<FONT COLOR="Red">أختي الحبيبة .. أخي في الله </FONT c>
ان بعض الناس ربما يهربون في الاجازة الصيفية من الحر الشديد الذي يصطبغ به جو الجزيرة العربية الى أماكن باردة أو معتدلة وذلك لا محذور فيه اذا كان السفر مضبوطا بضوابط الشرع الا أن الملاحظ أن بعض الناس هداهم الله يظن نفسه أنه بسفره للخارج قد خرج عن مراقبة الله فتراه يقتحم النار بأفعاله ، نظر محرم ، سماع محرم ، مراقص ، مشروبات محرمة فواحش والعياذ بالله ، فالى أولئك الفارين من الحر والواقعين في أسباب غضب الرب جل جلاله يقال لهم : الى أين تفرون ؟ ومن أي شيء تهربون ؟ ان المنافقين عصوا الله تعالى بجلوسهم في ظلال المدينة هربا من الحر وتركهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في حر الرمضاء استعدادا للقتال العدو ، فياليتكم معاشر الفارين تحولون هروبكم من الحر خارج البلاد الى جهاد في سبيل الدعوة الى الله ونشر الاسلام بصورته الصحيحة كما خرج قدوتكم وحبيبكم عليه الصلاة والسلام للجهاد وقتال أعداء الله ونشر الاسلام بين الناس ليسعدوا به كما سعدت به أنت وسعد به أهلك وعشيرتك .
ان الجهاد الذي نطالبكم به لا يحتاج الى حمل السلاح الثقيل ولا يحتاج الى خبرة بأساليب الحرب بل هو جهاد بالقدوة الحسنة التي تترجمها بأخلاق الاسلام والبعد عن المحرمات وجهاد بالكلمة الطيبة في دعوة من تلاقيه من الناس في أي أرض تذهب اليها مسلما كان أم كافرا كل حسب ما يناسبه .
ولعلكم تعتذرون بأنكم لستم من حملة العلم الشرعي أو لستم من الدعاة وما هذا أيها الأخت الحبيبة وأيها الأخ بعذر فمكاتب دعوة الجاليات منتشرة في كل مكان وفيها كتب نافعة لأغلب لغات العالم وهل يكلفكم أيها الغيورين على دينكم الذهاب لأخذ الكتب أو الأشرطة السمعية التي تناسب لغة البلد التي ستسافر اليها ؟ لتكونوا بذالك داعيين للخير ورسل للسلام وحاملين دعوة وما يدريكم فلعل الله تعالى أن يهدي على يديكم أحدا في سفرتكم هذه الى الاسلام فهو والله خير لك من الدنيا وما فيها وغير خاف عليكم أن كل عمل صالح يعمله ذلك الذي اهتدى على يديكم فسيكون في ميزان حسناتكم .
تمتعوا بما أحل الله لكم من وسائل تكييف وراحة وسفر ولكن اياكم أن تكونوا ممن يهربون من حر الدنيا ويقعون فيما يسبب التعرض للحر الكبير في نار جهنم أعاذنا الله واياكم والمسلمين جميعا منها وتذكروا حفظكم الله أنكم بخير عظيم ما دمتم تحملون هذه الدعوة الى دينكم ولو باهداء كتيب أو ايصال شريط ولا يكن ذلك الهندوسي القابع في زوايا بعض المزارع أو تلك الراهبة التي تعيش في غابات أفريقيا لا يكن هؤلاء خيرا منا في الدعوة مع أنهم يدعون الى أديانهم الباطلة ونحن ندعو وبكلفة قليلة الى خير الأديان وخاتمتها وأكملها .
أسأل الله تعالى أن يحفظكم وأن يبارك فيكم أينما كنتم وأن يعيذنا واياكم من أسباب غضبه وأليم عقابه وأن يجعلنا من الدعاة الى سبيله على بصيرة .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الروابط المفضلة