آلية عمل عقلك في اتخاذ القرارات
محاضرة اليوم تتحدث عن الجزء الاول من آلية عمل العقل في اتخاذ القرارات.
وقد تكون هذه المحاضرة علمية بحتة،
الا انها ستضع الكثير من النقاط على حروف حياتك ومواقفها،
ستقولين كثيرا.. اي والله صحييييح
وعبر الامثلة والنماذح ستتعلمين كيف تستخدمين هذه القوانين الاستخدام الامثل عند اتخاذك لقراراتك.
1. عقلك والمستقبل:
2. عقلك والضغوط
اشار تقرير نشرته كلية جون هوبكنز الطبية عام 1999 بأن 80% من المرضى الذين اجروا جراحات لربط المعدة او ما شابهها،
لا يقومون لاحقا بأي تغييرات بسيطة في نظام حياتهم تعمل على تجنيبهم الجراحة مرة اخرى،
فهم مستمرون على اكل الطعام الدسم، وتدخين السجائر، ويتجنبون استخدام جهاز السير الكهربائي!
رغم معرفة هؤلاء المرضى يقينا بأن عدم التغيير في نظام حياتهم السابق
سيؤدي بهم في النهاية الى طاولة الجراحة مرة اخرى،
الا انه ولاااا على بالهم..
هل مر عليكِ امر مشابه من قبل؟
هل تعرفين تمام المعرفة لعواقب ما تفعلينه اليوم على نفسك او صحتك او حياتك بالمستقبل،
ومع ذلك تستمرين في فعل ما تفعلينه؟؟
تدمنين الحلوى،
تسهرين حتى الفجر،
تتكاسلين عن اداء الصلوات،
تضربين اولادك وتعصبين عليهم باستمرار،
ترفضين نصيحة من حولك،
تكثرين من الجلوس امام الانترنت،
لا تمارسين اي نوع من الرياضة في حياتك، لا تقرئين اي كتاب،
تستقبلين زيارة جارتك رغم انشغالاتك،
تستمرين في علاقة محرمة عبر المسنجر او خارجه،
تستمعين الى الاغاني، تتساهلين في لباسك وربما تؤخرين ارتداء الحجاب…. الخ
كل ما تفعلينه له عواقب ونتائج ستظهر ولو بعد حين.
لكنك لا تفكرين ابدا بهذه العواقب وربما تفكرين بها ولكنك تتجاهلينها.. لماذا؟
هل تعرفين لماذا امتلأ القرآن الكريم واكتظ بالآيات التي تذكرنا بالموت واليوم الاخر؟؟
هل تساءلتِ يوما عن السبب؟؟
نحن كبشر لدينا القدرة على معالجة عدة انواع من التفاعلات الاجتماعية
وهذه القدرة تتطور وتتحسن عبر الزمن والخبرة،
لكن عقولنا ليست بارعة بنفس القدر في اعطاء القرارات مع عدة متغيرات وعدة اطارات زمنية،
فنميل الى ان نعطي اهمية متناقصة لكلا المكاسب والخسائر عندما تمتد نحو المستقبل.
وهذا يعني ببساطة.. ان الناس.. انا وانتِ..
نميل الى ان نتصرف وكأن المستقبل لا وجود له..
او انه سيكون مثاليا وكاملا!
بالضبط كصاحب الجنة في سورة الكهف :
(( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً *))
نعم نظن ان المستقبل سيكون جميلا مشرقا، او اننا سنلحق نتوب قبل موتنا… او او او..
لذلك نسوّف ونؤجل كل حياتنا.. عشرات السنين الى الامام..
ولا نتخذ قرارات حقيقية تغير هذا الواقع!
من جانب اخر نحن نستعين احيانا بمشورة أم او صديقة،
واحيانا نكتب يومياتنا لدراسة ما فعلناه خلال اليوم،
واحيانا نضع الايجابيات والسلبيات.
ولكن بنهاية اليوم، ستجدين ان الكثير من خياراتك هي شخصية بحتة
لدرجة انك محتم عليكِ بالضرورة مواجهتها وحدك دون الاستعانة بأحد !
ولهذا كانت فعالية نظام 10 10 10 ،
فهو يستجلب جميع الخيارات وعواقبها الى السطح،
ويربطها بأعمق قيمك ومبادئك،
ويجبر عقلك على التعامل مع المستقبل في كل خيار او قرار حتى لو كان يوميا او بسيطا.
3. عقلك والحدس
نحن كأشخاص عادة عندما نواجه قرارات بعدة خيارات، فاننا ندرس النتائج والعواقب،
ونميل الى اختيار اكثر الخيارات التي تزيد من مكاسبنا وتقلل من خسائرنا (دراسة الايجابيات والسلبيات)،
وهو ما يسمى بـ نظرية المنفعة المتوقعة.
لكن هذه النظرية لا تتوافق مع الواقع،
فالناس لا يدرسون باستمرار جميع خياراتهم،
كما انهم لا يقومون من باب العادة بتقييم جميع النتائج والعواقب.
اي ان الناس عادة .. انا وانتِ .. لا نتصرف بشكل منطقي او عقلاني في جميع الاوقات!
ما هي الامور التي تدفعنا لعدم التصرف بعقلانية.. او منطقية؟؟
هناك الكثير من الاسباب.. وربما الكثيرات منا تتعامل معها يوميا،
منها ضغط الاهل.. ضغط الابناء.. ضغط الزوج.. ضيق الوقت.. نقص المعلومات.. فائض المعلومات..
الالم.. الحزن.. الغضب…. والقائمة لا تنتهي!
ولكن النتيجة الموحدة لكل ما سبق هو التوتر..
متى ما بدأتِ تشعرين بالتوتر، فانه يرتفع ضغط دمك، وتتسارع نبضات قلبك،
ويندفع هرمون الادرينالين الى عروقك، وهو امر مفيد في حالات الطواريء
لانه يزيد من حدة تركيزك ويعطيكِ قدرات خارقة لم تكوني لتفعليها في احوالك العادية وانتِ مسترخية!
لكن من جانب آخر فان التوتر يتضارب مع صنع قراراتك الحكيمة. كيف؟
عندما تندفع هرمونات التوتر في جسدك، فانها تقوم باحتكار الفص الجبهي من دماغك،
وهي المنطقة التي تحدث فيها عمليات المنطق المعقدة.
وعندما ينفجر عندك التوتر ويصل الى اعلى مستوياته،
فان الناقلات العصبية في دماغك تستحث عملية تسمى بــ “حلقة التفكير المغلقة“.
حيث يبدأ عقلك بالتركيز على همّ واحد،
تماما مثل نغمة معينة تتردد داخل دهاليز عقلك ولا تستطيعين ايقافها.
والنتيجة هي شعورك بالتشوش.. الارتباك.. اللخبطة.. او الشلل الفكري!
كقولك: مش قادرة افكر.. حاسة دماغي هتتشل.. ما قادرة اعطي قرار!!!!
برأيك.. أي قرار حكيم يمكن ان يخرج وسط هذه الفوضى؟؟
تذكري معي..
عندما اهين الرسول عليه الصلاة والسلام في الطائف، وضرب بالحجارة،
وجلس في زاوية يداري ألمه وحزنه، اخذ يبث شكواه الى الله،
ويستغفره في دعاء من اعظم ادعية فك الكرب والتذلل الى الله تعالى:
"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس
أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري؟
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي.
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة
أن يحل علي غضبك، أو ينزل بي سخطك. لك العتبى حتى ترضى . ولا حول ولا قوة إلا بك."
في هذه اللحظة بالذااااات.. أرسل ربه تبارك وتعالى إليه ملك الجبال
يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة – وهما جبلاها اللذان هي بينهما –
فقال بكل أدب ورفعة وحكمة النبوة:
"بل أستأني بهم . لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا"
لو اي شخص مكان الرسول عليه الصلاة والسلام، ماذا كان ليقول؟
لو ظلمك احد.. لو واجهتِ موقفا صعبا من احدهم.. ماذا يكون قرارك؟؟؟
هنا تكون الحكمة.. ويكون الدرس الرائع من سيد البشر..
استرخي.. اريحي اعصابك.. الجئي الى الله اولا.. وبثي اليه همك وشكواه..
سارعي بأداء ركعتين.. صلي الاستخارة..
حتى تستكين نفسك واعضاؤك.. ويقل افراز هرمونات التوتر في دمك..
والتي لو بقيت فستدفعك حتما لاعطاء قرارات غير منطقية قد تندمين عليها في المستقبل!
