اخواني اخواتي الاعزاء عدت اليكم لنكمل ما بدأناه من شرح لاسماء الله الحسنى وكنا توقفنا عند اسم الباعث
الشهيد – الحق – الوكيل - القوى المتين - الولى
الشهيد
شهد في اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم، و الشهيد اسم من أسماء الله تعالى بمعنى الذى لا يغيب عنه شئ في ملكه في الأمور الظاهرة المشاهدة، إذا اعتبر العلم مطلقا فالله هو العليم، وإذا أضيف إلى الأمور الباطنة فهو الخبير، وإذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو الشهيد، والشهيد في حق العبد هي صفة لمن باع نفسه لربه، فالرسول صلى الله عليه وسلم شهيد، ومن مات في سبيل الله شهيد.
اللهم امنحنا الشهادة في سبيل جهاد النفس والهوى فهو الجهاد الأكبر ،واقتل أنفسنا بسيف المحبة حتى نرضى بالقدر، واجعلنا شهداء لأنوارك في سائر اللحظات
الحـق
الحق هو الله، هو الموجود حقيقة، موجود على وجه لا يقبل العدم ولا يتغير، والكل منه واليه، فالعبد إن كان موجودا فهو موجود بالله، لا بذات العبد، فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بل هو حق بالله، وهو بذاته باطل لولا إيجاد الله له، ولا وجود للوجود إلا به.
وكل شئ هالك إلا وجه الله الكريم، الله الثابت الذى لا يزول، المتحقق وجوده أزلا وأبدا وتطلق كلمة الحق أيضا على القرآن.. والعدل.. والإسلام.. والصدق، ووصف الحق لا يتحلى به أحد من الخلق إلا على سبيل الصفة المؤقتة، وسيزول كل ملك ظاهر وباطن بزوال الدنيا ويبقى ملك المولى الحق وحده.
الوكيل
تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول إليه أمور ومصالح غيره، الحق من أسماء الله تعإلى تفيض بالأنوار، فهو الكافي لكل من توكل عليه، القائم بشئون عباده، فمن توكل عليه تولاه وكفاه، ومن استغنى به أغناه وأرضاه.
والدين كله على أمرين، أن يكون العبد على الحق في قوله وعمله ونيته، وأن يكون متوكلا على الله واثقا به، فالدين كله في هذين المقامين، فالعبد آفته إما بسبب عدم الهداية وإما من عدم التوكل، فإذا جمع الهداية إلى التوكل فقد جمع الإيمان كله.
القوي - المتين
هذان الاسمان بينهما مشاركة في أصل المعنى، القوة تدل على القدرة التامة، والمتانة تدل على شدة القوة والله القوى صاحب القدرة التامة البالغة الكمال، والله المتين شديد القوة والقدرة والله متم قدره وبالغ أمره واللائق بالإنسان أن لا يغتر بقوته.
بل هو مطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه، كما كان يفعل عمر الفاروق حين يدعو ربه فيقول: (اللهم كبرت سنى وضعفت قوتى) لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، هو ذو القوة أى صاحبها وواهبها، وهذا لا يتعارض مع حق الله أن يكون عباده أقوياء بالحق وفي الحق وبالحق.
الولـي
الولى في اللغة هو الحليف والقيم بالأمر، والقريب و الناصر والمحب، والولى:
أولا: بمعنى المتولى للأمر كولى اليتيم.
وثانيا: بمعنى الناصر، والناصر للخلق في الحقيقة هو الله تبارك وتعالى.
ثالثا: بمعنى المحب وقال تعالى: {الله ولى الذين آمنوا} أى يحبهم.
رابعا: بمعنى الوالى أى المجالس، وموالاة الله للعبد محبته له، والله هو المتولى أمر عباده بالحفظ والتدبير، ينصر أولياءه، ويقهر أعدائه، يتخذه المؤمن وليا فيتولاه بعنايته، ويحفظه برعايته، ويختصه برحمته.
وحظ العبد من اسم الولى أن يجتهد في تحقيق الولاية من جانبه، وذلك لا يتم إلا بالإعراض عن غير الله تعالى، والإقبال كلية على نور الحق سبحانه وتعالى.
الحميد – المحصى – المبدئ – المعيد - المحي
الحميد
الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء، والله تعالى هو الحميد، بحمده نفسه أزلا، وبحمده عباده له أبدا، الذى يوفقك بالخيرات ويحمدك عليها، ويمحو عنك السيئات، ولا يخجلك لذكرها، وان الناس منازل فى حمد الله تعالى.
فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية، والخواص يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية، والمقربون يحمدونه لأنه هو لا شئ غيره، ولقد روى أن داود عليه السلام قال لربه: (إلهى كيف أشكرك، وشكرى لك نعمة منك علىّ؟) فقال الأن شكرتنى.
والحميد من العباد هو من حسنت عقيدته وأخلاقه وأعماله وأقواله، ولم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية فى الوجود إلا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المحصي
المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه التعداد، الله المحصى الذى يحصى الأعمال ويعدها يوم القيامة، هو العليم بدقائق الأمور، وأسرار المقدور، هو بالمظاهر بصير، وبالباطن خبير، هو المحصى للطاعات، والمحيط لجميع الحالات.
واسم المحصى لم يرد بالاسم فى القرآن الكريم، ولكن وردت مادته فى مواضع، ففى سورة النبأ {وكل شئ أحصيناه كتابا}.
وحظ العبد من الاسم أن يحاسب نفسه، وأن يراقب ربه فى أقواله وأفعاله، وأن يشعل وقته بذكر أنعام الله عليه، {وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.
المبدئ
المبدئ لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،والآيات القرآنية التى فيها ذكر لاسم المبدئ والمعيد قد جمعت بينهما، والله المبدئ هو المظهر الأكوان على غير مثال، الخالق للعوالم على نسق الكمال.
وأدب الإنسان مع الله المبدئ يجعله يفهم أمرين أولهما أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من الماء المهين، ثانيهما أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب عنه الغرور.
المعيد
المعيد لغويا هو الرجوع إلى الشئ بعد الانصراف عنه، وفى سورة القصص {إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}، أى يردك إلى وطنك وبلدك، والميعاد هو الآخرة.
والله المعيد الذى يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة، ومن يتذكر العودة إلى مولاه صفا قلبه، ونال مناه، والله بدأ خلق الناس، ثم هو يعيدهم أى يحشرهم، والأشياء كلها منه بدأت واليه تعود.
المحيي
الله المحيى الذى يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها، وهو محي الحياة ومعطيها لمن شاء، ويحيى الأرواح بالمعارف، ويحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة، وأدب المؤمن أن يكثر من ذكر الله خاصة فى جوف الليل حتى يحيى الله قلبه بنور المعرفة.
المميت – الحي – القيوم – الواجد - الماجد
المميت
والله المميت والموت ضد الحياة، وهو خالق الموت وموجهه على من يشاء من الأحياء متى شاء وكيف شاء، ومميت القلب بالغفلة، والعقل بالشهوة.
ولقد روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان من دعائه اذا أوى الى فراشه (اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت) وإذا أصبح قال: الحمد لله الذى أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.
الحـي
الحياة فى اللغة هى نقيض الموت، والحى فى صفة الله تعالى هو الباقى حيا بذاته أزلا وأبدا، والأزل هو دوام الوجود فى الماضى، والأبد هو دوام الوجود فى المستقبل، والأنس والجن يموتون، وكل شئ هالك إلا وجهه الكريم، وكل حى سواه ليس حيا بذاته إنما هو حى بمدد الحى، وقيل إن اسم الحى هو اسم الله الأعظم.
القيوم
اللغة تقول أن القيوم والسيد، والله القيوم بمعنى القائم بنفسه مطلقا لا بغيره، ومع ذلك يقوم به كل موجود، ولا وجود أو دوام وجود لشئ إلا به، المدبر المتولى لجميع الأمور التى تجرى فى الكون، هو القيوم لأنه قوامه بذاته وقوام كل شئ به.
والقيوم تأكيد لاسم الحى واقتران الأسمين فى الآيات، ومن أدب المؤمن مع اسم القيوم أن من علم أن الله هو القيوم بالأمور استراح من كد التعبير وتعب الاشتغال بغيره ولم يكن للدنيا عنده قيمة، وقيل أن اسم الله الأعظم هو الحى القيوم.
الواجد
الواجد فيه معنى الغنى والسعة، والله الواجد الذى لا يحتاج إلى شئ وكل الكمالات موجودة له مفقودة لغيره، إلا إن أوجدها هو بفضله، وهو وحده نافذ المراد، وجميع أحكامه لا نقض فيها ولا أبرام، وكل ما سوى الله تعالى لا يسمى واجدا، وإنما يسمى فاقدا، واسم الواجد لم يرد فى القرآن ولكنه مجمع عليه، ولكن وردت مادة الوجود مثل قوله تعالى: {انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب}.
