


موضوع قرأته في احد المجلات واعجبني فنقلتة لكم
نجلاءالبنت الوحيدة لوالدتها، تفتحت عيناها على أم ضعيفة لم ترزق بأولاد سواها بسبب وفاة زوجها،ولم تكرر ازواج مره أُخرى حفاظاً على مشاعر ابنتها ورغبتها بالتفرغ لتربيتها, وقد نالت تجلاء من الدلال الشيء الكثير حتى ان والدتها المريضة تشفق عليها من حمل حقيبتها المدرسية فتحملها عنها الى بولبة المدرسة ، وتتمتم بآية الكرسي والمعوذات كل صباح خشية ان تفقد نجلاء في اي لحظة!!!
حتى ان هاجس الفراق قد سيطر عليها عدة مرات ، لكنها امرأة مؤمنة بقضاء الله وان الآجال بيده سُبحانه، الا انها ما انفكت تفكر بمستقبل ابنتها عندما تكبر فلا تجد والدتها امامها ، وتارة ينقلب التفكير رأساً على عقِب فيوسوس لها الشيطان ان تخرج نجلاء من بوابة المدرسة فتخطفها احدى المركبات وترديها قتيلة لدرجه انها كرهت كل مركبة تسير على اربع عجلات او تزيد!!!
وبالرغم من ان الدنيا لم تُجد على الام المسكية بالزينة الاُخرى (المــــال) بيد ان إيمانها وقناعتها أن الله أعلم بما يصلح لعباده يجعل جسدها النحيل كالطود امام اعصار الحيرة التي تقتلعها عندما ترى بعض اخواتها وجاراتها وهن يتمتعن بالأموال والأولاد ، الاانهن يفتقدن الكثير مما عندها من أمانة وإخلاص في عملها وتعاملها الرائع مع افراد مجتمعها ، ولما تجدها ساجدة متبتله لربها شاكرة لنعمتة تتملك رهبة الايمان واستقصاء حكمة الله في خلقة ، ولكنها عندما تجدها هلعة على ابنتهاتشعربحاله من التناقض والضعف الذي يلتبس على الانسان ويظهرذلك جلياً حينما تمرض نجلاء بأحد الامراض التي يصاب بها الاطفال عادة، وكم سهرت اليالي الطوال تراقب حرارة الصغيرة ، وتتمنى وهي تضع يدها على جبين ابنتها ان تنتقل الحرارة إلى جسدها الهزيل.
نجلاء الآن في الصف الثالث الثانوي ، رائعة الجمال، تمتد قامتها امام والدتها التي تجد فيها التعويض عما فقدته او لم تحصل عليه فتراها تارة تداعب ابنتها كما لو كانت طفله وأخرى تغضب عليها حين تقصر عن اداء الصلاة في وقتها ، ثم لا تلبثأن تعود للتسامح.
سلسة من العطاء لا تتنتهي حلقة الا وتبدأ الأخرى أكثر اتساعاً بالعطف، واقوى إحكاماً بالحنان ، لا تكاد تطلب من ابنتها قضاء حاجة خشية أن تشغلها عن اداء واجباتها في مرحلة دراسية مهمة قد تحقق النجاح وقد تفشل، وقد تنجح بفشل ، كما حدث معها حيث كان مستواها دون المقبول في الثانوية ، فلم تحظ بالقبول في الجامعة.
والحقيقة ان نجلاء تدرجت في سلم الفشل منذ كانت طفلة، تعودت الاتكال على والدتها ، فأوامرها مجابة قبل ان تهم بطلبها ، وذلك ما جعلها تلح على والدتها بالبحث عن وسيط لدخول الجامعة، حتى طرقت الام جميع الابواب وسكبت ماء وجهها على وأن شئت علة اقدام اشخاص كانت تظن في قرارة نفسها انها لن تلتقي بهم لأسباب تعرفها ويعرفونها جيداً ، استجاب لها البعض وأشاح الآخرون وجوههم حتى استنفذت ماء وجهها ولم يتبق الا دماء قلبها في لحظة استفزازيه لها ، ومطرقة إلحاح ابنتها تهشم سندان قلبها حتى استجابت لها إحدى قريباتها ممن لها مركز اجتماعي وثقل وظيفي لكنها مغرورة بشهاداتها ووظيفتها ، وكان يحز في قلب الام الصابرة ان تلجأ اليها ولكنها الحاجة وإلحاح ابنتها ، وقد اعترفت اخيراً لقريبتها بالتفوق لتقدمها عليها بالعلم.
وأخيراً دخلت نجلاء الكلية المرغوبة لكنها افاقت ذات لحظة على والدتها وهي تهذي ملكومة:
-لِمَ يا ابنتي.... لم لم تستذكري دروسك جيداً وتحرزي الدرجات العالية لتتمكني بنفسك من دخول الكلية التي تريدين ؟؟
-لِمَ يا ابنتي ..........

تعليق