"الفَتاة ... والقَنوات الفضائيّة"
النافذة الاجتماعية السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته..
نحن نعلم أن الفتاة هي زوجة و أم المستقبل ، وهي الركيزة الاساسية التي يعتمد عليها المجتمع في العطاء
والتطور، وبما أنها جزء هام وأساسي في تنشئة الاجيال، كان لها الحق علينا في البحث ومعرفة ماهي المنابع التي
تستسقي منها تلك الفتاة المسلمة حتى تتكون لديها الثقافة التي هي رأس مالها وتطبيق لأفعالها وتأثيرها المباشر
على من حولها من خلال سلوكها.
ومما لاشك فيه أننا في عصر الاقمار الصناعية التي دخلت كل بيت، وان الفتاة هي اكثر الافراد متابعةً للقنوات
الفضائية، وكان هم الكثيرات من الفتيات هو مشاهدة تلك القنوات ومتابعتها أحيانا برقيب وأخرى بلا رقيب،
فمن هنا أنوه الى فتياتنا الحبيبات المسلمات ان كثيرا من البرامج التي تعرض لا تخدم امتنا ومجتمعاتنا بأي
شكل، بل هي بعيدة كل البعد عن حقيقة المجتمع، وكثيراً منها لا تناسب الفتاة المسلمة التي حظيت بأعلى القيم
والاخلاق والعفة التي منحها وخصها بها الله تعالى، ونجد ان هناك برامج ومسلسلات تعرض ، تخدش حياء
الصغير قبل الكبير كبرامج الشباب التي تدعو الى ألفة الاختلاط والتساهل في أمر الحجاب ، والخضوع في القول
المنافي للشرع الاسلامي، وخروج الشاب بصحبة الفتاة واستغلال الفتاة للجوال بطرق
محببة وخفيفة الظل
في سبيل عالم اكثر انفتاحاً واسرع انجرافاً للحضيض.
* ما هي سلبيات القنوات الفضائية وماهي ايجابياتها ؟
سلبياتها تكمن في الخلط بين الجيد والسيء، فلا تؤدي رسالتها لوجود لبس في ذلك، فيغلب السيء الجيد ويطغى
عليه، وعدم احترام عين المشاهد في بث ما لا يجوز بثه من منكرات ، وان اضطررنا الى متابعة الفضائيات
فلنتعرف على برامجها المفيدة والناجحة في خدمة الفتاة المسلمة، كالبرامج الدينية الهادفة، التي تدعو الى طاعة
الله وهناك ايضا قنوات ناجحة في ادارتها وهي قائمة على خدمة الدين وتعريف الناس بالاسلام ، ومنا ما يبث سور
من القرآن الكريم بين الحين والاخر. قنوات أخرى جعلت نفسها مرتعا للفساد والدعوة الى الرذيلة وغضب الرب
فيما تنتجه وتعرضه دون مراعاة ً للأخلاق والحياء الذان هما المستهدفان فيها دائماً.
* وهل نعتقد ان تلك القنوات الفضائية بكمها الهائل والمتنافس تخرّج فتاة على قدر من الوعي والمسؤولية؟
من القنوات ما هو ذو طابع عربي مسلم يهدف الى نشر الفضيلة وتعريف الفتاة بأمور دينها والاحكام الشرعية
الهامة والمسلسلات الدينية الخالية من السموم والدعوة الى المحرمات والتي هدفها عرض للتاريخ الاسلامي
او التطرق للواقع في حياتنا ومعالجة ما يعيشه الافراد بشكل صحيح، فإن ذلك لا بأس به .
ومنها ما يخرّج فتيات ضعيفات تافهات، قلوبهن فارغة الا من الاغاني والبرامج المميعة للنفوس، وجذب الفتاة
الى التقليد الاعمى للنساء العارضات لمفاتنهن، والبرامج والمسلسلات المستوردة والمدبلجة التي لا تمت الينا
بأية صلة، ولأسف كثيرة هي تلك البرامج، ومنها ما يعلم الفتاة والشاب العنف والتجارة المحرمة والسرقة وتعاطي
المخدرات وارتكاب الفاحشة والانجراف الى ما هو أكثر.
*~* كيف تميز الفتاة المسلمة القنوات والبرامج الهادفة من الرخيصة الفارغة؟ *~*
بعض الفتيات يعتقدن ان القنوات لها حرية التعبير من باب الثقافة والخصوصية ولها الحق بنشر رسالتها نظراً
لتعدد الثقافات والاختلافات بين الناس(فكل يغني على ليلاه)، لكن المسألة اصبحت عامّة، والقنوات التي لديها توجيه
يخصها لا تقتصر به على فئة معينة، بل اصبحت تعرض رسائلها على الجميع من خلال الاقمار الصناعية،
ولا تنسى الفتاة المسلمة ان الاسلام حرم نشر الفاحشة والدعوة الصريحة الى الرذيلة،
فلا نقبل به كونه امر واقع.
و كي تتعرف الفتاة على القنوات والبرامج الهادفة وتميزها عن غيرها ، عليها ان تعرف دينها جيدا وأسس
عقيدتها وتميز بين الحلال والحرام من خلال مراجعة الاحكام الشرعية، فلا تبخل على نفسها في البحث والسؤال .
*~* نصائح للفتاة المسلمة كي ترقى بدينها ودنياها فيما يخص القنوات الفضائية: *~*
1. تقوى الله عزوجل فيما تشاهده، فإن ما تشاهده العين مراراً وتكراراً يرتكز في العقول وتألفه النفوس ويسبب
استساغة ما هو مرفوض ومحرم وهو من مصائد الشيطان.
2. لا تسيئي لوقتك بمشاهدة البرامج الهزيلة والمسمومة والمعارضة لقيمنا وأخلاقنا ، فإن لم يكن منها ضرر
ما، فلن تكون منها اية فائدة.
3. جاهدي نفسك اختي فلا تسيطر عليك وتقعي بالمحظور ، وحاولي أن تثبتي لنفسك انك فتاة قوية تستطيع
ان تتغلب على المفسدات والمحرمات، فجهاد النفس اعظم الجهاد واول مراتبه.
4. لا يغرّنك كثرة الفتيات اللاتي يشاهدن ما هو سيء في القنوات الفضائية، فلن يغنين عنك شيئاً، ولن يدافعن
عنك يوم الحساب، وكثرة الباطل لا تعني انه على حق.
5. من باب احترامنا للعقل، لا نسفهه بما هب ودب مما يعرض في القنوات الفضائية ملأً للفراغ، فاحذري اختي،
والان اطرح سؤالين لأخواتنا وبناتنا الحبيبات في خضم هذا الموضوع..
السؤال الاول : هل تستفسدي من مشاهدة القنوات الفضائية وبرامجها؟وما مدى تلك الفائدة ان وجدت،
وما نوعية البرامج التي تستهويك؟
السؤال الثاني : برأيك هل هناك بديل لمتابعة القنوات الفضائية بالنسبة للفتاة المسلمة، وما هي أفضل
وسيلة لتلقي المعلومة واكتساب الثقافة؟
[وقل اعمَلوا فَسيرى اللهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون]
وورد عن السلف الصالح : " راقب الله تعالى، فسئل عن تفسيرها فقال :
"كـن أبداً كأنك ترى الله عزوّجل"
الروابط المفضلة