منقول بقلم الأخ طارق عبد الكريم



يبحث عن فتاة أحلامه ..
فهل من فتاة تبحث عن فارس الأحلام ؟!!!!!

شهدت بلادنا الإسلامية مؤخرا ارتفاعا حادا في نسب الطلاق والانفصال .. وذكرت الإحصائيات أن نصيب الأسد في هذه النسبة كانت للزيجات الحديثة التي لم تتم العام والعامين


أي أن الشاب والفتاة لا يكاد أن يستقر بهم الحال في عش الزوجية حتى تدب المشاكل بينهما ويتعمق الخلاف وتزيد النفرة حتى ينتهي الأمر بالطلاق وانفصال زوجين ما أتما على زواجهما بضعة أعوام وأحيانا بضعة شهور

وأسباب ذلك كثيرة ..

منها وأهمها أن الفتاة صارت هي من تختار شريك حياتها .. وهذه من أعظم البلايا .. والتي تسبب فيها أمران

---------------------------------------------------------------

الأول : خروج المرأة من بيتها

والثاني :اختلاطها بالرجال في الدراسة والعمل والمواصلات ..

--------------------------------------------------------------


وطبعا مع ما يرسخه التلفاز في الفتيان والفتيات .. من أن الحياة بلا حب أو عشق .. مستحيلة وأنه لابد للفتى أن يكون له محبوبة ولابد للفتاة أن يكون لها محبوب .. ويتم الضرب على هذه المعاني القذرة والتكرار عليها ليل نهار عبر الأفلام والمسلسلات المتتابعة.. ولم تسلم منهم حتى الأفلام والتمثليات التي يقدمون بها مادة دينية ..

فيتعمدون حشر قصص الحب والغرام فيها بحيث تدور الأحداث حول الحب بدلا من الاهتمام بالقصة التاريخية

ولا عجب بل مكر الليل والنهار .. إذ ماذا ننتظر من أمثال هؤلاء الفسقة والعلمانيين الذين تحركهم الماسونية يمنة ويسرة سوى محاولة نشر الفواحش بالأمة حتى تستوي هي والأمم الكافرة .. وتكون النتيجة أن تموت فينا المعاني الإسلامية التي أرساها فينا ديننا من الغيرة والحياء وتنتكس فطرنا وتنطمس أفهامنا .. حتى صار الآباء هم من يتعمدون .. بل وهم من يدفعون ببناتهم للخروج والبحث عن عريس !!!!!

فهي إن كانت قد أنهت تعليمها الجامعي ولم تصطاد لها عريس أخرجوها للعمل .. وإن عجزت عن إيجاد فرصة عمل أخرجوها للدراسات العليا .. المهم تظل خرّاجة ولاّجة حتى تأتي لهم بعريس !!!!!

تخرج الفتاة التي هيجتها الأفلام والمسلسلات لأن تعيش لذة الحب .. تبحث عن هذا الحب .. تخرج الفتاة القاصرة التي لا تدري أبيض من أسود ولا صغير من كبير وقد لحست قصص الحب عقلها .. تخرج تتلفت يمنة ويسرة ..

تبحث عن فارس الأحلام .. !!!

تبحث عن هذا الحبيب الذي علمها التلفاز أن تبحث عنه!!! .. وأن تعيش معه قصص الحب التي تعلمتها من الأفلام .. والتي عرفت منها - من الأفلام - لذتها

وكذا الشاب المراهق .. هو أيضا يبحث في الفتيات المحيطات به من حوله عن فتاة الأحلام

تبحث الفتاة في أولاد الجيران .. في الدروس الخصوصية المختلطة .. في الجامعة .. في المحال وفي العمل - إن كانت مسترجلة وتعمل كما الرجال - وهذا البحث – عن فارس الأحلام - لا يخضع لأي مقاييس حقيقية مستوحاة من طبيعة حالها وواقعها وطبيعة حال فارس الأحلام هذا .. بل ولا طبيعة سنها الصغيرة وطبيعة سن الفتى الصغير إن كانا لا زالا صغيرين

