۩۞ [ رِحْــلــةُ ضِيــاء ] مع تفسير سورة البقرة ۩۞

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أملي جنة ربي
    مشرفة ركن همسات فتيات
    • Dec 2012
    • 516

    #16






    { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }
    * { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }


    شرحُ الكلِمات:

    { كَفَرُوا }: الكُفْرُ: لُغةً : التَّغْطية والجُحُود،
    وشَرعاً التَّكذيب بالله وبِما جاءت به رُسلُه عنْهُ كُلاًّ أو بَعْضًا.

    { سَوَاءٌ }: بِمعنى مُسْتَوٍ إنْذارُهُم وعَدَمُهُ ، إذْ لا فائِدَة مِنهُ لحُكْم الله بِعَدَمِ هِدايَتِهم.

    { أأنْذَرْتَهُم }: الإنْذارُ: التَّخْويفُ بِعاقِبَة الكُفْر والظُّلْمِ والفَسَاد.

    { خَتَمَ اللهُ }: طَبَعَ ؛ إذًا الخَتْمُ وَ الطَّبعُ واحِدٌ وهو وَضْعُ الخاتم أو الطَّابِع على الظَّرْف حتَّى لا يُعْلَم
    ما فيه، ولا يتَوصَّل إليه فيُبَدَّل أو يُغَيَّر.

    { الغِشَاوَةُ }: الغِطاء يُغشَّى بِه ما يُرادُ مَنْعُ وُصُولِ الشَّيْء إلَيْه.

    { العَذَابُ }: الألَمْ يَزيدُ لِعُذوبَة الحَياةِ ولَذَّتِها.


    مُناسبة الآيتين لِما قَبلَهُما ومَعناهُما:

    لمَّا ذَكَرَ أهلُ الإِيمانِ والتَّقْوى والهِدايَة والفَلاحِ ذَكَرَ بَعْدَهُم أهْلُ الكُفْر والضَّلال
    والخُسْرانِ فَقال:
    { إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } إلخ فأخْبَرَ بِعدَم اسْتِعْدادِهِم للإِيمان حتَّى اسْتَوى إنْذارُهُم وعَدَمُه
    ولِذلِك مَضَتْ سُنَّةُ الله فِيهِم بالطَّبْع على قُلوبِهِم عَلَى أنْ لا تَفْقَه،
    وعلى آذانِهِم حتَّى لا تَسْمَع، وَيَجْعلِ الغَشاوَةَ على أعْيُنِهم حتَّى لا تُبْصِر،
    وذلِك نَتيجَة مُكابَرَتِهِم وعِنادِهِم وإصْرارِهِم على الكُفْـر. وبِذلِـك اسْتَوْجَبُوا
    العَذابَ العَظيم فَحُكِمَ بِه عَلَيْهِم.
    وهذا حُكْمُ الله تَعالى في أهْلِ العِنادِ والمُكابَرَة والإصْرارِ في كُلِّ زَمانٍ ومَكان.

    هِداية الآيتين :

    مِنْ هِدايَة الآيَتيْن:

    1- بَيانُ سُنَّةِ الله تَعالى في أهْلِ العِنادِ والمُكابَرة والإِصْرارِ بأنْ يَحرِمَهم الله تَعالى الهِدايَة وذلِك
    بِتَعْـطيل حَواسِهِم حتَّى لا يَنْتَفِعوا بِها فلا يُؤمِنوا ولا يَهْتَدوا.

    2- التَّحْذير مِنَ الإصْرارِ على الكُفْـر والظُّلْم والفَسادِ المُوجِبِ للعَذابِ العَظيم .









    مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

    -
    أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

    تعليق

    • عُلو الهمّة
      مشرفة دار لك للتحفيظ
      • Jan 2009
      • 19607

      #17



      يا لعظم هذا الكتاب!
      أكملي النُّور يا رفيقة القرآن

      أسأل الله أن يرزقنا التخلق بأخلاقه والتجمّل به


      كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
      زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

      تعليق

      • أملي جنة ربي
        مشرفة ركن همسات فتيات
        • Dec 2012
        • 516

        #18
        الحمدُ لله على هذه المنّة و النعمة العظيمة
        اللهم آمين
        جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة ()

        مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

        -
        أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

        تعليق

        • أملي جنة ربي
          مشرفة ركن همسات فتيات
          • Dec 2012
          • 516

          #19







          { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } *
          { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } *
          { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }





          شرحُ الكلمات :

          { و مِنَ النَّاسِ}
          : مِن بَعض النَّـاس

          { من يقول آمنا بالله } : صَدَّقنا بِالله إلهاً لا إله غَيرُه ولا رَبَّ سِواه.

          { وباليوم الآخر } : صَدَّقنا بِالبَعث والجَزَاءِ يَوم القِيامة.

          { يخادِعون الله } : بإظهَارِهِم الإيمَان واخفَائِهم الكُفر.

          { وما يخدعون إلاَّ أنفسهم }: إذ عَاقِبة خِداعهم تعُودُ عَليهِم لا عَلى الله ولا عَلى رسُولِه ولا على المؤمِنين.

          { وما يشعرون } : لا يَعلمُونَ أنَّ عاقِبة خِداعِهم عَائدةٌ عَليهِم.

          { في قُلوبهم مرض }: في قُلوبِهم شَكٌّ ونِفَاق وألمُ الخَوفِ من افتِضاحِ أَمْرِهم والضَّرب على أيدِيهم.

          { فزادهم الله مرضا } : شكاً ونِفاقاً وألماً وخوفاً حَسب سُنَّة الله في أنَّ السيِّئة لا تَعقِب إلاّ سيئةً .

          { عذاب أليم }: مُوجِعٌ شَديدُ الوقع على النَّفس.





          مناسبة الآية لمَا قبلها وبيان معناها:


          لمَّا ذكرَ تعالى المُؤمنِينَ الكاملينَ في إيمانِهم و ذكرَ مُقابِلهم و هُم الكافرونَ البالِغُونَ في الكُفرِ مُنْتهاهُ
          ذكرَ المنافقين وَهُم المُؤمِنُونَ في الظَّاهِرِ الكافِرونَ في البَاطِنِ
          وهُم شرٌّ من الكافِرين البالغين في الكُفْرِ أشدَّهُ .
          أخبرَ تعالى أنَّ فريقاً مِنَ الناس وهم المُنافقون يَدَّعُونَ الإيمان بِألسِنَتهم
          ويُضْمرون الكُفر في قلوبهم. يُخادِعُون الله والمُؤمنين بهذا النِّفاق.
          ولمَّا كانت عاقبة خِداعهم عائدةً عليهِم.
          كانوا بذلك خادِعين أنفسهم لا غيرهم ولكنَّهُم لا يعلمون ذلك ولا يَدْرونَ به.
          كما أخبر تَعالى أنَّ في قُلوبهم مرضا وهو الشكُّ والنِّفاق و الخَوف ،
          وأن زادَهُم مَرضًا عُقُوبةً لهُم في الدُّنيا وتَوعَّدهُم بالعذاب الأليم في الآخرة بسبب كذِبهم وكُفرِهِم.






          هداية الآيات:

          من هِداية الآيات:


          التَّحذير من الكَذب والنِّفاق والخِداع، وأنَّ
          عَاقبة الخِداع تَعُود على صَاحِبها كما أنَّ السيِّئةَ لا يَتولَّدُ عنها إلاَّ سيِّئةً مِثلها .






          الملفات المرفقة

          مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

          -
          أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

          تعليق

          • عُلو الهمّة
            مشرفة دار لك للتحفيظ
            • Jan 2009
            • 19607

            #20




            جميل جدا
            جزاك الله خيرا
            مُتابعة




            كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
            زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

            تعليق

            • أملي جنة ربي
              مشرفة ركن همسات فتيات
              • Dec 2012
              • 516

              #21
              جمَّلَ الله أيّامكِ بالطَّاعات ()
              و ما أسعدنـــي بقُربكِ و مُتابعتكِ يا حبيبة :")
              وفّقنا الله و إيَّاكِ لما يُحبّه و يرضاه

              نُـتابعُ بفضل الله
              و مَشيئَتهِ : )

              مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

              -
              أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

              تعليق

              • أملي جنة ربي
                مشرفة ركن همسات فتيات
                • Dec 2012
                • 516

                #22


                { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } * { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ
                وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ أَلاۤ
                إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ }


                شرحُ الكلِمات:

                { الفَسادُ في الأرْضِ }: الكُفْرُ وارْتِكابُ المَعاصي فِيها.

