مشهد {..
الزوج : السلام عليكم ..
الزوجة : هل أحضرت مشتريات البيت ولوازم الصغار؟
الزوج : ردي السلام أولا
الزوجة : وعليكم السلام ،، تعرف أنني مشغولة والصغار أزعجوني ،،
أخبرني هل أحضرتها ؟
الزوج : تعرفين يا أم خالد أن علي ديون ومستحقات للناس
لابد من تسديدها هذا الشهر ولذلك لابد من تأجيل بعض المشتريات غير الضرورية ..
الزوجة : كل شهر تكرر هذا الكلام ،، لا أعرف متى ستنتهي هذه الديون ..
تخرج غاضبة ...
ويبقى الزوج حزينا ..لا يملك حيلة لإرضاء زوجته ..
ويبدأ في البحث في سجل هاتفه على رقم شخص لم يقترض منه من قبل..
.....}
:::::::
مشهد يتكرر تحت سقف كثير من البيوت الزوجية
خلاف دائم وطلبات لاتنتهي من أجل الحصول على أشياء تثقل كاهل الزوج
ولا يستطيع معها إلا أن يستدين فوق راتبه
ولو كانت هذه الأشياء من اللوازم والضروريات لهان الأمر وكان مقبولا ..
لكنها قد تكون من الكماليات بل أحيانا من المحرمات
..وقد يصل المر أحيانا إلى طلب الطلاق ..وتششت الأولاد ..
وانهيار الأسرة ..
...
والآن أدعوكن أخواتي لنحلق في سماء زوجة .. بل نجمة في سماء الدنيا يفصل بيننا وبينها أربعة عشر قرنا من الزمان ..
لنذهب إلى هناك ونقارن بين موقف أم خالد وموقف نجمتنا ..
وقبل أن نحلق حبذا لو راجعت الروابط المدرجة هنا لتتعرفي على تلك النجمة العظيمة ..
وهنا موقف هو من أعجب المواقف التي سجلت لأم سليم رضي الله عنها
أظهرت فيه قوة وثباتا على تحمل المكاره والاستسلام لقضاءالله وقدره مع الرضا، وهو موقف يتطلب من المرأة المسلمة أن تتدبره لتدرك كيف أن الإسلام يعلو بالمرأة المسلمة - من الحضيض الذي كانت فيه أيام جاهليتها من شق الجيوب، وضرب الخدود، والدعاء بالويل والثبور إذا حلت بها مصيبة من فقد عزيز من ابن أو قريب- إلى أعلى مقامات الصبر والثبات والاحتساب في تحمل المصائب مهماعظمت
::
وقد مربنا في الروابط السابقة أن أم سليم رضي الله عنها تزوجت بعد زوجها الأول أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه فولدت له ابنا، وهذا الابن هو أبوعمير الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه ويقول له، يا أبا عمير ما فعل النغير .
وعند ابن حبان " فحملت (منه) فولدت غلاما صبيحا، فكان أبو طلحة يحبه حبا شديدا، فعاش حتى تحرك فمرض، فحزن أبو طلحة عليه حزنا شديدا حتى تضعضع (أي خضع وذل) وأبو طلحة يغدو ويروح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فراح روحة فمات الصبي.
وإليك القصة كما عند البخاري قال أنس رضي الله عنه: "اشتكى ابن لأبي طلحة فمات، وأبو طلحة خارج، فلما رأت امرأته أنه مات ، هيأت شيئا ونحته في جانب البيت، فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح، وظن أبو طلحة أنها صادقة ،،قال: فبات فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما كان منهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما " قال سفيان: قال رجل من الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قرأوا القران .
وفي سياق ثابت عن أنس رضي الله عنه وقال في آخره: فولدت غلاما، قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم ختم القرآن..
::
وفي رواية لمسلم من حديث أنس رضي الله عنه
" مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال: فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع مثل ذلك فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم؟
قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني .هل قرأتم أو سمعتم في التاريخ عن امرأة توفى ابنها، وهو ما يزال في بيتها قبل دفنه فلا يظهر منها أي جزع أو حزن فضلا عن البكاء والعويل ..
ثم تقوم بخدمة زوجها وتهيء نفسها له حتى يقضي وطره منها كأن لم يحدث شيء؟
وفوق ذلك كله حاولت أن تخفف عن زوجها من هول صدمة الخبر قبل سماعه بقولها: " يا أباطلحة لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم، قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني.. "
فجمعت في هذه الألفاظ القليلة بين حسن الاستهلال لما ترمي إليه من وجوب التسليم لقضاء الله وقدره، وبين العزاء له بأسلوب رقيق مقنع ومع ذلك لم يعجب هذا الصنيع زوجها فاشتكاها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بموت ابنه وما فعلته زوجته البارحة فما أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولته حتى قال: "أعرستم الليلة؟ قال: نعم، قال: اللهم بارك لهما في ليلتهما . فكان ثمرة ذلك الصبر الفريد- من نوعه أن صار سببا لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهما بالبركة فيما حصل منهما في تلك الليلة، فاستجاب الله لهما تلك الدعوة فحملت من ذلك اللقاء فجاءت بابن، وكان لهذا الابن سبع بنين كلهم قرأوا القرآن أي حفظوه ،
إضافة إلى ما وعد الله الصابرين يوم القيامة من أن يوفيهم أجرهم بغيرحساب.
ما أعظم إيمانك أم سليم
فرق شاسع بين مطالب نساء اليوم ومطالبك
تغضب بعض نساء اليوم وتترك البيت وقد تطلب الطلاق
لأن الزوج لم يلبي طلباتها التي لاضرورة لها ..
وأنت يا أم سليم تكتمين خبر موت ابنك حتى لا تتعبين زوجك ولا تؤلمينه فهو قادم من سفر وبحاجة للنوم والراحة ..
بعض نساء اليوم تستقبل زوجها بوجه يجمع كل معاني الغضب
وأنت مع كل آلامك تخفينها بكل حنكة وذكاء من أجل أن لاتواجهيه بشيء يحزنه مباشرة أول دخوله ..
أخواتي الحبيبات :
هذه صفحة من صفحات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تربوا على الإيمان ونعلمت الزوجة منهن فنون الحياة الزوجية
بل واتقنتها دون الحاجة لدخول دورات أو متابعة برامج ولا غيرها
إذن ماالذي جعلهن بهذه الصورة العجيبة ؟؟
إنه العمل لأجل الآخرة والتيقن بها
فأجسادهن في الدنيا لكن القلوب تتعلق بجنة عرضها السماوات والأرض
فنظرت إحداهن إلى زوجها على أنه طريق ومعبر لها نحو رضا الله وعلو منزلتها بالجنة ..
فهلا اقتدينا أخواتي الحبيبات بمثل هذا الجيل وهذه النجمات التي سخرها الله لنا لتهدينا الطريق .. !!
رضي الله عنهن وأرضاهن
وجمعنا بهن في جنات النعيم
:
المصادر:
- الإصابة في تمييز الصحابة - الطبقات الكبرى
- صحيح مسلم- صحيح البخاري - مسند أحمد بن حنبل
- أسد الغابة - البداية والنهاية
:
الروابط المفضلة