ـــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم ـــــ
نكمل ما بدئنا به من كتاب أخطاء شائعة يجب تصحيحها في ضوء الكتاب والسنة ، للشيخ / محمد بن جميل زينو المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة ، بارك الله فيه :-
5- الخـطأ:- ( خلق الله محمدا صلى الله عليه وسلم من نور ، ومن نوره خلقت الأشياء )
وهذا كذب وافتراء على الوحي ، فقد جاء الكتاب والسنة والواقع بخلاف ذلك :-
أما الكتاب فقوله تعالى :- ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي )
فقوله مثلكم : أي مثل سائر الناس في الخلق من طين والمرض والهرم والأكل والشرب والفرح والحزن وغير ذلك .
وأما السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم :- ( إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ) حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد
[ وهذا النسيان في غير الوحي ]
وأما الواقع :- فقد اتصف صلى الله عليه وسلم بسائر صفات البشر بغير ميزة عنهم في طبائعهم وأفعالهم الفطرية إلا ما أختصه الله تعالى بالوحي والمعجزات المؤيدة لدعوته ،
وهل يقول عاقل : إن الله خلق الحية والعقرب وغيرها التي أمرنا الإسلام بقتلها من نور محمد صلى الله عليه وسلم ؟
الصواب :- ( محمد صلى الله عليه وسلم بشر ولد من أبوين أكرمه الله بالوحي ، ولم تخلق من نوره الأشياء )
6- الخطـأ :- ( مطرنا بنوء كذا وكذا ) وهو كفر أكبر إذا اعتقد أن المطر ينزل بواسطة النجوم والكواكب ، ففي الحديث القدسي :- ( أصبح من عبادي مؤمن وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذ وكذا فذلك كافر بي ، مؤمن بالكواكب )
الصواب :-
( مطرنا بفضل الله ورحمته ، وذلك لأن الله تعالى هو الذي خلق المطر وأنزله بقدرته )
7- الخطأ:- ( هذا الشيء خلقته الطبيعة ، هذا من صنع الطبيعة ، شاءت الطبيعة ، وهبته الطبيعة ، سنة الطبيعة )
وهذا من الشرك فليست الطبيعة خالقة ولا لها سنة ولا صنع وهى مخلوقة وليست خالقة .
قال الله تعالى { ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل }
وقال تعالى { فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن لسنة الله تحويلا }
الصواب :- ( هذا الشيء خلقه الله تعالى ، هذه سنة الله في الطبيعة هذه سنة الله في الكون )
8- ( إن لله عبادا يقولون للشيء كن فيكون )
وهذا من الشرك والكذب ، فهو مخالف للكتاب والسنة والواقع .
أما الكتاب , فقد قال الله تعالى :- { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ولوكان الأمر كذلك لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بهذه المنزلة ،
وقد قال تعالى { قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا }
وأما السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عزوجل :-
{ وأنذر عشيرتك الأقربين } قال : ( يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أعني عنكم من الله شيئا ، يابني عبد مناف لا أعني عنكم من الله شيئا ، ياعباس بن عبدالمطلب لا أعني عنك من الله شيئا ، ياصفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ، ويافطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا ) رواه البخاري ،
ومن الشرك أن يقال : كما جاء في كتاب ( الكافي في الرد على الوهابي )
إن لله عبادا يقولون للشيء كن فيكون ، وهذا كذب يخالف القرآن والأحاديث ، سبحانك هذا بهتان عظيم
أما الواقع :- فيشهد بخلاف ذلك صراحة ، وإذا كان الأمر كذلك فهل من أولياء يخرجون المسلمين من مصائبهم ومحنهم ومذلتهم التي وصلو إليها ؟
الصواب :- ( كل شيء بأمر الله وقدرة الله ومشيئته )
قال الله تعالى :- { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }
9- الخطأ:- ( الأولياء يعلمون الغيب )
وهذا كذب صريح على الله تعالى حيث يقول { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلآ الله ْ}
وكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول :-
( لا يعلم الغيب إلا الله ) حسن رواه الطبراني .
ومخالف للواقع وهو كلام الصوفية المردود ,
الصواب :- ( لا يعلم الغيب إلا الله ) كما تقدم في الحديث ، وقد يطلع الله تعالى بعض رسله على أمور غيبيه لإظهار دلالات نبوتهم ومعجزاتهم .
قال الله تعالى { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد ، إلا من ارتضى من رسول }
ونكمل إن شاء الله عما قريب مع هذا الكتاب
الروابط المفضلة