انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: @@.....حدائق المــ,,,ـــوت ..!! ........@@

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الموقع
    بالفردوس الاعلى ان شاء الرب الكريم
    الردود
    5,101
    الجنس
    أنثى

    strange2 @@.....حدائق المــ,,,ـــوت ..!! ........@@







    نعم حدائق الموت ؟

    تلك القبور التي غيبت فيها أجساد تحت التراب .. تنتظر البعث والنشور وأن ينفخ في
    الصور ..
    اجتمع أهلها تحت الثرى .. ولا يعلم بحالهم إلا الذي يعلم السر وأخفى ..




    نعم ..

    إنه الموت ..
    أعظم تحدٍّ تحدى الله به الناس أجمعين ..
    الملوك والأمراء .. والحُجّاب والوزراء .. والشرفاء والوضعاء .. والأغنياء والفقراء
    ..
    كلهم عجزوا أن يثبتوا أمام هذا التحدي الإلهي { قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت
    إن كنتم صادقين }





    وليست المشكلة في الموت .. فالموت باب وكل الناس داخله ..
    لكن المشكلة الكبرى .. والداهية العظمى ..
    ما الذي يكون بعد الموت ..
    أفي { جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر } ..
    أم في { ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسَّ سقر} ..





    ولأجل ذلك .. فالصالحون يشتاقون إلى لقاء ربهم .. ويعدون الموت جسراً يعبرون عليه
    إلى الآخرة ..
    نعم .. يفرحون بالموت ما دام يقربهم إلى ربهم ..
    بل كان الصالحون يفتنون في دينهم .. ويهددون بالموت .. فلا يلتفتون إليه ..
    نفوسهم صامدة .. على غاية واحدة .. هي الموت على ما يرضي الله ..





    وأولى هذه الحدائق :


    لما ربط الكفار خبيب بن عدي رضي الله عنه على جذع نخلة ليقتلوه .. لم يفزع .. ولم
    يجزع .. بل أخذ ينظر إليهم ويقول :
    لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
    إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي وما أرصد الأعداء لي عند مصرعي
    ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي
    وذلك في ذات الإله وان يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزع

    ولما دخل سعد بن أبي وقاص على ملك الفرس .. صرخ في وجهه وقال : جئتك بقوم يحبون الموت .. كما تحبون أنتم الحياة ..

    - وفي معركة أحد يكثر القتل بالمسلمين .. وتتسابق سهام الكفار إلى رسول صلى الله عليه وسلم ..
    فكان أبو طلحة رضي الله عنه يرفع صدره ويقول :
    يا رسول الله لا يصيبك سهم .. نحري دون نحرك ..
    نعم ما دام أن الموت في رضا الرحمن فمرحباً بالموت ..




    وفي الحديقة الثانية :::

    ذكر ابن كثير وغيره :
    أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث جيشاً لحرب الروم ..
    وكان من ضمن هذا الجيش ..
    شاب من الصحابة ..
    هو عبد الله بن حذافه رضي الله عنه ..
    وطال القتال بين المسلمين والروم ..
    وعجب قيصرُ ملكُ
    الروم من ثبات المسلمين ..
    وجرأتهم على الموت ..
    فأمر أن يحضر إليه أسير من المسلمين ..



    سأكمل أحداث هذه القصة في المرة القادمة .. فانتظروني


    آخر مرة عدل بواسطة نورة الجزائرية : 16-10-2010 في 12:01 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الموقع
    بالفردوس الاعلى ان شاء الرب الكريم
    الردود
    5,101
    الجنس
    أنثى



    توقفنا في المرة السابقة عند الحديقة الثانية
    من حدائق الموت

    واليوم سنكمل معا مــــــــــا جرى في هذه الحديقة .....

