الســـــــتر
يُحكى أن عقبة بن عامر - رضي الله عنه -
كان له كاتب، وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر؛
فقال يومًا لعقبة: إنَّ لنا جيرانًا يشربون الخمر،
وسأبلغ الشرطة ليأخذوهم،
فقال له عقبة: لا تفعل وعِظْهُمْ .
فقال الكاتب: إني نهيتهم فلم ينتهوا ،
وأنا داعٍ لهم الشرطة ليأخذوهم،
فهذا أفضل عقاب لهم.
فقال له عقبة: ويحك. لا تفعل؛ فإني سمعتُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا مؤودة من قبرها "
الراوي: عقبة بن عامر الجهني المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 379
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يحكى أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
جلس بين مجموعة من أصحابه ،
وفيهم جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -
وبينما هم جالسون أخرج أحد الحاضرين ريحًا،
وأراد عمر أن يأمر صاحب ذلك الريح أن يقوم فيتوضأ،
فقال جرير لعمر: يا أمير المؤمنين،
أو يتوضأ القوم جميعًا .
فسُرَّ عمر بن الخطاب من رأيه
وقال له: رحمك الله . نِعْمَ السيد كنت في الجاهلية ،
ونعم السيد أنت في الإسلام .
ما هو الســتر؟
الستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس
وعيوبهم.
ستر الله لعبـــاده:
الله - سبحانه - سِتِّير يحب الستر،
ويستر عباده في الدنيا والآخرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يدنو أحدكم من ربه ،
فيقول: أعملتَ كذا وكذا ؟
فيقول: نعم .
ويقول: عملت كذا وكذا ؟
فيقول: نعم .
فيقرره،
ثم يقول: إني سترتُ عليك في الدنيا،
وأنا أغفرها لك اليوم
[البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ الله -عز وجل- حَيِي ستِّير، يحب الحياء والستر)
[أبوداود والنسائي وأحمد].
أنواع الستر:
الستر له أنواع كثيرة، منها:
ستر العورات
: المسلم يستر عورته
ولا يكشفها لأحد لا يحل له أن يراها.
قال الله -تعالى:
{والذين هم لفروجهم حافظون .
إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}
[المؤمنون: 5-6].
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي وما نذر؟
فقال صلى الله عليه وسلم:
(احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك).
فقال السائل: يا نبي الله،
إذا كان القوم بعضهم في بعض؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن استطعتَ أن لا يراها أحد، فلا يرينَّها).
قال السائل: إذا كان أحدنا خاليًا؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(فالله أحق أن يستحيا منه من الناس)
[أبوداود والترمذي وابن ماجه].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة) [مسلم].
الروابط المفضلة