{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }
* { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }
شرحُ الكلِمات:
{ كَفَرُوا }: الكُفْرُ: لُغةً : التَّغْطية والجُحُود،
وشَرعاً التَّكذيب بالله وبِما جاءت به رُسلُه عنْهُ كُلاًّ أو بَعْضًا.
{ سَوَاءٌ }: بِمعنى مُسْتَوٍ إنْذارُهُم وعَدَمُهُ ، إذْ لا فائِدَة مِنهُ لحُكْم الله بِعَدَمِ هِدايَتِهم.
{ أأنْذَرْتَهُم }: الإنْذارُ: التَّخْويفُ بِعاقِبَة الكُفْر والظُّلْمِ والفَسَاد.
{ خَتَمَ اللهُ }: طَبَعَ ؛ إذًا الخَتْمُ وَ الطَّبعُ واحِدٌ وهو وَضْعُ الخاتم أو الطَّابِع على الظَّرْف حتَّى لا يُعْلَم
ما فيه، ولا يتَوصَّل إليه فيُبَدَّل أو يُغَيَّر.
{ الغِشَاوَةُ }: الغِطاء يُغشَّى بِه ما يُرادُ مَنْعُ وُصُولِ الشَّيْء إلَيْه.
{ العَذَابُ }: الألَمْ يَزيدُ لِعُذوبَة الحَياةِ ولَذَّتِها.

مُناسبة الآيتين لِما قَبلَهُما ومَعناهُما:
لمَّا ذَكَرَ أهلُ الإِيمانِ والتَّقْوى والهِدايَة والفَلاحِ ذَكَرَ بَعْدَهُم أهْلُ الكُفْر والضَّلال
والخُسْرانِ فَقال: { إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } إلخ فأخْبَرَ بِعدَم اسْتِعْدادِهِم للإِيمان حتَّى اسْتَوى إنْذارُهُم وعَدَمُه
ولِذلِك مَضَتْ سُنَّةُ الله فِيهِم بالطَّبْع على قُلوبِهِم عَلَى أنْ لا تَفْقَه،
وعلى آذانِهِم حتَّى لا تَسْمَع، وَيَجْعلِ الغَشاوَةَ على أعْيُنِهم حتَّى لا تُبْصِر،
وذلِك نَتيجَة مُكابَرَتِهِم وعِنادِهِم وإصْرارِهِم على الكُفْـر. وبِذلِـك اسْتَوْجَبُوا
العَذابَ العَظيم فَحُكِمَ بِه عَلَيْهِم.
وهذا حُكْمُ الله تَعالى في أهْلِ العِنادِ والمُكابَرَة والإصْرارِ في كُلِّ زَمانٍ ومَكان.
هِداية الآيتين :
مِنْ هِدايَة الآيَتيْن:
1- بَيانُ سُنَّةِ الله تَعالى في أهْلِ العِنادِ والمُكابَرة والإِصْرارِ بأنْ يَحرِمَهم الله تَعالى الهِدايَة وذلِك
بِتَعْـطيل حَواسِهِم حتَّى لا يَنْتَفِعوا بِها فلا يُؤمِنوا ولا يَهْتَدوا.
2- التَّحْذير مِنَ الإصْرارِ على الكُفْـر والظُّلْم والفَسادِ المُوجِبِ للعَذابِ العَظيم .
تعليق