هل تريد مولودك ذكراً أم أنثى، فقد بات من المتاح لك عملياً تحديد جنس مولودك سلفاً
في منتصف العام 2001 تمكن عدد من الأطباء الأمريكيين والبريطانيين من التوصل إلى تقنيات طبية كفيلة بتأمين إمكانية اختيار جنس المولود للزوجين سلفاً، الأمر الذي أشاع الكثير من الجدل في الأوساط الطبية والدينية والاجتماعية على مستوى العالم.
وفي العامين الأخيرين بدأت هذه التقنية تصل إلى دول عربية قريبة منا، كمصر، حيث بات ممكناً، وبتكاليف ليست مرتفعة نسبياً، وخلال عدة ساعات فقط، أن يتم تحديد جنس المولود عن طريق برنامج الحقن المجهري، عبر عملية تتمتع باحتمالات نجاح مرتفعة، ولا تحتمل أية آثار سلبية على الجنين المنتظر، حسب المصادر الطبية المتخصصة.
وتثير هذه التجارب والعمليات الكثير من الجدل الأخلاقي والديني والاجتماعي:
فبدايةً، يرفضها الكثيرون انطلاقاً من رؤية اجتماعية، تحذّر من أن التدخل في اختيار جنس الجنين سيولّد مشكلات اجتماعية جمّة، خاصة في المجتمعات التي تعلي من مكانة الذكر على حساب الأنثى، مما سيجعلنا نتوقع زيادة ملحوظة للذكور على حساب الإناث، الأمر الذي سيخلّ بالتوازنات العددية بين الجنسين في الكثير من المجتمعات.
كما يرفض آخرون هذه الفكرة انطلاقاً من دوافع دينية معتبرين هذا النوع من العمليات تحدياً مباشراً للقدرة الإلهية، وتطاولاً على مشيئة الله.
لكن أنصار عمليات تحديد الجنس يدافعون عنها بأنها تمثّل حلاً للكثير من المشكلات الإنسانية والاجتماعية والطبية المستعصية، والتي من أهمها، شوق زوجين لإنجاب مولود من جنس معين، بعدما أنجبوا لمرات عدة من الجنس الآخر، إلى جانب ذلك يتحدث الأطباء والمختصون المدافعون عن هذه العمليات، أنها غالباً ما تستخدم للتقليل من احتمالات الإصابة بالأمراض الوراثية التي تنتقل إلى أحد الجنسين فقط.
كما يصرّ أنصار فكرة تحديد جنس المولود على أنها لن تؤثر على التوازن العددي بين الذكور والإناث في المجتمعات الإنسانية لأن هذه العمليات عادة ما تخضع للرقابة والقيود الصارمة في الدول التي تسمح بها، بحيث يحصر حق طلب تحديد جنس المولود بحالات خاصة، إما في حال الخشية من أمراض وراثية خطيرة قد تنتقل إلى المولود حسب جنسه، أو في حال وجود أسرٍ لم تستطع إنجاب أطفال إلا من جنس واحد، وتتوق لإنجاب مولود من الجنس الآخر.
ما رأي الشرع؟
مفتي مصر، د.علي جمعة، أباح عمليات تحديد الجنس، ونفى أن يكون فيها تحدٍ للمشيئة الإلهية، في حين وافق الدكتور يوسف القرضاوي على إجرائها شريطة أن تخضع للقيود الصارمة وأن تحصر في حالات الأمراض الوراثية أو في حالات وجود أسر لديها أولاد من جنس واحد فقط.
والجدير ذكره هنا أن المراكز الطبية والمستشفيات المتخصصة في إجراء هذا النوع من العمليات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، عادة ما تخضعلقيود حكومية صارمة، بحيث لا تقبل طلبات تحديد الجنس، إلا من أسر لديها أطفال من الجنس الآخر، أو في حالة الأمراض الوراثية، لكن ذلك لا يمنع من وجود بعض العيادات الخاصة التي قد تخالف هذه القيود وتجري عمليات تحديد الجنس بصورة غير قانونية، وعادة ما تستخدم هذه العيادات أدوات بطيئة وأقل تطوراً مما هو متواجد في المستشفيات والمراكز الطبية الكبرى.
فما رأيك فيما سبق؟
هل تؤيد تشريع هذا النوع من العمليات؟
وهل تعتقد أن تحديد جنس الجنين سيفيد مجتمعاتنا أم سيضر بها؟
وهل ترغب شخصياً في تحديد جنس مولودك، أم تعتبر ذلك تحدياً للمشيئة الإلهية؟
منقول
الروابط المفضلة