::: شتان إخوتي بين حبٍّ يُرديني و حبِّ يمنُّ عليّ بالخير و يؤويني :::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الكرام .. أخواتي الكريمات
كثيرةٌ هي المواقع التي نزورها في اليوم
تختلف اهتماماتها و أهدافها بحسب اهتمامات و أهداف صانعيها و حاملين لواء الإجتهاد فيها
فهناك من المواقع ما هو مُحترمٌ بالفعل
مفيدٌ لزائريه و مُرتاديه من كل النواحي و على مختلف الإتجاهات
سواءً كانت دينية أم دنيوية
همّهم رفعة الدين .. غايتهم إيصال المعلومة و الفائدة لكل زائر و مُرتاد
هدفهم رضى الرحمن
يطلبون الأجر في كل لحظةٍ يعملون فيها
آثار الصدق و الإخلاص ظاهرة على جهدهم لا غُبار عليها
باعوا الدنيا الفانية لأجل الآخرة الباقية
فما نقول لأصحابها إلا ربِح البيع إن شاء الله
فسيروا قُدُماً إلى الأمام
ناشرين الخير و هادين إلى السبيل القويم
لا ضالين مُضلّين بل هادين مُهتدين
آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر
مُتقين لله في كل حين
فهذا و الله حال من جعل ربه نُصب عينيه و مخافته ملْ قلبه و جنّتُهُ غاية أمانيه
.:.
.:.
و بالمقابل هناك من المواقع ما يجعلنا هدفها و مسلكها و اهتماماتها نكف النظر عنها غير آبهين بما تُقدم
لأنها بذاتها فتنة تدعو إلى جهنم بكل ما فيها
من تلك المواقع ما هو فني و ما أكثرها و ما أكثر روادها و للأسف !..
و منها ما هو إباحي يدعو إلى الفساد وإشاعة الفاحشة بين الناس !..
و منها ما هو بدعي ينخر في الدين كالنار حين تشتعل في الهشيم فلا تذر من بعدها أثراً غير الحُطام و آثار السواد !..
حقيقةً حين تقع عيني على مثل هذه المواقع الآنفة الذكر
يجتاح قلبي من الحزن ما لا يعلمه إلا ربي
فكيف و نحن مسلمون نعلمُ من شريعتنا و قرآننا أن ما فيها محرمٌ يدعوا إلى مُحرم
و كيف و نحن نرى أن العصيان و نشر المُحرم لم يأتِ إلا من مُسلم أنعم الله عليه بنعمة المال و الوقت و غيرها من النعم ثم نراه يعصي
من أعطاه إياها
بل و يتفاخر بذلك و ينشيء و يسخّرُ طاقاته و طاقات من يتبعه لذلك
كلما رأت عيني موقعاً من تلك المواقع
يتبادر إلى ذهني سؤال يتكرر و لا زال
ما بال أصحاب تلك المواقع في غيّهم سامدون .. هذا الغيُّ و الضلال الذي هم فيه و كتاب الله بين أيديهم فكيف لو كانوا بدونه
لا حول و لا قوة إلا بالله
ماذا بالله سيفعلون
ألا يعلمون أنهم إلى الحساب يعبرون
شاؤوا أم أبوا
إنهم بلا شك محاسبون
و سيعلمُ الذين ظلموا أيّ مُنقلبٍ ينقلبون !
عما اقترفته إيديهم و عمن أجرموا في حقهم من شباب الأمة
فما سبب ضياع الأمة إلا أمثال هؤلاء الشرذمة المُعادية لربها فعلاً و إن كانت عابدةً له
//
//
//
:: تجربة ::
كانت محاولةً لتغيير مسار أحد المواقع أو على الأقل هداية بعض من يزورها بكثرة
عشتُ لحظات تلك المحاولة مع أحد المواقع الفنية لإحدى الفنانات
تلك المحاولة لا زلتُ أتألمُ منها حتى الآن
سأسردُها لكم حتى نُشرك بعضنا في تجاربنا لعلنا نصل إلى فائدة و نُحقق الهدف
من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أثناء زيارة أمثال هذا الموقع
فهذا ما يُريده منا ربنا ..
