العين شاخصة إلى السماء.
تعبير الوجهة في وضع معيّن لا يتغيّر.
الجلد صار بارداً.
عمّا قليل سيتعفن هذا الوجه الجميل!
عمّا قليل ستنبعث من هذا الجسم الذي كان عطراً منذ لحظات - ستنبعث منه رائحة كريهة لا يقوى على الجلوس مع وجودها أحد!
إنه الموت!
يأتي فجأة بلا مقدمات!
و لكن لحظة!
لحظة!
أيها الموت انتظر!
نعم، انتظر أيها الموت فأنا لم أحقق كل أحلامي بعد!
لم أحصل بعد على شهاداتي التي أطمح إليها!
لم أصل إلى المرتبة الوظيفية التي عملت للوصول إليها سنوات و سنوات!
لم أكوّن الثروة التي أخطط و أعمل ليلاً و نهاراً لتكوينها!
لم أدع لأسرتي مالاً يكفيهم ذلّ السؤال!
كما أني لم أتب من ذنوبي بعد!
كيف سأقابل ربّي بها؟
ماذا سأقول لأدافع عن نفسي لو سألني عنها؟
أسئلة و آمال و احتجاجات كثيرة يمكن أن نرفعها في وجه الموت و لكنّه لن يأبه لها، فهو مأمور، و لا يستطيع عصيان من أمَرَه!
هكذا يأتي الموت فجأة فتكون النظرة الأخيرة!
نعم، إنها النظرة الأخيرة التي سننظرها جميعاً يوماً ما، و من يدري لعل ذلك اليوم قريب، فهل فكرت في نظرتك الأخيرة؟

تعليق