حينها شعرت أن قوة الكون كلها قد وضعت في جسدي المنهك، فحملتُ الطفل الصغير ..
عفوًا أقصد الملاك الصغير على ظهري
وأنا أتمتم: لا تخف، سنخرج من هنا سريعا يا ملاكي...
هرولت في طريقي للخروج محاولا الهروب من الألسنة الملتهبة بأقصى سرعة ممكنة،
ولكن الكثير من العراقيل والدهاليز التي خلتها للحظة أنها لا تنتهي أبدا وضعتها النيران في طريقي
في محاولة يائسة أخرى لابتلاعي، ولكنني خرجتُ أخيرا....
وسط هتافات الجماهير التي تجمعت حول المبنى خلال دخولي إليه،
خرجتُ من المبنى حاملا ملاكي الصغير على ظهري،
أنزلتُهُ، فهرولت أمه نحوه باكيةً واحتضنته
قائلة: صغيري!! أأنت بخير؟؟ أنا آسفة.. سامحني يا صغيري لن أتركك وحدك ثانية أبدا..
قالت تلك الكلمات وهي تمطره بالقبلات وتتفحص جسده محاولة اكتشاف أي اثر تركته النيران على جسد صغيرها.
ثم اتجهت بنظرها نحوي ونظرت إلي بنظرة ملؤها الامتنان والعرفان
ثم قالت: شكرا...شكرا جزيلا أيها الشاب الشهم النبيل.
لم أجب سوى بابتسامة رسمتها بصعوبة على شفتي، ففي الواقع كنتُ منشغل البال كثيرا،
فقد كنتُ أتساءل:أنّى لي هذه القوة وتلك الشجاعة؟
أقصد كيف أمكن لجسدي المنهك فعل ذلك كله؟!؟
لم أكد انتهي من طرح أسئلتي حتى جاءني الجواب فهدأ بالي،
فقد تيقنتُ أن الله برحمته أرسلني لأكون سببا في إنقاذ ذلك الملاك الطاهر.
يتبع..~
الروابط المفضلة