كما أن الشباب بهم من الخبايا ما لا تستطيع الأنثى الوقوف عليه بنفسها .. ولا يمكن أن يعرفها إلا أولياء أمر الفتاة

وأسوأ ما في قصص الحب والغرام التلفزيونية أنها تجعل من الحب والعشق العامل الأهم بل والأوحد دون النظر إلى أية عوامل أخرى من كفاءة مادية أو كفاءة منهجية وفكرية أو كفاءة نسب وحسب أو ... الخ .. بل هو الحب وفقط وكل ما دون ذلك يهون ..

لذا فإن هذا البحث – عن فارس الأحلام - البدائي من قبل الفتاة لا ضوابط له سوى أنها أعجبت بهذا الشاب ووقع في قلبها .. دون النظر إلى ظروف هذا الشاب المادية , أو كونه ابن من ؟, أو كونه هل هو متوافق معها في المفاهيم والتفكير ؟؟؟

تراها - الفتاة - في الأماكن العامة وفي المدرجات وفي تجمعات الدروس الخصوصية تتلفت يمنة ويسرة تبحث في الشباب عن شاب ينظر إليها وبمجرد أن تتلاقى عينيها مع عيني شاب أي شاب , تبدأ في التركيز على هذا الشاب وتتوالى بينهما النظرات لتصطدم أعينهما في كل مرة حتى تتعمق النظرات .. ثم تتحول إلى ابتسامات .. ثم سلام فكلام فتبادل لأرقام الهواتف فلقاء يتلوه لقاء من بعده لقاء .. وهكذا ..

(( كده خلاص .. ألف مبروك .. هو ده فارس الأحلام , وعريس الغفلة .. شفتوا بقا الموضوع سهل إزاي )) ..

أين ضوابط الاختيار أين الكفاءة ..(( كفاءة إيه .. كل سنة وانتوا طيبين .. هي تعرف عنو أي حاجة .. سوى أنه نظر إليها بإعجاب )) .. أرأيتم سطحية أبعد من ذلك .. أرأيتم تفاهة وضياع أكبر من ذلك

طبعا كده خلاص .. أخيرا وجدت الفتاة فارس أحلامها المنتظر الذي كانت تنتظره أو تبحث عنه لتذوق معه طعم الحب .. وطبعا هذا الشاب – المجهول .. أو يحلو لي أن أقول اللقيط – هو نفسه الشاب الذي سترفض لأجله كل العرسان الذين يتقدمون لخطبتها من أهلها .. ومنهم الكفء ومنهم صاحب الدين والخلق وصاحب النسب ... إلخ
هذا الفتى اللقيط نتاج حب الشوارع هو من سوف تكسر هذه الفتاة الدنيا لأجل أن تحظى به , هو من ستعصى من أجله ربها , وهو من ستعصى لأجله أهلها

ولا جدوى من النصخ .. إذ لا حياة لمن تنادي .. هي لا تتخيل حياتها بدون حبيبها .. الذي أحبته أول أمس.. بنظرة !!! أحبته لأنها رأته ينظر إليها بهيام !!!.. فصادفت تلك النظرة قلبا خاويا فتعلق قلبها به ..

سطحية وسذاجة منقطعة النظير

وطبعا لا أحدثكم عن حال التكلف بينهما .. تبدأ كل عيوب الفتاة التي تحيا بها في بيت أبيها في الاختفاء , لحظات لقائهما أو تحادثهما , فتكون كالملاك , , وهو أيضا كذلك , تختفي كل مثالبه وعيوبه ليحل محلها كل خصلة حميدة وكل فضل , وكأنه الفارس النبيل الشهم المقدام .. إلخ .. فيعيشان معا أجمل معاني الحب !!!

