الجواب :
وبارك الله فيك .
كنت قلت سابقا : أن النفس لها إقبال وإدبار ، ربما نال الإنسان سَعادة ، وسُرور قَلْب ، وفَرَح نَفْس ، وربما وَجَد فتورا ، ورغبة في الإنزواء ولو حِينا ..
وهذا أيضا راجع إلى طبيعة هذه الدنيا التي لا تصفو مشاربها ، ولا يدوم على حالٍ لها شأن ..
فالإنسان خُلِق في كبَد ، كما قال الله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) .
وأشرف الْخَلْق صلى الله عليه وسلم لم تصفُ له الحياة ، فعايش عليه الصلاة والسلام الفقر والجوع ، وقاسى الألم والْحُزن ، وكذلك كان الأنبياء من قبله ؛ مِنهم من مسّه الضرّ .. إلاّ أن الْحُكم للغالب ، فإذا كانت السعادة في غالب الأحيان أو في أكثر حياة الإنسان ، فهو سعيد ؛ غذ ليس من شرط السعادة أن لا يُبتلى الإنسان وأن لا يحزن .. بل هذا لعله مِن مُتمِّمات السعادة !
كيف ؟
لا تُعرف قيمة الشيء إلاّ بِفَقْدَه ..
فالذي يذوق الْمُرّ يعرف حقيقة طعم العسل !
والمريض يعرف قَدْر العافية ..
والحزن يُعرِّف قَدْر السعادة التي نعيشها ..
والله تعالى أعلم .