ألا ليـت شعـري هـل أبيتـن ليلـة * * * * بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليـت الغضى لم يقطع الركب عرضه * ** * وليـت الغضى ماشى الركـاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى (لو دنا الغضا) * ** * مـرار ولكـن الغـضى ليـس دانيـا
ألم تراني بعت الضـلالة بالهدى * * * * * وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي * * * * * لقـد كنت عن بـابي خراسـان نائيـا
فلله درّي يـوم أتـرك طـائعـاً * * * * * بنيّ بـأعلى الرقمتيـن ومـالـيـا
ودرّ الظـبـاء السانحات عشية * * * * * يخبِّـرن أني هـالـك مـن ورائـيـا
ودرّ كبيـريّ اللذيـن كلاهـمـا * * * * * عليّ شفيـق نـاصـح لـو نهـانيـا
تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد * * * * * سوى السيف والرمح الردينيّ باكيا
وأشقـر خنذيـذ يجرَّ عنانـه * * * * * إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيـا
ولما تراءت عند مرو منـيّـتـي * * * * * وخلَّ بها جسمـي وحـانت وفـاتـيـا
أقـول لأصحـابي: ارفعوني فإنني * * * * * يقـرّ لعينـي أن سُهيـلٌ بـدا ليـا
فيا صاحبي رحلي دنا الموتُ فانزلا * * * * * برابيـة ؛ إني مـقـيـم لـيـالـيـا
أقيما علي اليـوم أو بعض ليلـة * * * * * ولا تعجـلاني؛ وقـد تبيـّن مـا بيـا
وقوما إذا ما استُلّ روحي وهيئـا * * * * * لي السَّدر والاكفـان ثم ابكيـا ليـا
وخطّا بأطـراف الأسنّـة مَضْجَعي * * * * * ورُدّا على عيـنـي فضْـلَ ردائـيـا
ولا تحسداني – بارك الله فيكما - * * * * * من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خـذاني فجـراني ببُردي إليكمـا * * * * * فقد كنت قبل اليـوم صعبـاً قيـاديـا
وقـد كنت عطّافـاً إذا الخيـل أدبـرت * * * * * سريعاً إلى الهَيْجا إلى من دعانيـا
وقد كنت محمـوداً لدى الزاد والقـرى * * * * وعن شتمي ابن العم والجار وانيا
وقد كنت صبّاراً على القرن في الوغى * * * * ثقيلاً على الأعداء عَضْباً لسانيـا
غذاة غذ يالَهْف نفسي على غد * * * * * إذا أدلجوا عني وخُلّفـت ثـاويـا
وأصبح مالي من طريـف وتالد * * * * * لغيري وكان المال بالأمس ماليا
وقوما على بئر الشُّبَيك فأسمعا * * * * * بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنـكـما خَلّفتُمـاني بِقَفْـرَةٍ * * * * * تهيـل عليّ الريـحُ فيها السوافيـا
ولا تنسيـا عهدي خليليّ إنني * * * * * تَقَطّـعُ أوصـالـي وتبلى عظاميـا
فلن يعدم الوالون بيتـاً يُجنُّني * * * * * ولن يعـدم الميـراث مني المواليـا
ويا ليت شعري هل تغيرت الرحى * * * * رحى المثل أو أضحت بفلج كما هيا
إذا مـت فاعتادي القبـور فسلمي * * * * * على الرّيم أسقيتِ الغمام الغواديـا
قلِّب طرْفي فوق رحلي فلا أرى * * * * * به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالـرمل منا نسـوة شَهِدنني * * * * * بكَين فَدينَ ا لطبيـب المداويـا
فمنهن أمي وابنتـاها وخـالتي * * * * * وباكية أخرى تهيج البواكـيا
وما كان عهد الرّمل مني وأهله * * * * * ذميما ولا بالرمل ودّعتُ قاليـا
************************************************** ***
شعر : مالك بن الريب
الروابط المفضلة