وهكذا يبدءآن في تنفيذ ما تعلماه في الأفلام .. اتصالات بعضهما ببعض من دون علم الأهل - الآن بعلم الأهل في أغلب الأحوال وأحيانا بتحريض منهم !!!!!.. - كذب .. سرقة مال من قبل الشاب غالبا وأحيانا أيضا الفتاة ليظهرا لبعضهما بمظهر الكرم والجود والعطاء فيتبادلان الهدايا .. والتي غالبا ما تكون أشرطة غناء غرامية الخ

فيتعلمان إلى جوار العشق المحرم مزيدا من المثالب والبلايا والرزايا

وهكذا تعيش الفتاة قصة الحب التي تعلمتها من المسلسل أوالتي تمنت أن تحياها من الفيلم ..

---------------------------------

ولكن في البداية أود أن أذكر أن الفتاة - في الغالب- تبحث عن فارس الأحلام هذا بغرض أن يكون زوجها في المستقبل !!!.. لذلك قد تصل بها التضحية – بغبائها - من أن تعطيه كل ما تملك .. إسترضاءً له .. ولإثبات أنها تضحي من أجله بكل ما تملك ..

ومن هذا المدخل الشيطاني إنتشر بلاء الزواج العرفي بالجامعات أو الزنى السري بمعنى أصح ..

فهي بذلك تظن أنها قد صارت زوجة وأن هذا الشاب الذي يزني بها قد صار زوجها – أمام الله – والشاب على العكس من ذلك تماما

فالشاب غالبا ما يكون انسياقه خلف الرغبة في أن تكون له عشيقة .. هو التسلية فقط .. والترفيه ..

ولن يغيب عن بالي حادث العثور على محفظة طالب جامعي والتي وجدوا بها 19 ورقة زواج عرفي – حكاها فضيلة الشيخ محمد حسان .. هذا الطالب المجرم غرر بتسعة عشر فتاة يزني بهن في آن واحد .. وكل واحدة منهن تظن أنها زوجة لهذا المجرم وتظن أنه فارس الأحلام!!! .. - لكن الفتاة بسذاجتها تعجز عن أن تدرك هذا - .. حتى يحين الحين لزواج هذا الشاب أو حتى قبل ذلك .. ربما مع انتهاء أعوام الدراسة ..

ساعتها ..سيلفظ هذا الشاب هذه الفتاة التي أعطته كل ما تملك أو حتى تكلمت معه وخرجت معه – فأنا أتكلم عن العلاقة بأي شاب أيا كان كنهها .. تطورت إلى الزنى , أم ما زالت مجرد لقاءات ومكالمات - ..

ومنطق الشاب ساعتها أن من فرطت في نفسها معه .. تفرط في نفسها مع غيره – وهذا صحيح .. فالمنطق واحد لا يختلف من ارتضت بأن تخون أهلها أو أن تخون العفة والحياء والستر فتتكلم مع هذا الشاب ولا صلة حقيقية أوشرعية بينهما .. وتتعامل معه وكأنه قد صار أحد محارمها!!! .. فلم يردعها عن ذلك خلق أو دين .. ما الذي يمنعها من أن تتكلم مع غيره بعد أن تصير على ذمته .. المنطق واحد , من فعلت هذا تفعل ذاك –

فهل تدرك هذه الحقيقة المرة .. الفتيات الساذجات اللواتي يلجن إلى هذا المستنقع الخطير والمصيدة الشيطانية المهلكة : مصيدة العشق والهوى والحب


وأنا أود أن أنبه الفتاة في معرض كلامي عن هذا الأمر الخطير – وكذا الشاب أيضا - إلى أن هذه المشاعر لا تمت للحب الحقيقي بصلة ,
فالحب الحقيقي لا يمكن أن يبدأ في التكوين إلا بعد الزواج .. بل ليست مشاعرها تلك .. على أحسن الأحوال .. مجرد إعجاب بالشاب لأي عامل من العوامل السطحية التي رأتها في هذا الشاب فوقع الإعجاب به في قلبها .. هذا فقط كل ما في الأمر .. ولو كانت قد صرفت تفكيرها عنه في ساعتها .. لما كنّتْ تجاهه أية مشاعر إطلاقا , أبعد من إعجابها به في هذا الأمر المعين فقط ..

