السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا حبايب من كل الوطن العربي وفي كل العالم
النية تقول انها اخر مشاركة في المسابقة ،،، لكن الحقيقة يعلمها الله لذلك ساقول باذن الله ستكون هذه المشاركة اختتام لمشاركاتي في المسابقة التي كانت تحت رعاية هذا الركن السعيد بمشرفاته وعضواته الراااائعااااات
وقبل ان ابدأ في الموضوع حابة اشكر ابني العزيز الفنان الرائع احمد الذي تعب معي كثيراً في هذه المسابقة وقدم معي بحرص شديد جميع الاطباق ،،، الله يعطيه الف عافية ويرزقه ببنت الحلال عن قريب اللي تقدره وتعرف قيمته ويفتتح باب الرزق في وجهه ياااااااا رب
اليوم سنتشارك بأجمل العادات القديمة للشعب الليبي
الشاي الليبي أو كما نسميه شاهي العالة بالكشكوشة ،،، وأحب أن اطلب من الأخوات الليبيات إضافة أي معلومة للموضوع لتعم الاستفادة الله يبارك فيكم
الشاي بالليبي نقول عليه شاهي بزيادة الهاء قبل الياء معلومة جديدة هههههههه
والشاهي الليبي كما اتفقنا بحرف الهاء عبارة عن شاهي اخضر واسود أو كما نطلق عليه (حشيش احمر وحشيش اخضر) مغليين في الماء والسكر حتى يتبخر ربع مقدار الماء الموجود في البراد على نار هادئة (البراد يحتوي على ثلاثة أكواب ونصف ماء وملعقة صغيرة من الحشيش الأحمر ومثلها من الأخضر وحوالي من ثلاثة ملاعق كبيرة إلى خمسة من السكر)
ونستخدم لهذا مجموعة أدوات تسمى العالة وهي عبارة عن سخان كبير يحتوي على ماء لنسكب منه على البراد كلما أردنا تخفيف الشاهي ولا نضعه على النار ابداً،، كذلك تحتوي العالة على برادين بحجمين مختلفين الأول لغلي الشاهي وهذا الأكبر والثاني نقوم بتصفية الشاهي فيه ،، إلى جانب ذلك اللقامة وهي مثل المق نقوم باستخدامها عند كشكشة الشاهي أو كما نطلق عليه (تخديم الشاهي) وذلك بسكب الشاهي من البراد إلى اللقامة من أعلى إلى أسفل حتى نحصل على رغوة كثيفة (الكشكوشة) لنضعها في كوب صغير ونسكب عليها الشاهي المتبقي من عملية الكشكشة وذلك بعد تسخينه
ونضع هذه الأدوات في صينية أو كما نسميه (سفرة) مع مصفاة للشاي وأكواب زجاجية صغيرة وكذلك حافظات للأنواع حشيش الشاي والسكر والنعناع وكذلك البخور (سكريات) توضع في سفرة صغيرة إلى جانب طاولة العالة
وهذه الأدوات مصنوعة من الستيل وحالياً تصنع من المعدن الملون برسوم عديدة
ومنزلنا يوجد به عالة قديمة جداً واغلب أدواتها ضاعت عن انتقالنا من بيت لبيت ولكني قمت اليوم بتجميع بعضها لأوصل لكم الفكرة
وأتمنى أن تقوم أي من الأخوات الليبيات التي تمتلك العالة على وضع صورها والبريموس لنستفيد أكثر وأكثر
وفي أيام الصيف والشتاء تجتمع الأسرة على الغذاء ثم تقوم ربة المنزل أو الجدة بنصب العالة والى جانبها غاز صغير (بريموس) وتضعهم على مفرش أنيق وطاولة خشبية صغيرة والأسر تتفنن في نوعية المفارش والطاولات ولكن تبقى الطريقة نفسها في كل منزل
ويجلس إلى جوار ربة المنزل رب الأسرة يتحدثان مع بعض وهي تقوم بعمل الشاهي وتخديمه أو كشكشته وتعطي رب الأسرة الكوب الأول (الطاسة الأولى القوية) مع الكعك الحلو والمالح
والأطفال تعطيهم أقراص الخبز المقطعة والمسكوب عليها قليل من الشاهي ومرشوش عليهم السكر
الله الله على خبزة جدتي فكرتني بايام زمااااان
وبعد العصر تتجمع الجارات وتبدأ تجمعات العشية (هدرزة ليبية صح الصح هههههه) وتأتي كل جارة بقليل من الحلويات أو اللوز والفول السوداني (الكاكوية) وتقوم ربة المنزل بنفس الشئ وذلك بإضافة الماء من السخان على البراد نفسه باستخدام نفس الحشيشة التي صنعت منها الكوب الأول ويكون اخف وأحلى ويقدم إلى الضيوف مع الغريبة الليبية والمقروض وكعك الحلقوم وهذه(الطاسة الثانية)
ثم تقوم بعمل الغلوة الثالثة خفيفة جدا ويمكن عملها بالنعناع أو العطر ويكون سكرها أكثر كما تقول جدتي وتقدم من غير كشكوشة مع اللوز أو الكاكاوية
والطريقة الاكثر شعبية وضع الفول السوداني (الكاكوية) في الكوب وسكب الشاهي الساخن عليها
وفي أيام الصيف نجلس لنكسر اللوز الأخضر لنقدمه مع الطاسة الثالثة من العالة وذلك بوضعه في ماء بارد مع قطرة من ماء العطر لحين تقديمه
ونقدمه بوضعه في الكوب وسكب الشاي عليه
وتنتهي العملية بوضع إناء فخاري على الغاز الصغير (البريموس) ليوضع فيه قليل من البخور ليعم المنزل رائحة البخور بعدما كانت تعم الأجواء رائحة الشاهي القوية أو الكاكوية عند تحميسها وتسمى هذه العملية بـ (طلق الوشق)
معليشي تعبتكم معاي وطولت عليكم الكلام ولكني أحببت أن استرجع معكم ثراث أجدادي والأيام الجميلة خصوصاً للمغتربات الليبيات إلى جانب هذا تعريف العرب عن عاداتنا الحميدة التي تهدف أولاً إلى زيادة التواصل بأبسط الإمكانيات الموجودة في المنزل
فجدتي تقول لماذا نتعب بين المطبخ والضيوف فالأحلى أن نجلس أمامهم ونصنع الشاهي على مرآءة من الجميع وتتحصل على أكثر وقت من الحديث ونختصر التعب بين المطبخ وغرفة الجلوس (مشي وجي هههههههه يلا تعلمو معاي شوية ليبي)
أكيد حسيتو أن العملية صعبة والحقيقة اغلب البيوت استغنت عن العالة إذ أصبحت تقوم بعمل الشاهي على خفيف أو كشكشته في المطبخ عن طريق خلاط كهربائي لسهولته وسرعته
ولكن جدتي مازالت تقوم بهذه العملية لحد الآن وكنت أود أن أقدم لكم هذه الضيافة من منزلها ولكن امتحانات الشهادة الثانوية تقوم على قدم وساق ويصعب علينا في هذه الأيام الزيارات والتجمعات فأدعو لأبنائنا بالتوفيق والسداد
أتمنى أن ينال موضوعي إعجابكم ورضائكم وسامحوني على هذا السرد الطويل
اشكر لكم حسن استماعكم وصبركم عليّ
وسامحوني على اللغة الركيكة التي أتحدث بها هذا لأنني مزجت بين اللغة الفصحى واللهجة الليبية لأوصل المعلومة للجميع
ونلتقي بإذن الله في حلقة قادمة
الروابط المفضلة