احتـرت في أي قسم أضع هذا الموضــوع .. ولكن اعتقـد
ان قسم روضـة السعداء ينــاسبهـ ..
اذا وجدتــم أن المكان خاطئ فلا بأس بنقله في القسم المناســب ..
لماذا الحديث عن القلوب؟
الحديث عن القلوب وإبتلائه وإمتحانه بالغ الأهمية في وقت قست فيه القلوب وضعف فيه الإيمان واشتغل فيه الناس بالدنيا وأعرضوا عن الآخرة.
قال ابن القيم رحمه الله:
ما عوقب عبد بعقوبة .. أظمَ من قسوة القلب والبعد عن الله
وما خلقت النار إلاَّ لإذابة القلوب القاسية
فإذا قسا القلب قحطت العين.
ولأن القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها
لذلك سنتحدث عما يعرض لهذا القلب خلال مسيره إلى الله من امتحانات وابتلاءات وعلامات صحته ومرضه وكيفية الوصول إلى القلب السليم.
سنتحدث عما يعرض لهذا القلب من خلال ثلاث رحلات:
رحلة القلب(1) .. رحلة القلب مع النفس
رحلة القلب(2) .. محادثة بين قلبين
رحلة القلب(3) .. انه الإخلاص
وقبل أن نبدأ برحلاتنا الثلاث لابد لنا أن نعرف:
أنواع القلوب
كيفية إمتحان القلوب؟
ماذا لو سألتك يوما ما لون قلبك؟!
ربما قد تضحك من سؤالى أو حتى تتعجب منه على أبسط تقدير لكن هلا رجعت إلى الوراء قليلاً بذاكرتك وتذكرت حصة العلوم التى طلب فيها معلمك قلمين الوان أحدهما أزرق و الثانىأحمر وذلك لعمل رسما تخطيطياً للقلب
إذاً لعل لونه يشمل الأحمر والأزرق أو هكذا جال فى خاطرك حينها
ولكن فى نفس الوقت هل تتذكر ذلك الحديث الذى دار يوما بين إثنين من جيرانك عن جارهما الثالت ( فقال احدهما عنه: رجل ذو قلب ابيض ما افترى كذباً على أحد يوماً )؟ وهنا هل تفكر هل القلب أبيض اللون؟!
ثم لعلك تتقدم بالذاكرة رويداً الى الأمام وتتذكر مادار بينك وبين أحدهم ذات يوم من حديث وهو يذ كرك بوعد أخلفته ومضى عليه مدة طويلة فتقول له : لعل قلبك اسود فما زلت تتذكر
وهنايتبادر الى ذهنك اللون الابيض
إذاً ما حقيقة الأمر أى الألوان هو قلبك؟
أأحمر! أم
أزرق !! أم
أبيض !!! أم
تراه والعياذ بالله أسود؟!!!
والآن الى السؤال الثانى... ماهى وظائف هذا القلب؟!
لو اتبعنا نفس المنهج وعدنا الى درس العلوم الأول لوجدنا أن ماذكر لنا فيه أن القلب أشبه ما يكون بمضخة للد ماء لكافة أنحاء الجسم ولوعدنا إلى درس من دروس التربية الدينية أو خطب الجمع التى سمعناها لربما أدركنا أن القلب هو مركز للإيمان ومحور الأخلاق والقيم ولو بحثنا فى كنوز الأدب لوجدنا فيها الكثير من الاهتمام بشأن القلب
إذاً ماهى حقيقة الامر؟!
إن كنت جاداً في البحث عنها فتعال معى نتأمل سوياً وإذا كان علم التشريح هو العلم المختص بدراسة تركيب القلب فإن هناك فرعاً آخر من العلوم لايقل أهمية عنه هو علم وظائف الأعضاء الذى يختص بتفسير كيفية ومكانيكية تأدية الوظائف الموكلة لهذا العضو وإذا تكلمنا عن وظائف القلب فيمكن وضعها فى مجموعتين كبيرتين الأولى كونه مضخة صغيرة الحجم عملاقة الاداء؛ والثانية أن القلب وعاء لاحدود لقراره يمكن أن يتسع للمزيد والمزيد من المشاعر...
القلب تبارك من أبدعه على حجمه الذي لايتجاوز قبضة الكف الواحد هو مضخة عملاقة خلقت لتعمل طول العمر لو إتبعت إجراءات الصيانة المقررة لها...
إذاً ماهى حقيقة الامر؟!
هل علمتم آلة تعمل بمثل هذه الدقة وهذا الضمان؟؟؟
فتبارك الله أحسن الخالقين ولقد قال سبحانه وتعالى: " وفى أنفسكم أفلا تبصرون"
فالقلب يقوم بسحب الدم الفاسد من أطراف الجسم والمحمل بثانى أكسيد الكربون حيث يقوم بإرساله الى الرئتين
ليعاد تنقيته وتحميله بالأكسجين ثم يعاد ضخه إلى كافة أنحاء الجسم عن طريق شبكة ممتدة من الشرايين تبدأ من شريان عملاق هو الأبهر أو الأورطى لعله المشار اليه فى قوله تعالى: " ولقطعنا منه الوتين" والله تعالى أعلم
والقلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان فهي على قلبين:
قلب هو عرش الرحمن، ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير
وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم والهم
(من فوائد ابن القيم) فليس القلب فقط هذه المضخة العملاقة فحسب بل زاد الله تعالى فى عجائبه فجعله مركزاً ووعاءاً لاقرار له لكافة المشاعر الطيب منها والخبيث والقبيح منها والجميل
فإذا كنت تريد معرفة حقيقة الأمرتعال وهيا بنا نستعرض الأمر معاً في هذا الحديث من القلب اللى القلب
والآن فلنبدأ القصة من البداية والبداية تكون كيف نقسم قلوب البشر؟ ونعود إلى أقرب التقسيمات إلى الواقع ونجد أن القلب ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
[SIZE=5]1- ميت أي لانبض فيه ولاحياة
2- مريض أي معتل
3-ثالث صحيح أي سليم لاعلة فيه
الروابط المفضلة