.............................
..............

كلماتٌ تداخلتْ حروفُها وجعَاً واشتياقاً وغُربة ..*
لا أعلم لمَ أكتبها ؟ وهل ستصلُ لمن أكتبها لهم ؟
لكنّه بوحٌ أبى إلا أنْ يتنفّس على صفحات مُبعثرة
أبتْ حرُوفُه إلا أن تتكسّر على شطآن المكان الذّي التقيتهم فيه
أحبةً لي .. عرفتهم ها هنا .. أحبّهم قلبي لله وفي الله ()
أحبةً غرسوا في القلب أزهارَ إخاءٍ وعطاءٍ فتسامتْ رِفعةً نحو السّماء
لا زال عطرَها الشّذيّ يعبقُ برائِحةِ المحبّة التّي تأصلّت جُذُورها في دَواخِلنا
لا زالتْ يدي تتلمّسُ مواضِعَ أيادِيهم التّي مدّتني بالعونِ في كلّ حين
لا زالتْ قدمايَ تستشعرُ بعضَ طُرقاتِ خيرٍ قادُوني إليها علّها توصِلُني إليهم
لا زالتْ عُيُوني تبحثُ عن أطيافِهِم في زحمةِ الرّائحين والغادِين
لعلّها تلمحُ بعضَ خيالٍ يُشبه خيالاتِهِم التّي كانت تنبضُ عَطاءً وخَيراً
أعلمُ يقيناً أنّهم غادروا بسبب ظروفٍ أقوى منهم .. و رحلوا ..*
لكنّهم رحلوا وتركُوا آثارَهم محفُورةً في زوايا القلبِ لا تمحُوها رياحُ الأزمان
رحلُوا وبقيتْ رائحةُ عطرِهم تتشبّثُ بجدرَانِ رئتيّ فتملؤهُما بــ الحنين ..*
رحلُوا و تسمّرَ خيالُ أطيافِهم في أبعادِ مُقلتي فانطلقتْ تدُورُ باحثةً عنهُم


أتلمّسُ العُذرَ لهم .. ليسَ هُناكَ شَكٌ في هَذا ..
لكنْ حَقّاً .. لم يعدْ لديّ ما أُهدْهِدُ بهِ غُربةُ قلبِي
تلكَ الغُربةُ التّي أضحَتْ تخنِقُني وتُحيطُني بأسوارها
الغربةُ التّي احاطتْ قضبانَ سُجونِها على فؤادي فاستوحَشَ من وحدَته
لا تلومُوني على فراقِ من أعانَني على السّير نحوَ الخيرِ والعَطاء
لا تلومُوا باشِقاً جريحَاً حينَ يبكِي بعدَ أن عَجزَ عن التّحليق
ولا تلوموا نبتةً على ضِفاف نبعٍ جفّت مياهُه .. حينَ انثنتْ ذابلةً بعد انتشاء
لا تلومُوا وردَةً إذا اشتاقتْ إلى قطراتِ ماءٍ حتّى تنتعش بــ عذبِ الرّواء
لا تلومُوا حبةَ قمحٍ حينَ تتوقُ إلى أشعة الشّمس لتنمُو وتُبهِجُ النّاظرين
ولا تلومُوا الأرضَ التّي تشقّقتْ من الجفافِ حينَ تتلهّفُ لــ غيماتٍ هَتُون


هل أُلامُ على محبّةٍ عقدتْ أواصِرهَا بحبالٍ تُوصلُها للجِنان ؟
هل أُعاتبُ على وَجَعٍ سَكَنَ الأحشاءَ على فراقِ من كانُوا عوناً لي بعدَ الله ؟
من ساندُونِي في سرّائِي وضرّائِي ، وأحكمُوا وِثاقَ أُخوّتنا بدعواتهم الممطِرة ؟

فـــ ( إليهم ) .. إلى من أحبّهم قلبي في الله ()
ثِقُوا أنّه لا يزال لي قلبٌ باقٍ على العهدِ الذّي قطعناهُ معاً
مُتشَبِثُ بحبال الودّ نابضٌ بالعطاء مُفعمٌ بالوفاء بإذنِ الله
وسيبقَى ساعِياً إلى لقاءِ المنابرِ وصُحبةُ الفِردوس بإذنِ خالقهِ ومولاه
ولكنّني ..
حقاً أشتاقُ إليكم وإلى مرابعِ الخيرِ التّي تلاقَينا فِيها و درَجنا على طُرقَاتها
حقّاً أشتاقُلزوايا كنّا نُنمّقُ فيها أعمالنا سويّاً ونُرسلُها تُحلّقُ زاهيةً في الأعالي
حقّاً يأسِرُني الحنينُ .. فتنطوِي نفسِي على غُربَتي القابِعة في أعماقِي ..*
و .. حقّاً .. تخنِقُني غُربتِي .. بعدَ غيابِ أحبّتي ()**
فلا يلومني أحدٌ .. رجــــــــاءً ..**
رسالةٌ من قلبي إلى قلوبِ أحبّتي الغائبات ()
أحبّكم وأسألُ الله اجتماعاً بكم في الدّارين على خَير ()*

بعضٌ من انكسارات قلب : قطـرات
()*

:

تعليق