تونس "المدينة "
المدينة العتيقة
المدينة العربى
المدينة العتيقة هي المدينة القديمة اي التي وجدت قبل ان تبنى الاحياء الحديثة من حولها. يستعمل هذا المصطلح في المغرب العربي, في افريقيا الغربية و الشرقية.
المدينة العتيقة تتميز بمبادلاتها التجارية مع المناطق الريفية التي تحيط بها و التي تزودها بحاجياتها. رغم الاسوار و البوابات التي تحميها من الغزاة, مساحة كبيرة من المدينة العتيقة تحتلها الاسواق.
اليوم, و مع تقدم الدول, برز اشكال المحافظة على التقاليد و المعالم و النسيج الاجتماعي و الخدمي و الاقتصادي في المدن العتيقة. و اصبحت هذه المدن العتيقة تعرف بروابطها الاجتماعية و الاقتصادية مع الاحياء الحديثة التي اصبحت تحيط بها. و هي اليوم تساعد على الحفاظ على التراث و الفنون و الصناعات التقليدية و اصبحت مقاصد سياحية هامة.
تقع المدينة العتيقة على ربوة ذات منحدرات خفيفة متجّهة نحو بحيرة تونس شرقا ونحو سبخة السيجومي غربا.
جامع الزيتونة العريق
جامع الزيتونة.. عنوان عراقة المعمار التونسيورغم مرور 13 قرنا على تأسيسه على يد عبد الله بن الحبحاب الا ان جامع الزيتونة الواقع في قلب المدينة العتيقة بتونس لا يزال صامدا وشامخا في وجه التاريخ ولايزال ذا بهاء جذاب.المؤلف التونسي عبد العزيز الدولاتي حاول تسليط الضوء على المميزات المعمارية الفنية العربية والاسلامية التي طبعت هذا المعلم التاريخي والحضاري.وجامع الزيتونة الشهير الذي اصبح قبلة مميزة للزوار من تونس وخارجها وأحد ابرز المعالم التاريخية الاسلامية في تونس تأسس في القرن السابع للهجرة.الزيتونة قرون من الفن المعماري التونسي هو عنوان كتاب الدولاتي استاذ الحضارة الاسلامية وتحدث فيه عن عراقة المعمار التونسي من خلال جامع الزيتونة.جاء الكتاب تجسيدا لعنوانه ذاخرا بالشواهد المعمارية الاصيلة التي تشير الى عراقة الفنون المعمارية الزخرفية التونسية خاصة وان بناء هذا المعلم اكتمل بمساهمة مهندسين تونسيين يمثلون المعمار على امتداد قرون في تونس.وأشار الدولاتي الى اختلاف الاساليب الهندسية منذ القرن الثالث في عصر المستعين بالله الحفصي مع المهندس فتح البناء الذي لايزال اسمه موجودا في قمة المحراب بالجامع وحتى القرن التاسع عشر تاريخ تشييد المهندسين سليمان النيقور وطاهر بن صابر المئذنة الحالية للجامع.وقدم المؤلف عرضا اضافيا عن الخلفاء الامويين والعباسيين والحفصيين الذين ارتبط اسمهم بالزيتونة من بينهم الامير عبد الملك بن مروان الخليفة الاموي الذي امر بتأسيس الجامع اضافة للقائد حسان بن النعمان وعبد الله بن الحبحاب.وكان جامع الزيتونة محور عناية الخلفاء والامراء الذين تعاقبوا على افريقيا الا ان الغلبة كانت لبصمة الاغالبة ولمنحى محاكاته بجامع القيروان وقد منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها الى اليوم.وتتمثل اهم هذه العناصر في بيت صلاة على شكل مربع غير منتظم وبقبة محرابه المزينة بزخارف اضافة الى زخرفة كامل المساحة الظاهرة في الطوابق الثلاثة بشكل بالغ الدقة يعتبر النموذج الفريد من نوعه في العمارة الاسلامية في عصورها الاولى.