لكن استتباع إعجابها به .. بالتفكير فيه .. أوهمها بأنها تحبه .. ومثل هذا لايكون حبا مطلقا .. فلا يوجد حب مجرد هكذا – إلا ما كان من حب الأم أو الأب للابن ..

الحب لمجرد الحب هذا كذبة كبيرة .. بل الحب قرين البذل والعطاء وعدم الأنانية وتحمل المحبوب ومشاركته في حلو الأمور ومرها ..

ومثل هذا لا يكون إلا بعد الزواج لأن كل ما قبل الزواج ليس سوى تمثيل في تمثيل وإخفاء للعيوب وإظهار للمحاسن وتكلف لها

بل بالعكس إن هذا الحب الذي يسبق الزواج .. ليس فقط حبا كاذبا !! .. بل هو حب يوشك أن يدمر أي علاقة زوجية قد تؤسس عليه.. فلو أنّا فرضنا أن الفتاة تزوجت بالشاب الذي تحبه .. وهذا نادرا ما يحدث .. فإن أندر منه أن تستمر هذه الحياة ..

لماذا ؟؟؟

لأن حال التكلف بين الفتى والفتاة حال عشقهما وقبل الزواج يمنع الفتاة من الوقوف على حقيقة هذا الشاب .. فتظن أنه بهذه الأخلاق التي يتظاهر بها أمامها .. فلا تكاد أن ترى به مثلبة واحدة .. كما أن هذا الحب الوهمي الذي يُغلف عقلها يُعميها عن أن ترى ما يظهر من مثالبه .. فتكيف - لا إراديا - كل عيوبه بما لا يتعارض مع فكرتها عنه .. ومن ثم تتصوره وكأنه ملاك ..

وهذا هو نفسه الحال مع الشاب الذي يرى الفتاة وكأنها حورية من حوريات الجنة ..

فإذا ما خلعا عن نفسيهما حال التكلف هذا تدريجيا بعد الزواج .. يبدأ كل منهما يظهر بحقيقته للآخر بلا تكلف .. فيكتشف كل طرف أنه كان مخدوع في صاحبه .. ومن هنا تبدأ المشاكل وتبدأ النفرة التي تنتهي بالانفصال والطلاق , وهذا الأثر من أكثر الآثار حدوثا لمن يعيشون حب ما قبل الزواج الوهمي الخادع .. لذلك فإن بيوتهم من أسرع البيوت انهيارا

---------------------------------

أيضا أنا ذكرت أن الاختيار لم ينبني على أية ضوابط واقعية .. فكلا الطرفين لم يعيا واقع الحياة وطبيعتها كما وعاها أولياء أمور الفتاة

مجرد فتى وفتاة تقابلا في مكان ما أو رأى كل واحد منهما الآخر في درس خصوصي أو في مدرج أو ساحة كلية أو في مواصلة أو محل أو بحكم الجيرة .. فتلاقت أعينهما بنظرة صادفت قلبين خاليين فتمكن الهوى من نفسيهما .. بقطع النظر عما وراء هذا الشاب , وبغض الطرف عما وراء هذه الفتاة .. فيتكلفا اللقاء ثم الكلام ثم يصير الأمر إلى علاقة حب ..

الشاب فقير والبنت بنت أثرياء لا يهم .. الولد لا حسب له ولا نسب والبنت من أولاد الأكابر لا يهم .. البنت تدرس بكلية الطب والواد دبلوم (مش مشكلة)!!!... الخ

طبعا كان من السياق أن أقول البنت متدينة وملتزمة والشاب غير ملتزم .. لكن ما يستقيم التدين والالتزام مع قصص الحب والغرام

رغم ما يزعم به بعضا من هذا الصنف من التدين والالتزام بل ومنهم من يزيد التلبيس عليه من الشيطان فيتعاونا على أمر الصلاة وأمر تلاوة القرآن وأمر الصيام ... إلخ

