بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله
اخواني واخوتي , قبل أن أبدأ حكايتي أود أن أحيط علمكم أنني أبلغ من العمر السادسة عشر , و بالنسبة للكثيرين هو ليس عمرا كافيا لإظهار تجربة و لكن ما سأعرضه عليكم الآن هو بالنسبة لي أكبر تجربة ...
نشأت في أسرة لا علاقة لها بالدين و لا تعرف معنى الإسلام إلا على ورق دفتر العائلة . و لم يكن يوجد في بيتنا كتاب واحد للقرآن الكريم .... وبالنظر إلى هذا فلقد أهملت الدين في البداية بلا شعور وبلا رقيب ...
ثم وضعني أهلي _سامحهم الله _ في مدرسة مسيحية متعصبة بحتة , لا تعترف بلإسلام و تشجع المسلمين في هذه المدرسة على التخلص من دينهم و تركه وتبين لهم بطريقة غير مباشرة ان دينهم هو دين التخلف ..
كنت اسمع في هذا الوقت نصائح من رفاقي الصالحين _ذكرهم الله بالخير_ لكي أصلي وأصوم وأتلو القرآن الكريم ,, ولكنني لم أكن أفهم شيئا من هذا و عندما كنت أسأل والدتي كانت تقول لي بأنها أشياء لن تنفعني و لا فائدة منها_سامحها الله- .... أما والدي فكنت أحسه على وشك اإنفجار عندما أحاول أن أحادثه ع الدين
و هذا الشيء لم يكن منطبقا على اسرتي الصغيرة فقط بل على العائلة كلها
و هكذا أهملت الدين إهمالا تاماً , وكنت أشعر بالسخرية تجاهه , حتى بلغت الرابعة عشر , وهنا بدأ الكابوس المميت , حيث أنني كنت قد خطيت الخطوة الأولى في وادي الإلحاد
تعرفت على اصدقاء من نفس "جو" أسرتي وتفكيرهم الخاطئ , ولا أعرف إن كان يصح أن اسميهم أصدقاء .. ولكن .. المهم .. أصبحوا تدريجيا يمدوني بأدلة على عدم وجود الله _ استغفر الله العظيم_ و على كيفية نشوء الكون بنفسه عن طريق ما يسمونه صدفة ..!
و اعطوني أكثر من عشرة كتب قرأتها لكتّاب ملحدين تدل على عدم وجود الله , فهي تلغيه و تلغي الاديان كلها و المعتقدات كلها .. وللأسف فقد غزاني الشيطان و اقتنعت بما قرأت من سخافات و تفاهات و ابتعدت عن الحق الدي لم اقترب مه يوما
و بعد ذلك بدأوا يمدوني بمواقع على الانترنت , مواقع لا دينية , تنفي الأديان , فهي منتديات للتحاور اللاديني و للتبشير اللاأدري
استطيع انم اقول لكم انني بعد مدة كنت قد أصبحت ملحدة محترفة يتجسد الشيطان فيي , واصبحت اكتب بدوري كما يكتبون و أسب وألعن حتى وصلت إلى إطار " المواضيع المفهرسة" أي ان مواضيعي كانت تعتبر من المواضيع الهامة التي كانت تفهرس ضمن فهرس خاص يسم المكتبة و توضع أمام كل من يزور هذا الموقع المشؤوم ثم أصبحت مشرفة في هذا المنتدى اللعين _يا لعاري _ أفصل كل من يتكلم بلسان الحق والإسلام أو الدين
و كل هذا كان يحدث وأهلي يعلمون , تخيلوا ان اهلي كان يعلمون بإلحادي و هم راضون عن هذا
كما أصبحت ألتقي مع رفاق السوء أولئك في كل اسبوع تقريبا , وكانت عبارة عن اجتماع شياطين لا أكثر ولا أقل..
حتى ذلك اليوم ... الذي كان قبل أربعة أشهر تقريبا ففي سوريا وفي بداية كل سنة دراسية تقام مسابقة ثقافية يشترك فيها طلاب المدارس و تسمى مسابقة "الرواد"
اشترك فيها , ونجحت في هذه المسابقة برتبة _رائدة محافظة حلب_ و لا أعرف ما كان سبب نجاحي والشيطان يعمي قلبي
المهم ... عند توزيع الشهادات , قابلت موزعة الشهادات وهي إنسانة لها فضل عليّ لن أنساه طوال حياتي .. قالت لي و هي تسلمني الشهادة : مباركة عليك , خذيها واشكري الله سبحانه وتعالى على نعمته لك ..
