.
.
أيها الفضلاء ؛
القدس أعظم عند الله منزلة *.*.*.* من أن يحررها فسق وعصيانُ
القدس أكرم عند الله منزلة *.*.*.* من أن يخلصها ذل وإذعانُ (10)
.
.
أيها الفضلاء ؛
سنة ثلاث وتسعين وأربعمئة هجرية 493 هـ ؛
هل يعني لكم هذا التاريخ شيئا ؟
إنه تاريخ احتلال الصليبيين لمدينة القدس ..
تاريخ ارتبط بالمجازر الدموية التي أزهقت الأنفس والأرواح ؛
قتلوا العلماء والزهاد والعباد ؛
عاثوا في الأرض فسادا ..
وأبادوا في جنبات الأقصى أكثر من سبعين ألفا من المسلمين ..!
وبقيت القدس تحت الاحتلال الصليبي قرابة التسعين سنة ..!
أكان أحد من الصليبين يظن بعد كل هذا التدمير أن تقوم للمسلمين قائمة ؟
قِفْ أيّها التاريخُ ، إنا هاهنا *.*.*.* تمتدُّ بالأملِ الكبيرِ يدانا
انظرْ الينا كي تشاهدَ جيلنا *.*.*.* يأبى لغيرِ الخالقِ الإذعانا
لتشمَّ في”باميرَ“ مِسْكَ دمائِنا *.*.*.* ولكي ترى في ”القدْسِ“ فَجْرَ هُدانا (11)
وبُعث النداء إلى صلاح الدين :
يا أيها الملك الذي *.*.*.* لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة *.*.*.* تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طهرت *.*.*.* وأنا على شرفي أدنس (12)
فعمل صلاح الدين على منهجية إصلاح ولم شتات الأمة ؛
أسفرت بفضل الله عن نجاح وفلاح لما أخذت الأمة بأسباب النصر ؛
" أثمرت تحريرا شاملا للأرض المقدسة في فترة وجيزة ؛
استطاع من خلالها مواجهة 22 ملكا أوروبيا ؛
وخوض 74 معركة وتحرير 50 مدينة وبلدة فلسطينية ؛
ويجمع المؤرخون على وصف صلاح الدين بأنه رجل عظيم جدا ؛
انتصر على أعداء أقوياء جدا ؛
في زمن عصيب جدا ..
وتتجلى عظمة صلاح الدين في اتخاذه للقدس مشروعا والأقصى قضية وهمّا ؛
ولم ينشغل بسواهما قط ؛
فكل أعماله الجليلة في كافة المجالات كانت مكرسة لهدف محدد وغاية واحدة ؛
هي تحرير الأقصى المبارك والقدس الشريف ؛ " (13)
.
.
أيها الفضلاء ؛
لو أن دينا آخر أو فكرا عانى ما عاناه هذا الدين ما صمد منه إلا الجيل والرعيل الأول ..
لكن إحدى الخصائص التي حبا الله بها هذا الدين ؛
أنه كلما زادت ضراوة الهجوم عليه ازداد صموده ؛
وكلما بالغ الأعداء في الإساءة إليه علا نجمه وسطع .. حتى يبدوَ بدرًا أنورا ؛
هل يَستطيع الليلُ أن يبقى إذا *.*.*.* ألقى الصباحُ قصيدة الأنوارِ ؟ (14)
.
.
أيها الفضلاء ..
إن قضية فلسطين المسلمة هي قضية كل مسلم من حيث كونه مسلما ..
فهو يعيشها ولا ينساها ؛
ليست فقط قضية أهل فلسطين أو أهل بيت المقدس ؛
أما ذكر في القرآن أنه المسجد الذي بارك الله حوله ؟
ألم تكن هي قبلة الإسلام الأولى ؟
ألم يقتل على أبوابها خمسة عشر ألفا منهم خمسة آلاف صحابي لما فتحت في عهد عمر رضي الله
عنه ؟
هل روى رياض المجد إلا دماؤنا ؟ (15)
.
.
أيها الفضلاء ..
ألا ترون اليهود اجتمعوا من كل أنحاء العالم ؛
لا شيء مشترك بينهم إلا دينهم وهم يعلنون ذلك ولا يخفونه ؛
ومع ذلك فإنهم يحاولون إضفاء الشرعية على ما يفعلون ..