الماجد
الماجد فى اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال، والله الماجد من له الكمال المتناهى والعز الباهى، الذى بعامل العباد بالكرم والجود، والماجد تأكيد لمعنى الواجد أى الغنى المغنى.
واسم الماجد لم يرد فى القرآن الكريم، ويقال أنه بمعنى المجيد إلا أن المجيد أبلغ، وحظ العبد من الاسم أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الأخلاق.
الواحد – الصمد – القادر المقتدر – المقدم المؤخر – الأول الأخر
الواحـــــــد
الواحد فى اللغة بمعنى الفرد الذى لم يزل وحده ولم يكن معه أحد، والواحد بمعنى الأحد وليس للأحد جمع، والله تعالى واحد لم يرضى بالوحدانية لأحد غيره، والتوحيد ثلاثة:
توحيد الحق سبحانه وتعالى لنفسه، وتوحيد العبد للحق سبحانه، وتوحيد الحق للعبد وهو إعطاؤه التوحيد وتوفيقه له، والله واحد فى ذاته لا يتجزأ، واحد فى صفاته لا يشبهه شئ، وهو لا يشبه شئ، وهو واحد فى أفعاله لا شريك له.
الصمــد
الصمد فى اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذى لا جوف له، والصمد فى وصف الله تعالى والذى صمدت إليه الأمور، فلم يقض فيها غيره، وهو صاحب الأغاثات عند الملمات، وهو الذى يصمد إليه الحوائج (أى يقصد).
ومن اختاره الله ليكون مقصد عباده فى مهمات دينهم ودنياهم، فقد أجرى على لسانه ويده حوائج خلقه، فقد أنعم عليه بحظ من وصف هذا الاسم، ومن أراد أن يتحلى بأخلاق الصمد فليقلل من الأكل والشرب ويترك فضول الكلام، ويداوم على ذكر الصمد وهو فى الصيام فيصفو من الأكدار البشرية ويرجع الى البداية الروحانية.
القادر – المقتدر
الفرق بين الاسمين أن المقتدر أبلغ من القادر، وكل منهما يدل على القدرة،والقدير والقادر من صفات الله عز وجل ويكونان من القدرة، والمقتدر ابلغ، ولم يعد اسم القدير ضمن الأسماء التسعة وتسعين ولكنه ورد فى آيات القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة.
والله القادر الذى يقدر على أيجاد المعدوم وإعدام الموجود، أما المقتدر فهو الذى يقدر على إصلاح الخلائق على وجه لا يقدر عليه غيره فضلا منه وإحسانا.
المقدم - المؤخر
المقدم لغويا بمعنى الذى يقدم الأشياء ويضعها فى موضعها، والله تعالى هو المقدم الذى قدم الأحباء وعصمهم من معصيته، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدءا وختما، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم، أما المؤخر فهو الذى يؤخر الأشياء فيضعها فى مواضعها.
والمؤخر فى حق الله تعالى الذى يؤخر المشركين والعصاة ويضرب الحجاب بينه وبينهم،ويؤخر العقوبة لهم لأنه الرءوف الرحيم، والنبى صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك لم يقصر فى عبادته، فقيل له ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
فأجاب : (أفلا أكون عبدا شكورا)، وأسماء المقدم والمؤخر لم يردا فى القرآن الكريم ولكنهما من المجمع عليهما.
الأول - الآخر
الأول لغويا بمعنى الذى يترتب عليه غيره، والله الأول يعنى الذى لم يسبقه فى الوجود شئ، هو المستغنى بنفسه، وهذه الأولية ليست بالزمان ولا بالمكان ولا بأى شئ فى حدود العقل أو محاط العلم.
ويقول بعض العلماء أن الله سبحانه ظاهر باطن فى كونه الأول أظهر من كل ظاهر لأن العقول تشهد بأن المحدث لها موجود متقدم عليها، وهو الأول أبطن من كل باطن لأن عقلك وعلمك محدود بعقلك وعلمك، فتكون الأولية خارجة عنه، قال إعرابى للرسول عليه الصلاة والسلام : (أين كان الله قبل الخلق ؟).
فأجاب: (كان الله ولا شىء معه) فسأله الأعرابى: (والآن) فرد النبى بقوله: (هو الآن على ما كان عليه).
أما الآخر فهو الباقى سبحانه بعد فناء خلقه، الدائم بلا نهاية، وعن رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء: يا كائن قبل أن يكون أى شئ، والمكون لكل شئ، والكائن بعدما لا يكون شئ، أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الغافرات الراجيات المنجيات.
الظاهر الباطن – الوالى – المتعالى – البر - التواب
الظاهر - الباطن
الظاهر لغويا بمعنى ظهور الشىء الخفى وبمعنى الغالب، والله الظاهر لكثرة البراهين الظاهرة والدلائل على وجود إلهيته وثبوت ربوبيته وصحة وحدانيته، والباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه، وأن كنه حقيقته غير معلومة للخلق، هو الظاهر بنعمته الباطن برحمته، الظاهر بالقدرة على كل شىء والباطن العالم بحقيقة كل شىء.
ومن دعاء النبى صلى الله عليه وسلم: اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا رب كل شىء، فالق الحب و النوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء، وأنت الآخر فليس بعدك شىء، وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء أقض عنا الدين وأغننا من الفقر
الوالــــــــي
الله الوالى هو المالك للأشياء، المستولى عليها، فهو المتفرد بتدبيرها أولا، والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا، والقائم عليها بالإدانة والإبقاء ثالثا، هو المتولى أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل، فهو سبحانه المالك للأشياء المتكفل بها القائم عليها بالإبقاء والمتفرد بتدبيرها، المتصرف بمشيئته فيها، ويجرى عليها حكمه، فلا والى للأمور سواه، واسم الوالى لم يرد فى القرآن ولكن مجمع عليه.
المتعالــــــي
تقول اللغة يتعالى أى يترفع على، الله المتعالى هو المتناهى فى علو ذاته عن جميع مخلوقاته، المستغنى بوجوده عن جميع كائناته، لم يخلق إلا بمحض الجود، وتجلى أسمه الودود، هو الغنى عن عبادة العابدين، الذى يوصل خيره لجميع العاملين، وقد ذكر اسم المتعالى فى القرآن مرة واحدة فى سورة الرعد: (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)، وقد جاء فى الحديث الشريف ما يشعر باستحباب الإكثار من ذكر اسم المتعال فقال: بئس عبد تخيل واختال، ونسى الكبير المتعال.
البر:
البر فى اللغة بفتح الباء هو فاعل الخير والمحسن، وبكسر الباء هو الإحسان والتقوى البر فى حقه تعالى هو فاعل البر والإحسان، هو الذى يحسن على السائلين بحسن عطائه، ويتفضل على العابدين بجزيل جزائه، لا يقطع إحسان بسبب العصيان، وهو الذى لا يصدر عنه القبيح، وكل فعله مليح، وهذا البر إما فى الدنيا أو فى الدين، فى الدين بالإيمان والطاعة أو بإعطاء الثواب على كل ذلك، وأما فى الدنيا فما قسم من الصحة والقوة والجاه والأولاد والأنصار وما هو خارج عن الحصر.
التــــــواب
التوبة لغويا بمعنى الرجوع، ويقال تاب وأناب وآب، فمن تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة، ومن تاب طمعا فى الثواب فهو صاحب إنابة، ومن تاب مراعاة للأمر لا خوفا ولا طمعا فهو صاحب أوبة والتواب فى حق الله تعالى هو الذى يتوب على عبده ويوفقه إليها وييسرها له، وما لم يتب الله على العبد لا يتوب العبد، فابتداء التوبة من الله تعالى بالحق، وتمامها على العبد بالقبول، فإن وقع العبد فى ذنب وعاد وتاب الى الله رحب به، ومن زل بعد ذلك وأعتذر عفى عنه وغفر،، ولا يزال العبد توابا، ولا يزال الرب غفارا.
وحظ العبد من هذا الاسم أن يقبل أعذار المخطئين أو المذنبين من رعاياه وأصدقائه مرة بعد أخرى.
المنتقم – العفو – الرءوف – مالك الملك – ذو الجلال والإكرام
المنتقــــم
النقمة هى العقوبة، والله المنتقم الذى يقسم ظهور الكغاة ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال، فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن فى المعصية فلم يستوجب غاية النكال فى العقوبة.
والله يغضب فى حق خلقه بما لا يغضب فى حق نفسه، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه فى خاص حقه، فإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم، وعن الفضل أنه قال: من خاف الله دله الخوف على كل خير.
العفــــــو
العفو له معنيان:
المعنى الأول: هو المحو والإزالة، و العفو فى حق الله تعالى عبارة عن إزالة أثار الذنوب كلية فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين، ولا يطالبه بها يوم القيامة وينسيها من قلوبهم كيلا يخجلوا عند تذكرها ويثبت مكان كل سيئة حسنة.
والمعنى الثانى: هو الفضل، أى هو الذى يعطى الكثير، وفى الحديث: (سلوا الله العفو و العافية) والعافية هنا دفاع الله عن العبد، والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك، أى يغنيك عنهم ويغنيهم عنك، وبذلك صرف أذاك عنهم وأذاهم عن وحظ العبد من الاسم أن يعفو عمن أساء إليه أو ظلمه وأن يحسن الى من أساء اليه.
الـــــــرءوف
الرءوف فى اللغة هى الشديد الرحمة، والرأفة هى هى نهاية الرحمة، والروؤف فى أسماء الله تعالى هو المتعطف على المذنبين بالتوبة، وعلى أوليائه بالعصمة، ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته، وإن عصمته عن الزلة أبلغ فى باب الرحمن من غفرانه المعصية، وكم من عبد يرثى له الخلق بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو فى الحقيقة فى نعمة تغبطه عليها الملائكة.
وقيل أن نبيا شكى الى الله تعالى الجوع والعرى والقمل، فأوحى الله تعالى اليه: أما تعرف ما فعلت بك؟ سددت عنك أبواب الشرك. ومن رحمته تعالى أن يصون العبد عن ملاحظة الأغيار فلا يرفع العبد حوائجه إلا إليه، وقد قال رجل لبعض الصالحين ألك حاجة؟ فقال: لا حاجة بى الى من لا يعلم حاجتى.
والفرق بين اسم الروؤف والرحيم أنه تعالى قدم الرءوف على الرحيم والرأفة على الرحمة. وحظ العبد من اسم الروؤف أن يكثر من ذكره حتى يصير عطوفا على الخاص والعام ذاكرا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء، و من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة.
مالك الملك
من أسماء الله تعالى الملك والمالك والمليك، ومالك الملك والملكوت، مالك الملك هو المتصرف فى ملكه كيف يشاء ولا راد لحكمه، ولا معقب لأمره، والوجود كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى، هو الملك الحقيقى المتصرف بما شاء كيف شاء، إيجادا وإعدتما، إحياء وإماته، تعذيبا وإثابة من غير مشارك ولا ممانع.
ومن أدب المؤمن مع اسم مالك الملك أن يكثر من ذكره وبذلك يغنيه الله عن الناس.
وروى عن سفيان بن عينه قال: بين أنا أطوف بالبيت إذ رأيت رجلا وقع فى قلبى أنه من عباد الله المخلصين فدنوت منه فقلت: هل تقول شيئا ينفعنى الله به؟ فلم يرد جوابا، ومشى فى طوافه، فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل الحجر فجلس، فجلست إليه فقلت: هل تقول شيئا ينفعنى الله به؟ فقال: هل تدرون ما قال ربكم: أنا الحى الذى لا أموت هلموا أطيعونى أجعلكم ملوكا لا تزولون، أنا الملك الذى إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون.
ذو الجلال والإكرام
ذو الجلال والإكرام أسم من أسماء الله الحسنى، هو الذى لا جلال ولا كمال إلا وهو له، ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهى صادرة منه، فالجلال له فى ذاته والكرامة فائضة منه على خلقه، وفى تقديم لفظ الجلال على لفظ الإكرام سر، وهو إن الجلال إشارة الى التنزيه.
وأما الإكرام فإضافة ولابد فيها من المضافين، والإكرام قريب من معنى الإنعام إلا أنه أحص منه، لأنه ينعم على من لا يكرم، ولا يكرم غلا من ينعم عليه، وقد قيل أن النبى صلى الله عليه وسلم كان مارا فى طريق إذ رأة إعرابيا يقول: (اللهم إنى أسألك باسمك الأعظم العظيم، الحنان المنان، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام).
فقال النبى صلى الله عليه وسلم
إنه دعى باسم الله الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أجاب)، ومتى أكثر العبد من ذكره صار جليل القدر بين العوالم، ومن عرف جلال الله تواضع له وتذلل.
المقسط – الجامع – الغنى – المغنى - المانع
المقســـط
اللغة تقول أقسط الإنسان إذا عدل، وقسط إذا جار وظلم، والمقسط فى حق الله تعالى هو العادل فى الأحكام، الذى ينتصف للمظلوم من الظالم، وكاله فى أن يضيف الى إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والإنصاف، ولا يقدر عليه إلا الله تعالى، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فى الحديث بينما رسول الله جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه.