المهم بسبب هذه السطحية والتفاهة في الإختيار .. تتزوج الفتاة بهذا الحبيب , برضا من أهلها أو رغما عن أنوفهم - في زمان تحرير المرأة - , وتعمى الفتاة عن أن ترى عيوب هذا الشاب قبل الزواج .. وقد تكون هذه العيوب بعيدة عن شخص الشاب .. لكنها تتعلق بعدم الكفاءة .. أقصد أن قد يكون الشاب نفسه خلوق وديّن , لكنه مثلا فقير أو متواضع الحال .. بينما الفتاة من أسرة ميسورة الحال مثلا ,

لكن الفتاة تصم أذنيها عن سماع أي نصيحة .. ممن يرون حقيقة الأمر من المحيطين بها والذين لا يعميهم حب عن الرؤية , كما هو حال الفتاة ..

وتقف الفتاة في وجه كل المعوقات لتفوز بظنها بفارس أحلامها .. بهذا الشاب .. (لقيط حب الشوارع) .. وما تدري أنها بذلك تدفن سعادتها بيديها .. وتشتري لنفسها الكوابيس لا الأحلام .. لكن أنّى تبصر هذا وكيف

----------------------------

لذلك يجب أن يرجع اختيار العريس إلى أهل الفتاة مرة أخرى .. وذلك بعدما يعود للآباء أنفسهم معنى الزواج الحقيقي والهدف منه .. فكثير من الآباء قاصرون الفهم إلا من رحم ربي ويحتاجون لأن يُحجر عليهم فلا يقررون زواج بناتهم من عدمه والنماذج التي تُدمي القلب كثيرة جدا .. والفيصل في الموضوع هو تعلم مبادئ هذا الدين العظيم واقتفاء أثر السلف الصالح .. فلن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها

يجب أن يرجع الحال إلى أن تمكث الفتاة في بيتها ويأتيها الخطّاب فلا تخرج إلا لرؤية هذا العريس وأن ينظر كل واحد منهما في ملامح الآخر لإبداء موافقة مبدئية أو رفض بناء على ارتياح كل منهما للآخر من عدمه , فإن حدث رفض مبدئي من الفتاة بعد الاستخارة تم رفض المتقدم , وإن حدث قبول مبدئي من قبل الفتاة , تنحت الفتاة تماما وتوارت في الظل والستر حتى يسأل أولياء أمرها عن هذا المتقدم - عن دينه وخلقه , وعن كفاءته , فإن كان كفؤا وإلا تم رفضه أيضا

أما هذا الانحلال وذاك التسيب الذي يحدث , بأن يُترك تقييم المتقدم للفتاة نفسها فتخرج معه وهي بعد ليست لها أدنى علاقة به - والخطوبة لا تصنع علاقة فهي فقط وعد بالزواج قد يتحقق وقد لا يتحقق

تجلس الفتاة مع الشاب لتحادثه ويحادثها لتتعرف عليه - زعموا - ويتعرف هو أيضا عليها , ليكتشف كل منهما أن هذا هو الحبيب المنتظر - بسبب ما يحدث من تكلف بينهما - فيتزوجا وسريعا ينفصلا أو يُبقون على الهيكل الزوجي وقد فقدا روحه


----------------------------------

يجب أن يعود أمر الزواج إلى ما يسمونه اليوم – تبشيعا وتشنيعازواج الصالونات ,

والمقصود به الزواج الذي لا تسبقه علاقات محرمة , وهم - الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الأمة , من أهل التمثيل والفن والطرب - يصورون هذا الزواج على أنه علامة من علامات التخلف أو الرجعية , ويحاولون إيهام الناس أن الزواج لابد أن يكون عن حب مسبق , رغم أنه أفشل أنواع الزواج , لكنهم ينجحون في نكس فطر الناس وأفهامهم بما لهم من آلة إعلامية ضخمة .. ويتجلى ذلك حين يطالع المرء رسائل البريد في أبواب المشاكل الاجتماعية في الجرائد والمجلات التي تخصص بابا بصفحاتها لمثل هذه النوعية من المشاكل .. تجد المرسل أو المرسلة .. يبدأ رسالته بهذه العبارة .. "تزوجت زواج صالونات" ..