                { الإِصْلاحُ في الأرْضِ }: يَكون بالإِيمانِ الصَّحيح والعَـمَل الصَّالِح، وتَرْك الشِّرْكِ والمَعاصي.

                { لا يَشْعُرونَ }: لا يَدْرُونَ ولا يَعْلَمُون.

                { السُّفَهاء }: جَمعُ سَفِيه: خَفيفُ العَقل لا يُحسِنُ التَّصرُّفَ والتَّـدْبِير.

                مَعْـنى الآيات:

                يُخْبِرُ تَعالى عن المُنافِقين أنَّهُم إذا قال لهُم أحد المُؤمنين لا تُفسِدوا فى الأرض بالنِّفاق ومُوالاة
                اليَهود والكافِرين رَدُّوا عليه قائِـلين: إنَّما نحن مُصلِحون في زَعْمِهم فأبْطَل الله تَعالى هذا الزَّعْم
                وقَرَّر أنَّهُم هُم وَحْدهُم المُفسِدون لا من عَرضُوا بِهم من المُؤمنين، إلاَّ أنَّهُم لا يَعْلَمُون ذلِكَ لاسْتِيْلاءِ
                الكُفْرِ على قُـلوبِهم. كَما أَخْبَر تعالى عَنهُم بأنَّهم إذا قال لهُم أحدُ المُؤمِنين أُصدُقوا في إيمانِكُم
                وآمِنوا إيمانَ فُلان وفُلان مِثْل عَبد الله بن سلام ردُّوا قائِلين:
                أنُؤمِنُ إيمان السُّفَهاء الَّذين لا ردَّ لهُم ولا بَصيرة


                فردَّ الله تَعالى عليْهِم دَعْواهُم وأثْبَتَ السَّفَهَ لهُم ونَفَـاهُ عن المُؤْمِنين الصَّادِقين ووَصَفَهُم بالجَهْل
                وعَـدَم العِـلْمِ .



                هِـدايَةُ الآيَـات:

                مِن هِـداية الآيات:

                1- ذَمُّ الادِّعاءِ الكاذِبِ وهو لا يَكون غالباً إلاَّ مِن صِفاتِ المُنافِـقين.

                2- الإِصْلاحُ في الأرْضِ يكُون بالعمل بِطاعة الله ورسُولِـه، والإفسادُ فيها يَكون بمَعْـصيَة
                الله ورسُوله صلَّى الله عليه وسلَّم.

                3- العامِلُـون بالفَسادِ في الأرْضِ يُبرِّرُون دائِما إفْسادَهُم بأنَّه إصلاحٌ ولَيْس بإفْـساد .




                مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

                -
                أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

                تعليق

                • أملي جنة ربي
                  مشرفة ركن همسات فتيات
                  • Dec 2012
                  • 516

                  #23

                  { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ } *
                  { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } *
                  { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }


                  شَرحُ الكلِمات :


                  { لَقُوا }: اللِّقاء: والمُلاقاة: المُواجَهة وَجْهًا لِوَجْه.
                  { آمَنُوا }: الإيمان الشَّرعِيّ : التَّصْديق بالله وبِكُلِّ ما جاءَ بِه رسولُ الله عن الله، وأهْلُه
                  هُم المُؤمِنونَ بِحَـقّ .
                  { خَلَـوْاْ }: الخُلُوُّ بالشَّيىءِ : الإنْفِرادُ بِه.
                  { شَياطينِهِم }: الشَّيْطانُ كُلُّ بَعِـيدٍ عن الخَيْر قَريبٍ مِنَ الشَّـرِّ يَفسُد ولا يَصلُحُ من
                  إنسانٍ أو جانٍ والمُرادُ بِهِـم هُنا رُؤساؤُهُم فى الشَّـرِّ والفَسَادِ .
                  { مُسْتَهْزِئون }: الإسْتِهْزاءُ : الاسْتِخْفافُ والاسْتِسْخارُ بِالمَرْءِ .
                  { الطُّغْـيان }: مُجاوَزَةُ الحَدِّ فِي الأمر والاسْرافِ فيه.
                  { الْعَمَه }: للقَلْبِ كالعَمى للبَصَر: عَدمُ الرُّؤيَـة وما يَنْتُجُ عنه مِنَ الحَيْرَةِ والضَّلال
                  { اشْتَرَوْاْ }: اسْتَبْدَلوا بالهُدى الضَّلالَـة أيْ تَرَكوا الإيمان وأخَذُوا الكُفْـر.
                  { تِجارتُهم }: التِّجارَةُ : دَفْـعُ رأس مال لِشراء ما يُربِحُ إذا باعَه، والمُنافِقون
                  هُـنا دَفَعوا رَأْسَ مالِهِم وهو الإِيمان لشِراء الكُفر
                  آمِلين أن يَرْبَحُوا عِزًّا وغِنى فِي الدُّنيا فخَسِروا ولم يَرْبَحُوا إذْ ذُلُّوا وعُـذِّبُوا وافْتَقَروا بِكُفْرِهِِم.
                  { المُهْتَدى }: السَّالِـك سَبيلاً قاصِدَة تَصِل به إلى ما يُريدُه فى أقرَب وَقْتٍ وبِلا عَناء والضَّالُّ خِلاف المُهْتَدى وهو السَّالِك سَبيلا غير قاصِدة
                  فلا تَصل به إلى مُرادِه حتَّى يَهْـلَكَ قبل الوُصول.


                  مَعْنى الآيات:

                  ما زالَت الآيات تُخبِرُ عن المُنافقين وتَصِف أحوالَهم .
                  إذًا أخْبَر تَعالى عنْهُم في الآية الأُولى أنَّهُم لِنِفاقِهم وخُبْثِهِم
                  إذا لَقُوا الَّذِين آمَنوا في مَكانٍ ما أخْبَرُوهم بأنَّهُم مُؤْمِنونَ بِالله والرَّسول وما جاءَ بِه
                  من الدِّين، وإذا انْفَرَدوا بِرُؤسائِهِم فى الفِتْنَة والضَّلالَـة فَلامُوهُم،
                  عمَّا ادّعُوه من الإِيمان قالوا لَهُم إنَّا مَعَكُم على دينِكُم وَمَا آمَنَّا أبَداً.
                  وإنَّما أظْهَرْنا الإِيمان اسْتِهْزاءً وسُخْرِيَّةً بِمُحَمد وأصحابه.

                  كَما أَخْبَرَ فى الآية الثَّانِية أنَّهُ تَعالى يَسْتَهزِىءُ بِهم مُعامَلَةً لهُمْ بِالمِثْل جَزاءً
                  وِفاقاً ويَزيدهُم حَسب سُنَّتِه فى أنَّ السَّيِّئة تَـلِدُ سَيِّئة في طُغيانِهِم
                  لِـتَزْدادَ حَيْرتهُم واضطِراب نُفوسِهم وضَلالِ عُقولِهِم.
                  كما أخْبَر فى الآية أنَّ أولئِك البُعداء في الضَّلال قد اسْتَبْدلوا الإيمان بالكُفر
                  ولإِخلاص بالنِّفاق فلذلِك لا تَرْبحُ تجارتُهم ولا يُهْتَدون إلى سبيلِ رِبحٍ أو نُجْح مُحال.


                  هِدايةُ الآيات :

                  من هِداية الآيات:

                  1- التَّنْديدُ بالمُنافِقين والتَّحذيرُ من سُلوكِهم في مُلاَقَاتِهِمْ هذا بِوجهٍ وهذا بِوَجْهٍ آخَر وفي الحَديث: شرارُكُم ذو الوَجْهَيْن.
                  2- إنَّ مِنَ النَّاسِ شياطين يَدْعون إلى الكُفْرِ والمَعاصي، ويَأمُرون بالمُنْكر ويَنْهون عن المَعروف.
                  3- بَيانُ نِقَمِ الله، وإنْزالِها بأعْدائِه عزََّ وجلَّ .





                  مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

                  -
                  أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

                  تعليق

                  • أملي جنة ربي
                    مشرفة ركن همسات فتيات
                    • Dec 2012
                    • 516

                    #24



                    { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّآ أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ } *

                    { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } *
                    { أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَاعِقِ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ وٱللَّهُ مُحِيطٌ بِٱلْكَافِرِينَ } *
                    { يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }




                    شَرحُ الكلمات:

                    { مَثَلُهم }: صِفَتُهم وحَالُهم.
                    { اسْتَوقَد }: أوْقَدَ ناراً.
                    { صُمٌ، بُكْمٌ عُمْيٌ }: لا يَسمعُون ولا يَنطِقُون ولا يُبصِِرون.
                    { الصيّب }: المَطر.
                    { الظُّلُمات }: ظُلمة اللَّيل وظُلمة السََّحاب وظُلمةُ المَطر.
                    { الرَّعد }: الصََّوت القَاصِف يُسمع حَال تَرَاكُم السَّحَاب ونُزُول المَطر.
                    { البَرق }: مَا يََلمعُ من نُور حَال تَرَاكُمِ السَّحَاب ونُزول المطر.
                    { الصَّواعِق }: جَمعُ صاعِقة: نارٌ هائِـلة تَنزِل أثْناء قَصْف الرَّعد ولَمعَان البََرْق يُصيب الله تَعالى بها من يَشاء.
                    { حََذَرَ الموت }: تَوقِّـيًا لِلْمَوْت
                    { مُحيط }: المُحيط المُكْتنِف للشَّيْء من جَميع جِِهاتِه.
                    { يكاد }: يَقْـرب.
                    { يخطف }: يأخُذه بِسُرعة.
                    { أبصارهم }: جمع بَصر وهو العَـيْن المُبْصِرة.

                    مَعنى الآيات:

                    مَثَلُ هَؤُلاء المنافِقِين فِيمَا يُظهِرُونَ من الإيمان مع ما هُم مُبْطِِنون مِن الكُفر
                    كََمَثل من أوْقَد ناراً للإستِِضاءة بِها فلمََّا أضاءَت لَهُم ما حَوْلَهُم
                    وانْتَفعوا بِها أدْنَى انْتِفاع ذََهَبَ الله بِِنُورِهم وتََرَكَهُم فى ظُلمات لا يُبْصرون.
                    لأنَّهم بإيمانِهم الظََّاهر صانُوا دِِماءهم وأموالَهم ونِساءهُم وذَرَارِيهِم مِن القَـتْلِ والسَّبْيِ وبما يُضمِِرُون مِن الكُفر إذا ماتوا عليه يَدخلون النَّار
                    فيخسَرُون كُلَّ شَيْءٍ حتََّى أنْفُُسهم
                    هذا المثل تََضمَّنتْهُ الآية الأولى(17)
                    وأمَّا الآية الثَّانية(18)
                    فهيَ إخبارٌ عن أُولئك المُنافقين بِأنَّهم قد فَقدوا كُلَّ اسْتِعداد للإهْتِداء
                    فلا آذانُهُم تَسْمَع صَوتَ الحقِّ ولا ألْسِنتِهُم تَنْطِق به ولا أعْيُنُهم تُبْصِر آثاره
                    وذلك لِتََوَغُّلِهم في الفَساد فلِذا هُم لا يَرجِعُون عن الكُفر إلى الإيمان بِحالٍ من الأحوال. وأمَّا الآية الثَّالثة والرَّابِعة(19) (20) فهُما تَتضمَّـنان مَثلاً آخر لهَؤلاء المُنافِقِـين.


