إلى كل مسلم ومسلمة حلت به مصيبة أو نائبة أو مرض أو فقد عزيز أهدي موضوعي هذا ..
روي عن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال : عجبا لمكروب غفل عن خمس وقد عرف ما جعل الله لمن قالهن :
1- قوله تعالى : ( ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات , وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون , إولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) سورة البقرة (155-157) .
2- قوله تعالى : ( وأفوض أمري إلى الله , إن الله بصير بالعباد , فوقاهم الله سيئات ما مكروا ) سورة آل عمران ( 173 ) .
3- وقوله تعالى : ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه , فنادى في الظلمات أن لا إله ألا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
4- ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) سورة الأنبياء (86-88 ) .
5- وقوله تعالى ( وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا أغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا , وثبت أقدامنا , وأنصرنا على القوم الكافرين , فأثابهم الله ثواب الدنيا , وحسن ثواب الأخرة والله يحب المحسنين ) آل عمران ( 147-148 ) .
قال الحسن البصري : من لزم قراءة هذه الآيات في الشدايد , كشفها الله عنه , لأنه قد وعد , وحكم فيهن , بما جعله لمن قالهن , وحكمه لا يبطل ووعده لا يخلف .
علاج المحن والمصائب :
1-الاسترجاع كما قال الله تعالى : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) وهي تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته .. أحدهما : أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق . والثاني قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مامن أحد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها , إلا أجاره الله في مصيبته , وأخلف له خيرا ) .
2- أن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه , وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
3- أن ينظر ألى ما أصيب به , فيجد ربه قد أبقى عليه مثله , أو أفضل منه , أو أدخر له أن رضي وصبر .
4- أن يطفىء نار مصيبته وألمه ببرد التأسي بأهل المصائب , وليعلم أن في كل وادي بنو سعد , ولينظر يمنه , فهل يرى إلا محنة ؟ ثم ليعطف يسره ’ فهل يرى إلا حسرة ؟ وأنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتليا .
5- من علاجها أن يعلم أن الجزع لا يبردها , بل يضاعفها . وهو في الحقيقة من تزايد المرض .
6- أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والإحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه وغير ذلك كثير جدا .
أخي المسلم .. أختي المسلمة ..
تذكر : أن الله عز وجل يبتلي العبد وهو يحبه , ليسمع تضرعه .
تذكر : أنها كلما تشتد الأزمة تنفرج ( اشتدي أزمة تنفرجي ) .
تذكر : أن أفضل العبادة انتظار الفرج .
تذكر : أن الفرج يأتي من الله تعالى , على قدر شدة البلاء .
تذكر : أن ما يكره العبد خير له مما يحب , لأن ما يكرهه يهيجه على الدعاء وما يحب يلهيه عنه .
تذكر : أن المؤمن أمره كله له خير .
تذكر : أن الصبر كفيل بالنجاح .. والمتوكل لا يخيب ظنه .
تذكر : أن من أتبع الصبر , أتبعه النصر .
تذكر : أن من صبر ظفر والصبر مفتاح الفرج وعند اشتداد البلاء يأتي الرخاء .
تذكر : أن رب محبوب في مكروه .. ومكروه في محبوب , وكم من مغبوط بنعمة هي داؤه ومرحوم من داء هو شفاؤه .
تذكر : أن من ساعة إلى ساعة فرج .
تذكر : رب خير استفدته من شر .. ونفع من ضر .
تذكر : أن تحت الرغوة اللبن الضريع .
تذكر : أنه ربما امتحن الله العبد بمحنة يخلصه بها من الهلكة فتكون تلك المحنة .. منحة أجل من نعمة .
تذكر : أن كل مقدر كائن ولا بد .. وأن من لم يرض بالقضاء والقدر لم يهنأ له عيش .
تذكر : أن المحن تأديب من الله , والأدب لا يدوم . فطوبى لمن تصبر على التأديب .
تذكر : إنما يبتلى الصالحون .. وأن القدر سبع والسبع لا يأكل الميتة .
وأخيرا تذكر : أنها سحابة وستزول إنشاء الله .. ومابعد الشدة والضيقة إلا الفرج فإلى الفرج ..
إخواني .. أخواتي .. ماسبق هو من كتاب ( الفرج بعد الشدة والضيقة ) لمؤلفه ( إبراهيم عبدالله الحازمي ) عفا الله عنه وسدد خطاه .وفيه كثير من القصص الواقعية لأناس ضاقت بهم السبل وكثرت عندهم المصائب وصبروا عليها ففرج الله عليهم . وربما أستعرض بعضا من قصصهم في مقال قادم .
الروابط المفضلة