السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألوني وعاتبوني قائلين :
ألن تملّي من تكرارك هذا الحديث ؟
قلت :
مادامكم لم تفهموا بعد حديث الأطفال ; فأنا لسانهم ..
ولن أملّ .. لعل تكرر الطرق يفتح العقول المغلقة .
فأطفالكم يصرخون بلا صوت !!
فكيف يجدي صراخهم وأنتم لا تعون ؟!
كل طفل في مجتمعنا هذه الأيام يصرخ قائلاً :
أعلن لكم أني معارض .. معارض !!
لا أريد أن أتحدّث معكما ..
لا أريد أن أراكما ..
لا أريد .. لا أريد ..
ولمَ هذا الغضب يا صغيري ؟!!
لأني أريدك أن تكوني أم لي ..
أنتِ لا تعرفين كيف تكوني أم !!
أنتِ لا تدركين معنى أن تكوني أم .. أتفهمين ؟!
أريدك أمي تكوني معي في البيت ..
لا لا لا ... لا للخادمة بعد اليوم !! .
أمي أرجوكِ ..
لأني بعد ما زلت طفلاً صغيراً لا أحسن النطق والتوضيح .. فقد جعلت حروف " متأملة " هي لساني الناطق :
أمي ..
إن كان أبي هو نصف المجتمع الذي يعمل في الخارج كل صباح .. ويعود إلينا متعباً ..
كوني أنت نصف المجتمع الذي يربيني في البيت .. وترعى أبي وإخوتي ..
أريد أمي التي تتفقّد أحوالي .. وتحنو عليّ بيديها وقلبها ..
أشم رائحتها .. حين تضمني إلى صدرها ..
تطعمني الحب مع كل لقمة من يديها ..
وتسقيني الحنان مع كل جرعة عصير أطلبها ..
تعلمني .. وتربيني .. وتنشئني على غض البصر ; لا على أفلام المجون والفسق التي أشاهدها مع الخادمة ..
أمي ..
أرجوك ِ لا تتعللي بأن المرأة نصف المجتمع .. فهي مقولة حق أرادوا بها الباطل !
نعم .. الباطل الذي أخرجك من بيتنا .. وتركوني للخادمة الأجنبية تتلقفني بالضرب والتعذيب وسوء الأخلاق ..
نعم ..المجتمع نصفان ..
نصف يخرج من البيت ليعمل ويبني في الخارج .. والنصف الثاني يبقى ليبني في الداخل ..
أبي ..
أنت من أعطاه الشرع حق القوامة على أمي ..
وأنت من أذنت لها بالخروج كل صباح للعمل طلباً للمال !
فهل ستضيّع طفلك في سبيل جمع المال ؟
هل هنت عليك حتى أقدّر بثمن ؟
هل ثمني بخس لهذه الدرجة ؟
ألا تعلم أنك ستقف أمام الله يسألك عني ؟
بماذا ستجيبه ؟
هل ستقول أنك كنت في حاجة إلى راتب أمي كي تساعدك لسد متطلبات الحياة ؟
أما فكرّت يوماً أن أهم متطلبات الحياة هو أن تبقي لي أمي الحضن الذي أحتاج إليه ؟!!
أليس توفير البيئة الأسرية التي أنشأ فيها أهم من فخامة البيت والسيارة والملابس والنزهات والرحلات ؟ !!
فهل تظن أن وجودي في حضن الخادمة هو الذي سيحميني من الإنحراف والمشاكل النفسية حين أكبر وأكون رجلاً ؟
إنك راعٍ عني وعن أمي .. وأنت مسؤول عما استرعاك الله ..
أبي .. أرجوك لا تعقّني ..كي لا أعقك .
أبي .. أمي ..
الآن سأصمت ثانية بعد أن نقلت لكم " متأملة " حروفي هذه .. ولن أتحدّث معكما .
لأني معارض .. معارض ..
منقوووووووووووووووووول
الروابط المفضلة