(( أيادي بيضاء ,, ولكن ؟؟ ))
المطر يهطل بغزاره ,, وصوت الرعد المخيف يدوي في المكان ,, يتبعه البرق بضوئه الساطع الذي يبدد ضلمة الليل للحظه ,, مكوناً عروقاً مضيئة في كبد السماء ,,
منظر مخيف لم تقوى طفلةٌ بعمر(( عقد )) على تحمله ,, أخذت تجري وتجري ,, تبحث عن مكان آمن تلجأ إليه ,, والخوف والهلع يملأ قسمات وجهها البريء ,, وإذا بها تتعثر بجذع شجرةٍ متهالكة ملقى على قارعة الطريق ,, وتسقط في منتصف ذالك الشارع الذي لم يكن فيه سواها ,, فقد هرب الجميع ,, استسلمت عقد الطفلة الصغيرة للموقف فلم تتحرك من مكانها ,, أغمضت عينيها بهدوء وهي تهمس
ــ( رُحماك ربي ),,
وإذا بيد حانية تحملها وتسير بها حيث المكان الذي ستشعر فيه بالأمان ,, لم يمضي وقت طويل حتى أفاقت
(( عقد )),, وأخذت تنضر حولها ,, في تعجب ,, يااااه ما أجمل هذا المكان ,, سرير مريح,, وغرفةٌ دافئة ,, وجراحي من عالجها ,, ارتسمت على وجهها ابتسامة تحمل بين طياتها كل الحزن ,, ( مازلت أعيش في عالم الأحلام ) ..
وإذا بصوت قادم ,,
ــ أحدهم قادم ,, إذاً أنا لستفي حلم ,,
وتفتح الباب إمرأة بدت على وجهها ملامح الطيبة ,, وابتسمت في وجه (( عقد )) ,,
قائلـــة ــ كيف أصبحت زهرتي الجميله ,,
عقــــد ــ بخير ,, أنا بخير ,,
قدمت المرأه نحو عقد وجلست بجانبها وأخذت تمسح على رأسها بيديها الدفيئتين ,,
ــ ما أسمكِ يا صغيرتي ؟؟
ــ اسمي عقد
ــ عقد ,, أسمٌ جميل ,, مثلك تماماً ,, أخبريني يا عقد لم كنتِ وحدكِ في الشارع ؟
ــ لم أكن لوحدي ,, كنا نلعب أنا وأقراني في الملجأ ,, قرب التله ,, وجاءت تلك السحابة السوداء فأخافتنا وهرب الجميع وتركوني وحدي ,,
ــ أنتِ يتيمةٌ إذاً ,, أنا أيضاً أعيش وحدي هنا فقد غرق زوجي في البحر عندما كنا مسافرين بالباخرة ,,
سكتت لفتره ,, ثم تدحرجت دمعه دافئة من عينيها وهي مطأطئة رأسها ,,
مسحت عقد دمعة تلك المرأة وقالت لها في تفاؤل ,, لم الحزن ,, لستِ وحدكِ من فقد شخصاً غاليٍ على قلبه ,, فكل الأطفال اللذين يعيشون معي في الملجأ فقدو أمهاتهم وآبائهم ,, ومع هذا نحن نعيش في الملجأ أسعد أيام عمرنا ,, وهناك تسع مربيات كل واحدةٍ منهن أمُ لنا ,, فهم يحملن همنا ولا يقصرن معنا ويتحملن أخطائنا بصدر رحب ,, وأضافت مداعبه للمرأة قائله ــ إذاً لدي عوضاً عن الأم تسع أمهات ,, هههه
فضحكت المرأة وهي تقول في نفسها ــ سبحانك ربي ما أعظمك ,, طفلةٌ في عمر الزهور وتحمل كل هذا التفاؤل في قلبها ,, حقاً ما أحقرني أمامها ,,
نهضت عقد وقالت ــ يجب علي الذهاب الآن حتى لا يقلق علي من في الملجأ ,,
قامت المرأة وقبّلت عقد وقالت ــ كم أحببتكِ يا صغيره ,, وكم كان بودي أن تبقي أطول ,, ولكني ألتمس لكِ العذر ,,
فتحت عقد الباب ,, ثم ألتفت للمرأة قائله ــ سأنتظر زيارتكِ لي في الملجأ ,, يا أمي العاشرة ,, ضحكت وأغلقت الباب ورائها ,,
بقلم الأخت// أميرة الود