بسم الله الرحمن الرحيم
فاكهة المجالس
عادات سيئة وأخلاق ذميمة انتشرت بين قطاع عريض من الناس ولعل من أهمها عادة أصبحت أساسية في كل مجلس لا يستغني عنها اصحابها – الا من رحم الله – الا من رحم الله – رغم أنها عادة ذميمة وعمل لئيم ، وجريمة اخلاقية منكرة ، لا يحسنها الا الضعفاء والجبناء ، ولا يستطيعها الا الاراذل والتافهون ، ولا ينتشر هذا العمل الا حين يغيب الايمان ، وهي اعتداء صارخ على الاعراض وظلم فادح وايذاء ترفضه العقول ، وتمجه الطباع وتأباه النفوس الكريمة ، وهي كبيرة من كبائر الذنوب ولقد جاء وصفها في كتاب الله تعالي بأبشع الصفات ،قال تعالي((أيحب احدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)).
ولعظم امرها فقد جاء الوعيد الشديد في حق مرتكبها ،قال صلى الله عليه وسلم "لما عرج بي الى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدروهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟! قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم االناس ويقعون في اعراضهم".
ولعلك اختي القارئه عرفت ما هي هذه العادة الذميمة والعمل اللئيم ، انها الغيبة التي قال عنها ابن حجر الهيثمي(أن فيها اعظم العذاب وأشد النكال ، وقد صح فيها انها أربي الربا وأنها لو مزجت في ماء البحر لأنتنته وغيرت ريحه، وأن أهلها يأكلون الجيف في النار ، وأن لهم رائحة منتنه فيها ، وأنهم يعذبون في قبورهم . وبعض هذه كافيه في كون الغيبة من الكبائر).
والغيبة بضاعة وسلعة رخيصة لا يسعي لها ولا يحافظ عليها الا ضعاف الايمان وهي في الوقت نفسه تجارة خاسرة للمغتاب حيث انه يخسر كثير من حسناته ويكسب كثيرا من الذنوب والسيئات.
وبعض الناس مع الاسف لا تراه دائما الا منتقدا وينسي صفات الآخرين الحسنة ، ويركز على أخطائئهم وعيوبهم فقط ، فهو مثل الذباب ، يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والاذى ، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج.
والغيبة كما بينها المصطفي عليه الصلاة والسلام بقوله " اتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله اعلم ، قال : هي ذكرك اخاك بما يكره، قيل : افرايت أن كان في اخي ما أقول ؟ قال: أن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" رواه مسلم واحمد وابو داود والترمذي ، وهي حرام لقوله صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم.
والغيبة تكون في القول ، والإشارة والإيماء والغمز واللمز ، والكتابة والحركة وكل يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة . تقول عائشة رضي الله عنها دخلت علينا امراة فلما ولت أومأت بيدي أنها قصيرة ، فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم"اغتبتيها".
واخيرا فهذه الغيبة هذا الداء الخطير الذي استهان به كثيرا من الناس بل اصبحت مجالس المسلمين لا تخلوا منها الا من رحم الله وخاصة مجالس النساء فالواجب علينا الحرص على عدم الجلوس في مجالس الغيبة واذا جلسنا فتجب عليناا النصيحة فمن ذب عن عرض احية المسلم ذب الله عن عرضه.
بتصرف من رسالة صغيرة صادرة عن دار ابن خزيمة
------------------
اللهم انصر المجاهدين واخذل اعداء الدين.....اللهم اميييييين
<FONT COLOR="#800080" SIZE="2" FACE="Simplified Arabic,Verdana">تم تحرير الموضوع بواسطة ام اروى بتاريخ 18-02-2001 الساعة 09:14 PM</font>
الروابط المفضلة