أب يبيع ابنته ويوزع باقي أولاده
في جمعية حماية الأحداث للبنات التقينا الطفلة /ع.س/ وهي الآن في الخامسة عشرة من عمرها تقول:
كنا ستة إخوة عندما توفيت والدتي وتركتنا لوالدي الذي لم يكن يجد في كثير من الأحيان قوت يومنا.
ولكن مع كل هذا الفقر فقد وجد من تتزوجه بعد والدتي ولكن شريطة أن يتخلص منا فقام بتوزيعنا وكان نصيبي البيع إلى أحد مكاتب الخدمة والتشغيل وحتى الآن لا أعرف أي شيء عن إخوتي ولكن كل ما أعرفه هو أن صاحب هذا المكتب قام بتشغيلي لدى إحدى العوائل المتنفذة فمنذ حوالي ستة أعوام قام بتأجيري لمدة عامين وطبعاً قبض النقود كلها فأنا لا أعلم عنها أي شيء تماماً مثل أسرتي وإخوتي.
وكنت أتنقل بين عائلة وأخرى إلى أن علمت بأن صاحب المكتب يود بيعي وبشكل نهائي إلى إحدى العوائل التي تقطن في محافظة دمشق عندها فكرت جدياً بالهرب والتجأت إلى أقرب قسم شرطة وأعلمتهم بكل ما سمعت من صاحب مكتب التشغيل فقاموا بتحويلي إلى هذه الجمعية التي أنا فيها الآن, وأنا لا أكتمكم سراً بأنني هنا في محافظة حلب أعيش على أمل أن ألتقي بأهلي وبإخوتي ولكن سفري إلى محافظة أخرى يعني قلة وجود فرص الالتقاء لذلك صممت على البقاء واستعنت بالشرطة والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يستطيع صاحب مكتب التشغيل أن يتعامل مع تلك الطفلة وكأنها سلعة أو شيء جامد لا روح له
? ولكن السؤال الأهم هو أين ذلك الأب الذي أنجب كل أولئك الأطفال فكان السبب في
تشريدهم وعيشهم ببؤس وشقاء?
من جريدة الثورة
حلب
حوادث
الثلاثاء 21/8/2007
ميسون نيال
الروابط المفضلة