مهما بدت الفلسفات الكبرى بعيدة عنا فهى دائما ً قريبة من طبيعتنا البشرية تستجيب لميل جارف فينا اننا نشعر منذ الطفولة بالحاجة الى تفسير الكون ؛ وما تاريخ كل فلسفة ؛ ما نسأتها وتجددها سوى رسم صورة للعالم نرى فيها كيف تأليف الاشياء فينا ؛ وفيما يحيط بنا .
أما الانسان فانه لا يعرض ابدا ً عن تشوقه للمعرفة فعقله بالرغم من كونه مكبلا ً بمقتضيات العمل ومستغرقا ً يوميا ً فى الحياة المادية لا يكف عن متابعة القيام باستقصاء شخصى لمعضلتى العالم والمصير استقصاء صامت يفرض نتائجه دون غيرها فى هنيهات الهدوء او التجرد كيقينات ؛ كحقائق باطنية هى ثمرة تأمل عميق وهكذا يظهر عمل الغريزة الفلسفية الخفى عامل كل تقدم عقلى .
وهذا النوع من الفضول السامى الذى يرتبط غالبا ً بالشعور الدينى هو القدرة الميزة لجنسنا البشرى فهو ينطوى على كل سر حياة روحية ؛ وفيه تكمن العبقرية العميقة لكل مخلوق بشرى واول وآخر مطمع لهذا المخلوق مهما تواضع هذا المطمع .
وما الفيلسوف سوى ذلك الرجل الذى اتضحت امام عينيه هذه الحاجة الأولية التى نشعر بها جميعنا شعورا ً غامضا ً وما ثبة فكره الا استجابة لرغبتنا هذه اذ اننا ننتظر دائما ً ادلة جديدة تجلو مصيرنا وما الفلسفة سوى محاولة تتجدد ابدا ً ؛ محاولة رجل يسعى الى ان يكشف عن حقيقة فى هذا الكون .
لقد كان العلم فى مختلف مراحله والاختبار فى مختلف اشكاله - من الحرف حتى الدين - نقطة انطلاق هذه المباشرة - فهما يعرضان صورة عالم يتطلب التفسير: عالم مادى وعالم روحى ؛ ويأتى الفيلسوف بفضوله وحبه لليقين العقلى وميله الى الكمال الخلقى ؛ فيتضح فيه وحده وبه وحده ما اعجز عصرا ً باكمله وربما مدنية باجمعها الا وهو الحاجة الى ان نرى بوضوح ما يجول فى أعماقنا وبين طهرانينا .
وهكذا تطرح علينا مجموعة اسئلة ازلية : من أنا ؟ كيف استطيع ان اميّـز نفسى عما يحيط بى ؟ ماذا اعرف ؟ ما علاقتى بمجموع الاشياء ؛ وما علاقة الاشياء فيما بينها ؟ اى عقل سليم ينسق هذه العلاقات ؟ ما هى واجباتى وما هو مصيرى ؟ .
وليس جواب كل فيلسوف مجرد رد فعل منطقى بحت لنظريات سابقيه ؛ انه يبرز دائما ً مناخا ً شخصيا ً فالفيلسوف يوجز عصره لكن فكرته لا تنحصر فى هذا العصر انها استباق للمستقبل اكثر منها تأويلا للحاضر ؛ لقد أصبحت تؤلف جزءا ً من المستقبل لانها تسهم مباشرة فى بنائه .
وتفترض كل فلسفة فى الواقع فتحا ً للمجهول وسيطرة على القدر وبهذا النوع من النوع من التفكير يتخطى الانسان بلا شك حدود يقينه المباشرة اذ ان ما يجعل لتأملاته العقلية عظمتها وخطورتها هو انها تفرض على العقل ؛ مهما كان هزيلا فى خطواته الاولى جهدا ً لا يتناسب مع المعلومات المتوافرة لديه .
أما الانسان فانه لا يعرض ابدا ً عن تشوقه للمعرفة فعقله بالرغم من كونه مكبلا ً بمقتضيات العمل ومستغرقا ً يوميا ً فى الحياة المادية لا يكف عن متابعة القيام باستقصاء شخصى لمعضلتى العالم والمصير استقصاء صامت يفرض نتائجه دون غيرها فى هنيهات الهدوء او التجرد كيقينات ؛ كحقائق باطنية هى ثمرة تأمل عميق وهكذا يظهر عمل الغريزة الفلسفية الخفى عامل كل تقدم عقلى .
وهذا النوع من الفضول السامى الذى يرتبط غالبا ً بالشعور الدينى هو القدرة الميزة لجنسنا البشرى فهو ينطوى على كل سر حياة روحية ؛ وفيه تكمن العبقرية العميقة لكل مخلوق بشرى واول وآخر مطمع لهذا المخلوق مهما تواضع هذا المطمع .
وما الفيلسوف سوى ذلك الرجل الذى اتضحت امام عينيه هذه الحاجة الأولية التى نشعر بها جميعنا شعورا ً غامضا ً وما ثبة فكره الا استجابة لرغبتنا هذه اذ اننا ننتظر دائما ً ادلة جديدة تجلو مصيرنا وما الفلسفة سوى محاولة تتجدد ابدا ً ؛ محاولة رجل يسعى الى ان يكشف عن حقيقة فى هذا الكون .
لقد كان العلم فى مختلف مراحله والاختبار فى مختلف اشكاله - من الحرف حتى الدين - نقطة انطلاق هذه المباشرة - فهما يعرضان صورة عالم يتطلب التفسير: عالم مادى وعالم روحى ؛ ويأتى الفيلسوف بفضوله وحبه لليقين العقلى وميله الى الكمال الخلقى ؛ فيتضح فيه وحده وبه وحده ما اعجز عصرا ً باكمله وربما مدنية باجمعها الا وهو الحاجة الى ان نرى بوضوح ما يجول فى أعماقنا وبين طهرانينا .
وهكذا تطرح علينا مجموعة اسئلة ازلية : من أنا ؟ كيف استطيع ان اميّـز نفسى عما يحيط بى ؟ ماذا اعرف ؟ ما علاقتى بمجموع الاشياء ؛ وما علاقة الاشياء فيما بينها ؟ اى عقل سليم ينسق هذه العلاقات ؟ ما هى واجباتى وما هو مصيرى ؟ .
وليس جواب كل فيلسوف مجرد رد فعل منطقى بحت لنظريات سابقيه ؛ انه يبرز دائما ً مناخا ً شخصيا ً فالفيلسوف يوجز عصره لكن فكرته لا تنحصر فى هذا العصر انها استباق للمستقبل اكثر منها تأويلا للحاضر ؛ لقد أصبحت تؤلف جزءا ً من المستقبل لانها تسهم مباشرة فى بنائه .
وتفترض كل فلسفة فى الواقع فتحا ً للمجهول وسيطرة على القدر وبهذا النوع من النوع من التفكير يتخطى الانسان بلا شك حدود يقينه المباشرة اذ ان ما يجعل لتأملاته العقلية عظمتها وخطورتها هو انها تفرض على العقل ؛ مهما كان هزيلا فى خطواته الاولى جهدا ً لا يتناسب مع المعلومات المتوافرة لديه .