كثيرا ما اسمع من تقول: ما سافرت لاهلي لانه حدسي يقول بتصير مصيبة !
او : لم اوافق على فلان.. لاني خمنت انه مش مناسب.
او: قررت ان اشتري هذه الهدية لان شعوري الداخلي يقول لي ان فلانة بتحبها!
في كثير من الاحيان نتبع ما يسمى بـ “الحاسة السادسة” او “الحدس” لدينا… و
هي قد تكون ميزة لدى بعضنا.. وقد تصيب في بعض القرارات..
لكن..
ما الذي تعلمته من قراراتك تلك؟ ما هي الخبرة التي جنيتها؟
لا شيء
هل تذكرين مدير الاعمال الذي حصل على الخبرة في اعطاء القرارات الصائبة، باعطاء القرارات الخاطئة.
هل لو اعطيتِ قرارا صائبا بالحدس.. تتعلمين شيئا؟
طيب لو حصلتِ على قرار خاطئ بشعورك الداخلي.. هل استفدت شيئا ايضا؟
انا لا اقلل من اهمية احاسيسك الداخلية او حدسك او شعورك حيال امر ما،
انما اقول انه امر يمكن ان تعولي عليه في الامور الصغيرة،
فاحيانا ستجدين ان حدسك هو كل ما تملكينه لاعطاء القرار.
لكن..
كطريقة لاتخاذ القرارات المصيرية في حياتك ..
نظام حياة مدروس، تستطيعين ان تفسريها للاخرين او شرحها وتعليمها ونقل خبراتها لابنائك من بعدك،
فان الحدس لا يجب ان يكون المحفز الذي تثقين به في اتخاذ قراراتك
كانت هذه المحاضرة الثانية، والجزء الاول من آلية عمل العقل حيال القرارات.
من اجمل القرارات التي قرأتها عبر المشاركات للمحاضرة السابقة واتمنى ان يستفيد جميع الاخوات منها كانت:
قراري البسيط هو اني اريد ان اشتري خاتم .. وزوجي يعطيني كل شهر مصروف ..
- 10 دقائق علي ان اقلل من مصاريفي
- 10 شهور يتوفر لي مبلغ جيد
-10 سنوات امتلك عشر خواتمقررت ان اقلل وقت الدخول على الانترنت
لعشر دقائق
كنت كالتائهة وضايع منى شئ اتلفت على جهاز الكومبيوتر
لعشر ساعات
استطعت ان ارتب اولوياتى لمهامى اليومية وانجازها فى وقت اقل كثيرا عن كل الايام الماضية
لعشر سنين
سوف استطيع ان انعم بحياة اهدا وانظف واجد وقت طويل كنت اضيعه فى اللهو
للجلوس مع ابنائى وتلبية متطلبات للبيت والزوج
كنت اهملها بحجة الارهاق والتعبكل الشكر لجميع القرارات التي وردت عبر المشاركات، والتي تستحق الاشادة جميعها، فجميعكن تقريبا وصلت اليكن فكرة 10 10 10 واستطعتن التطبيق فورا والحمد للهجاءت ابنتي وتحمل بيدها سندويتش لم تكمله !!!! وقالت لي لا اريده كنت سابقا اكله بدون تفكير مخافة ان ارميه وتقل نعم الله علي
فكرت 10 دقائق ساستمتع بطعمه اللذيذ الذي سيتختفي بعد برهة ويبقى شكلي كما هو
10 شهور سازيد كغ 10 اقل او اكثر
10 سنوات شكلي ونفسيتي ستزداد سوء
فماذا فعلت تركته في كيس جانبا وقلت ان لم تاكله الان ستاكله لاحقا
حتى مساء يوم الاربعاء القادم اطلب منك ثلاثة امور سنناقشها يوم الخميس:
1. هل تخططين لمستقبلك؟ ان كان نعم.. كيف؟ وان كان لا.. لماذا؟
2. ما هو مستوى توترك في الحياة اليومية؟ وهل لديكِ طرقا معينة للتخلص من هذا التوتر؟
3. هل تعتمدين على حدسك الداخلي في اعطاء بعض القرارات؟ ان نعم.. اذكري لنا امثلة.
اطيب تحية لغالياتي في منتدى لك
الروابط المفضلة