بسم الله الرحمن الرحيم
- الحلقة الثامنة -
- أرملة تتزوج سبعة أو ثمانية أزواج –
= عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنها =
أسلمت عاتكة وهاجرت ، وهي أخت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل الصحابي المشهور ، أحد العشرة المبشرين بالجنة . وكانت من الصحابيات ، ومن أجمل نساء عصرها . أبوها هو زيد بن عمرو بن نفيل وهو ابن عمّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وقد مات جميع أزواجها قتلا باستثناء الأخير . وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، يقول : من أراد الاستشهاد فليتزوج عاتكة .! اشتهرت عاتكة بين نساء قريش بالبلاغة والفصاحة ، وقول الشعر ، وكانت صاحبة عقل راجح ، ورأي سديد . رحلت عاتكة الى مصر ، حيث عاشت بقية حياتها هناك حتى لقيت بارئها ، فسعدت بها أرض مصر ودفنت في ثراها ، رضي الله عنها وأرضاها .
1- عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب . وهو من السابقين الأولين ، مات نتيجة طعنة أصابته في معركة بدر وكان عمره ثلاث وستين سنة . وقد ذكره البخاري فيمن شهد بدرا :-
( في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم . النبيّ محمد بن عبد الله الهاشمي … حمزة بن عبد المطلب الهاشمي … عبيدة بن الحارث القرشي … ) . البخاري – كتاب المغازي – باب تسمية من سمي من أهل بدر .
--------------------------------
بعد وفاة زوجها عبيدة بن الحارث ،
2- تزوّجت عاتكة من عبد الله بن أبي بكر الصديق ، وهو صحابي وشقيق أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم جميعا ، وقد أسلم مبكرا في بداية الدعوة الاسلامية . ولحسنها وجمالها أحبها حبا شديدا .
= قال ابن حجر:- ( … وقال أبو عمر كانت من المهاجرات تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق وكانت حسناء جميلة فأولع بها … ) . الإصابة - ( 11448 ) – طبعة دار الافكار الدولية .
وكان عبد الله رضي الله عنه شابا ذكيا ، وكان له دور مهم في الهجرة التاريخية العظيمة ، حيث كان يتواجد في قريش نهارا ويسمع ما يقولون بخصوص الرسول عليه السلام وأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفي الليل يذهب إليهما في الغار ، ويزودهما بأخبار قريش ، وما سمعه بشأنهما . ثم قبيل الفجر يرجع لقريش فمن يراه يظن أنه بات في قريش :-
( … ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر بغار في جبل ثور ، فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثَقِفٌ لَقِنٌ ، فَيُدْلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائِتٍ فلا يسمع أمرا يُكْتَادَانِ به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ... ) . صحيح البخاري – كتاب مناقب الأنصار – باب هجرة النبي وأصحابه الى المدينة .
- شَابٌّ ثَقِفٌ : أي حاذق . - لَقِنٌ : سريع الفهم .
شارك عبد الله مع الرسول صلى الله عليه وسلم في حصار الطائف ، فأصابه سهم فمات لاحقا في شوال سنة إحدى عشرة من الهجرة في المدينة . فقالت عاتكة ترثي زوجها :-
رزيت بخير الناس بعد نبيهم .......... وبعد أبي بكر وما كان قصرا
فآليت لا تنفك عيني حزينـة .......... عليك ولا ينفك جلدي أغبــرا
فالله عيناً من رأى مثله فتى .......... أكر وأحمى في الجهاد وأصبــرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها .......... إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
------------------------------
وبعد وفاة زوجها عبد الله بن أبي بكر ،
3- تزوّجت عاتكة من الصحابي زيد بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وهو أخو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأبيه ، وأكبر منه سنا . وكان زيد قد أسلم بمكة قبل أخيه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، وهاجر الى المدينة . وشارك في معركة بدر وأحد والخندق وبقية المعارك ، كما شهد بيعة الرضوان بالحديبية . ثم شارك في معركة اليمامة ضد المرتدين ، في عهد أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، وكانت راية المسلمين معه ، فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو وهو يضرب بسيفه حتى قتل . وكان استشهاده في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة للهجرة . وبعد استشهاده رضي الله عنه ، تزوجت من أخيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
يتبع ان شاء الله
الروابط المفضلة