلمسها فى برك لوالديك



او تجدها فى ضحكة الاطفال وبراءة الصغار







وقد تكون القدرة على حل المشكلات . . وتحمل المسؤوليات


أو نسيان ما قد مر من الألم وفات








أو تكون نعمة أنعم الله بها عليك وحرم منها آخرين


أو نظرة عطف ومؤازرة من المحبين






قد تكون السعادة هى وجود دور لك فى الحياة

قد تكسبين زوجاً يحبك ويقدرك

وقد تنعمين بأمومة تأسرك





واحيانا تجد طعم السعادة فى تمتعك بالصحة والعافية


وقد تكون فى أحضان أمك الحانية






إنها دروب السعادة


التى منح الله لكل منا مفتاحا من مفاتيحها


قد يجتمع أكثر من مفتاح لشخص واحد





ولكن محالة


أن تجد شخصاً لا يملك أى مفتاح من مفاتيح السعادة



كيف تسعد نفسك وتبحث عن مفاتيح سعادتك

حافظ على علاقتك بالله عز وجل واعمل على تقويتها
واستشعر لذة القرب منه ولذة العبادة ولذة حب الله
فإنك لو استشعرت لذة العبادة ستعوضك عن لذة المعصية
وستعرف طعم السعادة الدائمة
فقد قال شيخ الاسلام ابن تيميه - رحمه الله -
(القلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب،
ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه،
ولو حصل له كل ما يتلذذ به من المخلوقات لم يطمئن
ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه
من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه )





الـــــــــدعـــــــــــاء


اسأل الله عز وجل أن يمنحك أسباب السعادة وأن تقر بها عينك
لا تـسـألـن بنـي آدم حـاجـة * * واسـأل الـذي أبـوابـه لا تحـجـب
الله يغضـب إن تركـت سـؤالـه * * وتـرى ابن آدم حـين يسـأل يغضـب
وتحرى اسباب اجابة الدعاء وهى








  • الإخلاص لله واستحضار النية
  • وأن تبدأ بحمد الله والثناء عليه
  • ثم بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام .