لماذا لم يتم المعراج من المسجد الحرام ؟
السؤال : لماذا لم يتم المعراج برسول الله صلي الله عليه وسلم من المسجد الحرام؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبدالفتاح عاشور الاستاذ بجامعة الأزهر يقول:
من المعلوم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حين بعث في أهل مكة كان من المنتظر أن تستقبل دعوته بالقبول والترحاب فهو يدعو إلي طريق مستقيم يضمن للإنسان سعادته وأمنه في الدنيا والآخرة.
ووقف المشركون بكل ما أوتوا من قوة يحاربون الله ورسوله والمؤمنين حتي اضطر المسلمون إلي الهجرة مرتين إلي الحبشة وكان يحمي رسول الله عمه أبو طالب وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها وقد ماتا في عام واحد سمي عام الحزن وهو العام الحادي عشر. وبهذا فقد رسول الله الدفاع الخارجي والداخلي بموتهما. ولما لم يجد رسول الله أرضاً طيبة في مكة تنمو فيها هذه المباديء الطاهرة خرج إلي الطائف يدعوهم إلي هذا الدين.
ولكنه استقبل استقبالاً سيئاً واغروا به صبيانهم وعبيدهم حتي سال الدم من قدميه. فلجأ إلي ربه يدعوه في ضراعة وخشوع وعاد إلي مكة فلم يستطع دخولها إلا في حماية أحد المشركين فكان من رحمة الله تعالي به أن أرسل له جبريل ليحمله علي البراق مسرياً به إلي المسجد الأقصي ومنه عرج به إلي السماء. وهناك رأي ما رأي من آيات ربه الكبري وفرضت الصلاة. فهذه الرحلة المباركة من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي هدفها الربط بين عقائد التوحيد من لدن ابراهيم وإسماعيل إلي محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الانبياء كما أنها تربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً وتحمل المسلمين مسئولية حماية هذه الأماكن.
"والله أعلم"
الروابط المفضلة