                    وصورةُ المثَل العَجيبة والمَنْطِقِـيَّة على حالِهم هيَ مََطر غزيرٌ في ظُلماتٍ مَصحوب
                    برَعْدٍ قاصِفٍ وبَرْق خاطفٍ وهُم فى وَسطه مَذعُورون خائِفون يَسُدُّون آذانَهُم بأنامل أصابِعِهم حتَّى لا يَسْمَعون صَوْتَ الصَّواعق حذراً أنْ تنخَلِع قُلُوبُهم فيَموتوا،
                    ولم يَجِدوا مَفَرًّا ولا مَهْرباً لأنَّ الله تعالى مُحيط بهم هذا من جِهة ومن جهَة أخرى
                    فإنَّ البَرْقَ لشِدَّتِه وسُرْعَتِه يكادُ يَخْطِفُ أبْصارهم فيُعْمُون،
                    فإذا أضاءَ لهُم البَرق الطريق مَشَوْا في ضَوئِه وإذا انْقطعَ ضوءُ البرق وَقَفُوا حَيَارى خائِفين، ولو شاءَ الله لَذَهبَ بِسمْعِهم وأبْصارِهم لأنَّه تعالى على كُلِّ شيْءٍ قَدير .
                    هذه حال أُولئِك المُنافقين والقُرآن ينزِل بذِكر الكُفر وهو ظُلمات وبِذكر الوَعيد وهو كالصَّواعِق والرَّعد وبالحُجَج والبَيِّنات وهي كالبَرْق في قُوَّة الإضاءة،
                    وهُم خائِفون أن ينزَّل القرآن بِِكشفهم وإزاحَة السِّتار عنهُم فيُؤْخَذوا، فإذا نَزَل بآية لا تُشير إليهم ولا تَتعرَّضُ بِهم مَشَوْا فى إيمانِهم الظَّاهِر.
                    وإذا نزلَ بآياتٍ فيها التَّنْديد بِباطِلِهم وما هُم عليه وَقَفوا حائِرين
                    لا يَتَقدَّمُون ولا يَتأخَّرُون ولو شاءَ اللهُ أخذ أسماعَهم وأبْصارَهم لَفَعَلَ لأنَّهُم لذلِكَ أهلٌ وهو على كُلِّ شيْءٍ قدير.


                    هِداية الآيات:

                    من هِداية هذه الآيات ما يلي :

                    1- استِحسَان ضرب الأمثَال لِتقرِيب المَعاني إلى الأذهان.
                    2- خَِيْبَةُ سَعِْيِ أهل البَاطل وسُوء عاقِِبة أمْرهِم.
                    3- القُرآن تَحَْيا بِه القُلوب كمَا تَحْيا الأرضُ بِمِاء المَطر.
                    4- شَرُّ الكُفَّـار المُنافِقُون .





                    مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

                    -
                    أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

                    تعليق

                    • أملي جنة ربي
                      مشرفة ركن همسات فتيات
                      • Dec 2012
                      • 516

                      #25
                      سنُكملُ رِحلتنا إن شاء الله

                      فمن ستلتحقُ بنا :""")

                      مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

                      -
                      أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

                      تعليق

                      • عُلو الهمّة
                        مشرفة دار لك للتحفيظ
                        • Jan 2009
                        • 19607

                        #26


                        حيّ الله بـــ رفيقتنا ومُهجتنا
                        بارك الله في الجهود

                        يسعدني بأن أكون أول اللاحقات ^,^


                        كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
                        زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

                        تعليق

                        • أملي جنة ربي
                          مشرفة ركن همسات فتيات
                          • Dec 2012
                          • 516

                          #27
                          اللهم آمين و إيّاكِ يا حبيبة ()
                          سعيدةٌ بقربكِ :")
                          شكرَ الشَّكور لكِ

                          مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

                          -
                          أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

                          تعليق

                          • أملي جنة ربي
                            مشرفة ركن همسات فتيات
                            • Dec 2012
                            • 516

                            #28

                            { يَاأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } *
                            { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَاشاً وَٱلسَّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ
                            رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }


                            شرحُ الكلِـمات:

                            { النَّـاس }: لفظُ جَمعٍ لا مُفرد له من لَـفظِه، واحِدُهُ إنْسان.

                            { اعْبُدوا }: أطيعُوا بالإيمان والامْتِثال للأمْرِ والنَّهْي مع غايةِ الحُبِّ لله والتَّعْظيم.