    قلنا بأن ملك الروم أمر جنوده بأن يحضروا له أحد أسرى المسلمين

    فجاءوا بعبد الله بن حذافة .. يجرونه .. الأغلال في يديه .. والقيود في قدميه ..
    فأوقفوه أمام الملك ..
    فتحدث قيصر معه فأعجب بذكائه وفطنته ..
    فقال له : تنصر .. وأطلقك من الأسر ..
    فقال عبد الله : لا ..
    فقال قيصر : تنصر .. وأعطيك نصف ملكي ..
    فقال : لا ..
    فقال : تنصر .. وأعطيك نصف ملكي .. وأشركك في الحكم معي ..
    فقال عبد الله : والله لو أعطيتني ملكك .. وملك آبائك .. وملك العرب والعجم .. على
    أن أرجع عن ديني طرفة عين ما فعلت ..
    فغضب قيصر .. وقال : أذن أقتلك ..
    قال : اقتلني ..
    فأمر قيصر به فسحب .. وعلق على خشبة ..
    وجاء قيصر .. وأمر الرماة .. أن يرموا السهام حوله ولا يصيبوه ..
    وهو في أثناء ذلك يعرض عليه النصرانية .. وهو يأبى .. وينتظر الموت ..
    فلما رأى قيصر إصراره ..
    أمر أن يمضوا به إلى الحبس ..
    ففكوا وثاقه ومضوا به إلى الحبس .. وأمر أن يمنعوا عنه الطعام والشراب .. فمنعوهما
    ..
    حتى إذا كاد أن يهلك من الظمأ والجوع ..



    أحضروا له خمراً .. ولحم خنزير ..
    فلما رآهما عبد الله .. قال : والله إني لأعلم أن ذلك يحل لي في ديني .. ولكني لا
    أريد أن يشمت بي الكفار .. فلم يقرب الطعام ..
    فأخبر قيصر بذلك .. فأمر له بطعام حسن ..
    ثم أمر أن تدخل عليه امرأة حسناء تتعرض له بالفاحشة ..
    فأدخلت عليه .. وجعلت تتعرض له وهو معرض عنها ..
    وهي تتمايل أمامه ولا يلتفت إليها ..


    فلما رأت المرأة ذلك .. خرجت غضبى وهي تقول :
    والله لقد أدخلتموني على رجل .. لا أدري أهو بشر أم حجر ..
    وهو والله لا يدري عني أأنا أنثى أم ذكر ..


    فلما يئس منه قيصر .. أمر بقدر من نحاس .. فأغلي فيها الزيت ..
    ثم أوقف عبد الله بن حذافة أمامها ..
    وأحضروا أحد الأسرى المسلمين موثقاً بالقيود .. حتى ألقوه في هذا الزيت .. وغاب
    جسده في الزيت .. ومات .. وطفت عظامه تتقلب في فوق الزيت ..


    وعبد الله ينظر إلى العظام .. فالتفت قيصر إلى عبد الله .. وعرض عليه النصرانية ..
    فأبى ..

    فاشتد غضب قيصر .. وأمر بطرحه في القدر ..
    فلما جروه إلى القدر .. وشعر بحرارة النار .. بكى .. ودمعت عيناه ..
    ففرح قيصر .. وقال :
    تتنصر .. وأعطيك .. وأمنحك ..


    قال : لا ..
    قال : إذاً .. لماذا بكيت ..
    فقال عبد الله : أبكي لأنه ليس لي إلا نفس واحدة تلقى في هذا القدر .. فتموت ..
    ولقد وددت والله أن لي مائة نفس كلها تموت في سبيل الله .. مثل هذه الموتة ..

    فقال له قيصر : قبل رأسي وأخلي عنك ؟

    فقال له عبد الله : وعن جميع أسارى المسلمين عندك ..
    قال : نعم ..
    فقبل رأسه .. ثم أطلقه مع الأسرى ..
    عجباً !! لله دره !!


    أين نحن اليوم من مثل هذا الثبات .. ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ..
    إن من المسلمين اليوم .. من يتنازل عن دينه .. لأجل دراهم معدودات .. أو تتبع
    الشهوات .. أو الولوغ في الملذات .. ثم يختم له بالسوء والعياذ بالله ..






    سبحان الله من عدله تعالى أن العبد يُختم له في الغالب على ما عاش عليه ..
    فمن كان في حياته يشتغل بالذكر والقيام .. والصدقات والصيام .. ختم له بالصالحات ..
    ومن تولى وأعرض عن الخير .. خشي عليه أن يموت على ما اعتاد عليه ..
    ولأجل هذا الفرق العظيم .. كان الصالحون يستعدون للموت قبل نزوله ..
    بل يغتنم أحدهم آخر الأنفاس واللحظات .. في التزود ورفع الدرجات ..
    فتجده يجاهد .. ويأمر بالمعروف .. وينهى عن المنكر .. ويشتغل بالطاعات .. إلى آخر
    نفس يتنفسه ..