مئذنة جامع الزيتونة كما كانت تظهر من نهج سيدي بن زياد عام 1880
مئذنة جامع الزيتونة كما كانت تظهر من نهج سيدي بن زياد عام 1920
باب جامع الزيتونة عام 1890
فناء جامع الزيتونة
المدينة العربى
تجمع بين سحر البنيان وغرابة الهندسة.. وأزقتها متشابكة ولكل زقاق من اسمه نصيب جامع الزيتونة يقع في قلبها وتحيط به منازل الأعيان وقصور الضيافة وخزانات المياه والحدائق الشوارع سميت بأسماء أبوابها مثل باب السويقة وباب البنات و باب الجديد و باب البحر
باب البحر
باب البحر ليلا
أقواس، أبواب عتيقة، نوافذ ساحرة، رائحة البخور العبقة، أصوات الباعة المنبعثة هنا وهناك كل يشدو ببضاعته ويرحب بحرفائه علي طريقته، أزقة ضيقة تتمايل يمنة ويسرة بشكل ساحر تجعلك تقف مشدوها من روعة البنيان البسيط المعقّد في آن واحد.
هذه هي أجواء المدينة العتيقة في تونس العاصمة أو كما يسميها التوانسة بالمدينة العربي تلك المدينة التي يعود بناؤها إلي ثلاثة عشر قرنا عندما شيدها الحسان بن النعمان فاتح قرطاج وأسس علي أرضها جامع الزيتونة المعمور، أبرز منارات الإسلام في شمال إفريقيا.
في قلبها يقع جامع الزيتونة لتحيط بها منازل الأعيان وقصور الضيافة وخزانات المياه والحدائق التي كانت بمثابة السور الذي يحمي هذا المعلم التاريخي إضافة إلي سوره الأصلي.
لا ندري، إن كان يصح حقا، أن نشبه المدينة العربي في تونس العاصمة بالجوكندا التي مازالت تسحر زوارها إلي اليوم فهي تنظر اليهم بعينيها المفعمتين بالهدوء والحب من أي زاوية اختاروا،هكذا هي المدينة العتيقة أبوابها عدة تمكنك من أن تدخل إليها من أي اتجاه شئت.
ولنبدأ من القصبة معقل الوالي وحاشيته والتي تشرف من علوها علي العديد من الأحياء المشيدة في الضواحي الشمالية و الجنوبية للمدينة العتيقة لاستقبال القوافل وإقامة أسواق الخضر.
ساحة القصبة
كما شيدت الجوامع ذات القباب والأبراج المثمنة الزوايا لتطلّ كلها علي مشهد غاية في التنسيق. وتقف القصبة دار الباي ساحة الحكومة حاليا والتي أقامها وليّ العهد الحسيني سنة 1795 علي آثار المباني المرادية. هذا القصر الذي زوده بطابق إضافي رائع لتتميز الغرف المحيطة بالفناء جنوبا وشرقا بفخامة استقدم لأجلها نحاتين وفنانين مغاربة لعمل لوحات علي الجبس زادت الدار بهاء،إضافة إلي النحوت والزخارف الاندلسية الشاهدة علي روعة الفن الاسباني.
جامع الجديد جامع حمودة الباشا المرادى
جامع يوسف داىومن هذا القصر ننتقل إلي زنقة الشماعية حيث توجد تربة الأميرة عزيزة عثمانة التي طالما عرفت بأعمالها الخيرية لذلك أحبها التونسيون وما زالوا يذكرونها بكل حب إلي اليوم حيث أعتقت قبل وفاتها سنة 1669 جميع عبيدها وخصصت جميع ممتلكاتها وقفا للأعمال الخيرية بينما خصص جزء من ايرادات هذه الأوقاف لشراء الورود لأنها أوصت بأن توضع الورود علي قبرها كل يوم.
تربة عزيزة عثمانه
وإذا انتقلنا إلي سوق البركة التي بني بين 1637و1610 علي شكل مربع مغطي بقبة رفعت علي عدة أقواس نجد المنتجات الذهبية حيث تنتشر محال زخرفة ونقش وبيع الذهب في هذا السوق الذي أنشئ أصلا لبيع العبيد حيث كانت توضع مصطبة خشبية وسط الساحة يعرض عليها العبيد أمام المارة.
