’’المعاناة’’ بلسان الطفل الفلسطيني
طائرات قصفت دمرت أحرقت شردت .. أهل مفقودون .. و أطفال وحيدون .. باختصار لن أدخل من البوابة السياسية
لأن هناك من يراها مظلمة في حين و في حين آخر مشرقة بل سأتحدث من البوابة الإنسانية .. لعلها تصل إلى
القلوب أكثر .. من خلال موضوعي سأتكلم بلسان طفل فلسطينيّ يبعث بها إلى الأطفال المسلمين و العرب ..
أحبتي يا إخوتي .. نعم اسمحولي أناديكم بإخوتي وإن سمحتم لي بمناداة أهاليكم بأهلي سأكون ممنونا .. فقدت والديّ
و فقدت إخوتي و بيتي .. بحثت هناك تحت ركام بيتي على دميتي التي قدّمها أبي لي عند تفوقي .. بحثت و بحثت
نظرت يمينا و إذ لمحتها .. ركضت لأحضرها و ابتسامتي رسمت على وجهي بعد حزن كبير .. أمسكتها و ليتني لم
أراها .. لم يتبقى منها سوى رأسها .. هذه الذكرى الوحيدة التي بقيت من والدي .. أتعلمون .. أنتم تعيشون حياة
رائعة .. يقبّلكم والديكم .. تلعبون مع إخوتكم .. لديكم ألعاب .. تنامون بدفئ .. تشعرون بلذة الراحة و الإستقرار ..
آآآه .. آآآه لو تعلموا كم دموعي تحرق خدي .. عيناي تؤلماني .. في مسائي أشعر بهذا البرد المؤلم .. أرتجف أكاد
أتجمد .. و عند الصباح أبحث عن ماء لأرتوي .. هذا هو حالي الآن .. لا تتذمروا إن نقص عليكم بعض الطعام .. لا
تبكوا إن لم يحضر لكم آبائكم في هذا اليوم لعبة طلبتموها .. أريد والدي و امي .. احتاج لها .. اشتقت لأنام في
أحضانها .. أين أنتِ يا أمي .. إخوتي كنت أجلس معهم و نلعب و نمرح .. هناك فوق هذه التلة .. أين أنتم فما زلت
أراكم أمامي .. لم تركتوني وحيداا أبكي على فراقكم .. أحبكم أنا و الله أحبكم .. كيف سأعيش دونكم .. أين أنتم
أجيبوني أرجوكم .. عندما أجد طفلا يجلس بالقرب من والدته أكاد أن أصرخ و أجن .. أشعر و كأني أفقد صوابي ..
أسرع في خطواتي لأهرب من هذا المنظر .. أشعر بتجمد في مفاصلي .. و كأنني متصلّب الخطى .. أنا أريد أهلي
أريدهم فلا أستطيع العيش دونهم .. أحبهم .. أحبهم ..
[RAM]http://www.twbh.com/cards/zmane.RA[/RAM]
بقلم : رغد الإسلام
الروابط المفضلة