فقال عمر: بأبى أنت وأمى يا رسول الله ما الذى أضحكك؟ قال: رجلان من أمتى جثيا بين يدى رب العزة فقال أحدهما (يا ربى خذ مظلمتى من هذا) فقال الله عز وجل: رد على أخيك مظلمته، فقال (يا ربى لم يبق من حسناتى شئ) فقال عز وجل للطالب: (كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شئ؟) فقال (يا ربى فليحمل عنى أوزارى) ثم فاضت عينا رسول الله بالبكاء.
وقال: ( إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس أن يحمل عنهم أوزارهم) قال فيقول الله عز جل _ أى للمتظلم _ ( أرفع بصرك فانظر فى الجنان )، فقال (يا ربى أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة بالؤلؤ ، لأى نبى هذا ؟ أو لأى صديق هذا؟ أو لأى شهيد هذا؟) قال الله تعالى عز وجل (لمن أعطى الثمن).
فقال يا ربى ومن يملك ذلك؟ قال: أنت تملكه، فقال: بماذا يا ربى؟ فقال بعفوك عن أخيك، فقال: يا ربى قد عفوت عنه، قال عز وجل: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فإن الله يعدل بين المؤمنين يوم القيامة.
الجامـــــع
تقول اللغة إن الجمع هو ضم الشئ بتقريب بعضه من بعض، ويوم الجمع هو يوم القيامة، لأن الله يجمع فيه بين الأولين والآخرين، من الأنس والجن، وجميع أهل السماء والأرض، وبين كل عبد وعمله، وبين الظالم والمظلوم، وبين كل نبى وأمته، وبين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعصية.
الله الجامع لأنه جمع الكمالات كلها ذاتا ووصفا وفعلا، والله الجامع والمؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات، والمتماثلات مثل جمعه الخلق الكثير من الأنس على ظهر الأرض وحشره إياهم فى صعيد القيامة، وأما المتباينات فمثل جمعه بين السموات والأرض والكواكب، والأرض والهواء والبحار، وكل ذلك متباين الأشكال والألوان والطعوم والأوصاف.
وأما المتضادات فمثل جمعه بين الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، والله الجامع قلوب أوليائه الى شهود تقديره ليتخلصوا من أسباب التفرقة، ولينظروا الى الحادثات بعين التقدير، إن كانت نعمة علموا أن الله تعالى معطيها، وإن كانت بلية علموا أنه كاشفها الجامع من العباد هو من كملت معرفته وحسنت سيرته، هو من لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ومن جمع بين البصر والبصيرة.
الغنــــــي
تقول اللغة أن الغنى ضد الفقر، والغنى عدم الحاجة وليس ذلك إلا لله تعالى، هو المستغنى عن كل ما سواه، المفتقر اليه كل ما عداه، هو الغنى بذاته عن العالمين، المتعالى عن جميع الخلائق فى كل زمن وحين، الغنى عن العباد، والمتفضل على الكل بمحض الوداد
المغنـــــي
الله المغنى الذى يغنى من يشاء غناه عمن سواه، هو معطى الغنى لعباده، ومغنى عباده بعضهم عن بعض، فالمخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك ذلك لغيره، وهو المغنى لأوليائه من كنوز أنواره وحظ العبد من الاسم أن التخلق بالغنى يناسبه إظهار الفاقة والفقر اليه تعالى دائما وأبدا، والتخلق بالمعنى أن تحسن السخاء والبذل لعباد الله تعالى
المانـــــع
تقول اللغة أن المنع ضد الإعطاء، وهى أيضا بمعنى الحماية، الله تعالى المانع الذى يمنع البلاء حفظا وعناية، ويمنع العطاء عمن يشاء ابتلاء أو حماية، ويعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطى الآخرة إلا لمن يحب، سبحانه يغنى ويفقر، ويسعد ويشقى، ويعطى ويحرم، ويمنح ويمنع فهو المعطى المانع، وقد يكون باطن المنع العطاء، قد يمنع العبد من كثرة الأموال ويعطيه الكمال والجمال، فالمانع هو المعطى.
ففى باطن المنع عطاء وفى ظاهر العطاء بلاء، هذا الاسم الكريم لم يرد فى القرآن الكريم ولكنه مجمع عليه فى روايات حديث الأسماء الحسنى وفى القرآن الكريم معنى المانع، وفى حديث للبخارة: اللهم من منعت ممنوع.
الضار النافع – النور – الهادئ – البديع - الباقى
الضار النافع
تقول اللغة أن الضر ضد النفع، والله جل جلاله هو الضار، أى المقدر للضر لمن أراد كيف أراد، هو وحده المسخر لأسباب الضر بلاء لتكفير الذنوب أو ابتلاء لرفع الدرجات، فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى.
الله سبحانه هو النافع الذى يصدر منه الخير والنفع فى الدنيا والدين، فهو وحده المانح الصحة والغنى، والسعادة والجاه والهداية والتقوى والضار النافع إسمان يدلان على تمام القدرة الإلهية، فلا ضر ولا نفع ولا شر ولا خير إلا وهو بإرادة الله، ولكن أدبنا مع ربنا يدعونا إلى أن ننسب الشر إلى أنفستا، فلا تظن أن السم يقتل بنفسه وأن الطعام يشبع بنفسه بل الكل من أمر الله وبفعل الله، والله قادر على سلب الأشياء خواصها، فهو الذى يسلب الإحراق من النار.
كما قيل عن قصة إبراهيم (قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم)، والضار النافع وصفان إما فى أحوال الدنيا فهو المغنى والمفقر، وواهب الصحة لهذا والمرض لذاك، وإما فى أحوال الدين فهو يهدى هذا ويضل ذاك، ومن الخير للذاكر أن يجمع بين الأسمين معا فإليهما تنتهى كل الصفات وحظ العبد من الاسم أن يفوض الأمر كله لله وأن يستشعر دائما أن كل شئ منه واليه.
النــــور
تقول اللغة النور هو الضوء والسناء الذى يعين على الإبصار، وذلك نوعان دنيوى وأخروى، والدنيوى نوعان: محسوس بعين البصيرة كنور العقل ونور القرآن الكريم، والأخر محسوس بعين البصر، فمن النور الإلهى قوله تعالى {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} ومن النور المحسوس قوله تعالى {هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نور}.
والنور فى حق الله تعالى هو الظاهر فى نفسه بوجوده الذى لا يقبل العدم، المظهر لغيره بإخراجه من ظلمة العدم الى نور الوجود، هو الذى مد جميع جميع المخلوقات بالأنوار الحسية والمعنوية، والله عز وجل يزيد قلب المؤمن نورا على نور، يؤيده بنور البرهان، ثم يؤيده بنور العرفان، والنور المطلق هو الله بل هو نور الأنوار، ويرى بعض العارفين أن اسم النور هو اسم الله الأعظم.
الهـــــادئ
تقول اللغة أن الهداية هى الإمالة، ومنه سميت الهدية لأنها تميل قلب المهدى إليه الهدية إلى الذى أهداه الهدية، والله الهادئ سبحانه الذى خص من أراد من عباده بمعرفته وأكرمه بنور توحيده ويهديه الى محاسن الأخلاق والى طاعته، ويهدى المذنبين الى التوبة، ويهدى جميع المخلوقات إلى جلب مصالحها ودفع مضارها والى ما فيه صلاحهم فى معاشهم.
هو الذى يهدى الطفل الى ثدى أمه.. والفرخ لالتقاط حبه.. والنحل لبناء بيته على شكل سداسى .. الخ، إنه الأعلى الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى، والهادئ من العباد هم الأنبياء والعلماء، وفى الحقيقة أن الله هو الهادئ لهم على ألسنتهم
البديـــــــــع
أتقول اللغة إن الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء أو اقتداء، والإبداع فى حق الله تعالى هو إيجاد الشىء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان، وليس ذلك إلا لله تعالى، والله البديع الذى لا نظير له فى معنيان:
الأول: الذى لا نظير له فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله ولا فى مصنوعاته فهو البديع المطلق، ويمتنع أن يكون له مثيل أزلا وابدأ.
والمعنى الثانى: أنه المبدع الذى أبدع الخلق من غير مثال سابق وحظ العبد من الاسم الإكثار من ذكره وفهم معناه فيتجلى له نوره ويدخله الحق تبارك وتعالى فى دائرة الإبداع، ومن أدب ذكر هذا الاسم أن يتجنب البدعة ويلازم السنة.
