كان جمال يجلس مع رفاقه,و لم يكن جمال وحده من يرتدي ملابس التخرج الجامعية، كان عُبادة كذلك،سيتخرج مع جمال من كلية القانون فقال ضياء ضاحكا:يبدو أن دربنا مازال طويلا يا معتز.
معتز يمزح:قل هذا لنفسك إن درب كلية الطب طويل،سأبقى سنة أخرى فقط سأستمتع برؤية الطالبات...
جمال بحزم وغضب:كفَّ يا ولد..أنت الإعلامي..صوت الحق.. فلا تشتط.
معتز بمزاح ويمط حروفه: محمــــود...محمــــود..حزم محمود ولكن بشعر أشقر وعينين زرقاوين.
ابتسم جمال فقد عرف معتز كيف يحتوي غضبه، وضحك الرفاق جميعاً من الموقف.
وإذا برجل يقترب من جمال..رآه جمال فوقف وبدأ يمشي نحوه..تقدم الرجل يبتسم، وتقدم جمال ولم يبتسم، كان الرجل والد جمال البروفيسور يوسف،وصل إليه واحتضن ابنه جمال الذي يرتدي ملابس التخرج الجامعية، وقال برفق: كم أنا مشتاق لرؤيتك يا ولدي!
اهتز كيان جمال وأراد أن يعدّل نظارته فلم يستطع ،تصلّبت يده وهاجت نفسه، ثم ردّ وقد خرجت الكلمات تحمل أنينا مريرا من أعماق صدره:يـــــــاه..آلآن جئت تقول يا ولدي!؟
البروفيسور يوسف: كنت مضطرا يا ولدي.
جمال:وما الذي منعك؟
البروفيسور يوسف هامسا خائفا: سطوة ليديا.
جمال بمرارة: بل شهوة منصبك؟
وقبل أن يرد اقتربت امرأة أجنبية شقراء،من جمال وقالت بعد أن ابتسمت ابتسامة خبيثة:مر زمن طويل لم أرك فيه؟
ثم أرادت زوجة أبيه ليديا أن تحتضنه فقال جمال: عذرا يا سيدتي، إننا في حرم الجامعة، هم لا يعرفون من أنت، واحتضانك سيجعل الناس تنظر إلي باستنكار، فاحترمي وجه نظري يا سيدتي.
ابتسمت بخبث ثم قالت:ما زلت كما أنت!عشت معنا ستة أشهر فقط،ما رأينا فيها إلا تمردك.
ابتسم بسخرية أما البروفيسور يوسف قال: أنتظرك في مكتب عميد كلية الحقوق بعد ساعة يا ولدي، عندما علم بأنك ابني الطالب المتفوق، سمح لي بأن أقابلك هناك.
معتز ينظر بضيق، فسأل ضياء: من هذا؟
معتز: والد جمال.
عبادة بدهشة: والد جمال! كيف جاء؟
معتز ضحك ساخرا وقال: على رأس دبابة.
ضياء مستغرباً: وأين كان؟
معتز ساخرا: في بروجٍ مشيدة.
عبادة مستنكرا : ولم لم يأتِ قبل هذا يحتضن ابنه ويحاوره؟
معتز ساخرا:هو أكبر من أن يأتي ليحتضنه، وكلامه عمييييييييق أكبر من أن يفهمه ابنه.
الروابط المفضلة