    لا تذهبوا بعيدا سنعود بإذن الله ونعيش معا أحداث حديقة ثالثة من حدائق الموت


    فانتظـــــــروني



    آخر مرة عدل بواسطة نورة الجزائرية : 16-10-2010 في 12:00 AM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الموقع
    بالفردوس الاعلى ان شاء الرب الكريم
    الردود
    5,101
    الجنس
    أنثى




    عدتُ والعــــــــــود أح ــــــــــــمدُ



    هــــا قد يسر الله سبحانه لنا اللقاء من جديد ..
    لنتعلـــــــــم كل ماهو مفيد .. فالحمد لله






    حديقتنا الثالثة ...


    تحكي لنا حكاية بطل من أبطال التاريخ وأسطورة من أساطيره


    رجل نصر الدين وجاهد لرب العالمين
    حتى أطفأ نيران دولة المجوس ....


    حقد عليه الكافرون ..
    وكان من أكثرهم حقداً .. أبو لؤلؤة المجوسي ..






    إنه ع ـــــــمر بن الخ ـــــــطاب _ رضي الله عنه _




    كان أبو لؤلؤة المجوسي
    عبداً نجاراً حداداً في المدينة ..
    وكان يصنع الرحاء .. جمع رحى
    وهي آلة لطحن
    الشعير .. وهي حجران
    مصفحان
    يوضع أحدهما فوق الآخر
    ويطرح الحب بينهما ..
    وتدار
    باليد .. فيطحن ..
    أخذ هذا العبد يتحين الفرص
    للانتقام
    من عمر ..
    فلقيه عمر يوماً في طريق
    فسأله وقال :
    حدثت أنك تقول لو أشاء لصنعت رحى
    تطحن بالريح ؟!
    فالتفت العبد عابساً إلى عمر ..
    وقال : بلى .. لأصنعن لك رحى
    يتحدث بها أهل المشرق والمغرب ..
    فلتفت عمر إلى من معه .. وقال :
    توعدني العبد ..
    ثم مضى العبد وصنع خنجراً له رأسان .
    . مقبضه في وسطه .. فهو إن طعن به
    من هذه الجهة
    قتل .. وإن طعن به من الجهة
    الأخرى قتل .. وأخذ يطليه بالسم ..
    حتى إذا طعن به .. يقتل إما
    بقوة الطعن أو السم ..
    ثم جاء .. في ظلمة الليل .
    . فاختبأ لعمر
    في زاوية من زوايا المسجد ..
    فلم يزل هناك حتى دخل
    عمر إلى المسجد ينبه الناس
    لصلاة الفجر ..
    ثم أقيمت الصلاة .. وتقدم بهم عمر ..
    فكبر ..
    فلما ابتدأ القراءة ..
    خرج عليه المجوسي .. وفي
    طرفة عين .. عاجله .. بثلاث طعنات ..
    وقعت الأولى في صدره والثانية
    في جنبه .. والثالثة تحت سرته ..
    فصاح عمر .. ووقع على الأرض ..
    وهو يردد قوله تعالى : "وكان أم
    ر الله قدراً مقدوراً .."
    وتقدم عبد الرحمن بن عوف وأكمل
    الصلاة بالناس ..
    أما العبد فقد طار بسكينه يشق
    صفوف المصلين .. ويطعن المسلمين ..
    يميناً وشمالاً ..
    حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً .. مات
    منهم سبعة ..
    ثم وقف شاهراً سكينه ما
    يقترب منه أحد إلا طعنه .. فاقترب منه رجل
    وألقى عليه رداءً
    غليظاً ..
    فاضطرب المجوسي .. وعلم
    أنهم قدروا عليه .. فطعن نفسه ..
    وحُمِل عمر مغشياً عليه إلى بيته ..
    وانطلق الناس معه يبكون ..
    وظل مغمى عليه ..
    حتى كادت أن تطلع الشمس ..






