بسم الله الرحمن الرحيم
أن يبدر من أحدنا خطأ .. فهذا أمرٌ وارد .. وأن يقع في زلل .. فاحتمال كبير .. فمن أميز ما يُميزنا كبشر إمكانية صدور الخطأ منَّا .. واحتمالية وقوعنا في الزلل .. فمن منا لا يُخطئ أو يزلُّ ؟! .. فنحن لسنا بمعصومين ! ..
قد يقول قائل :
طالما أن الخطأ هو طبع البشر .. وبما أنني محسوب ضمن البشر .. فدعني أمارس بشريتي بما فيها من أخطاء .. ولا تُعاتبني إن أنا أخطأت ولا تصادر حقي في الخطأ !!..
أقول :
نعم .. أمر وارد أن تُخطئ أنت ونخطئ نحن .. لكن .. أن تُخطئ أنت ثم تحملني أنا وتحمَّل المجتمع مسؤولية وقوعك في ذلك الخطأ .. فهذا ما لا يُمكن قبوله .. وإن قُبل مرة فلن يُقبل كل مرة !..
صورة :
شخص يقود سيارته .. يفتح نافذة السيارة .. وأمام مرأى من يرى يُلقي منها ما يُلقي من المهملات .. دون مراعاة لدين أو أخلاق أو نظام أو ذائقة عامة .. وعلى الرغم من أن ذلك الشخص يعرف تماماً ويعي أن ذلك التصرف تصرف خاطئ .. إلا أنه لو قُدِّر لك سؤاله عن دافعه لذلك السلوك الخاطئ .. لقال لك :
إنها ثقافة المجتمع !! ..
صورة أخرى :
آخر يقود سيارته أيضاً .. ثم تُضيء الإشارة المرورية باللون الأحمر دلالة على وجوب التوقف .. وأن حق السير انتقل لمسار آخر، فإذا به وبدون أدنى مسؤولية أو اكتراث بمآلات ذلك ، يتجاوز تلك الإشارة ويُعطي نفسه حقاً لم يمنحه إياه النظام .. مُعرضاً حياته وحياة غيره للخطر .. وإذا سألته عن سبب تصرفه ذاك .. قال لك :
هذه ثقافة المجتمع !! ..
وأيضاً صورة :
شاب تخلَّى عن رجولته -أو يكاد- شكلاً ومضموناً .. أقوالاً وأفعالاً .. وإن سألته عن مسبِّبات هذا التحوِّل والتغيُّر والتبدُّل واللامسؤولية .. رد عليك :
هذه ثقافة المجتمع !! ..
ثم صورة :
فتاة تتخلَّى عن حشمتها .. عن أدبها .. عن حيائها .. تتبذَّل .. تتعرَّى .. تتمايل .. تُغري .. تغوي .. تُجاهر ..
وطبعاً .. عادي .. هذه ثقافة المجتمع !! ..
صور متعددة :
أنظمة تُخالف .. قوانين لا تُفعَّل .. أموال تُنهب .. حقوق تُسلب وتُهظم .. ذائقة أخلاقية عامة تشوه .. فطرة تُغتال .. حياء يُنزع .. وكرامة تُهدر .. كل ذلك يحصل تحت ذريعة :
ثقافة المجتمع ..
بعيداً عن تحرير مصطلح الثقافة .. وبعيداً عن جدلية الفرق بين الثقافة والحضارة .. نسأل :
هل هذه هي فعلاً ثقافة مجتمعنا ؟! ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة