مظاهرالاحترام:
مظاهر الاحترام عديدة ، وقد تختلف تبعاً للعادات والتقاليد..
ولقد قرن الله عبادته .. باحترام الوالدين إذ ورد في القرآن الكريم قال تعالى:
(.. وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا
أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ
الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.. )الإسراء/23-25 .
ويأتي كذلك في المقدمة احترام الصغير للكبير، واحترام الضيف ، واحترام المرأة..
وعند العرب يتجلى مضمون الاحترام ، ويتأثر بصورة كبيرة بالدين الإسلامي ،
إذ جعل ثقافة الاحترام جزء أساسياً من منهج الحياة اليومية ، بل وجزء كبيرا من العبادات نفسها
قصص وصورعن الاحترام:
احترام الرسول صلى الله عليه وسلم للصغار..
فمن الآداب التي يحث الإسلام على اتّباعها في معاملة الناس بعضهم لبعض، لكي تقوى المودة بينهم أن يحترِم الصغير الكبير، ويعطِف الكبير على الصغير،
لهذا عن عباده بن الصامت قال :
قال سمعت رسول الله النبيصلى الله عليه وسلم:
(.. لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْلِعَالِمِنَا حَقَّهُ ..)رواه أحمد والترمذي
مِثلُ هذه المعاملةِ بين الصغير والكبير توجد بينهما المودةَ ، وتربطُهما روابط الحب، فلا نُفورَ ولا كَراهِيةَ.
وكذلك لما أرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يخرج يوماً ليصلي بالناس إحدى الصلوات ، فإذا بإمامة بنت زينب طفلة صغيرة ،
تتعلق بثوبه فان تركها بكت فحملها ،ودخل بها إلى المسجد وتقدم بها الصفوف ،
وأبوها موجود أبو العاص بن وائل ينظر إلى ابنتها وهي بيد جدها وقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
(.. يابلال أقم الصلاة ..)
ثم تقدم وهو يحملها وبدأ يقرأ ، وهو حاملها صلى الله عليه وسلم ، فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها ،
وإذا سجد وضعها واذا رفع رفعها، ولم يزال ذلك حاله حتى انتهت الصلاة ..
احترام الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته:
قصة رائعة لإحترام نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام..
اشتهر رجل يهودي بمرقه أي إنه كان يعد مرق اللحم لذيذاً فذهب إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وداعه إلى مرقة ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم
(.. إني أتيك ولكن أتي بهاذي معي وأشار إلى عائشة ..) فقال:(..لا انما الطعام لك وحدك..)
قال: لا إما إن أتي بعائشة معي وإلا لن أتيك فقال :(.. فاتي بها معك..)
وبجانبِ الاحترام تأتي الكلمةِ الطيبة ، وبَشاشةِ الوَجه .. حيثُ.. نادى الإسلامُ في معاملةِ الاحترام بين الناس بعضهم لبعض..
بمبدأ التعاون والتراحم ، إِذ ينبغي أن يرحمَ المؤمن أخاه المؤمن، ويُشفِقَ عليه، ويقف بجانبه في وقتِ الشدة ،
ويزورَه في داره ، ويَعودَه في مَرضه ، ويتقربَ إليه، ويتعهّدَه بما يحتاج إليه،
ويَدفعَ عنه الأذى، ويجب أَن يَشْعُرَ كلُّ مؤمنٍ بالألم الذي يَحِل بأخيه المؤمن،
ويَسعى في دَفعِه ما استطاع إلى ذلك سبيلا
للاحترام ثلاثة أنواع :
ولكل نوع من هذه الأنواع ، يبين جوهر ومعدن صاحبه ، وأنواع الاحترام الثلاثة هي كالتالي:
1* هو: ( الاحترام النفعي ) ..
وهو الذي مصدره المصلحة الخاصة ، يبتدي حين تكون المصلحة قائمة ، وينتهي عند قضاء المصلحة..
2* هو ( احترام الخوف ) ..
وهو دليل الجبن وضعف الشخصية ، ويعتبر من أخطر أنواع الاحترام ؛
حيث يكون الإنسان ، مجبراً على الاحترام .. بدافع الخوف والضعف والجبن ..
3* هو من أسمى وأنبل أنواع الاحترام ، فهو ( الاحترام من اجل الاحترام ) ..
وأفضل الأنواع ؛ لأنه حقيقي، والمتعامل به يكون إنسان واعي ومتحضر ، قوي الشخصية ، واثق من نفسه ،
ومن الآخرين الذين يتعامل معهم ويحترمهم ، وهو يحترم الإنسان الجدير بالاحترام فقط ، دون تملق أو خوف أو نفاق أو تزييف ..
صور من احترام المجتمع :
البعد عن النميمة :
وهي نقل الحديث منشخص لشخص آخر ..على جهة الشر والإفساد ..
وضابطها :
كشف ما يُكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه ، وسواء كان المنقول قولاً أو فعلاً ..
والنميمة محرمة بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة ، فهي من كبائر الذنوب .
قال الله تعالى (.. ولا تطع كل حلاف مهين ، همّاز مشّاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم..)
أي: يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم فهذا
خُلُقٌ ذميم مهين.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه ، فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه ،
فقلنا : (.. مالك يا رسول الله.. ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (.. أما تسمعون ما اسمع ..؟
(..فقلنا وما ذاك يا نبي الله ..؟ قال صلى الله عليه وسلم :
(.. هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذاباً شديداً من ذنب هيِّن ..)
قلنا : (.. فيما ذاك ..؟ قال صلى الله عليه وسلم :
(.. كان أحدهما لا يستنزه من البول ، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة ..)،
فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر واحدة ، قلنا :
(.. وهل ينفعهم ذلك ..؟ قال صلى الله عليه وسلم : (.. نعم ، يخفف عنهما ما دامتا رطبتين ..) متفق عليه .
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم:" في ذنب هيِّن " :
أي: هين عندهما وفي ظنهما.
أما احترام الذات :
هو الصورة الذهنية الرائعة ، التي يرسمها المرء عن نفسه ،
وهذه الصورة تتكون من خلال خبراته ، وتتأثر بقوة رسائل الأخرون له بالرسائل
، ولا شك أن الطريقة التي ينظر بها الإنسان لنفسه تؤثر في كل نواحي حياته .
وإن عدم احترام المرء لذاته يجعل منه عدواً لنفسه .
ولنكن على خلق ؛ لأننا أمة ، جاء رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم
لكي يتمم مكارم الأخلاق ..
ولا ننسى قول الشاعر ، (.. إنما الأمم والأخلاق ما بقيت .. إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ..)
ودمتم في رعاية الله وحفظه
الروابط المفضلة