    فلما أفاق .. نظر في وجوه من حوله ..
    ثم كان أول سؤال سأله .. أن قال :
    أصلى الناس ؟ قالوا :
    نعم ..
    فقال : الحمد لله .. لا إسلام لمن
    ترك الصلاة ..
    ثم دعا بماء فتوضأ .. وأراد
    أن يقوم ليصلي فلم يقدر ..
    فأخذ بيد ابنه عبد الله فأجلسه خلفه ..
    وتساند إليه ليجلس ..
    فجعلت جراحه تنزف دماً ..
    قال عبد الله بن عمر ..
    والله إني لأضع أصابعي ..
    فما تسد الجرح ..
    فربطنا جرحه بالعمائم ..
    فصلى الصبح ..
    ثم قال : يا ابن عباس انظر من قتلني ..
    فقال : طعنك الغلام المجوسي ..
    ثم طعن معك رهطاً .. ثم قتل نفسه ..
    فقال عمر : الحمد لله ..
    الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند
    الله بسجدة سجدها له قط ..
    ثم دخل الطبيب على عمر ..
    لينظر إلى جرحه .. فسقاه ماءً مخلوطاً بتمر ..
    فخرج الماء من جروحه ..
    فظن الطبيب أن الذي خرج دم وصديد ..
    فأسقاه لبناً ..
    فخرج اللبن من جرحه الذي تحت سرته ..
    فعلم الطبيب أن الطعنات قد مزقت جسده ..
    فقال : يا أمير المؤمنين ..
    أوص .. فما أظنك إلا ميتاً اليوم أو غداً ..
    فقال عمر : صدقتني ..
    ولو قلت غير ذلك لكذبتك ..
    ثم قال :
    والله لو أن لي الدنيا كلها ..
    لافتديت به من هول المطلع ..
    يعني الوقوف بين يدي
    الله تعالى ..
    فقال ابن عباس : وإن قلت ذلك .
    . فجزاك الله خيراً ..
    أليس قد دعا رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ..
    أن يعز الله بك الدين والمسلمين ..
    إذ يخافون
    بمكة ؟
    فلما أسلمت .. كان إسلامك عزاً ..
    وظهر بك الإسلام ..
    وهاجرت .. فكانت هجرتك فتحاً ..
    ثم لم تغب عن مشهد شهده
    رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من
    قتال المشركين ؟
    ثم قبض وهو عنك راضٍ ..
    ووازرت الخليفة بعده ..
    وقُبض وهو عنك راض ..
    ثم وليت بخير ما ولي الناس ..
    مصّر الله بك الأمصار ..
    وجبا بك الأموال .. ونفى بك العدو ..
    ثم ختم لك بالشهادة .. فهنيئا لك ..
    فقال عمر : أجلسوني ..
    فلما جلس .. قال لابن عباس : أعد
    عليَّ كلامك ..
    فلما أعاد عليه ..
    قال : والله إن المغرور من
    تغرونه ..
    أتشهد لي بذلك عند الله يوم تلقاه ؟
    فقال بن عباس : نعم .. ففرح عمر ..
    وقال : اللهم لك الحمد …
    ثم جاء الناس فجعلوا يثنون عليه ..
    ويودعونه ..
    وجاء شاب ..
    فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ..
    صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    ثم وليت فعدلت .. ثم
    شهادة ..
    فقال عمر : وددت أني خرجت
    منها كفافاً .. لا عليَّ ولا لي ..
    فلما أدبر الشاب .. فإذا إزاره يمس الأرض .. فقال عمر : ردوا علي الغلام ..
    قال : يا ابن أخي .. ارفع ثوبك ..
    فإنه أنقى لثوبك .. وأتقى لربك ..
    ثم اشتد الألم على عمر ..
    وجعل يتغشاه الكرب .. ويغمى عليه ..
    قال عبد الله بن عمر : غشي
    على أبي فأخذت رأسه فوضعته في حجري ..
    فأفاق .. فقال : ضع رأسي في
    الأرض ثم غشي عليه فأفاق ورأسه في حجري ..
    فقال : ضع رأسي على الأرض ..
    فقلت : وهل حجري والأرض إلا سواء يا أبتاه ..
    فقال : اطرح وجهي على التراب ..
    لعل الله تعالى أن يرحمني ..
    فإذا قبضت .. فأسرعوا بي إلى حفرتي ..
    فإنما هو خير تقدموني إليه ..
    أو شر تضعونه عن رقابكم ..
    ثم قال : ويل لعمر .. وويل لأمه ..
    إن لم يغفر له .. ثم ضاق به النفس ..
    واشتدت
    عليه السكرات .. ثم مات
    رضي الله عنه..
    ودفنوه بجانب صاحبيه ..

