أَشَـرُّ الكِبْـر الذي فيه مَن يتكبَّرُ على العِباد بعِلمِهِ ، ويتعاظَمُ في نفسِهِ بفضيلتِهِ ، فإنَّ هـذا لم ينفعه عِلمُه .
فإنَّ مَن طلَبَ العِلمَ للآخرةِ كَسَره عِلمُه ، وخَشَعَ قلبُه ، واستكانت نفسُه ، وكان على نفسِهِ بالمِرصاد ، ولا يَفْتُرُ عنها ، بل يُحاسبُها كُلَّ وقتٍ ويتفقَّدُها ، فإنْ غفل عنها جَمَحَت عن الطريق المُستقيم وأهلكته .. ومَن طلب العِلمَ للفَخْرِ والرِّيَاسة ، وبَطَرَ على المُسلمين ، وتحامَقَ عليهم ، وازدراهم ، فهـذا مِن أكبر الكِبْـر ، ولا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْر ، ولا حول ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العَلِيِّ العظيم .
الروابط المفضلة