فابتسمت وقلت لها بلهجة قاسية وجفصة : لن أشكره , فأنا لا أشكر خيالا , بل سأشكر العقل الذي الهمني خير الأجوبة
عندها توقفت و نظرت إلي وقالت لي وهي تسلمني الشهادة : ما رأيك أن تنتظريني في الخارج ريثما أوزع باقي الشهادات ؟!
كنت اعرف أنها ستحاول محاورتي ومناقشتي , وكنت مستعدة لذلك خير استعداد كيف لا .. و قد كانت الشياطين تلعب بي وتلتف حولي
انتظرتها , ثم رأيتها تتجه نحوي حتى صارت أمامي , فوضعت يدها على كتفي وقالت : -إن من يملك عقلا أمكنه أن يجيب على كل تلك الأسئلة و ان ينجح فيها لا يمكن ان يكون بعيدا عن الله هذا البعد السحيق .
فقلت لها بلهجة تحدي واستهزاء : و أنا يسعدني أن أكون بعيدة كا هذا لبعد , بل ويشرفني ايضا , وعل ما أظن أننا نمتلك حرية الرأي والتفكير والإعتقاد .
حينها قالت لي بصوت أقوى : ستدمرين نفسك و مستقبلك بهذا التفكير , وستقضين على أولادك مستقبلا , وهم بدورهم سيقضون على أولادهم وهكذا ستحرقين جيلا كاملا في جهنم , فإن كنت ذنب أحدهم , لا تكوني سببا في ذنب أشخاص آخرين . من يتكلم مثلك لم يعرف يوما معنى الدين , ومعنى الإسلام دين المحبة والأخوة والمساواة .. من يتكلم مثلك لن يرى يوما السلام والطمأنينة في حياتك .. أنا حزينة علبك ليس إلا ... ولكن يبدو أنك عاندة على رأيك لذلك أرجو منك لكي تريحي بالي وترضي ضميري , أن تأخذي اسم هذين الكتابين وتجربين قراءتهم .
اعطتني اسمهما , و كانا الكبائر , و"قصة الإيمان" , في البداية عدت إلى البيت ساخرة و أنا أضحك على تلك المرأة التي كان اسمها السيدة سناء و لا أعرف سناء ماذا , أطال الله في عمرها و جزاها كل خير
عدت الى البيت و انا افكر في موضوع جديد أكتبه في المنتدى اللاديني اللعين , وكتبته وكان بعنوان الشيوعية والامبريالية , وقبل أن اخلد للنوم جلست أفكر ... فما الذي سيحدث علي إن قرأت هذين الكتابين , بالتأكيد لن تتزعزع أفكاري و لكنني سأعرف ما يفكر فيه أصحاب المعتقدات والأديان
و بعد يومين تقريبا نزلت إلى مكتبة الزهراوي في حيّ التلل في حلب , الذي وجدت عنده كتاب "قصة الإيمان" فقط ودلني على مكتبة العربي التي وجدت فيها كتاب "الكبائر" , عدت مساء ذلك اليوم و بدأت بكتاب قصة الإيمان , وطبعا هو كتاب ضخم جدا , لم أنهه إلا بعد أسبوعين من القراءة المتواصلة , اذ أن من يقرأ المقدمة فقط لا يجرؤ على تركه , وعلى الاغلب يعرف هذا الكتاب الكثيرون منكم
كنت كل ليلة أقرأ فيها جزءا من هذا الكتاب فتسري في جسدي القشعريرة والخوف و لكنني كنت أتغلب على هذا الشعور بان أقول أن هذا كله تفاهات ولا يستند على العلم _استغفر الله العظيم_
حتى وصلت الى المرحلة التي اخذت فيها بالبكاء , و لا أقصد البكاء العادي , بل اقصد البكاء الذي تتحدى فيه الدموع سيول الأنهار
كنت أبكي بصوت مرتفع و الخوف على نفسي يملأني , والذنب يقتلني , وعذاب الضمير يهلكني , وبدأت تدريجيا أتوقف عن الدخول على ذلك الموقع اللعين , كما قللت لقاءاتي مع تلك المجموعة ... مجموعة الشياطين
و أصابتني حالة من الكآبة والياس و الذهول والسهو دامت ثلاثة ايا تقريبا , حتى ادركت أنني بالله آمنت , وبالرسول صلى الله عيه وسلم آمنت , وبالإسلام آمنت , فتبت إلى الله الذي هو غفور رحيم , وقاطعت تلك المجموعة نهائيا و عندما أبلغتهم بأنني آمنت , حسبوني أهزأ وأسخر حتى لاحظوا بالفعل غيايبي و انقطاعي , حاولوا التحدث معي بكافة الطرق إلا أنني كنت أصدهم بكافة الطرق ايضا ... أعطيتهم اسم الكتا وكان ذلك آخر ما سمعوه مني ... ولا أعرف شيئا عنهم الآن
أما أهلي فقد لاحظوا علي التغير , ولكنهم لم يقولول لي شيئا الا ان يتفقدوني باستمرار والحاح إن كنت أعاني من خطب ما أو أن كنت مزعوجة , ثم ادركو اإيماني فلم يتفوهوا بحرف , إلا اختي التي وصفتني بالغبية وصغيرة العقل ..