    آخر مرة عدل بواسطة نورة الجزائرية : 16-10-2010 في 12:00 AM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الموقع
    بالفردوس الاعلى ان شاء الرب الكريم
    الردود
    5,101
    الجنس
    أنثى



    نعم .. مات عمر بن الخطاب .. لكن مثله في الحقيقة لم يمت ..
    قدم على أعمال صالحات .. ودرجات رفيعات ..
    صاحبه في قبره قراءته للقرآن .. وبكاؤه من خشيته الرحمن ..
    تؤنسه صلاته في وحشته .. ويرفع جهاده من درجته ..
    تعب في دنياه قليلاً .. لكنه استراح في آخرته طويلاً ..
    بل قد عده النبي صلى الله عليه وسلم من العشرة المبشرين بالجنة ..
    بل قد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً :
    بينا أنا نائم رأيتني في الجنة .. فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر .. فقلت :
    لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر .. فذكرت غيرته فوليت مدبراً ..
    فبكى عمر وقال : أعليك أغار يا رسول الله !! ..










    لقاؤنا بإذن الله يتجدد في حديقتنا الرابعة







  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الموقع
    بالفردوس الاعلى ان شاء الرب الكريم
    الردود
    5,101
    الجنس
    أنثى




    عدنا من جديد
    لنكمل مسيرتنا في حدائق الموت








    ذكر بعض المؤرخين ..
    أن العدو أغار على ثغر من ثغور الإسلام .. فقام عبد الواحد بن زيد وكان خطيب البصرة
    وواعظها .. فحث الناس على البذل والجهاد .. ووصف ما في الجنة من نعيم .. ثم وصف
    الحور العين .. وقال :
    غــادة ذات دلال ومرح
    خلقت من كل شيء حسن
    أترى خاطبها يسمعها يا حبيباً لست أهوى غيره
    لا تكونن كمن جدّ إلى لا فما يخطب مثلي من سها
    يجد الواصف فيها ما اقترح طيب فالليت عنها مطرح
    إذ تدير الكأس طوراً والقدح بالخواتيم يتم المفتتح
    منتهى حاجته ثم جمح إنما يخطب مثلي من ألحَّ



    فاشتاق الناس إلى الجنة .. وارتفع بكاء بعضهم ..ورخصت عليهم أنفسهم في سبيل الله ..

    فوثبت عجوز من بين النساء .. هي أم إبراهيم البصرية ..
    وقالت :
    يا أبا عبيد .. أتعرف ابني إبراهيم !
    الذي يخطبه رؤساء أهل البصرة .. إلى بناتهم .. وأنا أبخل به عليهن ..
    قد والله أعجبتني هذه الجارية وقد رضيتها عروساً لابني إبراهيم .. فكرر ما ذكرت من
    أوصاف .. لعله يشتاق ..
    فقال أبو عبيد :

    إذا ما بدت والبدر ليلة تمـــه رأيت لها فضـــلا مبينا على البدر
    وتبسم عن ثغر نقى كـــأنه من اللؤلؤ المكنون في صــدف البحر
    فلو وطئت بالنعل منها على الحصى لأزهــرت الأحجار من غير ما قطر
    ولو شئت عقد الخصر منها عقدته كغصن من الريحان ذي ورق خضـر
    ولو تفلت في البحر حلو لعابهـا لطاب لأهل البر شرب من البحــر
    أبى الله إلا أن أموت صبــابة بساحرة العينين طيبـــــة النشر
    فاضطرب الناس ..وكبروا ..






    وقامت أم إبراهيم .. وقالت :

