بسم الله الرحمن الرحيم
لفت انتباهي عند تصفُّحي لهذا الركن .. كثرة الموضوعات التي تتناول (الدلع) بين الزوجين وتحضُّ عليه وتُرغب فيه .. وتتضمَّن سرداً للوسائل والطرق والأساليب التي يتم بها ومن خلالها (تدليع) الزوج .. وجعله (يكيِّف) على الآخر .. ليس هذا وحسب .. بل واستجلاب كل ما يستجد في الساحة من ابتكارات واختراعات جديدة في هذا الخصوص !! ..
وتبادر إلى ذهني سؤال .. هل (الدلع) في الحياة الزوجية ضرورة حتمية أم ترف وكمالية ؟! ..
إن كثرة الموضوعات المطروحة المتعلقة بـ(الدلع) و(التدليع) و(التدلُّع) وتعددها على هذا النحو .. يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب في آن واحد .. حول مدى أهمية وحجم ما يمثله هذا الأمر في حياتنا الزوجية .. ويُعطي انطباعاً أنه أُسُّ الحياة الزوجية وعمادها بحيث لا يمكن لها أن تستمر بدونه !! ..
وهذا ولا ريب غير صحيح .. فليس على (الدلع) وحده تقوم الحياة الزوجية .. نعم .. قد يكون لوجوده في الحياة الزوجية نكهته ورونقه وروعته .. لكن أن تظل أسمى مطالبنا .. وأرقى أهدافنا .. وأغلى من نصبو إليه .. هو أن نُدلِّع وندلَّع .. فإني أرى أن في ذلك اختزالاً رهيباً ومُخلاً للحياة الزوجية ..
لو فرضنا جدلاً .. أنه تقدَّم شابان لفتاةٍ ما .. وقيل لها إن أحد الشابين معروف عنه تحمًّله للمسئولية ويُظن فيه تقديره للحياة الزوجية وقدرته القيام بأعبائها ومُتطلباتها .. بيد أنه يفتقر إلى أبجديات (الدلع) والرومانسية .. والآخر على العكس منه .. أستاذ في علم (الدلع) و(التدليع) و(الرومانسية) .. ولكنه فاشل فيما عدا ذلك .. وغير قادر على تحمل مسئوليات الحياة الزوجية وأعبائها ومُتطلباتها .. فبرأيكم .. أيهما ستختار تلك الفتاة ؟! ..
من خلال الإجابة على السؤال أعلاه يُمكن أن نستنتج مدى أهمية (الدلع) في الحياة الزوجية وحجمه الحقيقي فيها ..
سؤال آخر طرأ على بالي .. هل كل ما يُقرأ في مثل هذه الموضوعات يُمكن تطبيقه على سائر الأزواج (الرجال طبعاً) ؟! ..
لا شك عندي ولا ريب أن ما يرد في تلك الموضوعات من أفكار وأساليب وطرق قد يجدي نفعاً لدى بعض الرجال .. ولكنه حتماً ويقيناً لا ينفع مع كل الرجال .. حيث يختلف مفهوم (الدلع) من رجل لآخر .. فما قد يجده أحدهم بأنه (دلع) قد يراه آخر عكس ذلك تماماً .. يحكم ذلك نظرته للأمور ونفسيته وشخصيته وبيئته المُحيطة وخلفيته وتربيته وثقافته ..
فمن الرجال من يرى قمة (الدلع) والرومانسية بالنسبة له تكمن في كلمات تُطرِب بها زوجته مسامعه في تغنج .. في الوقت الذي ينظر بعضهم إلى ذلك على أنه من سفاسف الأمور .. ويرى أن ما يُرضيه ويُسعده هو مدى احترام وتوقير وإجلال زوجته له .. ومدى اهتمامها به وبراحته .. ومراعاة ما يُحبه فتُقدم عليه وما يكرهه فتتجنَّبه .. إلى آخر ما هنالك ..
وأرى أن المسئولية تقع على عاتق الزوجة في تحديد من أي الصنفين هو زوجها .. وبالتالي تتعامل معه وفقاً لذلك ..
يتبع بمشيئة الله تعالى ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة