بسم الله الرحمن الرحيم
أختي المسلمة الفاضلة:
من أخت لك في الله أحبت فيك إيمانك وحبك للإيمان ..أحبت فيك صلاتك وحبك للصلاة .. أحبت فيك إسلامك وحبك للإسلام ..أبعث إليك بخفقات قلب و آهات وجدان ..اضطرب.. وأسف لك.. نعم لك أنت ..أيتها الفاضلة…
أصغى لي بسمعك ..و فرغي جوارحك ..و اجمعي تركيزك..واستمعي إلي…
يقول الله تعالى و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) ويقول الله تعالى أيضا زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين والقناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن المآب)
أطرح عليك سؤالات عدة ..و أنتظر الإجابة منك ..و لكن بينك وبين نفسك :
هل تساءلت يوما لماذا خلقت و أوجدت على ظهر البسيطة؟! ماذا يراد مني ؟! هل حياتي على هذا النمط تحقق لي سعادتي ورضا ربي؟! هل أعلم متى سأموت و تنقضي دنياي؟! ربما الساعة ..وربما غدا ..وربما بعد غد!! هل قدمت شيئا لآخرتي و لأول ليلة لي في قبري؟! هل تفكرت في خاتمتي وعلى أي حال ستكون؟!
هل أحب أن ألقى الله بحالي التي أنا عليها؟! نعم هل أحب أن ألقى الله بحالي التي أنا عليها ؟!
للأسف جوابنا على هذا بالطبع :لا..نعم كم فرطنا ونفرط في جنب الله تعالى"نسوا الله فنسيهم "..كم غفلنا عنه سبحانه .. وكم أهملنا أمره ونهيه .. وكم تعدينا حدوده .. وفرطنا في فرائضه ..ونحن نطعم طعامه ونستقي بسقائه ..و نتنسم هواءه .. بل ونحن ملكه وتحت قبضة يده سبحانه يصرفنا كيف يشاء..فوا عجبا لغفلتنا و تضييعنا لأعمارنا ..عجبا والله عجبا …
يا أختي الحبيبة : تأملي في حالك..في لباسك و هيأتك و لا تستهيني بها فأنت بتعريك و إظهارك لأجزاء مختلفة من بدنك ..وعدم اهتمامك بستر نفسك ..و تبرجك في عباءتك تعصين ربك وتطيعين هواك والشيطان..لن أقول لك أفتى العلماء-حفظهم الله –وأفتوا..على الرغم من أنهم ورثة الأنبياء الذين لم يورثوا دينارا ولا درهما بل ورثوا العلم ..وهم نور الطريق يضيء للأمة دروبها ومع هذا كله باتت فتاواهم للمرأة المسلمة لا تعني شيئا ..قد تحمل الفتوى في يدها وهي متلبسة بخلافها ولا تدري أنها مدعمة بقال الله و قال رسوله صلى الله عليه وسلم ..وهي بذلك تحمل الحجة عليها لتسأل عنها –والله-يوم القيامة..
ولكني أقول لك استفتي قلبك وإيمانك و تقواك..اسألي نفسك هل يرضيك أن تلقي الله تعالى بهذا اللباس..هل تظنين أن هذا بعيد..حادث سيارة بسيط قد يودي بحياتك ..بل سكتة قلبية وما أكثرها هذه الأيام " فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور" ..
ثم اسألي نفسك ماذا استفدت من هذا اللباس وهذا العري وهذه العباءة المنكرة ؟!! لبست وذهبت للحفلة..وتقلبت بين الحضور..عريت لحمي ونزعت حيائي.. والعفيفة والله لتستحي أن تلبس مثل هذا ربما حتى عند من يحل له ذلك..عند زوجها.. ثم ماذا ..ماذا استفدت عدت إلى بيتي وغيرت لباسي وأويت إلى فراشي لأنظر ..ثم ماذا ..لا شيء .. هوى نفس و قضي ..وشهوة وانتهت.. ولكن إنها والله الحسرة والندامة وضيق الصدر ..إنه الوزر الذي سألقى الله به لا محالة..هل تشكين أختاه في الموت..تأملي على المدى البعيد بعد 100 –120 سنة هل ستكونين على قيد الحياة..بالطبع ستقولين لا إذن أين ستكونين حينها؟!أنت أعرف بالجواب..فيــا رهينة القبر غدا..يــا رهينة العمل غدا..احذري ثم احذري "ويحذركم الله نفسه"
فالله تعالى كما أنه غفور رحيم فإنه شديد العقاب..فقد عذب في القبر من يمشي بالنميمة ..بل من لا يتنزه من البول.. فلا تستهيني بأمره.. قال تعالى (اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم)
وفقني الله وإياك إلى طريق السعادة ودروبها و إلى الأنس بطاعته في الدنيا ،والالتذاذ برؤية وجهه الكريم في الآخرة والله تعالى أعلى و أعلم…وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه وسلم
------------------
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
رد مع الاستدلال
--
الروابط المفضلة