    يا أبا عبيد .. قد والله رضيت بهذه الجارية .. زوجة لإبراهيم ..
    فهل لك أن تزوجها له في هذه الساعة ؟ وتأخذَ مني مهرها عشرة آلاف دينار ..
    لعل الله أن يرزقه الشهادة .. فيكون شفيعاً لي ولأبيه في القيامة ..
    فقال عبد الواحد : لئن فعلت .. فأرجو والله أن تفوزوا فوزاً عظيماً ..
    فصاحت العجوز : يا إبراهيم .. يا إبراهيم ..
    فوثب شاب نضر .. من وسط الناس .. وقال : لبيك يا أماه ..
    فقالت : أي بنيَّ .. أرضيت بهذه الجارية .. زوجة لك .. ومهرها أن تبذل مهجتك في
    سبيل الله .. ؟
    فقال : أي والله يا أماه ..
    فذهبت العجوز مسرعة إلى بيتها .. ثم جاءت بعشرة آلاف دينار ..
    فوضعتها في حجر عبد الواحد .. ثم رفعت بصرها إلى السماء ..
    وقالت : اللهم إني أشهدك .. أني زوجت ولدي من هذه الجارية ..
    على أن يبذل مهجته في سبيلك .. فتقبله مني يا أرحم الراحمين ..
    ثم قالت : يا أبا عبيد .. هذا مهر الجارية مني عشرةُ آلاف دينار ..
    تجهَّز به وجهز الغزاة في سبيل الله ..
    ثم انصرفت .. واشترت لولدها فرساً جيداً .. وسلاحاً حسناً ..
    وأخذت تعد الأيام لرحيله ..
    وهي تودعه .. نظرت إليه آخر نظرة
    والمجاهدون يعدون العدة للخروج ..
    فلما حان وقت النفير خرج إبراهيم يعدو .. والمجاهدون حوله يتسابقون ..
    والقراء حولهم يقرؤون :{ إن الله اشترى من .. }..
    فلما أرادت فراق ولدها .. دفعت إليه كفناً .. وطيباً يطيب به الموتى
    .. ثم نظرت إليه .. وكأنما هو قلبها يخرج من صدرها ..
    ثم قالت :
    يا بنيَّ .. إذا أردت لقاء العدو .. فالبس بهذا الكفن .. وتطيب بهذا الطيب ..
    وإياك أن يراك الله مقصراً في سبيله ..
    ثم ضمته إلى صدرها .. وكتمت من عبرتها .. وأخذت تشمه .. وتودعه .. وتقبله ..
    ثم قالت : اذهب يا بنيّ .. فلا جمع الله بيني وبينك .. إلا بين يديه يوم القيامة ..
    فمضى إبراهيم .. والعجوز تتبعه بصرها .. حتى غاب مع الجيش ..
    فلما بلغوا بلاد العدو وبرز الناس للقتال .. أسرع إبراهيم إلى المقدمة ..
    فابتدأ القتال .. ورميت النبال .. وتنافس الأبطال ..
    أما إبراهيم .. فقد جال بين العدو وصال .. وقاتل قتال الأبطال ..
    حتى قتل أكثر من ثلاثين من جيش العدو ..
    فلما رأى العدو ذلك .. أقبل عليه جمع منهم .. هذا يطعنه .. وهذا يضربه .. وهذا
    يدفعه .. وهو يقاوم .. ويقاتل .. حتى خارت قواه ووقع من فرسه .. فقتلوه ..
    وانتصر المسلمون .. وهزم الكافرون ..
    ثم رجع الجيش إلى البصرة ..







  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الموقع
    بالفردوس الاعلى ان شاء الرب الكريم
    الردود
    5,101
    الجنس
    أنثى
    فلما وصلوا البصرة تلقاهم الناس ..
    الرجال .. والعجائز .. والأطفال ..
    وأم إبراهيم بينهم .. تدور عيناها في

    القادمين ..
    فلما رأت عبد الواحد .. قالت : يا أبا عبيد !
    هل قبل الله هديتي فأهنا ؟ أم رُدت

    علي فأعزى ؟
    فقال لها : بل قبل الله هديتك ..
    وأرجو أن يكون ابنك الآن مع الشهداء يرزق ..
    فصاحت قائلة :
    الحمد لله .. الذي لم يخيب فيه ظني ..

    وتقبل نسكي مني .. وانصرفت إلى بيتها وحدها
    .. بعدما فارقت ولدها .. يشتد شوقها ..

    فتأتي إلى فرشه فتشمها .. وإلى ثيابه
    فتقلبها .. حتى نامت ..
    فلما كان الغد :
    جاءت أم إبراهيم إلى مجلس أبي عبيد وقالت :
    السلام عليك يا أبا عبيد .. بشراك .. بشراك ..
    فقال : لا زلت مبشرة بالخير يا أم إبراهيم ..

    ما خبرك ..؟
    فقالت : رأيت البارحة ولدي إبراهيم ..

    في روضة حسناء ..
    وعليه قبة خضراء .. وهو على سرير من اللؤلؤ .. وعلى رأسه تاج يتلألأ ..

    وإكليل يزهر
    ..
    وهو يقول : يا أماه .. أبشري .. قد قُبل المهر .. وزُفت العروس ..
    نعم ..
    هؤلاء أقوام .. أيقنوا أنه لا مهرب من نزول الموت .. فسعوا إليه قبل أن يسعى إليهم
    ..
    أحبّوا لقاء الله فأحبّ الله لقاءهم ..