وليس ببعيد وبالتحديد في زنقة القلش توجد دار الحداد في الجهة الجنوبية لضاحية بني خراسان القديمة في القرن السادس عشر .وتعد من أقدم المنازل في المدينة العتيقة.ويرجع أصل التسمية القلش إلي نوع من السيوف الذي برع فيه الحدادون في تلك الفترة.لا يمكن أن نتجول في أرجاء المدينة العتيقة دون أن نتوقف عند أسماء الأزقة والأنهج فبعضها تعلق بأسماء الأسياد والأولياء الصالحين مثل انهج سيدي الصوردو ،سيدي قاسم، سيدي محرز، سيدي بومنديل ،سيدي قدوس العباسي وسيدي علي عزوز. أما البعض الآخر،فقد ارتبط بأسماء غريبة مثل انهج المشنقة، المفتي وهما بعيدان كل البعد من حيث المسافة. وهذا ليس علي سبيل التندر بل كانت تنتصب مشنقة في النهج المسمي باسمها وكان المفتي أيضا يسكن نهجه.
كما نجد أنهج وشوارع مثل الحلوف حيث كان أغلب سكانه من المالطية الذين كانوا يربون الحلوف أي الخنزير. أمّا نهج الكبدة فقد اشتهر بانتصاب محال الجزارة ونهج المحروق سمي بهذا الاسم بسبب اندلاع حريق حائل ونهج الكومسيون يوجد به باعة الجملة ويقصده التجار ومن ثم يجدون عائدا(كوميسيون) عند بيع ما اشتروه من هذا النهج. ونهج المقطع الذي اشتهر بتقطيع الحجر الطفلي والطين لصناعة المواد الطبيعية التي تستخدم كأدوية ومواد تجميل.ونهج الظلام الذي كان نهجا عديم الإضاءة ومخيفا خصوصا في الليل وكان يختبئ به الهاربون من العدالة في الماضي.فضلا عن أنهج أخري تحمل في أسمائها مزيجا خليطا من التفسيرات منها ذات دلالة واخري تكاد تكون ضربا من الأسطورة مثل نهج الدبدابة، المناطقي ،العبة، المرّ، الحقيقة، الكاشخ ،الإعانة الصادقة، المبزع، الإخوة.
من جانبها ارتبطت أسماء الأسواق بالغرض الذي شيدت لأجله: فهناك سوق النساء حيث كان معظم مرتاديه من النساء. أما سوق الوزر فكانت تباع فيه الأقمشة التركية والأغطية وسوق البلار خصص لباعة المصنوعات الزجاجية وهناك ما سمي بأسماء الحرف التي تزاول فيها مثل أسواق السراجين، الصباغين، الدباغين.
سوق السراجين
سوق الباى
سوق العطارين
فلسفة الشوارع المحيطة بالمدينة
كما سميت الشوارع المحيطة بالمدينة العتيقة بأسماء أبوابها وظلت آثارها موجودة حتي الآن مثل باب السويقة، باب البنات، باب منارة، باب الجديد، باب الجزيرة، باب الخضراء ونتوقف عند باب بحر وهو كما تدل تسميته الباب الذي كان يحمي المدينة من اتجاه البحر.
من هذا الباب باب بحر اخترنا الخروج من المدينة العربي نحو قلب العاصمة الذي تتقاطع فيها الشوارع بأسمائها المختلفة الحاملة في أغلبها لأسماء عواصم بلدان أوروبية:فهذا شارع انجلترا والآخر شارع فرنسا والذي يليه شارع اسبانيا فشارع روسيا.
ويرتبط باب بحر بساحة النصر التي تفتح علي شارع فرنسا وهو شارع قصير متسع في نفس الوقت ينتهي عند مقر السفارة الفرنسية بتونس. ويقف تجاهه تمثال العلامة ابن خلدون ليبدأ شارع الحبيب بورقيبة أشهر شارع في تونس العاصمة..وفي زاوية قائمة معه نجد شوارع أخري كشارع جمال عبد الناصر وشارع باريس ونهج مرسيليا ونهج ابن خلدونساحة النصر
معهد الصادقية
الروابط المفضلة