أحزاب العراق الإيرانية تبيع ضباط العراق لإيرانفي واحدة من أكبر الفضائح المسكوت عنها في تاريخ العراق المعاصر تدور اليوم في أروقة منظمة الصليب الأحمر الدولي ومكاتبه الإقليمية قضية إنسانية ذات أبعاد سياسية وعسكرية خطيرة تتمثل في وجود أكثر من 2800 عسكري عراقي من مراتب مختلفة وبعضهم من الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب العراقية ¯ الإيرانية ( 1980/1988 ) في معتقلات الأسر والسجون الإيرانية ! والفضيحة لا تتعلق بأسرى تلك الحرب كما قد يعتقد البعض بل أن هذه القوافل من الأسرى والمعتقلين العراقيين كانوا قد أعتقلوا من طرف جماعة الحرس الثوري الإيراني والأحزاب الطائفية العراقية ذات الولاء الإيراني التي دخلت العراق بعد الاحتلال الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين وتحلل الدولة العراقية وتبعثر الجيش العراقي , والقضية تعود بالضبط الى العام 2004 وأيام كانت الفوضى الحدودية هي السائدة في العراق وكانت حدود العراق سائبة ومفتوحة لجميع الأطراف سواء الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة أو الجماعات الإرهابية المرتبطة بالحرس الثوري والنظام الإيراني, وضمن الاستحقاقات والتعاقدات وبنود التخادم بين المعارضة العراقية العاملة لصالح المشروع الايراني والنظام الإيراني اعتقل السيد عبد العزيز الحكيم الرئيس السابق للمجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق وعن طريق ميليشيا ( فيلق بدر ) العسكرية عددا كبيرا من ضباط الجيش العراقي, السابق وبعضهم من سلاح الطيران وقد بلغ الرقم 2800 عسكري عراقي تم شحنهم لإيران للتحقيق معهم وحيث أودعوا السجون والمعتقلات هناك في ظل حالة صمت فظيعة غلفت بإطار الفوضى العراقية الشاملة ولم يسمع أحد بذلك النبأ , بل لم تنشر أسرار تلك الصفقة الخيانية المرعبة حتى ظهرت أنباؤها اخيرا وعلم الصليب الأحمر الدولي بوجود معتقلين عسكريين عراقيين في السجون الإيرانية ورفض النظام الإيراني إعادتهم أوتسليمهم خوفا من الفضيحة وانكشاف المستور, وقد عرض عليهم العودة للعراق مقابل الصمت وعدم التحدث لوسائل الإعلام الأجنبية عن إعتقالهم في طهران!
داود البصري
إضافة إلى أن النظام الإيراني كان قد إستعمل تلك الورقة من أجل مبادلة أولئك المعتقلين بعناصر المعارضة الإيرانية الموجودين في العراق (جماعة مجاهدي الشعب الإيراني) وقد دخلت الولايات المتحدة مؤخرا على الخط رافضة أي مفاوضات عراقية ¯ إيرانية بشأن "مجاهدين خلق" لأن قضيتهم لا علاقة لها بتبادل أسرى او معتقلين , كما توجه قبل أسابيع قليلة وزير العدل العراقي حسن الشمري وهو من حزب الفضيلة الطائفي أيضا لطهران من أجل توقيع إتفاقية تبادل المجرمين بين العراق وطهران كأساس تدليسي للتغطية على الفضيحة وإستعادة المعتقلين العراقيين من السجون الإيرانية وتدارك الفضيحة التي بدأت إرهاصاتها بالتبلور السؤال هو أين البرلمان العراقي المحروس مما جرى ويجري ? كل الشواهد الأدلة تؤكد تورط مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي بالموضوع ومعرفته الكاملة بهذا الملف الخياني الكبير الذي يقتضي وقفة مكاشفة ومصارحة وتحديد الأدوار والمسؤوليات , ومعرفة من سلم وتسلم وعلى أي أساس تمت الصفقة ? وكيف تسنى لعبد العزيز الحكيم أن يتصرف بأرواح ومصائر آلاف العسكريين العراقيين ويسلمهم لإيران في ظل غياب معلوماتي كامل عن الرأي العام? كيف تكون الخيانة إذا ? وهل ننتظر من الحكومة العراقية التعبانة إصدار كتاب أسود موثق يحدد المسؤوليات المباشرة ويحيل للمحكمة العادلة كل من تورط في هذا الملف المخجل? الإيرانيون وتداركا للفضيحة يعلنون بأن أولئك المعتقلين ما هم إلا من بقايا أسرى الحرب العراقية ¯ الإيرانية وهو إدعاء بائس لأن ملف تلك المرحلة قد طوي منذ سنوات وإجراء اللقاءات العلنية وأمام وسائل الإعلام العربية والدولية مع السجناء العراقيين من شأنها أن تحدد زمن إعتقالهم وكيفية نقلهم الى ايران , ومن ساهم في ذلك الفعل الإجرامي والخياني... هناك اليوم وسطاء يتحركون في المنطقة من أجل لملمة الموقف وإحتواء الفضيحة المخجلة , والتاريخ لن يرحم كل من تواطأ أوتستر وأخفى الحقائق وساهم في إستكمال عناصر الجريمة مع الإيرانيين , والشعب العراقي عبر قواه السياسية والشعبية الحرة مطالب بإتخاذ موقف من عملاء النظام الإيراني الذين سلموا البلاد ورقاب العباد لأسيادهم في طهران ومساءلتهم قانونيا عن تلك الجريمة التي لا تسقط بالتقادم ولا بهلاك مقترفيها لأنها جريمة ضد الإنسانية, لقد كشفت الأحزاب الطائفية الحاكمة في العراق عن هويتها الحقيقية وعن عمالتها المخجلة وبات لزاما تنظيف العراق من تلك الأدران ومعاقبة المسؤولين مهما كانوا فلا حصانة ولا قدسية لأي مجرم أوخائن يبيع أبناء بلده من أجل مصلحة العدو العنصري الإيراني المتغطرس, عار والله مايحدث.. نتمنى جرجرة المجرمين للمحاكم وساعتها سيعلم العملاء والخونة أي منقلب ينقلبون.. والمبادرة اليوم باتت بأيدي العراقيين الأحرار.. فهل سيحرك اللحد?
إيــــــــــران
* كاتب عراقي
الروابط المفضلة