                            { رَبَّكُم }: خالِقَكُم ومالِكُ أمْرِكُم وإلهُكُم الحَـقُّ.

                            { خَلَقَكُم }: أوْجَدكُم مِنَ العَدَمِ بتَقْديرٍ عَظيمٍ .

                            { تَتَّقُون }: تَتَّخِذُونَ وِقايَةً تَحْفَظكُم مِن الله، وذلِك بالإيمان والعَمَلِ الصَّالِح بَعْدَ تَرْكِ الشِّرْكِ والمَعاصي.

                            { فِراشًا }: وطاء للجُلوس عليها والنَّوْم فَـوْقَـها.

                            { بِناءً }: مَبْنيّةً للجُلوسِ عليها والنَّوم فَوْقَها.

                            { الثَّمَرات }: جَمعُ ثَمرة وهو ما تُخْرِجُهُ الأرضُ من حُبوبٍ وخُضار وتُخْرِجُهُ الأشجارُ مِنْ فَواكِه.

                            { رِزْقًـا لكُم }: قُوتًا لكُم تَقْتاتُون بِهِ فتَحْفَظَ حياتَكُم إلى أجَلِها.

                            { أنْداداً }: جَمْعُ ندّ: النَّظير والمَثيل تَعبُدونَهُ دُونَ الله أو مَع الله تُضادُّونَ بِهِ الرَّبَّ تَبارَكَ وتَعالى.


                            المُناسَبة ومَعْنى الآيَتَيْـن:

                            وَجْهُ المُناسَبة أنَّـه تَعالى لمَّا ذَكَـر المُؤمِنين المُفْلِحين، والكافِرِين الخَاسِرِين ذَكَر المُنافِقين
                            وَهُم بين المُؤمنين الصَّادِقين والكافِرين الخاسِرين ثُمَّ على طريقَة الالْتِفات نَادَى الجَميع بعُنْوان النَّاس
                            ليَكُون نِداءً عامًّا للبَشرِيَّة جَمْعاء في كُـلِّ مَكانٍ وزَمانٍ وأمَرَهُم بِعِبادتِه لِـيََقُوا أنْفُسَهُم من
                            الخُسْران. مُعرِّفًـا لهُم نَفْسَه لِيَعْرِفُـوهُ بِصِفاتِ الجَلال والكَمال فيَكون ذلِك أَدْعَـى لاسْتِجابتِهم
                            لَهُ فيَعْبُدونَه عِبادَةً تُنْجيهِم من عَذابِه وتُكْسِبَهُم رِضاهُ وجَنَّتَه، وخ
                            َتَم نِداءَهُ لهُم بتَنْبِيهِهم
                            عن اتِّخاذ شُركاء له يَعبُدونَهم مَعه مَع عِلْمِهِم أنَّهُم لا يَسْتَحِقُّون العِبادة لِعَجْزِهِم
                            عن نَفْعِهِم أو ضَرِّهِم.



                            هِـدايةُ الآيَتَـيْن :

                            1- وُجُوبُ عِبادةِ الله تَـعالى، إذْ هِي علة الحَياة كُلّها.

                            2- وُجوب مَعرفة الله تَعالى بأسمائِهِ وصِفاتِهِ.

                            3- تَحْريمُ الشِّركِ صَغيرِهِ وكَبيرِهِ ظاهِرِهِ وخَـفِيِّهِ .





                            مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

                            -
                            أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

                            تعليق

                            • عُلو الهمّة
                              مشرفة دار لك للتحفيظ
                              • Jan 2009
                              • 19607

                              #29



                              استمري يا جوهرة نادرة
                              بارك الله فيك


                              كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
                              زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

                              تعليق

                              • أملي جنة ربي
                                مشرفة ركن همسات فتيات
                                • Dec 2012
                                • 516

                                #30
                                غفرَ الله لنا و إيّاكم "

                                و فيكِ بارك الرّحمن يا حبيبة
                                و جزاكِ خيرًا ()


                                نُكملُ على بركة الله ")

                                مُدوِّنةُ التَّجويـدِ المُبسَّط

                                -
                                أرجو عدم الردّ إلاّ من قبل الأخوات

                                تعليق

                                يعمل...