بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده ؛ [ ... سكب ! وعلّ النفع مِنه يُرجى ؛ - أسأل الله - ]
• علينا أن نكون أكثر مرونة وبساطة مما نحن عليه .. شيءٌ طيّب أن تتقبل مضغ بعض الأشواك تحت أسنانك ثم ازدرادها ، ليس كُلّ الشوك نلفِظه في وجوه أصحابه - فالكثير لا يقصدون .. الكثير - ، وما أرخص الحياة ! فَكُن ذكياً فطناً ولتكن تجارتك الرابحة . • إن صدمتَ أحداً ، أو أخفته بهجوم غير مُتعمَّد .. فَفزع و " بلِّم " - مِثلي - ، فلطِّف الجوّ بمزح ٍ صادِق ، أو حِكاية مِن جعبتك ، أو أي أمر قد يُثير فُضوله ، وقُم بانتشاله بِرفق أو على عُجالة حسب ما يتراءى لك - كما فعلت [ ... ] - . • لا تبقَ مُتتمِّراً ثائراً إن حاول رَفيقُكَ التربيتَ على كَتِفك ، فإنه بذا يعتذر ، فلا تُثقل عليه ، وأسرع في الابتسام و داعِبه ضاحكاً ، وإن اضطررت فجامله .. كُن رقيقاً رفيقاً على قلوبهم يا قلبي ، فإنما هُم بشر .. ضِعافٌ على كُلِّ أحوالهم مِثلك . • [ التغابي ] في أحوال كثيرة يكون نِعْمَ العمل ، ويُشبهه التجاهل ! ، وحاذِر أن تكون غبياً بِحجَّة حسن الظن ، لا ! بَل كُن بصيراً حَذِراً فطناً .. حاسِب وَزنها وإلا أكلتك الذئاب . • تأكَّد أنّك حين ترفِق بهم ، فسيُرفق بِكَ ولا ريب .. و [ كما تدين تدان ] ، اغفر لهم أخطاءهم تُغفر لكَ أخطاءك ، وإياكَ إياكَ أن تُذكِّرهم بما اقترفوه ! فإنّك بذا ما غفرتُ ، بل مننتُ وأيقظتَ في نفوسهم دمامل حاولوا إخفاءها ووأدها .. فاحفظ نفسك بنفسك ، ولا تكشِف عن قُبحٍ لا تهواه نفسك .
- فمن فوائد الذِّكر: أنّه يطردُ الشيطان ويقمعُه ويكسِرُه ، يقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}، ويقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}. وثبت من حديث الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: " إنّ اللهَ سبحانه أمر يحيى بن زكريّا بخمس كلمات، أن يعمل بها، ويأمُرَ بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنّه كاد أن يُبطّئ بها، فقال له عيسى عليه السلام: إنّ الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمُرَ بني إسرائيل أن يعملوا بها فإمّا أن تأمرهم وإمّا أن آمُرَهم. فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يُخسفَ بي أو أعذب، فجمع النّاسَ في بيت المقدس، فامتلأ المسجد، وقعدوا على الشُّرَف، فقال: إنّ اللهَ أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنَّ وآمرَكم أن تعملوا بهنَّ..." فذكر أمرَهم بالتوحيد، والصلاة، والصيام، والصّدقة، ثمّ ذكر الخامسةَ فقال: "وآمُرُكم أن تذكروا اللهَ، فإنّ مَثَلُ ذلكَ كمَثَلِ رجُلٍ خرج العدوُّ في أثَرِه سراعاً حتى إذا أتى على حِصنٍ حصينٍ فأحرز نفسَه منهم، كذلك العبدُ لا يحرزُ نفسَه من الشَّيطان إلاّ بذكر الله تعالى..." ، إلى آخر هذا الحديث العظيم.المسند (4/202)، سنن الترمذي (رقم:2863)، المستدرك (1/117، 118، 421)، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (رقم:1724) - يقول ابن القيّم رحمه الله: " فلو لم يكن في الذّكر إلاّ هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقًا بالعبد أن لا يفتُرَ لسانُه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهِجا بذكره، فإنّه لا يحرز نفسه من عدوِّه إلاّ بالذِّكر، ولا يدخل عليه العدوُّ إلاّ من باب الغفلة، فهو يرصُدُه، فإذا غفل وثب عليه وافترسَه، وإذا ذكرَ اللهَ تعالى انخنس عدوُّ الله وتصاغر وانقمع حتى يكون كالوصع وكالذّباب، ولهذا سُمِّيَ (الوسواسُ الخنَّاس)، أي: يوسوس في الصدور فإذا ذكرَ الله تعالى خنس أي كفَّ وانقبضَ. عن كتاب فقه الأدعية والأذكار ؛
( وإذا مرِضتُ فهو يشفين )
وكان فضل الله عليكَ عظيماً
[ يا أخي .. حطِّم القيد وهيّا .. نملأ الكون دويّا .. ! سوف نمضي .. نزحم الدرب السويّا .. نحو ساحات الجهاد .. وننادي كُلّنا .. الله أكبر ! ]