ويحاولون بثّ هذه الأمور في أوساط المسلمين في إطار الحرب النفسية حتى تصبح فيما بعد أمرا طبيعيا ..
لكن لا يغرنكم اجتماعهم ..
فالله تعالى يقول في القرآن :
" تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى " ؛
.
.
أيها الفضلاء ..
روى سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ..
وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ؛
وأجري عليه رزقه .. وأمن الفتان ؛ ( صحيح مسلم ) ..
ولا أنسى أن ألفت الأنظار إلى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ؛
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول :
ما أطيبك وما أطيب ريحك ؛
ما أعظمك وما أعظم حرمتك ..
والذي نفسي بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ..
( صحيح لغيره ؛ الترغيب والترهيب ) ؛
.
.
أيها الفضلاء ..
ينبغي ألا ننسى أولئك المرابطين في باحات القدس وأفنية المسجد الأقصى المبارك ..
فهم للأمة نماذج للصبر والثبات ..
ولن تكون هذه الكلمات أقوى من أنين " الأقصى الذي ما زال يَخْشَى أن يُهَدَّم " .. (16)
ولن تكون أبلغ من صرخة طفل أو دمعة محزون أو زفرة مظلوم ..
ومضة وإشراقة أخيرة :
واللهِ، إني أُبْصرُ الفجرَ الذي *.*.*.* ما زال يُعلنه أذانُ المسجدِ (17)
.
.
على الزاوية :
1. هو عجز بيت شعر لم يتسن لي العثور على اسم شاعره ؛
2. الجملة مقتبسة من كلام الشيخ محمد حسين يعقوب ..
3. الاقتباس من شعر د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي ؛
4. من قصيدة : برقية من المسجد الأقصى إلى يهود الخراب .. لـ د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي ؛
5. من قصيدة نصر بين حصارين ؛ لـ د. عبد الرحمن العشماوي ..
6. الاقتباس والأبيات التي تلتها من خطبة هكذا علمتني الحياة ؛ للشيخ علي القرني ..
7. هو صدر بيت من قصيدة عندما يئن العفاف .. لـ د. عبد الرحمن العشماوي ؛
8. الاقتباس من شعر د. عبد الرحمن العشماوي ؛
9. من قصيدة نصر بين حصارين ؛ لـ د. عبد الرحمن العشماوي ..
10. من قصيدة وقفة على أبواب مدريد ؛ لـ د. عبد الرحمن العشماوي ؛
11. من قصيدة قف أيها التاريخ ؛ لـ د. عبد الرحمن العشماوي ؛
12. أبيات أرسلت على رقعة إلى صلاح الدين ؛
أرسلها شاب من أهل دمشق كان أسيرا في بيت المقدس ..
( نقلا عن خطبة للشيخ عبد الملك الزغبي ) ؛
13. سعود أبو محفوظ ؛ منهجية صلاح الدين في تحرير القدس وإنقاذ الأقصى ؛
14. من قصيدة عناقيد الضياء ؛ لـ د. عبد الرحمن العشماوي ؛
15. من قصيدة نحن المسلمون ؛ لـ علي الطنطاوي رحمه الله ..
16. جزء من بيت شعر من قصيدة : صهوة البوح ؛ لـ د. عبد الرحمن العشماوي ؛
17. من قصيدة نصر بين حصارين ؛ لـ د. عبد الرحمن العشماوي ..
.
.
ملحوظة :
أنا أعلم أن هناك أساليب ملتوية لانتحال النصوص والكلمات ..
وبنظري أن ضمان الحقوق لا يكون إلا إذا كانت رقابة الله أمام ناظري المرء ؛
وحتى يكون الجميع على بينة إليكم هذا الحديث :
روت أسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ؛
المراد بالحديث كما في شرح النووي :
قال العلماء :
معناه المتكثر بما ليس عنده ؛
بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده ؛
يتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل ؛
فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبي زور ..
( الشيخ د. فالح بن محمد الصغير ) ؛
[ لا أسمح بنقل أو انتحال أي جزء من كلمات هذه الخاطرة ] ؛
.
.
خاتمة ؛
الحمد لله على فضله ؛
اللهم لك الحمد ؛
الحمد كل الحمد لك ؛
والفضل كل الفضل لك ؛
كانت البداية يوم الجمعة 9 – 4 – 2010 م ..
وتمت مساء الإثنين 3 – 5 – 2010 م ..
أبو الوليد ؛
.
.
الروابط المفضلة