كان ذلك الموقع نتيجة من نتائج أحد عمليات البحث التي أجريتُها ذلك اليوم للبحث عن موضوعٍ معين
شدني عنوان الموقع لأنه باسم فنانة و لأول مرة أسمع عنها
دخلتُ الموقع فوجدتُ ما أدمى قلبي
مكتبة صوتية لها
فيديو كلبات
ألبوم صور خاص بها
و غيرها من الزوايا التي تعجّ بكل ما هو مُحرم
تصفحتُ سجلّ الزوار و إذ بي أرى العجب العُجاب من كلمات الشباب لتلك الفنانة كدتُ أن أُقفل الصفحة من شدة ما قرأتُ من سفاهة الزوار و الزائرات و خاصةً الزوار منهم
عافانا الله مما ابتلاهم
فهناك من يُسمي نفسه (فدائي ----)
و هناك من يسمي نفسه (مجنون ----)
و هناك من يكتب لها أبياتاً شعرية لا حياء فيها و لا خجل
بل إنها تنمّ عن سوء خلق و سذاجة و سفاهة عقل
لكن الفرد منهم ربما .. أقول ربما لا يعلم بما سيجنيه عليه ردّه و سذاجته
إن لم يكن في الدنيا في الأخُرى
فلا مفر حينها من الحساب !
صاحب الموقع و الذي أنشأ هذا الموقع خصيصاً لأجل محبوبته
ستجني عليه سذاجته و سفاهة عقله حين الحساب فلا مناص منه و لا مهرب إن لم يتُب !
عدّاد السيئات يعمل كل ثانية
أُردّد هذه الكلمات بيني و بين نفسي
كيف غفل هذا المسلم عن أمر الحساب و العذاب
ألا يعلم أنه سيحمل وزر كل من تعاطى مادةً من مواد موقعه
بلى و الله يعلم لكنه غافل .. فمتى تكون الإفاقة
متى تكون الصحوة
ءأصبحنا ننشر المعاصي بأموالنا و نُسخّرُ لذلك الأوقات و نذرُ الحسنات و عدّادها إلى أجلٍ غير مُسمّى يجري !
يا إلهي .. رُحماك !
.:.
.:.
صُدمتُ حقاً ذلك اليوم مما رأيتُ و قرأت
لكن صدمتي كانت أكبر حين أديتُ ولو جزءً من واجبي بكتابة كلماتٍ بسيطة في سجل الزوار ليقرأها الجميع ...
صدمتي لم تكن من ردود أفعالهم تجاه ما كتبت
بل دعوا لي بخير و ليس هذا ما أُريد و ليس هو بذاته ما كنتُ أسعى إليه
لكن ما صُعقتُ لأجله و اجترح أعماق الفؤاد هو استشهادهم بأحاديث رسولنا الحبيب و اتخاذهم لها حجة و ذريعة حتى يكملوا الطريق في حبٍّ أعمى لهذه الفنانة كالعمى الذي أصابهم فلم يعودوا يفرقوا بين الحق و الباطل ...
جاء أمر استشهاد أحدهم بالحديث حين أنكرتُ عليهم حبهم لهذه الفنانة و شغفهم بها و تعلقهم بها التعلق الكبير ..
حيث أجابني بقوله :
((الحب غريزه انبتها الله بالقلب لااراديه يتصرف بها القلب حيث يشاء وليس للانسان سيطره على ذلك ، فكم من انسان مات من الحب والآهات والمعانات وتذكري قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( يامصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك) من هذا الحديث نستنتج ان الانسااان لايتصرف بقلبه )) ا.هـ
و أجابني آخر بقوله :
((مستحيل يكون فيه إنسان مايحب أوقد جرب الحب....؟؟.؟.؟.؟؟؟
وأحنا نحب (---) كلنا غصب علينا موب بيدينا
القلب اللي يتحكم فهمتي......
