ساعة الفرح الفرح تقترب ... الأم فى المستشفى متحمله كل الأوجاع
على وشك الولاده ... الأب ينتظر متى يخرج المولود حتى تقر عيناه فقد كان ينتظر منذ فتره ... الساعه تشير الى الثالثه عصرا خرجت الطبيبه تزف له البشرى قالت له : مبروك لقد اتاك مولود مثل القمر .
الله يبارك فيك وشكرا على كل اللى عملتيه مع زوجتى وارجوك طمنينى على امه كيف حالها ؟ ردت انها بخير لاتقلق والف مبروك مره ثانيه .
طار الأب من الفرحه والأم كذلك برغم مافيها من الم .. سألته حينها ماذا تريدنا ان نسميه ، فكر وقال مارأيك باسم رياض اليس جميلا هذا الأسم ، ردت وقالت ياله من اسم جميل اجل مبروك ياابو رياض والله يجعله قرة عينك .. قال هو الله يخليك لى يا ام رياض وان شاء الله يتربى فى عزنا انا وانت .
مرت يومان خرجت الأم ووليدها الذى ادخل البهجه فى قلوب والديه اللذان مازالت الفرحه شغلهما الشاغل ... امن له والده كل شىء قبل ان ياتى بحوالى اربعه اشهر ..سرير جديد وملابس على مستوى راقى وكل شىء ... تمر الأيام والابن يكبر شيئا فشيئا عمره يصل الى سته اشهر يبدأ فى الضحك واللعب والابوان مبسوطان به ولايبخلان عليه بشىء .... وصل للسنه الأولى من العمر يلعب ويجرى هنا وهناك والمنزل ممتلىء بالفرح ... الأب يقول ان شاءالله يطلع طبيب والأم تقول لا ان شاء الله طيار ... كل يتمنى على حده ولم يكن يخطر ببال احدهما ان القدر كان فى انتظاره ... يوم جمعه ذهب الأب للصلاه وذهبت الأم للمطبخ لتجهيز وجبة الغداء والأبن مازال نائما ... حضر الأب وسأل اين رياض ؟ قالت له انه نائم فاذهب واوقضه حتى يأكل معنا ... دخل للغرفه وقال رياض حبيبى ياالله بابا قوم ... قام ولكنه كان متعب حتى الابتسامه لم يبتسم
حمله والده بين ذراعييه ولكنه تفاجأ لقدتشنج رياض الأب يصيح ياام رياض الحقينى وجيبى شويه مويه ... خير ايش فيه ليش رياض كذا يالله يارب انك تعافيه ... الأبن لايزال متشنجا .
حملاه وانطلقا للمستشفى باقصى سرعه ... وصل ... غرفه الطوارىء هناك وضعوه على سرير الفحص ، الدكتور يسأل هل اعطى علاجا من قبل ؟ الأب نعم ، قال الدكتور اين العلاج ؟ قال الأب فى المنزل سأتى به حالا ... عاد للمنزل وقلبه يرتجف من الخوف اخذ العلاج وعاد مسرعا ... وصل ... هذا هو العلاج يادكتور ، الكتور بكل استغراب من الذى امر بصرف هذا العلاج له ؟ انه من مستوصف خاص يادكتور .... الدكتور يقول الله يستر .
مرت حوالى الخمس ساعات ورياض لايزال بدون حركه ... الأطباء يحاولون ، فحوصات دقيقه اجريت له من دم حتى النخاع اخذت عينه لفحصها ... ساعه مرت النتيجه غير مطمئنه اخيرا قرر الدكتور نقله الى قسم العنايه المركزه للأطفال .
طلعوه الى قسم العنايه وضعوه على سرير آخر عندها فتح رياض عيناه ونادى امه وكذلك اباه وطلب منهم ماء ولكن الأطباء رفضوا بحجه ان فى يده مغذى ... ابتسم لهما وعاد واغمض عينيه فكانت الغمضه الأخيره .... رحل رياض عن الدنيا وهو لم يتجاوز السنه والنصف ... رحل تاركا ورائه الذكرى الجميله التى خلفها .. بكت امه عليه ... الأب لم يحتمل ... وكل الذين عاشوا معه لم يحتملوا الصدمه ولكنه امر الله .... والآن الأيام تمر والأم المسكينه تتنظر مولودا جديدا وشغلها الشاغل ماذا تسميه .. تفكر ونقول هل اسميه رياض أم ان ابحث عن اسم آخر ... هكذا ودع رياض الطفل البرىء هذه الدنيا بسبب اصابته بورم دماغى قضى على حياته وقضى ايضا على طموحات والديه .
رحمك الله يارياض وادخلك فسيح جناته وصبر والديك وذويك ... لقد كان طفلا محبوبا من قبل الجميع ولكنه القدر.......!
الروابط المفضلة