الباقــــي
البقاء ضد الفناء، والباقيات الصالحات هى كل عمل صالح، والله الباقى الذى لا ابتداء لوجوده، الذى لا يقبل الفناء، هو الموصوف بالبقاء الأزلى من أبد الأبد إلى أزل أزل الأزل ،فدوامه فى الأزل هو القدم ودوامه فى الأبد هو البقاء ولم يرد اسم الباقى بلفظه فى القرآن الكريم ولكن مادة البقاء وردت منسوبة إلى الله تعالى ففى سورة طه {والله خير وأبقى} وفى سورة الرحمن {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، وحظ العبد من الاسم إذا أكثر من ذكره كاشفه الله بالحقائق الباقية، وأشهده الآثار الفانية فيفر إلى الباقى بالأشواق.
الوراث – الرشيد - الصبور
الــــــوراث
الوارث سبحانه هو الباقى بعد فناء الخلق، وقيل الوارث لجميع الأشياء بعد فناء أهلها ،روى أنه ينادى يوم القيامة : لمن الملك اليوم ؟ فيقال: لله الواحد القهار.
وهذا النداء عبارة عن حقيقة ما ينكشف للأكثرين فى ذلك اليوم إذ يظنون لأنفسهم ملكا، أما أرباب البصائر فإنهم أبدا مشاهدون لمعنى هذا النداء، يؤمنون بأن الملك لله الواحد القهار أزلا وابدأ.
ويقول الرازى (أعلم أن ملك جميع الممكنات هو الله سبحانه وتعالى، ولكنه بفضله جعل بعض الأشياء ملكا لبعض عباده، فالعباد أنما ماتوا وبقى الحق سبحانه وتعالى، فالمراد يكون وارثا هو هذا.
الرشيـــــد
الرشد هو الصلاح والاستقامة، وهو خلاف الغى والضلالة، والرشيد كما يذكر الرازى على وجهين أولهما أن الراشد الذى له الرشد ويرجع حاصلة إلى أنه حكيم ليس فى أفعاله هبث ولا باطل، وثانيهما إرشاد الله يرجع إلى هدايته، والله سبحانه الرشيد المتصف بكمال الكمال عظيم الحكمة بالغ الرشاد وهو الذى يرشد الخلق ويهديهم إلى ما فيه صلاحهم ورشادهم فى الدنيا وفى الآخرة، لا يوجد سهو فى تدبيره ولا تقديره.
وفى سورة الكهف {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا}، وينبغى للإنسان مع ربه الرشيد أن يحسن التوكل على ربه حتى يرشده، ويفوض أمره بالكلية اليه وأن يستجير به كل شغل ويستجير به فى كل خطب، كما أخبر الله عن عيسى عليه السلام بقوله تعالى {ولما توجه تلقاء ربه قال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل} وهكذا ينبغى للعبد إذا أصبح أن يتوكل على ربه وينتظر ما يرد على قلبه من الإشارة فيقضى أشغاله ويكفيه جميع أموره.
الصبـــــور
تقول اللغة أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع، والصبر ضد الجزع، ويسمى رمضان شهر الصبر أن فيه حبس النفس عن الشهوات، والصبور سبحانه هو الحليم الذى لا يعاجل العصاة بالنقمة بل يعفو أو يؤخر، الذى إذا قابلته بالجفاء قابلك بالعطاء والوفاء، هو الذى يسقط العقوبة بعد وجوبها، هو ملهم الصبر لجميع خلقه.
واسم الصبور غير وارد فى القرآن الكريم وإن ثبت فى السنة، والصبور يقرب معناه من الحليم، والفرق بينهم أن الخلق لا يؤمنون العقوبة فى صفة الصبور كما يؤمنون منها فى صيغة الحليم والصبر عند العباد ثلاثة أقسام: من يتصبر بأن يتكلف الصبر ويقاسى الشدة فيه.. وتلك أدنى مراتب الصبر، ومن يصبر على على تجرع المرارة من غير عبوس ومن غير إظهار للشكوى..
وهذا هو الصبر وهو المرتبة الوسطى، ومن يألف الصبر والبلوى لأنه يرى أن ذلك بتقدير المولى عز وجل فلا يجد فيه مشقة بل راحة وقيل اصبروا فى الله..، وصابروا لله..، ورابطوا مع الله..، فالصبر فى الله بلاء، والصبر لله عناء، [/SIZE]
والصبر مع الله وفاء، ومتى تكرر الصبر من العبد أصبح عادة له وصار متخلقا بأنوار الصبور.
القاكم ان شاء الله قي فتاوى في الأسماء الحسنى
استودعكم الله الدي لا تضيع ودائعه [/CENTER]
الروابط المفضلة