مشكووووووره . . . . . . . .!!!!)) ا.هـ
حينها أجبتهم و قلبي يتجرّع من الألم ما يتجرّع
((فقط أقول كلمة لمن قاموا بالرد مشكورين
أسأل الله أن يهيديكم و أن يجعل حب نبيكم هو الأقوى في قلوبكم
فليست و الله هذه حجة
حين مقارعة سكرات الموت ستذكر أن حبك لها لا يزيدك إلا حسرة
حين الحساب ستعلم حق العلم أن حبك لها سيجعلك تُحشر معها فتتمنى أن لم تكن تعرفها من قبل
حين العقاب ستعلم أن من أحببتها أكثر من نبيك و افتديتها أكثر من دينك و جادلت عن حبها أكثر من مجادلتك عن شريعتك هي ذاتها من ستُوقعك في عقاب ٍأليم ستذرف فيه الدم بدل الدموع ..
فشتان إخوتي بين حبٍّ يُرديني و حبِّ يمنُّ عليّ بالخير و يؤويني))
هي كلمات كتبتُها بعد أن صُدمتُ من ردودهم
أتوقع أنكم صُدمتم بالتأكيد كما صُدمت !
استشهاد في غير محلّه و إصرار على الخطأ لا مثيل له
فهم يعلمون حرمة الأغاني و لا يستمعون لها إلا لإتباع هوى النفس و الشيطان
حتى دعائهم لأنفسهم بالهداية لم أره و لا حول و لا قوة إلا بالله ...
و سبحان الله لو طلبوها لوجدوها .. فربنا يحب التائبين العائدين إليه مهما كان الجرم .
ألم يقل سبحانه : (و الذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا)
هذا وعدٌ منه جلّ و علا فأين الطالب لها من أجل نفسه لينجح في أخراه كما يُريد النجاح في دنيا فانية و يعمل بأسباب الإجتهاد فيها حتى يصل إلى ما يريد و يطمح إليه فإن كان نجاح دنيا لا يأتي إلا بتعبٍ و جهد فكيف النجاح في أخرى جائزتها جنة عرضُها السماوات و الأرض !
.:.
.:.
هنا حمدتُ الله و رددتُ بيني و بين نفسي
ترجو النجاة و لم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبسِ
فتركتهم بعد أن سطرتُ ردي الأخير لهم و الذي قلتُ فيه
((إخوتي من أجل رسول الله لا من أجل غانية
أطلب طلبي منكم
اتركوا الغناء ... دعوه
أتريدون مقاساة حرّ العقاب دُنيا و أخرى
استمعوا فقط إلى هذا الملف الصوتي بعدها لن تجدوني هنا
http://live.islamweb.net/Lecturs/AhmedAlshawee/10001.rm
اللهم إني قد بلغت الله فاشهد ))
و فعلاً لم يجدوني بعده
و للأسف هدؤوا قليلاً ثم من بعد الهدوء لم أجد إلا انكباباً على سجل الزوار بأسوأ و أفحش الألفاظ لتلك الغانية
و كأنهم أرادوا قصداً قهري
أخيراً بعد أن رأيت منهم هذا الرد
دعوتُ لها بالهداية علّهم بعدها يهتدون
فقد كان وقت تلك الردود في صباحات رمضان الكريم
لكن حبهم لها و للغناء لم يجعلهم يشعروا بلذة رمضان
فو الله حالهم مزعج و مُحزن في ذات الوقت
أهذا فعل المسلم في رمضان ... ما بال القلوب ألا تعقل !
ويلهم و الله على تلك الأوقات و الكلمات
ويلهم إن لم يراجعوا أنفسهم قبل الموت
.:.
.:.
أحبتي
من هذا المنطلق أحببتُ أن تُشاركوني عرض تجاربكم
فهل سبق و أن قمتَ/ـتِ بتجربة في الأمر المعروف و النهي عن المنكر ؟
و ماهي تلك التجربة ؟
و ماهي ردة فعل المدعو ؟
و هل آتت ثمارها بالقبول أم كانت فاشلة ؟
بانتظار مداد الحرف المعطاء بالخير
فقد قال تعالى : (( و تعانوا على الخير و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ))
فهيا لنتعاون على الخير أحبتي
بقلب و قلم / المعاني السامية
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة أم الولاء
الروابط المفضلة