المشاركة الأولى
انسانة طموحة
هل رأيتم بستاناً ألبسته الخضرة والجمال أبهى حله ؟!
هل شاهتم تلك الورود التي اختارت ألوان الطيف فستاناً لها؟!
هل شممتم عبيرها ؟!
وهل ذقتم رحيقها؟!
ألا ترون النحل يحط برحاله هنا وهناك أنساً بها ؟؟
لقد سحرته بحسنها وطيب مسكها ...
وأنتم ما حالكم مع ذلك البستان الملئ بالورود الزكية ذات العطر الآخاذ ؟!!
إن له حق عليكم بإن تهتموا به وترعوه حق الرعاية حتى يظل بهذا الرونق...
لكن!! ,, هل فعلنا ذلك ؟!! لا.. لم نفعل ..
هل فعل غيرنا؟! نعم .. فعل ..
إذاً ماهي بصمته في هذا البستان ؟ .. لقد جنى عليه ذلك المتوحش وقطف أزهاره , عذرااااااااا لم يقطفها .. بل انتزعها .. نعم انتزعها واحدة تلو الآخرى .. بإي حجة !!
إنها أعذارٌ وهمية .. كاذبة .. ساذجة .. وياليتها أعذار إنه اغتصااااااااااااااابٌ وحشي .
.. ماذا حل بذلك البستان لقد اكتسى بألونٌ غير ألوانه ..
أزهاره وروده ذبُلت وأصبح لونها بااااااااهت ...
هجره النحل وغاب دويه و أزيزه ..
مع كل هذا فلتنظروا قليلاً هنااااااااااااااك....
ألا ترون تلك الزهرة قد سقط معظم بتلاتها ؟!!..
ومع ذلك فما زال العبير والرحيق يزداد بازدياد سقوط البتلات ..
لونها لم يتغير كما هو حال صويحباتها ظل كما هو وكأن شئ لم يحدث رغم تلطغها برحيق أخواتها اللاتي ذبلنَّ بجوارها , فقد بقيت تستنشق هواء ذلك البستان صباح مساء كل يوم دون يأس , ولم تستسلم للذوبان ..
لقد تشبثت بما بقي من أجزائها وهي تحتضنه بقوة حتى يظل متحدا لِنبت ويحيى من جديد .. لأن جذورها مازالت تنبض بالحياة ...
نعم فقد تمسكت بتربة بستانها الذي تلاشت أزهاره ...
ونعم ستظل هكذا بإذن الله .. إنها غزة تلك الزهرة بين جفاف الألم والحطام ..
وإيــــــــــــــــــــــــــاكم أن تسألوا من ذاك المغتصب !!!
لأنكم شاهدتم الأحداث بكل فصولها ..
وعارٌ عليـــــــــــــــكم ذلك الصمت الفاضح ..
عـــــــــــــــارٌ ... والله عـــــــــــارٌ ..
الروابط المفضلة