لم يدم على هذا سوى اربعة أو ثلاثة اشهر تقريبا , و انا ما زلت احس بنوبات الذنب و لا اعرف كيف اكفر عن هذا الذنب العظيم الذي اقترفته
اخواني و اخوتي من كافة البلاد والأرجاء , البعض منّا قد يملك ظروفا تمنعه من معرفة الإسلام , ولكن لا شيء .. لاش يء ابدا يمنعنا من معرفة الله جل اسمه , من معرفة ربنا الذي كل حجر ينطق باسمه وكل شجرة تنتطق باسمه وكل ما في الوجود ينطق باسمه ... إلا من ضل عقله و قلبه , وقاده الشيطان إلى أوديته
إلى كل الملحدين .... إن إلحادكم ليس كما تظنون ذكاء , وإن كنتم تعتبرون العلم دليلا ضد الله , فاعلموا أن لا دليلا قويا على وجود الله كالعلم , فالعلم هو مفتاح من مفاتيح الوصول الى الله , فتوبوا إليه إنه رحيم غفور يغفر للجميع , ولا تتمادوا في كفركم فأنتم الخاسرون في النهاية وهو قوي عزيز .
إن الله قد ارشدنا إلى الطريق القويم فلا تكونوا لله ناكرين
و اخبرا أقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم و اخوانكم اولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون "
صدق الله العظيم
(23)التوبة
و الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله
اخواني واخوتي , قبل أن أبدأ حكايتي أود أن أحيط علمكم أنني أبلغ من العمر السادسة عشر , و بالنسبة للكثيرين هو ليس عمرا كافيا لإظهار تجربة و لكن ما سأعرضه عليكم الآن هو بالنسبة لي أكبر تجربة ...
نشأت في أسرة لا علاقة لها بالدين و لا تعرف معنى الإسلام إلا على ورق دفتر العائلة . و لم يكن يوجد في بيتنا كتاب واحد للقرآن الكريم .... وبالنظر إلى هذا فلقد أهملت الدين في البداية بلا شعور وبلا رقيب ...
ثم وضعني أهلي _سامحهم الله _ في مدرسة مسيحية متعصبة بحتة , لا تعترف بلإسلام و تشجع المسلمين في هذه المدرسة على التخلص من دينهم و تركه وتبين لهم بطريقة غير مباشرة ان دينهم هو دين التخلف ..
كنت اسمع في هذا الوقت نصائح من رفاقي الصالحين _ذكرهم الله بالخير_ لكي أصلي وأصوم وأتلو القرآن الكريم ,, ولكنني لم أكن أفهم شيئا من هذا و عندما كنت أسأل والدتي كانت تقول لي بأنها أشياء لن تنفعني و لا فائدة منها_سامحها الله- .... أما والدي فكنت أحسه على وشك اإنفجار عندما أحاول أن أحادثه ع الدين
و هذا الشيء لم يكن منطبقا على اسرتي الصغيرة فقط بل على العائلة كلها
و هكذا أهملت الدين إهمالا تاماً , وكنت أشعر بالسخرية تجاهه , حتى بلغت الرابعة عشر , وهنا بدأ الكابوس المميت , حيث أنني كنت قد خطيت الخطوة الأولى في وادي الإلحاد
تعرفت على اصدقاء من نفس "جو" أسرتي وتفكيرهم الخاطئ , ولا أعرف إن كان يصح أن اسميهم أصدقاء .. ولكن .. المهم .. أصبحوا تدريجيا يمدوني بأدلة على عدم وجود الله _ استغفر الله العظيم_ و على كيفية نشوء الكون بنفسه عن طريق ما يسمونه صدفة ..!
و اعطوني أكثر من عشرة كتب قرأتها لكتّاب ملحدين تدل على عدم وجود الله , فهي تلغيه و تلغي الاديان كلها و المعتقدات كلها .. وللأسف فقد غزاني الشيطان و اقتنعت بما قرأت من سخافات و تفاهات و ابتعدت عن الحق الدي لم اقترب مه يوما
و بعد ذلك بدأوا يمدوني بمواقع على الانترنت , مواقع لا دينية , تنفي الأديان , فهي منتديات للتحاور اللاديني و للتبشير اللاأدري
استطيع انم اقول لكم انني بعد مدة كنت قد أصبحت ملحدة محترفة يتجسد الشيطان فيي , واصبحت اكتب بدوري كما يكتبون و أسب وألعن حتى وصلت إلى إطار " المواضيع المفهرسة" أي ان مواضيعي كانت تعتبر من المواضيع الهامة التي كانت تفهرس ضمن فهرس خاص يسم المكتبة و توضع أمام كل من يزور هذا الموقع المشؤوم ثم أصبحت مشرفة في هذا المنتدى اللعين _يا لعاري _ أفصل كل من يتكلم بلسان الحق والإسلام أو الدين
و كل هذا كان يحدث وأهلي يعلمون , تخيلوا ان اهلي كان يعلمون بإلحادي و هم راضون عن هذا
كما أصبحت ألتقي مع رفاق السوء أولئك في كل اسبوع تقريبا , وكانت عبارة عن اجتماع شياطين لا أكثر ولا أقل..
حتى ذلك اليوم ... الذي كان قبل أربعة أشهر تقريبا ففي سوريا وفي بداية كل سنة دراسية تقام مسابقة ثقافية يشترك فيها طلاب المدارس و تسمى مسابقة "الرواد"
اشترك فيها , ونجحت في هذه المسابقة برتبة _رائدة محافظة حلب_ و لا أعرف ما كان سبب نجاحي والشيطان يعمي قلبي
المهم ... عند توزيع الشهادات , قابلت موزعة الشهادات وهي إنسانة لها فضل عليّ لن أنساه طوال حياتي .. قالت لي و هي تسلمني الشهادة : مباركة عليك , خذيها واشكري الله سبحانه وتعالى على نعمته لك ..
فابتسمت وقلت لها بلهجة قاسية وجفصة : لن أشكره , فأنا لا أشكر خيالا , بل سأشكر العقل الذي الهمني خير الأجوبة
عندها توقفت و نظرت إلي وقالت لي وهي تسلمني الشهادة : ما رأيك أن تنتظريني في الخارج ريثما أوزع باقي الشهادات ؟!
كنت اعرف أنها ستحاول محاورتي ومناقشتي , وكنت مستعدة لذلك خير استعداد كيف لا .. و قد كانت الشياطين تلعب بي وتلتف حولي
انتظرتها , ثم رأيتها تتجه نحوي حتى صارت أمامي , فوضعت يدها على كتفي وقالت : -إن من يملك عقلا أمكنه أن يجيب على كل تلك الأسئلة و ان ينجح فيها لا يمكن ان يكون بعيدا عن الله هذا البعد السحيق .
فقلت لها بلهجة تحدي واستهزاء : و أنا يسعدني أن أكون بعيدة كا هذا لبعد , بل ويشرفني ايضا , وعل ما أظن أننا نمتلك حرية الرأي والتفكير والإعتقاد .
حينها قالت لي بصوت أقوى : ستدمرين نفسك و مستقبلك بهذا التفكير , وستقضين على أولادك مستقبلا , وهم بدورهم سيقضون على أولادهم وهكذا ستحرقين جيلا كاملا في جهنم , فإن كنت ذنب أحدهم , لا تكوني سببا في ذنب أشخاص آخرين . من يتكلم مثلك لم يعرف يوما معنى الدين , ومعنى الإسلام دين المحبة والأخوة والمساواة .. من يتكلم مثلك لن يرى يوما السلام والطمأنينة في حياتك .. أنا حزينة علبك ليس إلا ... ولكن يبدو أنك عاندة على رأيك لذلك أرجو منك لكي تريحي بالي وترضي ضميري , أن تأخذي اسم هذين الكتابين وتجربين قراءتهم .