إشارة إلى أن طريقة زواجه تلك هي السبب لما يعانيه من مشاكل زوجية وبمفهوم المخالفة فإنه يريد أن يقول أنه لو تزوج عن حب مسبق لما عانى ما يعانيه الآن .. وأنا أجزم أنه ما استقى هذا الأمر من الواقع .. وإنما من سيناريوهات الأفلام والمسلسلات .. لأنه لو أنصف مع نفسه ونظر حوله في واقعه لوقف على أن الزيجات التي تُسبق بالحب من أفشل الزيجات ((( بس سيناريو الفيلم والتمثيلية بيقول غير كده .. هنصدق الواقع ونكذب السيناريست .. ؟!!! )))

فإلى كل فتاة لم تتزوج بعد وإلى كل فتاة صغيرة .. احذري أختاه الانزلاق في هذا المستنقع الموبؤ مستنقع الحب
### إنه يعمي عينيك أن ترى مثالب هذا المحبوب .. ويحجب عقلك عن التفكير بعقلانية في مدى كفاءته لك

### أنه يحرمك من كثير من المتقدمين لك الأكفاء الخلوقين المتدينين , لأنك تحبين حبا وهميا حبا بلا قاعدة ولا أساس .. ومن ثم ترفضين بلا تفكير .. تبعيين سعادتك الحقيقية واستقرارك مع الزوج الكفؤ بلا ثمن ((ببلاش))

### إنك بهذه العلاقة المحرمة – حتى لو كانت مجرد كلام فقط واتصالات ونظرات - بعيدة عن رب العالمين عاصية له , فما من علاقة شرعية تبيح لك مكالمة هذا الشاب أو ذاك , فإذا كانت الخطوبة نفسها لا تبيح ذلك فكيف بما هو دون ذلك ؟؟

وإذا أردت النجاة من الوقوع تحت براثن هذا الوهم الكبير , وإذا أردت النجاة مما يستتبعه من ذنوب وآثام فعليك بما سأقوله لك الآن

- أولا أختاه الزمي أمر ربك بالقرار في البيت ففيه والله صلاح أمرك , ولا تخشين من شيئ , فرب العالمين لن يضيعك وأنت تطيعينه بل سيرسل لك رزقك وأنت في قلب بيتك وبما يتناسب وامرأة تقية لله قرت في بيتها لا تبرحه إلا لضرورة شرعية .. طاعة لربها

- ابتعدي عن مخالطة الرجال فالخير ألا ترين رجلا أجنبيا عنك وألا يراك رجل .. خير لك وخير لأمتك , لا تذهبين إلى الجامعة , لا تعملي في أماكن بها رجال

- أختاه طلقي التلفاز بالثلاثة ابتعدي عنه تماما , لا تجلسي أمامه .. فرّي منه فرارك من الأسد .. فإنه المتهم الأول بإفساد الأخلاق وإفساد الدين والمعتقدات

- ثقي بالله أختاه واعلمي أن زوجك المقدر لك سيأتيك لا محالة ما دام أن الله قد كتب لك الزواج في الدنيا , فإن كان غير ذلك فلا سبيل للحصول على زوج لم يقدره الله لك .. ولو فعلت ما لم يُفعل , فتكون الخسارة خسارتين , خسارة في الدنيا بالحرمان من الزوج , وخسارة في الآخرة
أفيقي أخيه

أفيقي بالله عليك

عودي إلى ربك عودا جميلا

اقتربي منه سبحانه , توجهى له بالدعاء

فهو القادر وهو من بيديه مقاليد السموات والأرض

وقلوب العباد بين أصبيعه "ليس كمثله شيئ" يحركها كيفما شاء
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين