السلام عليكم حبيباتى فى لك مغتربات وغير مغتربات .... أتمنى تكونوا بصحة جيدة وفى أحسن حال إن شاء الله

أنا بقالى فترة بأكتب فى مدونتى وبأحاول أطبق فى حياتى مبدأ جديد على وفكرة جديدة على وهى فكرة الخروج من نطاق الراحة والأمان

نطاق أو دائرة الأمان هى ببساطة دائرة خيالية بنحوط بيها أنفسنا ومش بنحب نخرج بره الدائرة دى .. إما لخوفنا من الفشل أو خوفنا من سخرية الآخرين أو كسل أو تراخي .. ويعدي بينا العمر ونرجع نقول كان نفسنا نعمل كذا وكذا ونبدأ بلوم الظروف والناس اللى حوالينا


المهم أحب أنقل لكم تجربة من تجاربى فى الخروج من هذه الدائرة


من فترة كنت سمعت عن كوميونيتي للاجئين اللى جايين من بورما .. وطبعا كالعادة أسهل حاجة أو يعني اللى بييجي على البال إن الواحد يبعت لهم تبرعات عينية أو مادية لشخص موثوق فيه وخلاص .. لكن الحقيقة ربنا هدانى لتفكير أبعد من كده


لما كنت بأسمع محاضرات الدكتور الفقى -رحمه الله – قررت إنى أخرج من دائرة الراحة والأمان بتاعتى وقلت لأ لازم أروح لهم وأشوف إحتياجاتهم إيه .. مش بس بالفلوس والتبرعات .. مش يمكن محتاجين حد يسمعهم .. مش يمكن محتاجين مساندة نفسية ومعنوية أكثر من المساندة المادية مش يمكن محتاجين تعاطف .. محتاجين حد يطبطب عليهم ويسمع اللى مروا بيه والجحيم اللى هم جايين منه؟ لازم يستشعروا إن المسلمين مش سايبينهم كده



وبرضه كنت خايفة عليهم من جماعات التبشير ... ممكن يستلموهم ويساعدوهم وإنتوا عارفين الباقى

والحقيقة قدمت رجل وأخرت عشرة فى الموضوع ده .. مش عارفة ليه .. كل شوية نفسى الأمارة بالـ .. تقول لى يا شيخة لسه هتدبى المشوار .. لسه هتروحى إبعتى تبرعات وخلاص مش مهم .. لكن قلت فى نفسى لازم أحاول أرتفع بنفسى شوية .. وأتمنى من الله أن يتقبلها منى


توكلت على الله أنا وزوجى وفضلنا ندور لغاية لما ربنا هدانا ولاقينا نمرة واحد كنا فاكرينه شيخ الجامع بتاعهم .. كلمناه وحددنا ميعاد للمقابلة وكانت المقابلة


طبعا طول الطريق قعدنا نشرح للأولاد الموقف وإيه الحكاية وإيه اللى بيحصل علشان يكون عندهم فكرة عن الموضوع





الحقيقة أول ما روحنا هناك كنت حاسة إنى مخنوقة ومش عارفة أتكلم … حسيت بالفقر والجوع والجهل والتخلف والتشرد اللى بقت أمتنا فيه .. إفتكرت الغلابة فى بلدى وفى كل حتة .. إفتكرت المذابح فى سوريا وبورما وفلسطين .. إفتكرت.. واللا بلاش خلينا فى موضوعنا


أول ما وصلنا قعدوا الناس يبصوا لنا والأطفال تلف حوالين العربية زي ما يكون منتظرين يشوفوا جايبين لهم إيه .. المنظر تعبنى نفسيا وقهرنى على حالنا .. حقيقي


قابلنا الشيخ رشيد .. هو مش شيخ الجامع لكن هو اللى بيحفظهم القرآن بالجامع


سألناه هل ينفع نتقابل معاهم ونتكلم معاهم لكن للأسف ما يعرفوش إنجليزي مش هنعرف نتفاهم معاهم ودى كانت أول صدمة لى ما عملتش حسابها كان نفسى آتكلم معاهم ويفضفضوا معانا ويلعبوا مع الأولاد و و … المهم


سألناه بييجوا هنا إزاى قال الدولة هنا فاتحة لهم دراعها زى ما بنقول بالمصرى ومفيش دولة تانية بتآخدهم على حسب ما فهمت من الشيخ رشيد ..هم بيهربوا لماليزيا أو بنجلاديش ومن هناك على السفارة ويآخدوا لجوء لأمريكا

الدولة هنا الأول بتحطهم فى برنامج إسمه الـ ٨ شهور تعمل لهم إعانة لمدة ٨ شهور لغاية لما يوفقوهم فى عمل تبع إمكانياتهم ودراستهم .. لو ما لقوش عمل فى الفترة دى بيقدموا على برنامج إسمه الـ ٥ سنين وده صعب قوى قوى يتقبلوا فيه


سألناه عن حالهم قال إنهم زهقانين وأغلبهم عايز يرجع تانى ماليزيا أو يرجع بورما ويقف فى وش الجماعات اللى هناك .. قال لنا حكومة بورما بتقول إنها مش بتحارب الروهينجا لكن الحقيقة إنها حرب عرقية وبتمد جماعات وقبائل تانية فى المنطقة بالسلاح وخلافه علشان يموتوا المسلمين ومش بيعملوا لهم أى إجراءات علشان يوقفوهم أو يقبضوا على اللى بيعملوا المذابح دى





سألته عن إحتياجاتهم .. قال الدولة فى أول ٨ شهور بتدفع لهم الإيجار والمية والكهربا وخلافه وبيآخدوا فلوس للأكل فقط




Food stamps


أكبر إحتياج ليهم هو الملابس وأكيد طبعا السيدات عنهم مش بيلاقوا ملابس بسهولة ليهم علشان تكون ملابس مسلمات محجبات

أكتر حاجة ضايقتنى إنهم مش بيودوا أولادهم للمدراس!!! قلنا له ليه قال لى هم متعودين على كده عيشتهم على طول كده بيحفظوا قرآن فقط لكن مدراس لأ .. بصراحة إتضايقت وقلنا له يحاول يقنعم لأن المدراس هنا ببلاش والتعليم كويس ليه ما يعلموش الأولاد ويساغلوا الفرصة اللى ما كانتش متاحة ليهم فى بلادهم


طبعا المكان والمنطقة اللى هم عايشين فيها يعني مش كويسة .. بس أكيد أحسن من عيشتهم فى بورما .. وأكيد أحسن من عيشة ناس كتير فى بلادنا على الأقل مش ساكنين فى مقابر واللا فى مناطق كلها زبالة .. وبيوصلهم مية نضيفة وصرف صحى ومش عايشين فى خيام إيواء




فى طريق العودة الأولاد كانوا متضايقين إنهم ما لعبوش معاهم .. وطبعا إدونى كلمتين من بتوع الأمريكان من نظام


It is boring and it is not fair

والكلام اللى كلكم بتسمعوه ليل مع نهار .. وأكيد إستغليت الفرصة وإتكلمت معاهم عن إن مش كلنا بيبقى معانا فلوس ومش كلنا بنجيب كل اللى نفسنا فيه .. ولازم الواحد يبص للى أقل منه ويقول الحمد لله .. وقلت لهم شايفين الأولاد دول ما عندهمش إكس بوكس واللا آيباد والكلام ده ولا حتى عندهم كمبيوتر ولا إنترنت كل اللى عندهم كورة بيلعبوا بيها مع بعضهم وخلاص … لكن بيعرفوا يلعبوا وبيتبسطوا مش لازم يكون عندنا كل حاجة علشان نتبسط

بص لى إبنى الكبير وهو منبهر وبيقول لى: معقووول ما عندهمش إنترنت!!! حاجة غريبة قوى إزاى ده

طبعا ضحكت فى سري.. آآآه يانى العيال دي مرفهة قوى لا إله إلا الله .. لازم يشوفوا الجانب الآخر من العالم


لو عايزين تعرفوا أخدت لهم إيه؟ أقول لكم

أخدت لهم حاجات بسيطة ملابس من الأولاد ولزوجة ولى .. الحقيقة بعت عبايات وإيشاربات كتير عندى أنا مش محتاجة كل ده … حطيت فى بالى إنى بأستر مسلمة والحقيقة الشعور ده جديد على قوى ومبسوطة منه وحبيت أتشارك معاكم فيه

بعت لهم إسدالات الصلاة اللى كانت عندى كلها وقلت أنا نازلة مصر إن شاء الله أبقى أشترى تانى وأبعت لهم .. كمان بعت حاجات كانت عندى فى البيت إشتريتها بالكوبونات وحاجات أخدتها فرى


الحقيقة وبيني وبينكم أول مرة أكون مبسوطة قوى كده من موضوع الكوبونات ده !!! لقيت ليه فايدة كبيرة قوى … فايدة مش فى الدنيا .. فايدة إن شاء الله فى الآخرة بس ربنا يتقبل


التجربة اللى مرينا بيها علمتنى إزاى أعيش ببساطة ومش ضرورى كل حاجة تبقى عندى دلوقتى حالا .. علمتنى أقرص على نفسى شوية وإزاى أدور على وسائل للتوفير وعلى البدائل .. العيش ببساطة خلانى أساعد الناس علشان تقدر ببساطة تعيش


هدفى من الموضوع ده إنى أشجعكم … يا جماعة يا اللى فى أمريكا أو فى كندا أو فى أى مكان .. إسألوا على إخوانكم المسلمين .. إسألوا على اللى تعبانين .. دوروا هل فيه فى بلادكم أماكن تجمع للناس من الروهينجا … ناس من سوريا .. مسلمين محتاجين مساعدة .. مستضعفين محتاجين نصرة من أى نوع .. مادية أو معنوية

محدش يقول المثل البايخ ” اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع ” ده مثل أنانى وخاطئ ١٠٠٪ من وجهة نظرى .. يا جماعة مدوا إيدكم للمحتاجين .. مدوا إيدكم ليهم ما تبخلوش بفلوسكم .. ولو إتبرعوا بوقتكم فى مساعدة حد .. جار أو جارة محتاجين مساعدة … ناس كبيرة فى السن .. تطوعوا للعمل الخيري يعني ممكن تتبرعوا بوقتكم حتى للمكتبات العامة مش ضرورى يبقى للمسلمين وبس… لأ كمان حاولوا تساعدوا فى المكان اللى إنتو فيه هتدوا إنطباع حلو عن العرب والمسلمين وده فى حد ذاته هدف كبير


فكرة تانية .. ممكن تحددوا أسبوع من كل شهر تتبرعوا فيه بالفلوس اللى وفرتوها بالكوبونات .. ولو نص دولار .. وإتبرعوا بيه للجامع أو إعملوا حصالة وحطوا فيها الفلوس ومرة على مرة هتعمل مبلغ إوهبوه لفعل الخير بأى مكان فى العالم


إخرجوا برة الدائرة هتلاقوا إنكم تقدروا تعملوا حاجات كتير .. بس إتشجعول وإطلعوا برة .. ومهما كان اللى هتعملوه قليل لكن بيساعد أكيد


أخيرا أحب أحط لكم رقم واحد بيساعد الفارين من بورما فى أمريكا هو بولاية أوريجون الأمريكية .. أخدنا رقمه من الشيخ رشيد وإستأذناه إننا نقول للناس عليه .. لكن لم أستأذن الشخص نفسه وأعتقد مش هيكون عنده مانع .. اللى يحب يساعد يتصل بيه يسأله ممكن يساعد إزاى وإسألوه يمكن يكون يعرف مكان تجمع الروهينجا فى ولايتكم .. وجزاكم الله خيرا


Abdurauf (OR) : 503-799-0997


معلش الموضوع طويل وأتمنى إنكم ما تكونوش زهقتوا منى ويا رب تكونوا إستفدتوا منه