    وبذلوا مهجهم رخيصة في سبيل الله تعالى ..
    فما هو الجزاء ؟
    { ولا تحسبن الذين قتلوا

    في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند
    ربهم يرزقون *
    فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف
    عليهم ولا هم يحزنون *

    يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين
    * الذين استجابوا لله والرسول

    من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر
    عظيم } .. آل عمران 169_ 172






    </B></I>

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الموقع
    بالفردوس الاعلى ان شاء الرب الكريم
    الردود
    5,101
    الجنس
    أنثى



    بعد أن مضت الأيام والأعوام، هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه إلى المدينة،
    فتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها، لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين..
    وتقوم غزوة بدر، فيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون إلى الثأر،و تجيء غزوة أحد..
    ويعبئ المسلمون أنفسهم، ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط
    صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو ......

    تُرى من سيقع عليه اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ..؟؟




    إنه بطل حديقتنا لهذا اليوم
    أول سفير في الإســــــــــلام والذي نجح نجاحا
    منقطع النظير.. نجاحا هو له أهل، وبه جدير..


    هـــــــــــو
    مـصـعـب بـن عـمـيــر ـ رضي الله عنه ـ






    فحين تبتدئ غزوة أحد وتشب هذه المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال،
    ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل
    بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين، لكن عملهم هذا، سرعان ما يحوّل نصر المسلمين إلى هزيمة..
    ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل، وتعمل فيهم على حين غرّة، السيوف الظامئة المجنونة..

    حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين، ركزوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..

    وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر، فرفع اللواء عاليا،

    وأطلق تكبيرة كالزئير، ومضى يجول ويتواثب..
    وكل همه أن يلفت نظر الأعداء إليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه،
    وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجــــــــــــل
    ذهب مصعب يقاتل وحده لا يخشى أحدا

    يد تحمل الراية في تقديس..

    ويد تضرب بالسيف في عنفوان..

    ولكن الأعداء يتكاثرون عليه، يريدون أن يعبروا فوق جثته إلى حيث يلقون الرسول

    صلوات الله وسلامه عليه ..







    لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد
    الختام في حياة مصعب العظيم..!!

    يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم

    بن محمد بن شرحبيل العبدري،
    عن أبيه قال:

    [حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب،

    فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..

    وأخذ اللواء بيده اليسرى وح
    نا عليه

    ، فضرب يده اليسرى فقطعها،
    فحنا على اللواء وضمّه بعضديه
    إلى صدره وهو يقول: وما محمد
    إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..

    ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق

    الرمح، ووقع مصعب، وسقط اللواء].

    وقـــع مصعب.. وسقـــط اللواء..!!

    وقــع حلية الشهادة، وكوكب الشهداء..!!

    وقع بعد أن خاض في استبسال

    عظيم معركة الفداء والإيمان..

    كان يظن أنه إذا سقط، فسيصبح طريق

    القتلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    خاليا من المدافعين والحماة..

    ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له

    وخوفه عليه
    حين مضى يقول مع كل ضربة سيف
    تقتلع منه ذراعا


    (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)





    لك الله يا مـصـعـب..
    يا من ذكرك عطر الحياة..!!




    </B></I>

مواضيع مشابهه

  1. **$$حدائق منزلية... حدائق صخرية ...ومائية $$**
    بواسطة ghdghoda في الديكور الداخلي والخارجي
    الردود: 14
    اخر موضوع: 02-02-2013, 10:31 AM
  2. لمحبات اللــ الاحمر ــــون..//.تشكيـــــ متنوعةــــلات..//
    بواسطة بنت الهضاب في الأزياء والأناقة
    الردود: 100
    اخر موضوع: 17-12-2010, 09:43 PM
  3. جوالكـ تــ ح ـــت المــ ج ــهر
    بواسطة %galaxy في ركن الجوالات والاتصالات
    الردود: 6
    اخر موضوع: 12-09-2007, 05:46 PM
  4. ~ اللــ ـــقــ ــــاء وعــــ ـــــد ~
    بواسطة جوهرة1425 في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 11
    اخر موضوع: 20-02-2007, 02:23 PM
  5. إذا أقبل ملك المــ ( الرحلة الأخيرة )ـوت 2من3
    بواسطة النورس في الملتقى الحواري
    الردود: 6
    اخر موضوع: 14-09-2001, 06:37 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