اعطتني اسمهما , و كانا الكبائر , و"قصة الإيمان" , في البداية عدت إلى البيت ساخرة و أنا أضحك على تلك المرأة التي كان اسمها السيدة سناء و لا أعرف سناء ماذا , أطال الله في عمرها و جزاها كل خير
عدت الى البيت و انا افكر في موضوع جديد أكتبه في المنتدى اللاديني اللعين , وكتبته وكان بعنوان الشيوعية والامبريالية , وقبل أن اخلد للنوم جلست أفكر ... فما الذي سيحدث علي إن قرأت هذين الكتابين , بالتأكيد لن تتزعزع أفكاري و لكنني سأعرف ما يفكر فيه أصحاب المعتقدات والأديان
و بعد يومين تقريبا نزلت إلى مكتبة الزهراوي في حيّ التلل في حلب , الذي وجدت عنده كتاب "قصة الإيمان" فقط ودلني على مكتبة العربي التي وجدت فيها كتاب "الكبائر" , عدت مساء ذلك اليوم و بدأت بكتاب قصة الإيمان , وطبعا هو كتاب ضخم جدا , لم أنهه إلا بعد أسبوعين من القراءة المتواصلة , اذ أن من يقرأ المقدمة فقط لا يجرؤ على تركه , وعلى الاغلب يعرف هذا الكتاب الكثيرون منكم
كنت كل ليلة أقرأ فيها جزءا من هذا الكتاب فتسري في جسدي القشعريرة والخوف و لكنني كنت أتغلب على هذا الشعور بان أقول أن هذا كله تفاهات ولا يستند على العلم _استغفر الله العظيم_
حتى وصلت الى المرحلة التي اخذت فيها بالبكاء , و لا أقصد البكاء العادي , بل اقصد البكاء الذي تتحدى فيه الدموع سيول الأنهار
كنت أبكي بصوت مرتفع و الخوف على نفسي يملأني , والذنب يقتلني , وعذاب الضمير يهلكني , وبدأت تدريجيا أتوقف عن الدخول على ذلك الموقع اللعين , كما قللت لقاءاتي مع تلك المجموعة ... مجموعة الشياطين
و أصابتني حالة من الكآبة والياس و الذهول والسهو دامت ثلاثة ايا تقريبا , حتى ادركت أنني بالله آمنت , وبالرسول صلى الله عيه وسلم آمنت , وبالإسلام آمنت , فتبت إلى الله الذي هو غفور رحيم , وقاطعت تلك المجموعة نهائيا و عندما أبلغتهم بأنني آمنت , حسبوني أهزأ وأسخر حتى لاحظوا بالفعل غيايبي و انقطاعي , حاولوا التحدث معي بكافة الطرق إلا أنني كنت أصدهم بكافة الطرق ايضا ... أعطيتهم اسم الكتا وكان ذلك آخر ما سمعوه مني ... ولا أعرف شيئا عنهم الآن
أما أهلي فقد لاحظوا علي التغير , ولكنهم لم يقولول لي شيئا الا ان يتفقدوني باستمرار والحاح إن كنت أعاني من خطب ما أو أن كنت مزعوجة , ثم ادركو اإيماني فلم يتفوهوا بحرف , إلا اختي التي وصفتني بالغبية وصغيرة العقل ..
لم يدم على هذا سوى اربعة أو ثلاثة اشهر تقريبا , و انا ما زلت احس بنوبات الذنب و لا اعرف كيف اكفر عن هذا الذنب العظيم الذي اقترفته
اخواني و اخوتي من كافة البلاد والأرجاء , البعض منّا قد يملك ظروفا تمنعه من معرفة الإسلام , ولكن لا شيء .. لاش يء ابدا يمنعنا من معرفة الله جل اسمه , من معرفة ربنا الذي كل حجر ينطق باسمه وكل شجرة تنتطق باسمه وكل ما في الوجود ينطق باسمه ... إلا من ضل عقله و قلبه , وقاده الشيطان إلى أوديته
إلى كل الملحدين .... إن إلحادكم ليس كما تظنون ذكاء , وإن كنتم تعتبرون العلم دليلا ضد الله , فاعلموا أن لا دليلا قويا على وجود الله كالعلم , فالعلم هو مفتاح من مفاتيح الوصول الى الله , فتوبوا إليه إنه رحيم غفور يغفر للجميع , ولا تتمادوا في كفركم فأنتم الخاسرون في النهاية وهو قوي عزيز .
إن الله قد ارشدنا إلى الطريق القويم فلا تكونوا لله ناكرين
و اخبرا أقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم و اخوانكم اولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون "
صدق الله العظيم
(23)التوبة
تعليق