العقيدة ... الاساس . علم التوحيد
الفصل الثاني
أهمية علم التوحيد في الدين
الفصل الثاني
أهمية علم التوحيد في الدين
الشيخ: عبد المجيد الزنداني
الإيمان أساس العمل :
س: لماذا لا يقبل الله العمل إلا من المؤمن؟
ج : إن الذين لا يؤمنون بالله ولا يرجون ثوابه ولا يخافون عقابه يعملون أعمالهم وهم لا يريدون بها وجه الله ، ولا يبتغون بها رضاه ولا يهمهم هل عملوا حلالاً أم حراماً فهم بهذا لا يستحقون الثواب على العمل وإن كان صالحاً ، لأنهم كفار لم يقصدوا به أن ينالوا ثواب ربهم ، ولا ابتغوا به رضا خالقهم ، والكافر معاقب على كفره وضلاله ؛ لأنه لم يبحث عن دين الله ولم يحاول الاستماع إلى البيان الإلهي الذي جاء به المرسلون ، زيادة على ذلك فهو إذا سمع آيات الله تتلى عليه، اتخذها هزواً لذلك فعمله مردود وهو معاقب على كفره .قال تعالى :﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[الفرقان : 23].﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾[إبراهيم 18]. ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[النور: 39]
مثال :
دخل رجل إلى بستان كبير لا يملكه ، فوجد فيه الفواكه ، وأنواع المأكولات ، فأكل وشرب ، ثم أخذ يقوم بأعمال داخل البستان: هذه الشجرة يقلعها ، وتلك يغرسها ، ودخل البستان رجل آخر قال لنفسه : لن أفعل شيئاً بهذا البستان حتى أتصل بصاحب البستان أو من يمثله أو ينوب عنه ، وأخذ يبحث عنه فإذا بمندوب صاحب البستان يصل إليهما ، فاستنكر المندوب أعمال الشخص الأول ، ولكنه لم يهتم بالكلام ، وأخذ يتصرف بالبستان بدون إذن من مالكه ، أما الشخص الثاني فقد سمع التوجيهات من مندوب صاحب البستان ، وأخذ يعمل طبقاً لها ، فأيهما يستحق المكافأة؟ وهل يستحق ذلك الذي اقتحم البستان وسخر من توجيهات صاحب البستان التي حملها مندوبه؟ هل يستحق مكافأة ولو عمل عملاً صالحاً في البستان؟
لا شك أن كل عاقل يقول بأن الجزاء 1 للذي اتبع إرشادات صاحب البستان ، وأن الذي اقتحم البستان وأخذ يعمل به كما يشاء بدون رضا صاحبه ومالكه ـ رغم وصول من ينذره ـ لا شك أنه لا يستحق الجزاء ، ولو أحسن في بعض أعماله.
وكذلك هذه الأرض وما فيها ، ملك الله ، ورسل الله هم المنسوبون ، والمؤمن هو الذي عمل طبقاً لهدى ربه ، والكافر هو الذي يتصرف في ملك ربه ، بدون إذن أو هداية ، وهو في نفس الوقت قد أعرض عن رسل ربه .
باب الإسلام : أداء الشهادتين:
س : لماذا جعل الإسلام أداء الشهادتين أول أركانه؟
ج : إن تأدية الشهادة معناه : أنك مقتنع ومصدق بأن لهذا الكون إلهاً خلقه ، وأوجده ، ونظمه ، وأحكمه ، وأنه إله واحد لا شريك له ، وأنك أحد مخلوقاته . ومعنى الشهادة الثانية: أنك تؤمن وتصدق وتوقن بأن محمداً رسول الله ، أرسله بالهدى وبالبيان للحلال الذي يرضي الخالق ، وللحرام الذي يغضبه ، وبأنك باتباع محمد صلى الله عليه وآله وسلم تتحقق طاعتك لله . ومن المعلوم أنك إذا لم تكن عارفاً بالتوحيد فإن شهادتك تكون شهادة باطلة وناقصة .
اذن
لا بد لك من تعلم علم التوحيد لتكون شهادتك صحيحة ، وإسلامك صحيحاً وعملك مقبولاً قال تعالى :
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد :19] .
﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران : 18] .
لذلك فعلم التوحيد أصل العلوم الدينية وأفضلها .
الخلاصة
* لا يقبل الله أعمال الكافرين، ولا يتقبل الله إلا من المؤمنين.
* لأن الكافر يعمل غير قاصد به رضاء مالكه وخالقه وسيده ولا يهمه أيرضى الله عنه أم يغضب، فاستحق العقاب وحرم الثواب .
* باب الإسلام أداء الشهادتين، ولا تؤدى الشهادتان كاملتين إلا إذا تعلم المرء علم التوحيد: لذلك كان علم التوحيد أهم العلوم في نظر الدين الإسلام.